* إذا فمن أين تأتي بهذه القصص؟
- الذي يتطاول على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لا يستبعد عليه أي شيء.
* سبحان الله. اجتمع فيه الكفر والكذب.
- ويكتب في نشرة مركز يزعم التخصص العلمي.
* خيرا. نكتفي بهذه الأمثلة، فإن تلك المراكز يبدو أن قصصها طويلةٌ.
- وأكاذيبها أطول.
ولكن أرجو أن تسمح لي بملاحظة أخيرة في حرب الإعلام الكاذبة ضد المجاهدين.
* تفضل.
- في أكثر من كتاب لمركز مكافحة الإرهاب بالجيش الأمريكي تم التأكيد على أمرين في غاية الخطورة:
الأول: أن الحرب الإعلامية ضد المجاهدين يجب أن تمول بطريقة سرية من وراء ستار، وبأساليب الحرب الباردة ضد المعسكر الشيوعي. وقد أشرت لهذا في رسالة (التبرئة) عند الحديث عن مقتل الطفلة شيماء -رحمها الله- أثناء الهجوم على رئيس الوزراء المصري.
التعليق:
"لا بد أن تمول حكومة الولايات المتحدة حملات الدعاية التي تركز على تحويل الرأي العام المسلم ضد الجهاديين، ولكن بصورة خفية جدا وبأسلوب غير مباشر.
ولا بد للولايات المتحدة أن تستثمر قوة (أثر شيماء) خاصة، في نشر صور الهجمات الجهادية التي قتلت أطفالا مسلمين.
وفي ضوء النقاط السالفة التي أوضحت الآثار الوخيمة لعمل الولايات المتحدة المباشر في المنطقة، فمن الضروري أن تعمل الولايات المتحدة من خلف الستار.
ولذلك فإن حملات الدعاية مثل تلك التي أشرنا إليها سابقا، لابد أن تدار بعناية من قبل محترفين يستخدمون نفس استراتيجيات المعلومات والمنظمات الممتازة التي استعملتها الولايات المتحدة بكفاءة في الحرب الباردة".
"The United States government must fund media campaigns that focus on
turning Muslim public opinion against the jihadis, but in a very low key
and indirect manner. In particular, the U.S. must harness the power of the
“Shayma Effect”, broadcasting images of jihadi attacks that have killed
Muslim children.
In light of the foregoing points highlighting the deleterious effects of direct
U.S. action in the region, it is essential that the U.S. operate behind the
scenes. Thus, media campaigns like those mentioned above must be carefully managed by professionals using some of the same, excellent information strategies and organizations that the U.S. employed so effectively in the Cold War".
[Stealing Al-Qa’ida’s Playbook, Combating Terrorism Center, United States Military Academy, P: 18 &19].
الدكتور:
الأمر الثاني: أن الحكومات الغربية يجب أن تهاجم المجاهدين بإقناع الزعماء المسلمين والسلفيين بإدانة المجاهدين
التعليق:
"الحكومات المحاربة للتوجه الجهادي عليها أن تدعم الرسائل والرسل الذين لهم صدى في القطاعات التي أشرنا إليها. وحيث أن الحكومات الغربية تفقد المصداقية في العالم الإسلامي، فإن عليها أن تقوم بذلك بطريقة غير مباشرة. وبالتحديد فعلى الحكومات أن تقنع الزعماء الإسلاميين والسلفيين بإدانة الفكر والأعمال الجهادية، لأنهم أفضل الناس موقعا لتدمير مصداقية الجهاديين ومنع أنصارهم من الانضمام إليهم".
"Governments combating Jihadism should support messages and messengers that will resonate with the various constituencies we have identified. Since Western governments lack credibility in the Muslim world, they should do this indirectly. In particular, governments should convince influential Islamist and Salafi leaders to renounce Jihadi thinking and tactics since they are best positioned to damage the credibility of Jihadis and prevent their constituencies from joining the movement. [MILITANT IDEOLOGY ATLAS- EXECUTIVE REPORT, Combating Terrorism Center, United States Military Academy, P: 7].
* إذن هذا يدعو للتحقيق والبحث حول كثير من التصريحات المهاجمة للمجاهدين.
- بالطبع. إنها الحرب التي يجيزون فيها كل شيء.
* وهنا تتبين أهمية وخطورة الإعلام الجهادي في توصيل الحقيقة للأمة المسلمة.
- بالطبع. ولذا أرجو من كل من يبغي الإنصاف سواء من الموافق للمجاهدين أو المخالف لهم أن يستمع لأقوالهم مباشرة بدون وسيط. وأن يدرك أن الحملة الصليبية تشن حملة دعائية أهم أركانها الكذب والتضليل وإخفاء الحقائق أو تشويهها.
* إذن فأين الحديث الممل في وسائل الإعلام عن الصدق والأمانة والمهنية والحرفية وما أشبه.
- آه. هذه مثل أسلحة صدام للدمار الشامل.
* خيرا. ما دمنا نتحدث عن الشبهات التي تلصق بالمجاهدين، ونتحدث عن الحرب الإعلامية، فهناك شبهةٌ كثيرا ما ترددها الوسائل الإعلامية، في محاولة أن يجعلوها مسلمة من كثرة تردادها، وهي شبهة أن القاعدة صناعةٌ أمريكيةٌ مولتها أمريكا ودربتها. فما تعليقكم على ذلك؟
- تعليقى هو اعتراف الكونجرس الأمريكي الرسمي ببطلان هذه الشبهة في تقريره عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
* حسنا. الحديث عن قتل الأبرياء. يستدعي للذاكرة أمريكا وما يدور فيها حاليا. هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة في أمريكا. ما تعليقكم عليها؟
- هذه الأزمة هي حلقةٌ من حلقات النزيف الاقتصادي الأمريكي منذ ضربات الحادي عشر من سبتمبر بفضل الله. وستستمر هذه الحلقات طالما استمرت السياسة الأمريكية الحمقاء في الخوض في دماء المسلمين.
فملخص ما حدث -من وجهة نظري- أن الاقتصاد الأمريكي أصابته حالةٌ من الركود، وفقدان ثقة المستثمرين في السوق، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فضخت الحكومة الاتحادية أموالا ضخمة من أموال دافعي الضرائب، وخفض البنك المركزي الفائدة على الديون إلى واحد بالمائة، فتوفرت لدى البنوك سيولةٌ ضخمةٌ، فشجعت الإقراض بأبسط الشروط، وكان شراء البيوت من أهم المجالات التي تم تشجيعها، فاندفع الناس يقترضون لشراء البيوت وللمشتروات الاستهلاكية. فارتفعت أسعار العقارات، وكانت البنوك تقرض المقترضين، وهي تعلم عجزهم عن السداد طمعا في الاستيلاء على بيوتهم، وإعادة بيعها بسعر أكبر، ظنا منها أن الارتفاع في سعر العقارات سيستمر، ثم عجز المقترضون عن سداد الديون، ، وبدأت البنوك تستولي على البيوت، وتتحايل على المقترضين ببيع ديونهم لبنوك أخرى بفوائد أكبر، ولكن المشكلة تفاقمت، وانخفضت أسعار العقارات، وصارت البيوت المرهونة تعرض للبيع بسعر أقل من سعر شرائها، ، فبدأت شركات الرهن العقاري في الإفلاس، ومعها البنوك التي لم تسترد أموالها، ثم انتشر الذعر بين البنوك، فلم تعد تقرض بعضها بعضا، وأخيرا لجأت الحكومة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية الأخرى، إلى ضخ الأموال في البنوك بمئات المليارات، وتحمل العبء دافعو الضرائب، الذين دفعتْ أموالهم لإنقاذ كبار الرأسماليين لحفظ النظام الربوي التحايلي من الانهيار.
ومن هذا يتبين أن المشكلة لها ثلاثة أسباب، اثنان كامنان في النظام الرأسمالي، وهما الربا والغش، والثالث كامنٌ في الطبيعية الصليبية العدوانية، وهو السياسة الظالمة التي تتّبعها أمريكا وحليفاتها ضد المسلمين، والتي كانت من نتائجها أحداث الحادي عشر من سبتمبر ثم الحروب الصليبية الخاسرة التي تخوضها أمريكا وحليفاتها.
* هل لهم من مخرج؟
- صعبٌ أن يكون لهم مخرجٌ، لأن عليهم أن يتركوا الربا واقتصاد السوق، ولكنهم ممكنٌ أن يخففوا من خسائرهم إذا أوقفوا النزيف المجنون من الأموال، التي ينفقونها على الحروب ضد المسلمين، فما يسمونه بالحرب على الإرهاب وحملتيهما الصليبيتين في أفغانستان والعراق، التي تستنزفهم استنزافا بسيل من الخسائر المتوالية. وبعد سبع سنوات لم يجنوا إلا الفشل.
* ولكنهم يطمعون في حملاتهم تلك إلى قمع التصدي الجهادي لعدوانهم، حتى يستأثروا بالبترول والثروات، التي يطمعون أن تمدهم بأسباب الرفاه والرخاء.
- إذن فسينزفون حتى الموت بإذن الله.
* وهل يمكن أن تحصل هذه الأزمة وذلك الانهيار في ظل الشريعة الإسلامية؟
- بالطبع لا. فالشريعة تحرم الربا أصلا، وتحرم العقود المبنية على الغش والغرر والتحايل والجهالة.
وكان المنهزمون منا إذا قيل لهم إن الربا حرامٌ، ويجر للفساد والخراب، يقولون أنتم لا تفهمون شيئا في العصر الحديث، الذي يقوم اقتصاده على الفائدة، فهاهو اقتصاد العصر الحديث يتدمر -بفضل الله- بضربات المجاهدين وبالربا وبما يزعمونه حرية السوق.
* هل إذن من رسالة للغرب الصليبي؟
- نقول لهم: أسلموا تسلموا. أسلموا لتعيشوا في حياة خالية من الجشع والاستغلال والمكسب الحرام، ووحوش الرأسمالية التي تسحق الفقراء.
* فإن أبوا الإسلام؟
- لا أقل من أن يكفوا عنا حماقاتهم وأطماعهم، التي ستوردهم المهالك -بإذن الله- إن لم يعقلوا.
* وماذا عن المسلمين الذين يستثمرون أموالهم في الغرب؟
- هؤلاء للأسف معظم تعاملاتهم غير شرعية، فعليهم أن يستثمروا أموالهم في بلاد المسلمين حتى لا يخسروا الدنيا والآخرة.
* خيرا. قبل أن نترك الحديث عن أمريكا، أرى أن نعرج على الانتخابات الأمريكية، فهل لكم من تعليق؟
- نعم. تثبت هذه الانتخابات مدى عداء الشعب الأمريكي للإسلام والمسلمين، فكلا المرشحين يتنافسان على التودد لإسرائيل، وأحدهما يرى أن على الأمريكان أن يبقوا في العراق، حتى يقضوا على كل مقاومة فيه للمشروع الأمريكي الصليبي، والآخر يرى أن عليهم أن ينسحبوا من العراق بالتواطؤ مع إيران ليتفرغوا لضرب أفغانستان، والقضاء على أية معارضة فيها للمشروع الغربي الصليبي. إذن فنحن أمام أمة معادية للإسلام. هذه حقيقةٌ يجب ألا نهرب منها. حتى لا تضل بنا السبل.
* خيرا. ننتقل من أمريكا لإيران بعد إذنكم.