اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-06-2009, 06:23 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي داركوا الهموم بالصدقات

عشرون جنيه + عشرون جنيه = مليون جنيه
لم أكن حينها غنية أو ميسورة ، على العكس تغلبني الشدائد حتى أحسد الصحيح على صحته و الراضي على هناءة باله ! لكنه لم يحرمني الإصرار و الأمل ضمن ما ترك لي من أدوات لبناء حياتي .

إصرار يدفعني للمشي مهما ثقلت قدماي إلى جامع قريب أؤدي فيه الجماعة صلاة و أضع صدقة هينة بالجنيه و الإثنين و النصف و الربع بحسب ما يتيسر .
ذات ممشى تواجهني يافطة من قماش أبيض جوار الجامع. تعلن عن دار للأيتام مشهورة في مصر تدعى دار الأورمان ، تتخذ لها فرعاً جديداً في الحي ليس بعيداً عن الجامع و بيتي .
أقطع الشارع كله بحثاً عنها فلا أجدها . أسأل من يؤكد وجودها في هذا الشارع ، بلا معرفة لمكانها المحدد! أكرر البحث بدقة حتى يقهرني اليأس و العجز فأفوض أمري للذي خلقني أنه قدّر و ما شاء فعل .
أصلي طويلاً حتى يفتح باباً جديداً فألج . أترك الجامع عائدة لبيتي فتنسى قدماي الطريق و تأخذاني إلى شارع جانبي لم أره قبلاً و تضعاني أمام الدار مباشرة في غيبة من وعيي!
أفتش حقيبتي فتسفر عن عشرين جنيهاً ، أقلبها مترددة فهي آخر ما معي حالياً ... شيء يوسوس في صدري : لا تتردي !
أفعل .
تسألني شابة لطيفة يشرق وجهها بنور حجابها و تبيض يدها الصدقة ، ماذا تنوين أن تفعلي بها ؟ تعرض علي مشاريع كثيرة تقوم بها الجمعية ، فلا أتردد ، أعرف تماماً أين أضع هذا المال : جاموسة عُـشر تسلم لأم أيتام .
في البيت أفكر ملياً فيما فعلت . تحتل الوساوس صدري تمنع عني النفس ، ينقذني ذكر الله فأسبّـح و أدعو المولى ، فتغمرني سكينة توحي أن الذي وقع انتهى و أنه مقدر على هذا النحو لا غير .
تطلب مني أمي شراء غرض هين من السوق أسفل المنزل فأفعل و بينما أناول التاجر الثمن تسألني إمرأة : أنت مدرسة أليس كذلك ؟
_ أجل .
_ رأيتك سابقاً في هذا السوق .
_ آسفة لم آخذ بالي منك قبلاً.
تعرفني بنفسها ، ثم تطلب مني تعليمها و ابنيها القراءة و الكتابة مقابل مبلغ شهري لا بأس به .
لا أطيل التفكير و أوافق دون أن أدري ماذا قلت. أؤكد عليها أنني أتقاضى أجري عن كل حصة . توافق ، تفضل هذه الطريقة في الدفع .
أصعد إلى بيتي تملأني الدهشة . جسمي يتولى الفعل عني بعد أن أصابه اليأس من تخاذلي عند أي قرار حد ضياع الفرص منه ، هذه المرة أخذ الزمام مني !
العشرون تضاعفت عشر مرات . فقط أن المائتان لا تسد كل الحاجات . أفكر في استثمار المائتين مجدداً .
تنتهي الحصة ، أتناول المال فأضعه مجدداً في الدار .
تسألني الموظفة مجدداً فلا تجد إجابة مغايرة ، فقط تلك الجاموسة العشر ، أنوي شراء واحدة عما قريب (وقتها كانت تساوي أربعة آلاف جنيه) .
فصل يتبعه مئات الفصول و ألوفها و عشرات الألوف ....... حتى نصل إلى هذا المشهد الفريد الذي مر بي اليوم أحببت أن أشارككم فيه ، ثقوا بكلماتي : كان رائعاً .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:53 AM.