|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
عشرون جنيه + عشرون جنيه = مليون جنيه
لم أكن حينها غنية أو ميسورة ، على العكس تغلبني الشدائد حتى أحسد الصحيح على صحته و الراضي على هناءة باله ! لكنه لم يحرمني الإصرار و الأمل ضمن ما ترك لي من أدوات لبناء حياتي . إصرار يدفعني للمشي مهما ثقلت قدماي إلى جامع قريب أؤدي فيه الجماعة صلاة و أضع صدقة هينة بالجنيه و الإثنين و النصف و الربع بحسب ما يتيسر . ذات ممشى تواجهني يافطة من قماش أبيض جوار الجامع. تعلن عن دار للأيتام مشهورة في مصر تدعى دار الأورمان ، تتخذ لها فرعاً جديداً في الحي ليس بعيداً عن الجامع و بيتي . أقطع الشارع كله بحثاً عنها فلا أجدها . أسأل من يؤكد وجودها في هذا الشارع ، بلا معرفة لمكانها المحدد! أكرر البحث بدقة حتى يقهرني اليأس و العجز فأفوض أمري للذي خلقني أنه قدّر و ما شاء فعل . أصلي طويلاً حتى يفتح باباً جديداً فألج . أترك الجامع عائدة لبيتي فتنسى قدماي الطريق و تأخذاني إلى شارع جانبي لم أره قبلاً و تضعاني أمام الدار مباشرة في غيبة من وعيي! أفتش حقيبتي فتسفر عن عشرين جنيهاً ، أقلبها مترددة فهي آخر ما معي حالياً ... شيء يوسوس في صدري : لا تتردي ! أفعل . تسألني شابة لطيفة يشرق وجهها بنور حجابها و تبيض يدها الصدقة ، ماذا تنوين أن تفعلي بها ؟ تعرض علي مشاريع كثيرة تقوم بها الجمعية ، فلا أتردد ، أعرف تماماً أين أضع هذا المال : جاموسة عُـشر تسلم لأم أيتام . في البيت أفكر ملياً فيما فعلت . تحتل الوساوس صدري تمنع عني النفس ، ينقذني ذكر الله فأسبّـح و أدعو المولى ، فتغمرني سكينة توحي أن الذي وقع انتهى و أنه مقدر على هذا النحو لا غير . تطلب مني أمي شراء غرض هين من السوق أسفل المنزل فأفعل و بينما أناول التاجر الثمن تسألني إمرأة : أنت مدرسة أليس كذلك ؟ _ أجل . _ رأيتك سابقاً في هذا السوق . _ آسفة لم آخذ بالي منك قبلاً. تعرفني بنفسها ، ثم تطلب مني تعليمها و ابنيها القراءة و الكتابة مقابل مبلغ شهري لا بأس به . لا أطيل التفكير و أوافق دون أن أدري ماذا قلت. أؤكد عليها أنني أتقاضى أجري عن كل حصة . توافق ، تفضل هذه الطريقة في الدفع . أصعد إلى بيتي تملأني الدهشة . جسمي يتولى الفعل عني بعد أن أصابه اليأس من تخاذلي عند أي قرار حد ضياع الفرص منه ، هذه المرة أخذ الزمام مني ! العشرون تضاعفت عشر مرات . فقط أن المائتان لا تسد كل الحاجات . أفكر في استثمار المائتين مجدداً . تنتهي الحصة ، أتناول المال فأضعه مجدداً في الدار . تسألني الموظفة مجدداً فلا تجد إجابة مغايرة ، فقط تلك الجاموسة العشر ، أنوي شراء واحدة عما قريب (وقتها كانت تساوي أربعة آلاف جنيه) . فصل يتبعه مئات الفصول و ألوفها و عشرات الألوف ....... حتى نصل إلى هذا المشهد الفريد الذي مر بي اليوم أحببت أن أشارككم فيه ، ثقوا بكلماتي : كان رائعاً . |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|