اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-09-2010, 11:09 PM
Gehad Mostafa Gehad Mostafa غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
العمر: 30
المشاركات: 774
معدل تقييم المستوى: 16
Gehad Mostafa is on a distinguished road
افتراضي نِهَاية ! [ بقلمي ]



لَيْلٌ خَافِتٌ ،
ومدينة شبه غارقةٌ في سكونٍ تام ..
آلافٌ من الطُرُقِ تُؤدي إلى مكانٍ واحدٍ ،
أبراجٌ من الورقِ المُقَوَّى ،
وجُدرانٌ مَجهُولةُ المَصدرِ !

عَابِرٌ ،
لايَمْلكُ إلا الظِّلال /
ماضٍ يُؤلِمُهُ ،
حاضرٌ يَقْتلُه ،
ومُستقبلٌ يَمْنَحَهُ أملاً ضئيلاً ..
هو لايُرِيدُ أن يتذكرَ ،
يُرِيدُ فقط أن يحلم !
لكن الحُلُمَ في زمنِهِ ،
خَيَالٌ مُستَحِيل ..

ذاتَ يَوْم ،
رأى النهارَ مُشرِقاً ،
الشَّمسَ ساطعة ،
والسَّماءَ تتلاشى الأبعادُ في زرقتِها ..
كانَ البحْرُ أمَامَه مُتَلَوِّنَ الأمواجِ ،
ورِقَةُ النَّسيمِ تُدَاعبُ مياهَه بنُعُومةٍ ..
وفَجْأة ،
صَارَ النَّسيمُ ريحاً عَاتِيَة ،
صَخِبَ البَحْرُ وثَارت أمواجُه ،
وتَلَبَّدَت السَّماءُ بالغُيُومِ ..
ضَاعَت الشَّمسُ بين الغَياهِبَ المُعْتِمَة ،
وطوى اللَيْلُ المُوحِشُ صَفْحَةَ النَّهارِ المُشرقِ ..

يَعْلِمَ أَنَّ قَدَمَيْهِ تُلامسان أَرْضَ الوَاقِعَ ،
لَكِن رُوحَه لا زَالت تُحَلِّقُ فِي فتنةِ الفضاءِ ،
تُسافرُ إلى عالمٍ آخَرِ ..
بَعِيداً عن العُزلةِ ،
والخَوْفِ ..
تَرْغَبُ في الحُرِّيةِ !
تُحَاوِلُ اجتيازَ الأسوارِ ،
لكنها تفشل ..
تتساءَل ،
كَيْف تَستطِيع الفِكاكَ من أسرِها ؟
تتطلع ،
تبحث ،
بِلا جَدْوَى !
تَعُودُ إليهِ صَارِخَة ،
أَيْنَ المَفَرُّ ؟!

يَتَعَاقَبُ الليْلُ والنَّهَارُ ..
تَمَرُ الأيامُ والسّنواتُ ..
وَيَبقَى السُّؤَالُ مُعَلَّقاً ،
بِلا إجابة !
أمَّا هُو ،
فيمضي مُكْمِلاً طَرِيقه ..

طَالَ الطَّريق بِهِ وَلمْ يَعُدْ كالسَّابِق !
كَخَطٍ مُستَقِيم مَجْهُولِ الأطراف ..
يتذَكْر ،
" مَا بَدَأ لَابُدَّ أن يَنْتَهِي " ،
فَيُدَوي صَوْتٌ يسأل ،
مَتَى النِّهَاية ؟!
يَلْتَفتِ ،
صَمْتٌ يَلُفُ المَكَانَ حَولِه !
يُنْصِتُ ،
لا ردَّ سوى الصَّدى !
يَتْرُكُ لِجَامَ بَصَرِهِ ،
فلا يَرى شَيئاً ..
أهو العَمَى ؟! ،
أم أن اللَيْلَ أصبحَ لا يَتَّسِعُ لِوَهَجٍ !

الوَهِج ،
إنه هُنَاك ..
يَسِيرُ ،
يُسرِعُ ،
يَقْتَرِب ،
وأخيراً [ سِتَارٌ مُسْدَلْ ! ] ..
قَابُ قَوْسِ بينَهُما ،
وأميالٌ بينه وبين القرار !
يُفَكِرُ ،
يَتَردد ،
يَخاف !
يَعْرِف أن مَا يُريدُه وراء ذاكَ السِّتار ..
يٌلْقِي نَظرةً بِدَاخِلِه ،
لازالَ مُقَيْداً ،
لَكِن رُوحَه نِصفُ حٌرَّة !
تتملَّصُ مِنه ،
تَنْجَح وتَخترقُ السِّتار ..

تَجِدُه ،
إنه المَخرَج !
تَعُودُ إليه بِلهفة ،
فلا تَرى مِنْهُ إلا جُثّةً هَامِدَة !

الآن تَتَضحُ الرُّؤيةُ ،
المَدِينةُ ،
كانت نِفسَهُ المُقَيَدة ..
الطُرُق ،
أفكارَه المُتشَعبة ..
الأبراجُ ،
آمالاً ظَنّها أوهام ..
والجدران ،
جُنُودُ الخُوف !

كانَ المَخرَجُ خَلفَ الستار ،
وثَمَنُ الحُريّةِ ،
كانَ المًوْت !

جهاد ،،
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:50 AM.