أكتب أنا عربي !

[الاستاذ محمود حميد]

هناك ظاهرة غير صحية أصبحت منتشرة بيننا نحن العرب وهي ( جلد الذات ) واقصد بها الانتقاص من قدرنا

كعرب ولعلنا نلاحظ تلك الظاهرة في تعليقات البعض علي أي موضوع يتناول الشأن العربي أو ربما يكون الموضوع يتناول قضية أو حدث يخص دول أخري عندها تبدأ تعليقات البعض بعمل المقارنات غير الموضوعية بيننا وبين تلك الدول البعض يتحامل علي الحكومات العربية الفاشلة والتي خلقت هوة كبيرة بينها وبين المواطن لعل بعض هؤلاء المعلقين يكون معذوراً في إلقاء اللوم علي الحكومات
ولكن أن يتجاوز اللوم هؤلاء الحكام ويتجه ناحية الإنسان أو المواطن العربي فهنا لابد من وقفة
وأنا هنا لا أبريء هذا الإنسان العربي الذي قبل بالخنوع وقبل علي نفسه أن يصنفة البعض كمواطن من الدرجة العاشرة
فكيف كنا نحن العرب وكيف أصبحنا
من المعروف أن بلاد العرب قديما كانت تقع داخل الجزيرة العربية وقد قامت بها عدة حضارات شهد لها العالم بالتفوق ومازالت هناك بعض الآثار العظيمة والتي تعد دليلاً وشاهداً علي مجد العرب الغابر وقد ذكرت بعض تلك المدن في القرآن الكريم وأشاد القران في وصفها
{ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد، إرمَ ذاتِ العماد، التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد} (سورة الفجر)
ومدينة ارم كانت تقع في مدائن صالح أو بالاحقاف وهي توجد حاليا في سلطنة عمان

ارم عاد
كذلك من الحضارات العربية التي ذكرت في القران هي حضارة اليمن السعيد والتي قامت في عدة مدن يمنية
ومن أهم حضاراتة حضارة سبأ ومملكة معين حضارة حضرموت مملكة حمير وحضارة أوسان وغيرها من ممالك كثيرة أقامت علي ارض اليمن
وقد ذكر القران بعضا من تلك الحضارات التي قامت في اليمن
(لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِم آيةٌ جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)

عرش بلقيس
وأيضاً من الحضارات التي تنسب إلي بلاد العرب حضارة الأنباط والتي أقاموها في بلاد الأردن ومنها مدينة البتراء العريقة والتي فازت بالمركز الثاني في مسابقة عجائب الدنيا السبع

مدينة البتراء
هذه نبذة مختصرة عن أهم الحضارات التي أقامها العرب والتي تدل علي أن العرب لم يكونوا مهمشين في العالم القديم بل من الأمم التي أقامت حضارات عريقة
وبعد ظهور الإسلام والفتوحات الكثيرة التي قام بها العرب في الكثير من بلدان العالم قد العرب العديد من المخترعات والتي ولا شك غيرت من مجري الأحداث في العالم وأثرت بشكل كبير علي العلوم والفنون التي قامت بعد ذلك في المدن الغربية ( الأوربية علي وجه التحديد )
ومنها أقدم خريطة للعالم والتي صنعها العالم العربي المسلم الإدريسي وقدمها لملك صقلية في ذلك الوقت والذي يدعي ( رجار )

احدي خرائط الادريسي
وأيضاً من الاختراعات العربية التي أفادت البشرية هي البوصلة ولم يكن العرب هم أول من عرف الخاصية المغناطيسية، فقد عرفها الإغريق والصينيون قبلهم، ولكن المسلمين كانوا أول من استفاد من هذه الخاصية في صنع أول بوصلة وذلك بحك الإبرة على المغناطيس ثم وضعها فوق إناء فيه ماء بحيث تطفو على عودين صغيرين من الخشب.. فتتجه الإبرة نحو الشمال
ومن هذه المخترعات العربية الإسطرلاب وهو احد الأدوات الفلكية التي أسهمت في تطور علم الفلك

الاسطرلاب العربي
كذلك الكرات الجغرافية المحلقة التي يمكن من خلالها حساب ارتفاع الشمس والميل الزاوي للنجوم

الكرات الجغرافية المحلقة
كذلك ما قدمة عباس بن فرناس من أدوات ساهمت في تطوير علم الطيران كالأجنحة الصناعية ومظلة الهبوط ومتحكمات الطيران
وتقنية الكاميرا الفوتوغرافية ايضاً أسهم العالم العربي الحسن بن الهيثم وهو اشهر علماء علم البصريات قديماً وهو أول من طور المنهج العلمي في علم البصريات والية تنسب كلمة ( كاميرا ) وهي مشتقة من كلمة قمرة باللغة العربية الفصحى وتعني ( الغرفة المظلمة )
معلومة جديدة ولكنها قديمة
كذلك من المخترعات العربية التي قادت العالم إلي التغير والتطور خاصة في علم الرياضيات هي الأرقام العربية والتي لعلي أقدم معلومة جديدة لأعضاء منتدانا الرائعين
وهي أن الأرقام التي يستخدمها العالم خاصة الدول الغربية في أوربا وأمريكا هي اختراع عربي خالص

الارقام العربية
وهي الأرقام أما المفارقة في الأرقام التي نستخدمها نحن وهي 123456789 هي اختراع هندي ( بمعني أن العالم كلة يستخدم أرقامنا ونحن نستخدم الأرقام الهندية )

الارقام الهندية
عزيزي القاري هذه بعض من الاختراعات التي قدمها العرب للعالم ومازال العالم يدين للعرب والمسلمين علي السواء بالفضل لان تلك الاختراعات ساهمت في تطور العالم
كذلك هناك العديد من المؤلفات العلمية والتي أفاد العرب بها العالم وظهور بعض العلوم الحديثة علي يد علماء عرب ومسلمين كعلم الاجتماع الذي انشائة العالم العربي ابن خلدون وهناك علم النحو وهو علم عربي خالص
وهذا غيض من فيض من اختراعات العرب والتي أردت من ذكرها أن أقول لهؤلاء المثبطين لهمم العرب أن العرب لم يكونوا طوال عهودهم رقماً سهلاً أو صفراً علي الشمال بل كانوا من الأمم التي أسهمت بشكل كبير في تقدم العالم
كذلك لا ادعي أن العرب في العصور الحالية كهؤلاء الذين قدموا اختراعات وعلوماً شتي للعالم ولكن ربما يرجع السبب في التخلف العربي حاليا هم الغربيين نفسهم الذين احتلوا بلادنا أعواما كثيرة أعاقوها خلالها عن اللحاق بركب التقدم العالمي ولكن ربما يأتي الأمل اخيراً للعرب بالنهوض من خلال الثورات المباركة التي تفجرت ينابيعها في أراضينا العربية

بقلمي محمود