|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ضربة جوية جديدة! http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...8A%D8%AF%D8%A9 ![]() ريهام حماد يقول لك البعض: "أنت لم تعاصر حرباً من قبل، كما إنك لست خبيراً بالأمور العسكرية، فكيف تعلق على قرار الدولة المصرية بخوض حرب في الأراضي الليبية رداً على *** 21 مصرياً هناك على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام؟ هل ترى طريقة أخرى للرد على هذه الجريمة؟ وهل تفهم ما تبعات سكوت مصر عليها؟ حري بك أن تكف عن النقاشات البيزنطية والمواقف العنترية وأن تدعو لبلدك ولجيش بلدك بالسداد والنصر ضد هذه المؤامرة التي لا تريد لمصر خيراً". لا يدري هؤلاء أنهم هم أنفسهم لم يعاصروا أي حرب أيضاً ومع ذلك يمطروننا بتنظيراتهم المؤكدة لاستحالة وجود أي طريق آخر لحماية المصريين وكرامتهم سوى توجيه ضربة مصرية للشقيقة ليبيا، كما لا يدري هؤلاء أن الدستور المصري كفل للمصريين حق إبداء رأيهم في قرار خوض مصر للحرب وإرسال القوات المسلحة في مهمات قتالية خارج الحدود، بل واشترط -في مادته رقم 152- على رئيس الجمهورية الحصول على موافقة الشعب، ممثلاً في ثلثى أعضاء مجلس النواب، وأيضاً موافقة مجلس الدفاع الوطني قبل إرسال القوات المسلحة في مهمة قتالية خارج حدود البلاد. ليس هذا فحسب بل أن الدستور اشترط حصول رئيس الجمهورية على أغلبية مركبة (الثلثين) من أعضاء مجلس النواب ولم يشترط الحصول على أغلبية بسيطة (50+1)، أي أن الدستور أولى أهمية كبرى لرأي المواطنين في هذه المسألة الحساسة، الأمر الذي يصبح معه الحجر على رأي المواطنين أمراً سخيفاً. *** نقول دوماً نحن معارضي الحكم العسكري لمصر والمتطلعين لأن تكون مصر دولة مدنية :"يسقط حكم العسكر"، وقلنا مراراً أن المراد من هذا الشعار ليس هدم المؤسسة العسكرية أو إسقاط هيبتها، بل هو المطالبة بأن يبتعد جيش مصر عن أمور السياسة والحكم وأن يتفرغ لمهمته الأساسية الجليلة وهي حفظ الأمن القومي لمصر وحمايتها من أي تهديد خارجي. من الطبيعي إذن أن ندافع عن جيش مصر وهو يذود عن أمنها القومي ويحميها من التدخلات الخارجية، ولكن الدفاع عن جيش مصر وهو يقود مثل هذه الحرب في الأراضي الليبية يستلزم أن يتحقق الفصل الضروري المسبق بين القيادة السياسية والقيادة الأمنية، فنحن وإن كنا نؤمن إيماناً تاماً بقدسية دور جيش مصر في الدفاع عنها وننادي بإصرار بابتعاد الجيش عن الحكم، كيف لنا أن نثق بأن الجيش المصري يؤدي هذه المهمة الجليلة وهو غير محكوم بحسابات سياسية بينما مصر محكومة أصلاً بحكم عسكري؟! إن مؤدى التفرغ للذود عن حماية أمن مصر القومي يستلزم أولاً أن يكون الجيش مأموراً في قراراته من الشعب مصدر السلطات ومن رئيس الجمهورية الذي يأتمر بأمر الشعب. كما يستلزم ثانياً أن تحقق هذه الضربة هدفيها الرئيسين ممثلين في حفظ السلام ودحر الإرهاب والقصاص للمدنيين العزل بهدف حمايتهم وعدم تكرار مثل هذه الجرائم الشنيعة بحقهم، فكيف لنا أن نثق في قدرة الجيش على تحقيق هذين الهدفين بينما من الواضح أن هذه الضربة ما هي إلا مقدمة لحرب مريرة طويلة؟ وكيف لهذه الحرب أن تحقق هدفها بالقصاص للمدنيين العزل بينما تكرر هي ذاتها الخطأ نفسه بإيقاع أطفال ونساء ليبين دون أن يكون لهم أدنى ذنب فيما حدث لنظرائهم المصريين؟ هل نداوي الخطأ بمثله؟ وهل نستنكر الإرهاب حينما يرتكب ضدنا ونهلل له إن كنا مرتكبيه؟ *** أنا مع الحفاظ على هيبة الدولة وبالتأكيد مع حماية المدنيين المصريين وحماية أمن مصر القومي، ولكن كيف لي التأكد أن هذا الضربة وما قد يستتبعها هو السبيل الأمثل لذلك كله، الموقف ضبابي والمشاعر مختلطة ولا يبدو مبشراً أن نكوّن رأينا وعقيدتنا من خلال إعلاميين يهيبون بالقوات المسلحة بأن تضرب حماس في طريق عودتها ويؤكدون على أن هذا مطلب شعبي، أو إعلاميون يؤكدون أن القذافي كان شهيداً وأنه كان صاحب حكم شرعي ولكن تآمر عليه الغرب لإسقاطه، أو إعلاميون يسبون الشعب الليبي بأكمله ويتهمونه بقلة الأدب لأنه اعترض على الضربة المصرية أو إعلاميون مسعورون يبشروننا بأننا سنقتحم تونس بعد ليبيا. وكيف لي التأكد من عفوية الضربة وعدم وجود مآرب أخرى للنظام فيها وقد أعلن أحد إعلاميها المخبرين في سبتمبر الفائت بثقة وعلم يقيني أن مصر ستحارب الإرهاب في ليبيا بعد ستة أشهر؟ *** أريد أن أفهم سر الغيرة المفاجئة التي انتابت الدولة على أبنائها وذلك بعد أن أعلنت أن الضابط الذي ي*** مواطناً أو يصيبه في مظاهرة لن يحاكم، وبعد أن تنصلت من دماء أبنائها سابقاً وأعلنت في نص تقرير الشرطة العسكرية عن هذه الموقعة أن المشاركين في هذه المسيرة قد تعدوا "بالضرب وإلقاء الحجارة على أفراد الشرطة العسكرية، وقاموا بإحراق مركبات عسكرية ومدنية، وحمل أسلحة، وسرقة أسلحة أخرى من أفراد الجيش" وأن دهس المتظاهرين جاء نتيجة "محاولة الجنود الفرار من الهجوم عليهم". أريد أن أعرف أيضاً من حدد "تسعيرة" القصاص للمصري فبلغت المئة ألف إن كان على شاكلة من *** أخيراً في ليبيا، وانخفضت إلى العشرين ألفاً إن كان من الأولتراس، وانخفضت أكثر إلى الخمسة آلاف إن كان الشهيد مصرياً عادياً دون تصنيفات، وانعدمت إلى أن بلغت الصفر إن كان إخوانياً! *** لا تدع ابتهاجك بـ "الانتصار لهيبة الدولة" وحماسك لدعوة السيسي بإنشاء حلف دولي مساند للحرب في ليبيا ينسيك أن من يدعون الآن للتمهل قبل التورط في ضرب ليبيا هم ذاتهم من أسميتهم من قبل بـ"ثوار الناتو" واتهمتهم بمحاولة جر مصر إلى مصير سوريا والعراق والضلوع في مؤامرة هادفة لتقسيم الوطن العربي. *** وأخيراً وليس آخرا .. فقد استند الرئيس المخلوع طويلاً على شرعية "الضربة الجوية " والتي باسمها تم إخراس شعب كامل يعاني الجوع والقهر والتبعية، فهل سنسمح لآخر بأن يستعبدنا مجدداً باسم ضربة جوية أخرى وهل سنسمح لدق طبول الحرب بأن يعلو فوق صوت السلام؟
__________________
![]() ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|