|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من معين الشعر في الفرج بعد الشدة (1) بكر البعداني قال ابن السكيت[1]: إذا اشتملَت على اليأس القلوبُ ![]() وضاق لما به الصدرُ الرحيبُ ![]() وأوطنتِ المَكاره واستقرَّت[2] ![]() وأرسَت في أماكنها الخُطوبُ ![]() ولم ترَ لانكِشافِ الضرِّ وجهًا ![]() ولا أغنَى بحيلتِه الأريبُ ![]() أتاكَ على قنوطٍ منكَ عفوٌ[3] ![]() يمنُّ به اللطيف المستجيبُ ![]() وكلُّ الحادثات إذا تناهَت ![]() فموصولٌ بها فرَجٌ قريبٌ ![]() قال الشاعر[4]: وإذا دجَى ليلُ الخطوبِ وأظلمَتْ ![]() سبُل الخَلاصِ وخابَ فيها الآملُ ![]() وأيستُ مِن وجهِ النَّجاة فما لها ![]() سببٌ ولا يَدنو لها مُتناوَلُ ![]() يأتيكَ مِن ألطافِه الفرجُ الذي ![]() لم تَحتسبْه وأنتَ عنه غافِلُ ![]() وأنشد علي بن مهدي لبعضهم[5]: عسى الكرْب الذي أمسيت فيه ![]() يكونُ وراءَه فرَجٌ قريبُ ![]() فيأمن خائفٌ ويُفكُّ عانٍ ![]() ويأتي أهلَه النائي الغريبُ ![]() فيا ليتَ الرِّياح مُسخَّرات ![]() بحاجتنا تُبادرُ أو تَؤوبُ ![]() فتُخبرنا الشَّمالُ إذا أتينا ![]() وتُخبِرُ أهلَنا عنا الجَنوبُ ![]() فإن يكُ صدْر هذا اليوم ولَّى ![]() فإنَّ غدًا لناظرِه قريبُ ![]() * وقال عبد بن الزَّبير - بفتح الزاي وكسر الباء - الأسدي[6]: لا أحسبُ الشرَّ جارًا لا يُفارِقُني ![]() ولا أحزُّ على ما فاتني الودجا ![]() أخْلِقْ بذي الصبْر أن يَحظى بحاجتِه ![]() ومُدْمِنِ القرع للأبواب أن يَلِجَا ![]() وما نزلت من المكروه منزلة ![]() إلا وثقت بأن ألقى لها فرجا ![]() قال محمود الوراق[7]: علامَ يَشقى الحريص في طلب الرِّز ![]() ق بطول الرَّواح والدَّلجِ ![]() يا قارع الباب ربَّ مجتهدٍ ![]() قد أدمنَ القرعَ ثمَّ لم يَلِجِ ![]() وربَّ مستولِجٍ على مهَلٍ ![]() لم يشقَ مِن قرعِه ولم يهجِ ![]() فاطوِ على الهمِّ كشحَ مصطبرٍ ![]() فآخر الهمِّ أول الفرَجِ ![]() وقال إبراهيم بن عبدالرحمن بن أبي الفضل[8]: لا تخشَ مِن شدَّةٍ ولا نصبِ ![]() وثِقْ بفضْلِ الإله وابتهجِ ![]() وارج إذا اشتدهم نازلة ![]() فآخر الهم أول الفرجِ ![]() وقال إبراهيم بن العباس الصولي[9]: ولربَّ نازلة يضيق بها الفتى ![]() ذرعًا وعند الله منها مخرَجُ ![]() ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها ![]() فُرجت، وكان يظنُّها لا تُفرج ![]() ويروى لأبي محجن الثقفي[10]: عسى فرجٌ يأتي به الله إنَّه ![]() له كلَّ يومٍ في خليقته أمرُ ![]() عسى ما ترى ألاَّ يدوم وأن ترى ![]() له فرجًا ممَّا ألحَّ به الدَّهر ![]() إذا اشتدَّ عسرٌ فارج يسرًا فإنَّه ![]() قضى الله أنَّ العسر يتبعه اليسر ![]() وقال آخر[11]: إذا أنت لم تَقدِر على ترك عشرة ![]() لذي شوكة فانصحْ وعاشرْهُ بالصِّدقِ ![]() ولا تضجرنْ مِن ضيقِ ما قد لقيته ![]() عسى فرج يأتيك مِن خالقِ الخَلقِ ![]() وقال أحمد بن حمزة البوني[12]: لطائف اللهِ وإن طال المدى ![]() كلمحة الطرف إذا الطرف سجى ![]() كم فرجٍ بعد إياسٍ قد أتى ![]() وكم سرورٍ قد أتى بعد الأسى! ![]() وقول غيره[13]: توقع صنعَ ربك سوف يأتي ![]() بما تهواه من فرج قريبِ ![]() ولا تيئسنْ إذا ما ناب خطبٌ ![]() فكم في الغيب من عجبٍ عجيبِ ![]() وقال آخر[14]: روِّح فؤادك بالرِّضا ![]() ترجع إلى رُوحٍ رطيبِ ![]() لا تيأسنَّ وإن ألحَّ ![]() الدَّهر مِن فرجٍ قريبِ ![]() [1] حياة الحيوان الكبرى (2 / 328) للدميري، وفيات الأعيان (6 / 399 - 400)، وانظر: مجموعة القصائد الزهديات (1 / 467 - 468) للسلمان، وقيل: تنسب لعلي ابن أبي طالب، وهي في الديوان المنسوب إليه، ونسبها غير واحد ومنهم: أبو طاهر السِّلَفي في: "الثلاثون من المشيخة البغدادية" لأبي علي بن مقلة. [2] في بعضها: " وَاطْمَأَنَّتْ". [3] في بعضها: " غَوْثٌ ". [4] حياة الحيوان الكبرى (2 / 211)، وانظر: مجموعة القصائد الزهديات (1 / 6). [5] شعب الإيمان (7 / 208) للبيهقي، ويقال: إنها لهدبة بن الخشرم. [6] الوافي بالوفيات للصفدي، وليس فيه البيت الثاني وهو من الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني (12 / 6300). [7] بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبدالبر. [8] خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي. [9] البداية والنهاية (10 / 345) لابن كثير، ووفيات الأعيان (1 / 46)، وتنسب للإمام الشافعي - رحمه الله - وهي في ديوانه المنسوب له! [10] بهجة المجالس وأنس المجالس، والآداب الشرعية والمنح المرعية (3 / 275) لابن مفلح، وقيل: هي للمنتصر بن بلال الأنصاري؛ انظر: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 159) لابن حبان. [11] نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة (1 / 179) للمحبي. [12] المستطرف (2 / 542) للأبشيهي. [13] المنفرجتان لابن النحوي والغزالي (ص: 48). [14] بهجة المجالس وأنس المجالس. |
العلامات المرجعية |
|
|