#1
|
||||
|
||||
![]()
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (115) فتعالى الله الملك الحق لا إله الا هو رب العرش الكريم ( 116 )
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (115) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (116) الاستفهام في قوله : أفحسبتم للانكار ، والحسبان هنا معناه : الظن . يعني : أظننتم أنا خلقناكم عبثا لا لحكمة ، وأنكم لا ترجعون إلينا يوم القيامة ، فنجازيكم على أعمالكم ، إن خيرا فخير ، وإن شرا شر ، ثم نزه جل وعلا نفسه ، عن أن يكون خلقهم عبثا ، وأنهم لا يرجعون إليه للحساب والجزاء .
وقوله : { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } أي تعاظم وتقدس ، وتنزه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله ، ومنه خلقكم عبثا سبحانه وتعالى ، عن ذلك علوا كبيرا . وما تضمنته هذه الآية من إنكار الظن المذكور جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { وما خلقنا السمآء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار } [ ص : 27 ] وقوله تعالى : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهمآ إلا بالحق } [ الدخان : 38-39 ] وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى } [ القيامة : 36-39 ] وقوله : سدى : أي مهملا لا يحاسب ولا يجازي ، وهو محل إنكار ظن ذلك في قوله : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } [ القيامة : 36 ] وقوله : عبثا : يجوز إعرابه حالا ، لأنه مصدر منكر أي إنما خلقناكم في حال كوننا عابثين ، ويجوز أن يعرب مفعولا من أجله : أي إنما خلقناكم ، لأجل العبث لا لحكمة اقتضت خلقنا إياكم ، وأعربه بعضهم مفعولا مطلقا ، وليس بظاهر . قال القرطبي عبثا : أي مهملين ، والعبث في اللغة : اللعب ، ويدل على تفسيره في الآية باللعب قوله تعالى : { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين } [ الدخان : 38 ] وقوله : { الملك الحق } قال بعضهم أي الذي يحق له الملك ، لأن كل شيء منه وإليه . وقال بعضهم : الملك الحق : الثابت الذي لا يزول ملكه ، كما قدمنا إيضاحه في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { وله الدين واصبا } [ النحل : 52 ] وإنما وصف عرشه بالكرم لعظمته وكبر شأنه والظاهر أن قوله : { وأنكم إلينا لا ترجعون } معطوف على قوله : { أنما خلقناكم عبثا } خلافا لمن قال : إنه معطوف على قوله : عبثا ، لأن الأول أظهر منه والعلم عند الله تعالى . المصدر أضواء البيان للشيخ محمد الشنقيطى
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيراً
__________________
اللهم اجعلنا من الذين سرحت أرواحهم في دار العلى و حطّت همم قلوبهم في غاية التقى و جنوا من ثمار رياض التسنيم و استظلّوا تحت ظلّ الكرامة الظليل اللهم ألبسنا لباس التقوى واكفنا ما أهمنا وارزقنا من واسع كرمك واغفر لنا واحمنا بحمايتك واحفظنا من كل شر وارزقنا الطمأنينة وراحة البال وأدخلنا الجنة يا ذا الجلال والإكرام . |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|