خرفان ونعاج!

[علوة حامد]

بقلم : محمود الغنام



ارتبط وصف الخرفان بشباب الإخوان المسلمين الذين يسمعون ويطيعون لقادتهم دون نقاش ولا جدال يا أخ علي، ويبررون تصرفات قادتهم وعكسها في نفس الوقت..

وإذا سألتني -كمؤيد للإخوان إلى حد ما.. حد كبير شوية يعني- عن أكبر لقب يغيظ الإخواني فهو لفظ "الخروف".. لعدة أسباب ليس هذا أوان التركيز عليها..

اللافت لنظري هو أن لكل فصيل سياسي خرفانه، والأمر ليس قاصرا على "أغنام" الإخوان، وإن كانت العادة في مصر تُعلّمنا أن المسميات "المشينة" تلصق بالإخوان وحدهم، مثل مصطلح "الميليشيات" الذي التصق بالإخوان وحدهم،

في حين أن هناك شبابا ثوريا يرتدي قناعا أسود ويحمل أسلحة بيضاء وسوداء ومولوتوف، لكنه لم يحصل بعد على لقب "الميليشيات"! ورغم أن هناك حالة تسمى "الأخونة" في حين لم نرَ من يقوم بعملية "العلمنة" أو "اللبرلة" أو "الأشركة" رغم أن التمكين للأيديولوجيا تصرف بدهي ومنطقي على كل الأصعدة.

نعود لخرفان التيارات السياسية، التي بالتأكيد يرفض البعض كلامي بشأنها ويعتبره من باب "رمتني بدائها وانسلّت".. في حين أن شواهد كثيرة تؤكد وجود خرفان للبرادعي وخرفان لصباحي وخرفان لتوفيق عكاشة!!

خرفان البرادعي مثلا هم من خرجوا علينا مؤخرا ليبرروا اللامنطق الذي جعل الرجل يصف وزارة التموين بالوزارة السيادية، بل ويطالب بإقالة الوزير الوحيد الذي يتحرك في حكومة تعاني شلل الأطفال! خرفان البرادعي لم يشعروا بالإهانة عندما أصبح البوب يتلقى التلقين من أحد التلاميذ الذين لم نسمع عنهم إلا مؤخرا ويوشوشه في أذنه: "ووزارة التموين"، فيكررها البوب دون أن يجد حرجا في ذلك، ودون أن يجد خرفانه حرجا في التبرير له..

خرفان حمدين صباحي أيضا لم يجدوا أي غضاضة في الدفاع الأعمى عن منطق الرجل -أو إن شئت قل "لامنطقه"- عندما وصف نتيجة الاستفتاء على الدستور بأنه "أغلبية قليلة انتصرت على أقلية كثيرة"، وإن لم يجبني عن السؤال الوجودي "هو منين بيودي لفين"؟!

خرفان عمرو حمزاوي دعموا رؤيته السياسية الثاقبة عندما اقترح أن تتم الإعادة بين الثاني والثالث بدلا من الأول والثاني في "الجمعية" اللي اسمها انتخابات الرئاسة!!

حدّث كما تشاء عن خرفان توفيق عكاشة وخرفان الزند (له صفحة على فيسبوك يُلقّب فيها بأسد القضاء وقاهر الإخوان وهركليز تقريبا!) وخرفان حازم عبد العظيم وخرفان أحمد دومة وآخرين... فنحن في عصر الخرفان!

رجائي الوحيد ألا يُفهم من كلامي أني أعترض على الانتماء الحزبي أو الدفاع عن مواقف شخصيات سياسية عن قناعة، ولكن كلامي عن الاستماتة في الدفاع بالباطل عن منطق سقيم بلا منطق سوى الولاء والانقياد الأعمى والعصبية الجاهلية..

من الإخوان من ينتقد عن بصيرة ويحمل حجة معقولة ووجهة نظر، ويغلِّف مبدأ السمع والطاعة لديه الانضباط والجندية والتنظيم والثقة بالقيادة، ومنهم من يسمع ويطيع عن عمى، وهؤلاء هم الخاملون الذي يسيئون لأي تيار يكونون فيه..

ولو كان مجرد السمع والطاعة والامتثال للقيادة عيبا في حد ذاته لفسدت حياتنا بكل ما فيها مما يستوجب الطاعة من المدارس وأماكن العمل في أي مهنة تحمل لائحة، وملاعب الكرة وبلاتوهات التصوير، فضلا عن الأحزاب السياسية وساحات المعارك.

ولو كان دفاع الخرفان يحقق مصلحة لانتصر المنافقون والجوقة على أصحاب المنطق السليم والرأي الجاد..

الغريب أني كنت أظن أن من أطلق وصف الخرفان كان أولى به أن يطلق وصف النعاج من الاستكانة والاتباع، لكني عرفت كم هو ذكي.. حيث للخروف صوت عالٍ وحركة مستمرة وقرون يستطيع أن ينطح بها المخالفين.. كفانا الله شرها!

http://www.boswtol.com/politics/prespectives/13/april/25/89042