اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2009, 03:16 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
Impp شرح مختصر جدا لباب الصيام من كتاب آداب المشي إالى الصلاة للإمام محمد بن عبدالوهاب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قبل ان أبدأ الموضوع الأصلي ومن باب الأمانة العلمية اذكر إخواني أن تسمية القسم ياسم (رمضان كريم) لا يجوز وهذا لما ذكره الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فى الفتوى التاليه:

سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: حينما يقع الصائم في معصية منالمعاصي وينهى عنها يقول: «رمضان كريم» فما حكم هذه الكلمة؟ وما حكم هذاالتصرف؟

فأجاب فضيلته بقوله: حكم ذلك أن هذه الكلمة «رمضان كريم» غير صحيحة، وإنمايقال: « رمضان مبارك » وما أشبه ذلك، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكونكريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً،ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمانيجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم فيالزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا: يجب علىالإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقاتالفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل: {يا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَمِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فالحكمة من فرض الصوم تقوى اللهعز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهقال: «من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدعطعامه وشرابه» فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله،وليس كما قال هذا الجاهل: إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.
* * *
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - ج 20 / ص 60
قلت:وعليه أى كلام الشيخ أقترح أن يُغير الإسم الى رمضان مبارك والله المستعان.
.................................................. .................
وعوده للموضوع الأصلي أقول وبالله التوفيق:
سأقوم إن شاء الله بشرح مختصر جدا لباب الصيام من كتاب آداب المشي إالى الصلاة للامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والكتاب يٌعد كتاب فقهي ومشهور بين طلبة العلم وهو مكون من ثلاثة أبواب (باب الصلاه والصيام والزكاة).
وكان اختياري لكتاب الصيام من كتاب آداب المشي للصلاة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لسهولته واختصاره الشديد، ولن نطيل معه إن شاء الله.
وكتبه أخوكم / أبو البراء محمد بن محمود
__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا

آخر تعديل بواسطة ابو البراء محمد بن محمود ، 14-08-2009 الساعة 03:18 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-08-2009, 03:22 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
افتراضي متن باب الصيام من كتاب آداب المشي للصلاه

آداب المشي للصلاة


باب الصيام

قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
صوم رمضان أحد أركان الإسلام، وفُرض في السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تسع رمضانات، ويُستحب ترائي الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، ويجب صوم رمضان برؤية هلاله، فإن لم ير مع الصحو أكملوا ثلاثين يوماً، ثم صاموا من غير خلاف، وإذا رأى الهلال كبّر ثلاثاً، وقال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضاه، ربي وربك الله، هلال خير ورشد.ويقبل فيه قول واحدعدل.حكاه الترمذي عن أكثر العلماء، وإن رآه وحده ورُدَّت شهادته لزمه الصوم،ولا يفطر إلا مع الناس، وإذا رأى هلال شوال لم يفطر.
(01) والمسافر يفطر إذا فارق بيوت قريته، والأفضل له الصوم خروجاً من خلاف أكثر العلماء.
(02 وَ03) والحامل والمرضع إذا خافتا على:
(أ‌) أنفسهما. (ب) أو ولديهما.
أبيح لهما الفطر، فإن خافتا على ولديهما فقط أطعمتا عن كل يوم مسكيناً.
(04) والمريض إذا خاف ضرراً كره صومه؛ للآية.
(05 وَ 06)ومن عجز عن الصوم لكبر، أو مرض لا يرجى برؤه،أفطر وأطعم عن كل يوم مسكيناً.
وإن طار إلى حلقه ذبابٌ، أو غبار، أو دخل إلى حلقه ماء بلا قصد، لم يفطر.
ولا يصح الصوم الواجب إلا بنية من الليل، ويصح صوم النفل بنية من النهار، قبل الزوال وبعده.

باب ما يفسد الصوم

من أكل، أو شرب، أو استعطَّ بدهن، أو غيره، فوصل إلى حلقه، أو احتقن، أو استقاء فقاء، أو حجم أو احتجم؛ فسد صومه. ولا يفطر ناسٍ بشيء من ذلك. وله الأكل والشرب مع شك في طلوع الفجر؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾[البقرة:187].
ومن أفطر بالجماع فعليه كفارة ظهار مع القضاء، وتكره القُبْلَةُ لمن تتحرك شهوته، ويجب اجتناب كذب، وغيبة، وشتم، ونميمة، كل وقتٍ؛ لكن للصائم آكد.
ويسن كفه عما يُكره، وإن شتمه أحد فليقل: إني صائم.
ويسن تعجيل الفطر إذا تحقق الغروب، وله الفطر بغلبة الظن، ويسن تأخير السحور ما لم يخش طلوع الفجر، وتحصل فضيلة السحور بأكل أو شرب وإن قل.ويفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى التمر، فإن لم يجد فعلى الماء، ويدعو عند فطره، ومن فطّر صائماً فله مثل أجره، ويستحب الإكثار من قراءة ((القرآن)) في رمضان، والذكر والصدقة.
وأفضل صيام التطوع صيام يوم وإفطار يوم، ويسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأيام البيض أفضل، ويسن صوم يوم الخميس والاثنين، وستة أيام من شوال، ولو متفرقة، وصوم تسع ذي الحجة، وآكدها التاسع وهو يوم عرفة وصوم المحرم وأفضله التاسع والعاشر، ويسن الجمع بينهما، وكل ما ذكر في يوم عاشوراء من الأعمال غير الصيام فلا أصل له بل هو بدعة، ويكره إفراد رجب بالصوم وكل حديث في فضل صومه والصلاة فيه فهو كذب،ويكره إفراد الجمعة بالصوم، ويكره تقدم رمضان بيوم أو يومين، ويكره الوصال، ويحرم صوم العيدين وأيام التشريق، ويكره صوم الدهر.
وليلة القدر معظمة يرجى إجابة الدعاء فيها؛ لقوله: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)﴾[القدر:03] قال المفسرون: في قيامها، والعمل فيها خير من قيام ألف شهر خالية منها، وسميت ليلة القدر؛ لأنه يقدر فيه ما يكون في تلك السنة، وهي مختصة بالعشر الأواخر وليالي الوتر، وآكدها ليلة سبع وعشرين، ويدعو فيها بما علّمه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعائشة: ((اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني))،[ الترمذي: (3513). ابن ماجه: (850). قال الشيخ الألباني: صحيح.] والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-08-2009, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
Impp شرح الدرس الأول

سيكون شرح المتن على أربع دروس على مدار أربع أيام إن شاء الله
وسأكتب متن الكتاب باللون الأزرق والشرح باللون الأسود.
ونبدأ فى الدرس الأول إن شاء الله.


(كتاب الصيام)
فرض الصيام على ثلاثة مراحل وهي:
· أول ما فرض صوم عاشوراء: دل عليها أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه أن يصوموا عاشوراء.
· ثم فرض صوم رمضان على التخيير: لقوله تَبَارَكَ وتَعَالىٰ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)﴾[البقرة:184].
· ثم فرض صوم رمضان على التعيين؛ يعني لابد من الصوم: قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾[البقرة:185].
والصوم لغة الإمساك، لقوله تعالىٰ عن مريم: ﴿فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾[مريم:26]..
واصطلاحا: فهو تعبد لله تَعَالَى بالإمساك عن المفطِّرات من طلوع الفجر إلىٰ غروب الشمس.
(صوم رمضان أحد أركان الإسلام)
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُنِيَ الإسْـلامُ عَلَىٰ خَمْس: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إلَهَ إِلَا الله، وَأَنَّ مُحَمَدَا عبْدُه ورسُوله، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ َرمَضَانَ))[رواه البخاري ومسلم]
(وفُرض في السنة الثانية من الهجرة ، فصام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تسع رمضانات) إجماعا.
(ويُستحب ترائي الهلال ليلة الثلاثين من شعبان،)
( ويجب صوم رمضان برؤية هلاله)
هـٰذا الطريق محل اتفاق لا خلاف بين العلماء في أن رؤية الهلال سبيل وسبب لإثبات الشهر؛ على خلاف بينهم في أوصاف الرؤية.
(فإن لم ير مع الصحو أكملوا ثلاثين يوماً، ثم صاموا من غير خلاف)
هـٰذا الطريق في إثبات الشهر محل اتفاق.
(وإذا رأى الهلال كبّر ثلاثاً، وقال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضاه، ربي وربك الله، هلال خير ورشد)
هـٰذا الحديث لا يصح , له طرق كثيرة مرسلة وموصولة ولا يصح منها شيء كما ذكره أبو داود رحمه الله
(ويقبل فيه قول واحد عدل. حكاه الترمذي عن أكثر العلماء)
(ويقبل) أي يقبل في الرؤية.
(ويقبل فيه قول واحد عدل) هـٰذا يشير أنه يُثبت الشهر برؤية الواحد، ورأي الإمام مالك وجماعة من أهل العلم أنه يثبت بشهادة اثنين. أما أبو حنيفة فاثبت دخول الشهر بشهادة الواحد إن كان هناك ما يمنع الرؤية ، فإن كان الجو صحوا، فلا يثبت إلا بالعدد الذي لا يتواطأ على الكذب.
والصّواب هو القول الأول الذي ذكره المؤلف -رحمه الله- وهو أنه يقبل فيه قول واحد لحديث عبد الله بن عمر وحديث عبد الله بن عباس.
(عدل) والعدالة هي الاستقامة على الدين واستعمال المروءة.
(وإن رآه وحده ورُدَّت شهادته لزمه الصوم)
لا تخلو المسألة من حالين:
إما أن يكون منفردا عن الناس؛ كإنسان في صحراء، أو في بحر، وليس لديه بغيره اتصال لا يدري عنهم ولا يدرون عنه، فلا يجب عليه الإخبار ولا يلزمه العمل بحال الناس؛ لأنه منفصل عنهم لا يدري عنهم ولا يدرون عنه؛ فهـنا يجب عليه الصوم.
وإما أن يكون بين الناس، إن كان عدلا فيجب عليه أن يخبر بالرؤية قال: (لزمه الصوم) يجب عليه أن يصوم، ويجب على من يقبل خبره أن يصوم، وهـٰذا أحد قولي المسألة. والصواب إذا لم يقبل خبره ولم يصم الناس فلا يجب عليه الصوم وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ الألباني وغيرهما.
(ولا يفطر إلا مع الناس)
من رأى هلال رمضان وحده ولم تقبل شهادته، ثم صام وصام الناس لغد وأكمل رمضان ربما صام الناس ثلاثين يوما فيكون هو يومه الحادي والثلاثين فلا يفطر بل يفطر مع الناس. أي: أنه إذا كمّل ثلاثين قبل أن يكمل الناس العدة، فهل يفطر بناء على أنه تم الشهر بالنسبة له؟ الجواب: لا.
(وإذا رأى هلال شوال لم يفطر)
يعني لو رأى هلال شوال وحده فلا يفطر إلا مع الناس خلافا للشافعي الذي قال: له أن يفطر في السر.

إنتهي الدرسا لاول ومن كان عنده إستفسار عما سبق فليتفضل.
وفقني الله وإياكم.
__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-08-2009, 03:35 AM
الصورة الرمزية شروق احمد
شروق احمد شروق احمد غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
العمر: 33
المشاركات: 95
معدل تقييم المستوى: 18
شروق احمد is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-08-2009, 03:11 PM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق احمد مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا

وجزاكم الله خيرا

وجعله فى ميزان حسناتك
اللهم أمين
__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15-08-2009, 12:35 AM
الصورة الرمزية ريم البنا
ريم البنا ريم البنا غير متواجد حالياً
طالبة جامعية (كلية الحقوق)
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 673
معدل تقييم المستوى: 18
ريم البنا is on a distinguished road
افتراضي

ربنا يبارك في حضرتك
ويجازيك كل خير انشاء الله
موضوع رائع
جعله الله في ميزان حسناتك
وكل عام وانتم الي الله اقرب
وعلي طاعه ادوم وعن معصيته ابعد
اللهم ااااااااامين
__________________
ياواهب الانسان اسباب الهدى يا من بحمد العالمين تفردا
لى عند بابك دعوه فيها رجا
احشر احبتى تحت عرشك سجدا
ثم اسقهم بيد الحبيب محمدا
ماءا هنيئا سلسبيلا طيبا

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15-08-2009, 02:22 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم البنا مشاهدة المشاركة
ربنا يبارك في حضرتك
وفيكم بارك الله
ويجازيك كل خير ان شاء الله
اللهم أمين وإياكم
موضوع رائع
جعله الله في ميزان حسناتك
اللهم امين
وكل عام وانتم الي الله اقرب
وعلي طاعه ادوم وعن معصيته ابعد
وأنتم إلي الله أقرب وعن معاصيه أبعد
اللهم ااااااااامين
بارك الله فيكم على المرور

__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15-08-2009, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
Impp

السلام عليكم
الدرس الثاني

الأصناف الذين يباح لهم الفطر

(01) المسافر
(والمسافر) لا خلاف بين أهل العلم في أن السفر عذر يبيح الفطر.
السفر المبيح للفطر عند الجمهور يتوقف على:
القصد من السفر بأن لا يكون محرما.
ومدة السفر بأن لا تزيد مدة الإقامة عن أربعة أيام.
ومسافة السفر وهي أربع برد وهي 82 كلم تقريبا.
وهناك قولا آخر أن السفر يرجع للعرف؛ فما عده العرف سفرا فهو سفر.
(يفطر إذا فارق بيوت قريته) وهو قول جماهير العلماء.
(والأفضل له الصوم خروجاً من خلاف أكثر العلماء.) المسألة لا تخلو من أحوال:
إما أن يسافر قبل شروعه في الصيام، فهـٰذا جماهير العلماء على أن له الفطر.
أما إذا سار في أثناء النهار، فإن جمهور الفقهاء ليس له الفطر ذلك اليوم الذي شرع فيه السفر.
المؤلف يقول: (والأفضل له الصوم) إذا كان قد خرج في نهار قد شرع في صيامه.
والذي يظهر أنه لا فرق بين هـٰذا وذاك.
(02 وَ03) الحامل والمرضع:
(والحامل) وهي: من علقت جنينا سواء كانت في الأشهر الأولى أو في الأشهر الأخيرة.
(والمرضع) وهي من تشتغل بالرضاعة سواء كانت ترضع ولدها أو ترضع غير ولدها، وسواء كانت ترضع بأجر أو بغير أجر.
(إذا خافتا على: (أ) أنفسهما. (ب) أو ولديهما.) وهناك حال ثالثة وهو أن تخافا على أنفسهما وولديهما معا.
(أبيح لهما الفطر)وهـٰذا محل اتفاق فلا خلاف بين أهل العلم في إباحة الفطر في هـٰذه الحال.
(فإن خافتا على ولديهما فقط أطعمتا عن كل يوم مسكيناً.) الذي يظهر أنه أراد بذلك الإطعام مع القضاء؛ لكن ذكر هنا فقط ما يتميّز به الفطر في الحمل والرضاع، وليس كل ما يترتّب على الفطر بالحمل والرضاع.
هـٰذه الأحوال الثلاثة كلها متفقة في وجوب القضاء، لا فرق بين الحال الأولى والثانية والثالثة في وجوب القضاء، الذي يتميز به الإطعام هو حال ما إن أفطرت خوفا على ولدها فقط.
والصواب أنه لا يجب عليهما سوى القضاء، إن أفطرتا خوفا على ولديهما، فهما كالمريض والمسافر، وهو قول ابن باز وابن عثيمين ورحمهما الله.
(04) المريض:
(والمريض) الذي عليه جمهور العلماء أن المرض الذي يتضرر بالصوم يبيح الفطر، وذهب طائفة من أهل العلم إلى أن كل مرض يبيح الفطر، سواء كان مما يتضرر بالصوم أو مما لا يتضرر بالصيام. والذي يظهر من هذين القولين أن الذي ذهب إليه الجمهور هو الأقرب إلى الصواب؛ لأن الأحكام معللة ولها غايات وحكم.
( إذا خاف ضرراً) ومعرفة الضرر يكون عن طريق الخبر أو الحس. والضرر ثلاث أنواع: مشقة وألم، تأخر في الشفاء، وزيادة في المرض.
(كره صومه) لأنه إعراض عن الرّخصة؛ (للآية) ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾[البقرة:185]..
(05 وَ 06)الشيخ الكبير والعجوز والمريض الذي لا يرجى برؤه:
(ومن عجز عن الصوم لكبر) وهو أن يبلغ من السن ما يضعف عن الصوم، وليست هناك سنا محددة في ذلك. وفطره لا خلاف فيه. لكنهم اختلفوا فيما يترتب على الفطر (أو مرض لا يرجى برؤه) أي لا يطمع منه الشفاء، على غلبة الظن. والمقصود بالمرض الذي لا يرجى برؤه المرض الذي يؤثر فيه الصوم، وليس كل مرض. ودليل إباحة الفطر للمريض المرض المزمن قياسا على كبير السن.
( أفطر وأطعم عن كل يوم مسكيناً.) جمهور العلماء على أن من عجز عن الصوم لكبر وجبت عليه الفدية. القول الثاني: يفطر ولا شيء عليه، والراجح هو ما عليه الجمهور. وبه قال ابن باز وغيره..
(07 و0 الحائض والنفساء:
ذكر المؤلف ستة أصناف من ذوي الأعذار، وحتى نكمل العدة نضيف صنفين وهما الحائض والنفساء، فالحائض والنفساء بالاتفاق بين أهل العلم أنه لا يجوز لهما الصيام، ولا يصح منهما الصوم وأن عليهما القضاء.
(وإن طار إلى حلقه ذبابٌ، أو غبار، أو دخل إلى حلقه ماء بلا قصد، لم يفطر.) يعني بالمفهوم أن هـٰذه الأمور لو وقعت بقصد فهي مفطرة، والمفهوم معتبر في المتون الفقهية.
(ولا يصح الصوم الواجب) الصوم الواجب يشمل صوم رمضان، ويشمل صوم النذر، ويشمل صوم القضاء، ويشمل صوم الكفارات.
(إلا بنية من الليل) وهو قول الجمهور خلافا لأبي حنيفة. و(الليل) المقصود به السابق للنهار من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، هـٰذا محل النية.
(ويصح صوم النفل) النفل ينقسم إلى قسمين:
نفل مطلق: هو الذي لم يرد في صومه فضل خاص، فلو نوى صيام هـٰذا اليوم من النهار لا إشكال فيه.
نفل مقيد: هو ما إذا كان اليوم فيه فضيلة خاصة كصيام عاشوراء، كصيام عرفة، كصيام ستة أيام من شوال. (بنية من النهار، قبل الزوال وبعده.) سواء كان النفل مطلقا أو مقيدا، هـٰذا الذي عليه جمهور العلماء.
والقول الثاني التفريق بين ما كان مطلقا وما كان مقيدا، فإن الفضيلة التي رتبت على صوم ذلك اليوم لا تحصل إلا لمن نوى من الليل صياما بنية من الليل؛ لكن من حيث صحة الصوم يصح الصوم، لكن الكلام على حصول الأجر والفضل المرتب على اليوم لا يحصل إلا لمن صام بنية من الليل.
وهـٰذا القول فيما يظهر أنه اختيار الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
والله الموفق.
__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16-08-2009, 01:16 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
Impp

السلام عليكم


الدرس الثالث




(باب ما يفسد الصوم)
المفطرات هي مفسدات الصوم. ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ﴾ هو الاستمتاع بالجماع ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ﴾ ذكر بعد ذلك الأكل والشرب ثم قال: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾ فهـٰذه الآية جمعت أصول المفطرات، وهي الأكل والشرب والجماع، بالإضافة إلى الحيض والنفاس في معناه، فالمفطرات هي هـٰذه وما كان في معناها.
(من أكل) الأكل دخول الطعام من طريق الفم

(أو شرب) الشرب دخول الماء من طريق الفم

(أو استعطَّ) أي أدخل إلى جوفه شيئا من طريق أنفه، ف السّعوط هو جذب الشيء بالأنف (بدهن، أو غيره)،

(فوصل إلى حلقه) مثله لو استنشق ماءً فوصل إلى جوفه.

مقصود الفقهاء بالجوف فهو كل مجوف وهو شيئان في البدن: ما حواه الصدر والبطن، والدماغ.

(أو احتقن) أي أدخل شيئا إلى جوفه من طريق الدبر، كالتحاميل والماء الشرجي الذي يوصل للتنظيف والمعالجة، والحقن الشرجية ، وما أشبه ذلك من الأسباب، وليس المقصود بالحقنة الإبرة في الاصطلاح المعاصر.

الذي يظهر أن هـٰذا التعميم يحتاج إلى دليل؛ لأن الحكم منوط بالأكل والشرب.

والقول الثاني في هـٰذه المسألة أنه لا يفطر إلا بالأكل والشرب، من الطريق المعتاد، ومثله ما كان من طريق الأنف، أما إذا وصل شيء إلى حلقه من غير هذين الطريقين كما لو قطّر في عينه فوجد شيئا في حلقه، أو قطّر في أنفه فوجد شيئا في حلقه، فإنه لا يفطر بذلك على ما ذكره جماعة من أهل العلم.

وهـٰذا القول أقرب إلى الصواب، أن الفطر ما يكون بالطريق المعتاد، أما ما لم يكن عن طريق معتاد وليس في معنى الأكل والشرب فإنه لا يفطر على الصحيح.

ومثله ما عند جمهور المعاصرين ما إذا أدخل إلى بدنه ما يستغني به عن الطعام والشراب كالإبر المغذية، فإنهم ألحقوها بالمفطرات في قول جمهور المعاصرين.

ذهب طائفة من أهل العلم من المعاصرين إلى أنّ الإبر المغذية ليست مفطرة، وهـٰذا القول من حيث النظر أقرب إلى الصواب؛ لكن نظرا إلى أن هـٰذا القول هو قول الأكثرين وهو الذي انتهت إليه كثير من المجامع الفقهية ينبغي تبيين هـٰذا للناس والاحتياط بترك هـٰذا لاشك أنه أقرب إلى الصواب.

(أو استقاء فقاء) أي أخرج ما في جوفه عن طريق طلب ذلك ، فمن استقاء فقاء أفطر يفطر وحكى ابن المنذر الإجماع على ذلك. وبالنظر إلى الإجماع فإن الإجماع قد ورد ما يفيد عدم حفظه.

( أو حجم) أي أخرج من غيره الدم عن طريق الحجامة (أو احتجم) فعل ذلك فعله بنفسه أو فُعلت به الحجامة.

وهـٰذا الذي ذكره المؤلف هو من مفردات مذهب أحمد رحمه الله حيث عدوا الحجامة والاحتجام من المفطرات.

والقول الثاني وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن الحجامة مكروهة للصائم ولا تفطر.

( فسد صومه.)

(ولا يفطر ناسٍ بشيء من ذلك) أي لا يفطر من فعل شيئا من الأمور المتقدمة.

(وله) للإباحة ودفع توهم المنع (الأكل والشرب) يعني وسائر المفطرات. (مع شك) إذا شك فالأصل بقاء الليل، والتبين هو إما باليقين وإما بغلبة الظن. (في طلوع الفجر؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾[البقرة:187].).

(ومن أفطر بالجماع) والجماع لا يتحقق حكمه إلا إذا التقى الختانان بأن يولج الحشفة أو قدرها، وهو أن يولج رأس الذكر، أما إذا لم يحصل هـٰذا فإنه لا يكون بذلك مجامعا. ولا فرق أنزل أو لم ينزل (فعليه كفارة ظهار) الكفارة التي ذكرت في الحديث على وجه الترتيب: ابتداء بالعتق، ثم صيام شهرين متتابعين، ثم بالإطعام.

الكفارة ليست ثابتة في شيء من المفطرات إلا في الجماع، هـٰذا قول جمهور العلماء وذهب الإمام مالك رحمه الله إلى أن الكفارة تثبت في حق ن انتهك حرمة رمضان.

(مع القضاء) يعني قضاء يوم مكانه، ودليلها رواية ابن ماجه، ولكنها رواية شاذة فلا معول عليها.

(وتكره القُبْلَةُ) القبلة نوع مباشرة (لمن تتحرك شهوته) خشية أن يقع في المحظور.

وقد جاء عن بعض أهل العلم استنادا إلى حديث أبي هريرة وغيره التفريق بين الشيخ والشاب، وكل هـٰذه الأحاديث ليس عليها معول؛ لأنها ضعيفة، والقبلة جائزة للصائم ما لم تحرك شهوته

(ويجب اجتناب كذب، وغيبة، وشتم، ونميمة، كل وقتٍ؛ لكن للصائم آكد.) يعني هـٰذه محرمات في كل الأوقات وفي وقت الصيام آكد.
والله الموفق

__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16-08-2009, 06:36 AM
الصورة الرمزية عاشقة الموج
عاشقة الموج عاشقة الموج غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 3,653
معدل تقييم المستوى: 20
عاشقة الموج is on a distinguished road
افتراضي

مشكور على المجهود الرائع
تقبل الله منا ومنكم
و أهله علينا بالخير و البركة
و لكن
(ومن أفطر بالجماع)...............(فعليه كفارة ظهار)
الترتيب: ابتداء بالعتق، ثم صيام شهرين متتابعين، ثم بالإطعام
و ما هو الحال إذا لم يكن هناك عتق لرقبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و الصيام شهرين متتاليين !!!!!!! فرضاً هناك من لا يستطيع ......
إيجوز إطعام كل يوم فى رمضان من طعامه ل 5 أفراد ..
و هو لا يعلم إذا كان مسكين أم لا ؟
__________________



دخول متقطع
أرجو الدعـــــاء بظاهـــــــــر الغيب
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16-08-2009, 10:52 AM
الصورة الرمزية عمر ابو قطرة
عمر ابو قطرة عمر ابو قطرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 40
المشاركات: 1,205
معدل تقييم المستوى: 17
عمر ابو قطرة is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

النبي – النبي – النبي

محمد صلي الله علية وسلم

هذا شئ بسيط من سيرة النبي صلي الله علية وسلم

وهو علي قدر استطاعتي فان كنت أصبت فبتوفيق من الله وان كنت أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وانك لعلي خلق عظم ))

[ ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ور

[ رواية قيس بن مخرمة عن مولده صلى الله عليه وسلم ]
قال ابن إ**** : حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة ، قال ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل فنحن لدان .
[ إعلام أمه جده بولادته صلى الله عليه وسلم ]

قال ابن إ**** : فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى جده عبد المطلب : أنه قد ولد لك غلام فأته فانظر إليه فأتاه فنظر إليه وحدثته بما رأت حين حملت به وما قيل لها فيه وما أمرت به أن تسميه .
[ فرح جده به صلى الله عليه وسلم والتماسه له المراضع ]
فيزعمون أن عبد المطلب أخذه فدخل به الكعبة ; فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها . والتمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرضعاء .
قال ابن هشام : المراضع . وفى كتاب الله تبارك وتعالى في قصة موسى عليه السلام : وحرمنا عليه المراضع
أمهات رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال ابن هشام فولد عبد الله بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله . وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر .
وأمها : برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر .
وأم برة أم حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر .
وأم أم حبيب برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر .
قال ابن هشام : فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرف ولد آدم حسبا ، وأفضلهم نسبا من قبل أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم
أمهات النبي - صلى الله عليه وسلم
ذكر في آخرهن برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي وهن كلهن قرشيات ولذلك وقف في برة وإن كان قد ذكر أهل النسب بعد هذا : أم برة وأم أمها ، وأم أم الأم ولكنهن من غير قريش . قال محمد بن حبيب وأم برة قلابة بنت الحارث بن مالك بن طابخة بن صعصعة بن غادية بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل ، وأم قلابة أميمة بنت مالك بن غنم بن لحيان بن غادية بن كعب وأم أميمة : دبة بنت الحارث بن لحيان بن غادية وأمها : بنت [ يربوع بن ناضرة بن غاضرة ] كهف الظلم من ثقيف ، وذكر الزبير قلابة بنت الحارث وزعم أن أباها الحارث كان يكنى : أبا قلابة وأنه أقدم شعراء هذيل ، وذكر من قوله
إن المنايا بجنبي كل إنسان
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم
حتى تلاقي ما منى لك الماني
واسلك طريقك تمشي غير مختشع

باب مولد النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر نسب أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة وأن زهرة هو ابن كلاب وفي المعارف لابن قتيبة أن زهرة اسم امرأة عرف بها بنو زهرة ، وهذا منكر غير معروف وإنما هو اسم جدهم - كما قال ابن إ**** والزهرة في اللغة إشراق في اللون أي لون كان من بياض أو غيره وزعم بعضهم أن الأزهر هو الأبيض خاصة وأن الزهر اسم للأبيض من النوار وخطأ أبو حنيفة من قال بهذا القول وقال إنما الزهرة إشراق في الألوان كلها ، وأنشد في نور الحوذان وهو أصفر
يضيء كلون الأتحمي المورس
ترى زهر الحوذان حول رياضه
وفي حديث يوم أحد : نظرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعيناه تزهران تحت المغفر .
حديث مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إشارة إلى ذكر احتفار زمزم

قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال وكان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما حدثنا به زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إ**** المطلبي بينما عبد المطلب بن هاشم نائم في الحجر ، إذ أتي فأمر بحفر زمزم وهي دفن بين صنمي قريش : إساف ونائلة عند منحر قريش . وكانت جرهم دفنتها حين ظعنوا من مكة ، وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - التي سقاه الله حين ظمئ وهو صغير فالتمست له أمه ماء فلم تجده فقامت إلى الصفا تدعو الله وتستغيثه لإسماعيل ثم أتت المروة ففعلت مثل ذلك . وبعث الله تعالى جبريل عليه
السلام فهمز له بعقبه في الأرض فظهر الماء وسمعت أمه أصوات السباع فخافتها عليه فجاءت تشتد نحوه فوجدته يفحص بيده عن الماء من تحت خده ويشرب فجعلته حسيا [ الحسي الحفيرة الصغيرة ] .
زمزم
وذكر فيه خبر إسماعيل وأمه وقد تقدم طرف منه . وذكر أن جبريل - عليه السلام - همز بعقبه في موضع زمزم ، فنبع الماء وكذلك زمزم تسمى : همزة جبريل بتقديم الميم على الزاي ويقال فيها أيضا : هزمة جبريل لأنها هزمة في الأرض وحكي في اسمها : زمازم وزمزم . حكي ذلك عن المطرز وتسمى أيضا : طعام طعم وشفاء سقم . وقال الجربي : سميت زمزم ، بزمزمة الماء وهي صوته وقال المسعودي : سميت زمزم ; لأن الفرس كانت تحج إليها في الزمن الأول فزمزمت عليها . والزمزمة صوت يخرجه الفرس من خياشيمها عند شرب الماء . وقد كتب عمر - رضي الله عنه - إلى عماله أن انهوا الفرس عن الزمزمة وأنشد المسعودي :
وذاك في سالفها الأقدم
زمزمت الفرس على زمزم
وذكر البرقي عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنها سميت زمزم لأنها زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يمينا وشمالا ، ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء . وقال ابن هشام : والزمزمة عند العرب : الكثرة والاجتماع قال الشاعر
ويممت زمزومها المزمزما
وباشرت معطنها المدهثما

سبب نزول هاجر وإسماعيل مكة
المدهثم اللين وكان سبب إنزال هاجر وابنها إسماعيل بمكة ونقلها إليها من الشام أن سارة بنت عم إبراهيم - عليه السلام - شجر بينها وبين هاجر أمر وساء ما بينهما ، فأمر إبراهيم أن يسير بها إلى مكة ، فاحتملها على البراق واحتمل معه قربة بماء ومزود تمر وسار بها حتى أنزلها بمكة في موضع البيت ثم ولى راجعا عوده على بدئه وتبعته هاجر وهي تقول آلله أمرك أن تدعني ، وهذا الصبي في هذا البلد الموحش وليس معنا أنيس ؟ فقال نعم فقالت إذا لا يضيعنا ، فجعلت تأكل من التمر وتشرب من ماء القربة حتى نفد الماء وعطش الصبي ، وجعل ينشغ للموت وجعلت هي تسعى من الصفا إلى المروة ، ومن المروة إلى الصفا ; لترى أحدا ، حتى سمعت صوتا عند الصبي فقالت قد سمعت ، إن كان عندك غوث ثم جاءت الصبي فإذا الماء ينبع من تحت خده فجعلت تغرف بيديها ، وتجعل في القربة . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " لو تركته لكانت عينا " ، أو قال " نهرا معينا " ، وكلمها الملك وهو جبريل - عليه السلام - وأخبرها أنها مقر ابنها وولده إلى يوم القيامة وأنها موضع بيت الله الحرام ، ثم ماتت هاجر ، وإسماعيل - عليه السلام - ابن عشرين سنة وقبرها في الحجر ، وثم قبر إسماعيل - عليه السلام - وكان الحجر قبل بناء البيت زربا لغنم إسماعيل صلى الله عليه وسلم ويقال إن أول بلد ميرت منه أم إسماعيل عليه - السلام - وابنها التمر القرية التي كانت تعرف بالفرع من ناحية المدينة ، والله أعلم .
اسم محمد وأحمد
قال المؤلف لا يعرف في العرب من تسمى بهذا الاسم قبله - صلى الله عليه وسلم - إلا ثلاثة طمع آباؤهم - حين سمعوا بذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - وبقرب زمانه وأنه يبعث في الحجاز - أن يكون ولدا لهم . ذكرهم ابن فورك في كتاب الفصول وهم محمد بن سفيان بن مجاشع ، جد جد الفرزدق الشاعر والآخر محمد بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جمحى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، والآخر محمد بن حمران بن ربيعة ، وكان آباء هؤلاء الثلاثة قد وفدوا على بعض الملوك وكان عنده علم من الكتاب الأول فأخبرهم بمبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وباسمه وكان كل واحد منهم قد خلف امرأته حاملا ، فنذر كل واحد منهم إن ولد له ذكر أن يسميه محمدا ، ففعلوا ذلك .
قال المؤلف وهذا الاسم منقول من الصفة فالمحمد في اللغة هو الذي يحمد حمدا بعد حمد ولا يكون مفعل مثل مضرب وممدح إلا لمن تكرر فيه الفعل مرة بعد مرة . وأما أحمد فهو اسمه - صلى الله عليه وسلم - الذي سمي به على لسان عيسى وموسى - عليهما السلام - فإنه منقول أيضا من الصفة التي معناها التفضيل فمعنى أحمد أي أحمد الحامدين لربه وكذلك هو المعنى ; لأنه تفتح عليه في المقام المحمود محامد لم تفتح على أحد قبله فيحمد ربه بها ; ولذلك يعقد له لواء الحمد .
وأما محمد فمنقول من صفة أيضا ، وهو في معنى : محمود . ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار فالمحمد هو الذي حمد مرة بعد مرة كما أن المكرم من أكرم مرة بعد مرة وكذلك الممدح ونحو ذلك . فاسم محمد مطابق لمعناه والله - سبحانه - وتعالى سماه به قبل أن يسمي به نفسه فهذا علم من أعلام نبوته إذ كان اسمه صادقا عليه فهو محمود - عليه السلام - في الدنيا بما هدى إليه ونفع به من العلم والحكمة وهو محمود في الآخرة بالشفاعة فقد تكرر معنى الحمد كما يقتضي اللفظ ثم إنه لم يكن محمدا ، حتى كان أحمد حمد ربه فنبأه وشرفه فلذلك تقدم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد فذكره عيسى - صلى الله عليه وسلم - فقال اسمه أحمد وذكره موسى - صلى الله عليه وسلم - حين قال له ربه تلك أمة أحمد فقال اللهم اجعلني من أمة أحمد فبأحمد ذكر قبل أن يذكر بمحمد لأن حمده لربه كان قبل حمد الناس له فلما وجد وبعث كان محمدا بالفعل .
وكذلك في الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه فيكون أحمد الحامدين لربه ثم يشفع فيحمد على شفاعته .
فانظر كيف ترتب هذا الاسم قبل الاسم الآخر في الذكر والوجود وفي الدنيا والآخرة تلح لك الحكمة الإلهية في تخصيصه بهذين الاسمين وانظر كيف أنزلت عليه سورة الحمد وخص بها دون سائر الأنبياء وخص بلواء الحمد وخص بالمقام المحمود وانظر كيف شرع لنا سنة وقرآنا أن نقول عند اختتام الأفعال وانقضاء الأمور الحمد لله رب العالمين . قال الله سبحانه وتعالى : وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين [ الزمر 75 ] . وقال أيضا : وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين [ يونس 10 ] تنبيها لنا على أن الحمد مشروع لنا عند انقضاء الأمور .
وسن - صلى الله عليه وسلم - الحمد بعد الأكل والشرب وقال عند انقضاء السفر آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ثم انظر لكونه - عليه السلام - خاتم الأنبياء ومؤذنا بانقضاء الرسالة وارتفاع الوحي ونذيرا بقرب الساعة وتمام الدنيا مع أن الحمد كما قدمنا مقرون بانقضاء الأمور مشروع عنده - تجد معاني اسميه جميعا ، وما خص به من الحمد والمحامد مشاكلا لمعناه مطابقا لصفته وفي ذلك برهان عظيم وعلم واضح على نبوته وتخصيص الله له بكرامته وأنه قدم له هذه المقدمات قبل وجوده تكرمة له وتصديقا لأمره - صلى الله عليه وسلم - وشرف وكرم .
ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إ**** قال ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل .
قال ابن إ**** : وحدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة . قال
ولدت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل فنحن لدتان .
قال ابن إ**** : وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري . قال حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت ، قال والله إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت ، إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له ويلك ما لك ؟ قال طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به .
قال محمد بن إ**** فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت فقلت : ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ؟ فقال ابن ستين وقدمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسمع حسان ما سمع وهو ابن سبع سنين .
قال ابن إ**** : فلما وضعته أمه - صلى الله عليه وسلم - أرسلت إلى جده عبد المطلب : أنه قد ولد لك غلام فأته فانظر إليه فأتاه فنظر إليه وحدثته بما رأت حين حملت به وما قيل لها فيه وما أمرت به أن تسميه .
فصل في المولد
في تفسير بقي بن مخلد أن إبليس - لعنه الله - رن أربع رنات رنة حين لعن ورنة حين أهبط ورنة حين ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورنة حين أنزلت فاتحة الكتاب . قال والرنين والنخار من عمل الشيطان . قال ويكره أن يقال أم الكتاب ولكن فاتحة الكتاب . وروي عن عثمان بن أبي العاص عن أمه أم عثمان الثقفية واسمها : فاطمة بنت عبد الله قالت " حضرت ولادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت البيت حين وضع قد امتلأ نورا ، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع علي " . ذكره أبو عمر في كتاب النساء . وذكره الطبري أيضا في التاريخ . وولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معذورا مسرورا ، أي مختونا مقطوع السرة يقال عذر الصبي وأعذر . إذا ختن وكانت أمه تحدث أنها لم تجد حين حملت به ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحم ولا غير ذلك ولما وضعته - صلى الله عليه وسلم - وقع إلى الأرض مقبوضة أصابع يديه مشيرا بالسبابة كالمسبح بها ، وذكر ابن دريد أنه ألقيت عليه جفنة لئلا يراه أحد قبل جده فجاء جده والجفنة قد انفلقت عنه ولما قيل له ما سميت ابنك ؟ فقال محمدا ، فقيل له كيف سميت باسم ليس لأحد من آبائك وقومك ؟ فقال إني لأرجو أن يحمده أهل الأرض كلهم وذلك لرؤيا كان رآها عبد المطلب ، وقد ذكر حديثها علي القيرواني العابر في كتاب البستان . قال كان عبد المطلب قد رأى في منامه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في المشرق وطرف في المغرب ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها ، فقصها ، فعبرت له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والأرض فلذلك سماه محمدا مع ما حدثته به أمه حين قيل لها : إنك حملت بسيد هذه الأمة فإذا وضعته فسميه محمدا . الحديث
فيزعمون أن عبد المطلب أخذه فدخل به الكعبة ، فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها ، والتمس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرضعاء .
تعويذ عبد المطلب
وذكر أن عبد المطلب دخل به الكعبة وعوذه ودعا له . وفي غير رواية ابن هشام أن عبد المطلب قال وهو يعوذه
هذا الغلام الطيب الأردان
الحمد لله الذي أعطاني
أعيذه بالبيت ذي الأركان
قد ساد في المهد على الغلمان
حتى أراه بالغ البنيان
حتى يكون بلغة الفتيان
من حاسد مضطرب العنان
أعيذه من كل ذي شنآن
حتى أراه رافع السان
ذي همة ليس له عينان
في كتب ثابتة المثاني
أنت الذي سميت في القرآن

فصل
وذكر أن مولده عليه السلام كان في ربيع الأول وهو المعروف وقال الزبير كان مولده في رمضان وهذا القول موافق لقول من قال إن أمه حملت به في أيام التشريق والله أعلم .
وذكروا أن الفيل جاء مكة في المحرم وأنه - صلى الله عليه وسلم - ولد بعد مجيء الفيل بخمسين يوما ، وهو الأكثر والأشهر وأهل الحساب يقولون وافق مولده من الشهور الشمسية نيسان فكانت لعشرين مضت منه وولد بالغفر من المنازل وهو مولد النبيين ولذلك قيل خير منزلتين في الأبد بين الزنابا والأسد لأن الغفر يليه من العقرب زناباها ، ولا ضرر في الزنابا إنما تضر العقرب بذنبها ، ويليه من الأسد أليته وهو السماك والأسد لا يضر بأليته إنما يضر بمخلبه ونابه .
وولد بالشعب ، وقيل بالدار التي عند الصفا ، وكانت بعد لمحمد بن يوسف أخي الحجاج ، ثم بنتها زبيدة مسجدا حين حجت .
تحقيق وفاة أبيه
وذكر أنه مات أبوه وهو حمل وأكثر العلماء على أنه كان في المهد . ذكره الدولابي وغيره قيل ابن شهرين ذكره [ أحمد ] ابن أبي خيثمة [ زهير بن حرب ] وقيل أكثر من ذلك ومات أبوه عند أخواله بني النجار ، ذهب ليمتار لأهله تمرا ، وقد قيل مات أبوه وهو ابن ثمان وعشرين شهرا ، وأنشدوا رجزا لعبد المطلب يقوله لابنه أبي طالب :
بموتم بعد أبيه فرد
أوصيك يا عبد مناف بعدي

((((((((((النبي في سطور ولو تكلمت عنه الي ان يجف الحبر من الأقلام ما أعطية حقة ))))))))))
وكان بينه وبين أبيه - عليه السلام - في السن ثمانية عشر عاما .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فقد اختلف بنو إسرائيل . وحرفوا وبدلوا في عقيدتهم وشريعتهم فانطمس الحق وظهر الباطل وانتشر الظلم والفساد واحتاجت الأمة إلى دين يحق الحق ويمحق الباطل ويهدي الناس إلى الصراط المستقيم فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه : ( وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) النحل/64 .
أرسل الله جميع الأنبياء والرسل للدعوة إلى عبادة الله وحده , وإخراج الناس من الظلمات إلى النور فأولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) النحل/36 .
وآخر الأنبياء والرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده قال تعالى : ( ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب/40 .
وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة كما قال سبحانه : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ًونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) سبأ/28 .
وقد أنزل الله على رسوله القرآن يهدي به الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) إبراهيم/1 .
وقد ولد الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي بمكة عام الفيل الذي جاء أصحابه لهدم الكعبة فأبادهم الله وتوفي أبوه وهو في بطن أمه ولما ولد محمد أرضعته حليمة السعدية ثم زار أخواله في المدينة مع أمه آمنة بنت وهب وفي طريق العودة إلى مكة توفيت أمه بالأبواء وعمره ست سنين ثم كفله جده عبد المطلب فمات وعمر محمد ثمان سنين ثم كفله عمه أبو طالب يرعاه ويكرمه ويدافع عنه أكثر من أربعين سنة وتوفي أبو طالب ولم يؤمن بدين محمد خشية أن تعيره قريش بترك دين آبائه .
وكان محمد في صغره يرعى الغنم لأهل مكة ثم سافر إلى الشام بتجارة لخديجة بنت خويلد وربحت التجارة وأعجبت خديجة بخلقه وصدقه وأمانته فتزوجها وعمره خمس وعشرون سنة وعمرها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت .

وقد أنبت الله محمداً صلى الله عليه وسلم نباتاً حسناً وأدبه فأحسن تأديبه ورباه وعلمه حتى كان أحسن قومه خَلقاً وخُلقاً وأعظمهم مروءة وأوسعهم حلماً وأصدقهم حديثاً وأحفظهم أمانة حتى سماه قومه بالأمين .
ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء الأيام والليالي يتعبد فيه ويدعو ربه وأبغض الأوثان والخمور والرذائل فلم يلتفت إليها في حياته .
ولما بلغ محمداً صلى الله عليه وسلم خمساً وثلاثين سنة شارك قريشاً في بناء الكعبة لما جرفتها السيول فلما تنازعوا في وضع الحجر الأسود حكموه في الأمر فدعا بثوب فوضع الحجر فيه ثم أمر رؤساء القبائل أن يأخذوا بأطرافه فرفعوه جميعاً ثم أخذه محمد فوضعه في مكانه وبنى عليه فرضي الجميع وانقطع النزاع .
وكان لأهل الجاهلية صفات حميدة كالكرم والوفاء والشجاعة وفيهم بقايا من دين إبراهيم كتعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة وإهداء البدن وإلى جانب هذا كانت لهم صفات وعادات ذميمة كالزنا , وشرب الخمور وأكل الربا وقتل البنات والظلم , وعبادة الأصنام .
وأول من غير دين إبراهيم ودعا إلى عبادة الأصنام عمرو بن لحي الخزاعي فقد جلب الأصنام إلى مكة وغيرها ودعا الناس إلى عبادتها ومنها ود , وسواع , ويغوث , ويعوق, ونسرا .
ثم اتخذ العرب أصناماً أخرى ومنها صنم مناة بقديد واللات بالطائف والعزى بوادي نخلة وهبل في جوف الكعبة وأصنام حول الكعبة وأصنام في بيوتهم واحتكم الناس إلى الكهان والعرافين والسحرة .
ولما انتشر الشرك والفساد بهذه الصورة بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وعمره أربعون سنة يدعو الناس إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام فأنكرت عليه قريش ذلك وقالت : ( أجعل الآلهة ألهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) ص/5 .
وظلت هذه الأصنام تعبد من دون الله حتى بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد فكسرها وهدمها هو وأصحابه رضوان الله عليهم فظهر الحق وزهق الباطل : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) الإسراء/81 .
وأول ما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء الذي كان يتعبد فيه حيث جاءه جبريل فأمره أن يقرأ فقال الرسول ما أنا بقارئ فكرر عليه وفي الثالثة قال له : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ) العلق/1-2-3 .
فرجع الرسول , وفؤاده يرجف , ودخل على زوجته خديجة ثم أخبرها وقال لقد خشيت على نفسي فطمأنته وقالت : ( والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم , وتحمل الكل , وتقرى الضيف , وتكسب المعدوم , وتعين على نوائب الحق ) ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان قد تنصر فلما أخبره بشره وقال له هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى وأوصاه بالصبر إذا آذاه قومه وأخرجوه .
ثم فتر الوحي مدة فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم فبينما هو يمشي يوماً إذ رأى الملك مرة أخرى بين السماء والأرض فرجع إلى منزله وتدثر فأنزل الله عليه : ( يا أيها المدثر ، قم فأنذر ) المدثر/1-2 , ثم تتابع الوحي بعد ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم .
أقام النبي في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعوا إلى عبادة الله وحده سراً ثم جهراً حيث أمره الله أن يصدع بالحق فدعاهم بلين ولطف من غير قتال فأنذر عشيرته الأقربين ثم أنذر قومه ثم أنذر من حولهم ثم أنذر العرب قاطبة ثم أنذر العالمين . ثم قال سبحانه : ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) الحجر/94 .
وقد آمن بالرسول قلة من الأغنياء والأشراف والضعفاء والفقراء والعبيد رجالاً ونساءً وأوذي الجميع في دينهم فعُذِّبَ بعضهم وقتل بعضهم , وهاجر بعضهم إلى الحبشة فراراً من أذى قريش وأوذي معهم الرسول صلى الله عليه وسلم فصبر حتى أظهر الله دينه .
ولما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين سنة ومضى عشر سنوات من بعثته مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه من أذى قريش ثم ماتت من بعده زوجته خديجة التي كانت تؤنسه فاشتد عليه البلاء من قومه وتجرؤا عليه وآذوه بصنوف الأذى وهو صابر محتسب . صلوات الله وسلامه عليه .
ولما اشتد عليه البلاء وتجرأت عليه قريش خرج إلى الطائف ودعا أهلها إلى الإسلام فلم يجيبوه , بل آذوه ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه , فرجع إلى مكة وظل يدعوا الناس إلى الإسلام في الحج وغيره .
ثم أسرى الله برسوله ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكباً على البراق بصحبة جبريل , فنزل وصلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء الدنيا فرأى فيها آدم , وأرواح السعداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن شماله ثم عرج به إلى السماء الثانية فرأى فيها عيسى ويحيى ثم إلى الثالثة فرأى فيها يوسف ثم إلى الرابعة فرأى فيها إدريس ثم إلى الخامسة فرأى فيها هارون ثم إلى السادسة فرأى فيها موسى ثم إلى السابعة فرأى فيها إبراهيم ثم رفع إلى سدرة المنتهى ثم كلمه ربه فأكرمه وفرض عليه وعلى أمته خمسين في اليوم والليلة ثم خففها إلى خمس في العمل وخمسين في الأجر واستقرت الصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة إكراماً منه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى مكة قبل الصبح فقص عليهم ما جرى له فصدقه المؤمنون وكذبه الكافرون : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الإسراء/1 .
ثم هيأ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من ينصره فالتقى في موسم الحج برهط من المدينة من الخزرج فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة , ونشروا فيها الإسلام فلما كان العام المقبل صاروا بضعة عشر فالتقى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم فلما انصرفوا بعث معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن , ويعلمهم الإسلام فأسلم على يديه خلق كثير , منهم زعماء الأوس سعد بن معاذ , وأسيد بن حضير .
فلما كان العام المقبل وجاء موسم الحج خرج منهم ما يزيد على سبعين رجلاً من الأوس والخزرج فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد أن هجره وآذاه أهل مكة , فواعدهم الرسول في إحدى ليالي التشريق عند العقبة فلما مضى ثلث الليل خرجوا للميعاد فوجدوا الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس ولم يؤمن إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فتكلم العباس , والرسول , والقوم بكلام حسن ثم بايعهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أن يهاجر إليهم في المدينة على أن يمنعوه , وينصروه ويدافعوا عنه , ولهم الجنة فبايعوه واحداً, واحدا ً, ثم انصرفوا ثم علمت بهم قريش فخرجوا في طلبهم , ولكن الله نجاهم منهم , وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة إلى حين : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) الحج/40
ثم أمر الرسول أصحابه بالهجرة إلى المدينة فهاجروا أرسالاً إلا من حبسه المشركون ولم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله وأبو بكر وعلي فلما أحس المشركون بهجرة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خافوا أن يلحق بهم فيشتد أمره فتآمروا على قتله فأخبر جبريل رسول الله بذلك فأمر الرسول علياً أن يبيت في فراشه , ويرد الودائع التي كانت عند الرسول صلى الله عليه وسلم لأهلها وبات المشركون عند باب الرسول ليقتلوه إذا خرج فخرج من بينهم وذهب إلى بيت أبي بكر بعد أن أنقذه الله من مكرهم وأنزل الله : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) الأنفال/30 .
ثم عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى المدينة , فخرج هو وأبو بكر إلى غار ثور ومكثا فيه ثلاث ليال

واستأجرا عبد الله بن أبي أريقط وكان مشركاً ليدلهما على الطريق , وسلماه راحلتيهما فذعرت قريش لما جرى وطلبتهما في كل مكان , ولكن الله حفظ رسوله فلما سكن الطلب عنهما , ارتحلا إلى المدينة فلما أيست منهما قريش بذلوا لمن يأتي بهما أو بأحدهما مائتين من الإبل فجد الناس في الطلب وفي الطريق إلى المدينة , علم بهما سراقة بن مالك وكان مشركاً فأرادهما فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فساخت قوائم فرسه في الأرض فعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع , وطلب من الرسول أن يدعوا له ولا يضره فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم , فرجع سراقة , ورد الناس عنهما ثم أسلم بعد فتح مكة .
فلما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كبر المسلمون فرحاً بقدومه واستقبله الرجال والنساء والأطفال فرحين مستبشرين فنزل بقباء وبنى هو والمسلمون مسجد قباء وأقام بها بضع عشرة ليلة ثم ركب يوم الجمعة فصلاها في بني سالم بن عوف ثم ركب ناقته ودخل المدينة والناس محيطون به , آخذون بزمام ناقته لينزل عندهم , فيقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها مأمورة فسارت حتى بركت في موضع مسجده اليوم .
وهيأ الله لرسوله أن ينزل على أخواله قرب المسجد فسكن في منزل أبي أيوب الأنصاري , ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتي بأهله وبناته وأهل أبي بكر من مكة فجاءوا بهم إلى المدينة .
ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بناء مسجده في المكان الذي بركت فيه الناقة وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل عمده الجذوع وسقفه الجريد ثم حولت القبلة إلى الكعبة بعد بضعة عشر شهراً من مقدمه المدينة .
ثم آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ووادع الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود وكتب بينه وبينهم كتاباً على السلم والدفاع عن المدينة وأسلم حبر اليهود عبد الله بن سلام وأبى عامة اليهود إلا الكفر وفي تلك السنة تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها .
وفي السنة الثانية شرع الأذان وصرف الله القبلة إلى الكعبة ، وفرض صوم رمضان .
ولما استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وأيده الله بنصره والتف المهاجرون والأنصار حوله واجتمعت القلوب عليه عند ذلك رماه المشركون , واليهود والمنافقون عن قوس واحدة فآذوه وافتروا عليه وبارزوه بالمحاربة والله يأمره بالصبر و العفو والصفح فلما اشتد ظلمهم وتفاقم شرهم , أذن الله للمسلمين بالقتال , فنزل قوله تعالى : ( أذن للذين يُقاتِلون بأنهم ظُلموا وإنَّ الله على نصرهم لقدير ) الحج/39 .
ثم فرض الّله على المسلمين قتال من قاتلهم فقال : ( و قاتلوا في سبيل الّله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الّله لا يحب المعتدين ) البقرة/190 .
ثم فرض الله عليهم قتال المشركين كافة فقال : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) التوبة/36 .
فقام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله ورد كيد المعتدين ودفع الظلم عن المظلومين وأيده الله بنصره , حتى صار الدين كله لله فقاتل المشركين في بدر في السنة الثانية من الهجرة في رمضان فنصره الله عليهم وفرق جموعهم وفي السنة الثالثة غدر يهود بني قينقاع فقتلوا أحد المسلمين فأجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن المدينة إلى الشام ثم ثأرت قريش لقتلاها في بدر , فعسكرت حول أحد في شوال من السنة الثالثة ودارت المعركة وعصى الرماة أمر الرسول , فلم يتم النصر للمسلمين وانصرف المشركون إلى مكة ولم يدخلوا المدينة .
ثم غدر يهود بني النضير وهموا بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بإلقاء الحجر عليه فنجاه الله , ثم حاصرهم في السنة الرابعة وأجلاهم إلى خيبر .
وفي السنة الخامسة غزا الرسول صلى الله عليه وسلم بني المصطلق لرد عدوانهم , فانتصر عليهم وغنم الأموال والسبايا ثم سعى زعماء اليهود في تأليب الأحزاب على المسلمين للقضاء على الإسلام في عقر داره . فاجتمع حول المدينة المشركون والأحباش وغطفان اليهود ثم أحبط الله كيدهم ونصر رسوله والمؤمنين : ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً ) الأحزاب/25 .
ثم حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة لغدرهم , ونقضهم العهد فنصره الله عليهم فقتل الرجال وسبى الذرية وغنم الأموال .
وفي السنة السادسة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على زيارة البيت والطواف به فصده المشركون عنه ، فصالحهم في الحديبية على وقف القتال عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويختارون ما يريدون فدخل الناس في دين الله أفواجاً .
وفي السنة السابعة غزا الرسول خيبر للقضاء على زعماء اليهود الذين آذوا المسلمين ، فحاصرهم ونصره الله عليهم وغنم الأموال والأرض وكاتب ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام .
وفي السنة الثامنة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً بقيادة زيد بن حارثه لتأديب المعتدين ولكن الروم جمعوا جيشاً عظيماً فقتلوا قواد المسلمين وأنجى الله بقية المسلمين من شرهم .
ثم غدر كفار مكة فنقضوا العهد فتوجه إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بجيش عظيم وفتح مكة ، وطهر بيته العتيق من الأصنام ، وولاية الكفار .
ثم كانت غزوة حنين في شوال من السنة الثامنة لرد عدوان ثقيف وهوازن فهزمهم الله وغنم المسلمون مغانم كثيرة ثم واصل الرسول صلى الله عليه وسلم مسيره إلى الطائف وحاصرها ، ولم يأذن الله بفتحها فدعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وانصرف ، فأسلموا فيما بعد ثم رجع ووزع الغنائم ، ثم اعتمر هو وأصحابه ثم خرجوا إلى المدينة .
وفي السنة التاسعة كانت غزوة تبوك في زمان عسرة وشدة وحر شديد فسار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تبوك لرد كيد الروم فعسكر هناك ، ولم يلق كيداً وصالح بعض القبائل ، وغنم ثم رجع إلى المدينة وهذه آخر غزوة غزاها عليه الصلاة و السلام وجاءت في تلك السنة وفود القبائل تريد الدخول في الإسلام و منها وفد تميم ووفد طيء ووفد عبد القيس ، ووفد بني حنيفة وكلهم أسلموا ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يحج بالناس في تلك السنة وبعث معه علياً رضي الله عنه وأمره أن يقرأ على الناس سورة براءة للبراءة من المشركين وأمره أن ينادي في الناس فقال علي يوم النحر : ( يا أيها الناس لا يدخل الجنة كافر ، و لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله عهد فهو إلى مدته ) .
وفي السنة العاشرة عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الحج , و دعا الناس إلى ذلك فحج معه من المدينة وغيرها خلقٌ كثير فأحرم من ذي الحليفة , و وصل إلى مكة في ذي الحجة وطاف وسعى وعلم الناس مناسكهم وخطب الناس بعرفات خطبة عظيمة جامعة , قرر فيها الأحكام الإسلامية العادلة فقال : ( أيها الناس اسمعوا قولي , فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا , أيها الناس إن دماءكم , وأموالكم , وأعراضكم حرام عليكم , كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا , ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع , ودماء الجاهلية موضوعة , وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث , كان مسترضعاً في بني سعد , فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع , وأول ربا أضع ربا عباس بن عبد المطلب , فإنه موضوع كله , فاتقوا الله في النساء , فإنكم أخذتموهن بأمان الله , واستحللتم فروجهن بكلمة الله , ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه , فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح , ولهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف , وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله , وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون , قالوا نشهد أنك قد بلَّغت , وأديت , ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد , اللهم اشهد ثلاث مرات ) .

ولما أكمل الله هذا الدين , وتقررت أصوله , نزل عليه وهو بعرفات : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) المائدة/3 .
وتسمى هذه الحجة حجة الوداع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ودع فيها الناس , ولم يحج بعدها ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من حجه إلى المدينة .
وفي السنة الحادية عشرة في شهر صفر بدأ المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم ولما اشتد عليه الوجع أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يصلى بالناس وفي ربيع الأول , زاد عليه المرض فقبض صلوات الله وسلامه عليه ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة فحزن المسلمون لذلك حزناً شديداً ثم غُسل وصلى عليه المسلمون يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ودفن في بيت عائشة والرسول قد مات ودينه باق إلى يوم القيامة .
ثم اختار المسلمون صاحبه في الغار ورفيقه في الهجرة أبا بكر رضي الله عنه خليفة لهم ثم تولى الخلافة من بعده عمر ثم عثمان ثم علي وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون المهديون رضوان الله عليهم أجمعين .
وقد امتنّ الله على رسوله محمد بنعم عظيمة وأوصاه بالأخلاق الكريمة كما قال سبحانه : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ، ووجدك ضالاً فهدى ، ووجدك عائلاً فأغنى ، فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر ، وأما بنعمة ربك فحدث ) الضحى/6-11 .
وقد أكرم الله رسوله بأخلاق عظيمة لم تجتمع لأحدٍٍ غيره حتى أثنى عليه ربه بقوله : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) القلم/4 .
وبهذه الأخلاق الكريمة , والصفات الحميدة , استطاع عليه السلام أن يجمع النفوس ويؤلف القلوب بإذن ربه : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران/159 .
وقد أرسل الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة وأنزل عليه القرآن وأمره بالدعوة إلى الله كما قال سبحانه : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ) الأحزاب/46 .
وقد فضل الله رسوله محمداً على غيره من الأنبياء بست فضائل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( فضلت على الأنبياء بست , أعطيت جوامع الكلم , ونصرت بالرعب , وأحلت لي الغنائم , وجعلت لي الأرض طهوراً و مسجداً , وأرسلت إلى الناس كافة , وختم بي النبيون ) . رواه مسلم/523 .
فيجب على جميع الناس الإيمان به , و اتباع شرعه , ليدخلوا جنة ربهم : ( ومن يطع الله و رسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ) النساء/13 . وقد أثنى الله على من يؤمن بالرسول من أهل الكتاب وبشرهم بالأجر مرتين كما قال سبحانه : ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ، وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ، أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون ) القصص/52 -54 . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه و صدقه فله أجران . الخ ) . ومن لم يؤمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر , والكافر جزاؤه النار كما قال سبحانه : ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيراً ) الفتح/13 , وقال عليه الصلاة و السلام : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلاَّ كان من أصحاب النار ) . رواه مسلم/154 . و الرسول صلى الله عليه وسلم بشر لا يعلم إلا ما علمه الله ولا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً كما قال سبحانه : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلاَّ نذير وبشير لقوم يؤمنون ) الأعراف/188 .


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16-08-2009, 01:18 PM
الصورة الرمزية Mr.Hani
Mr.Hani Mr.Hani غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 11,758
معدل تقييم المستوى: 28
Mr.Hani will become famous soon enough
افتراضي

مشكور للمعلومات القيمة عن الصوم
__________________


For You Only
أنا البحر في أحشاءه الدر كامن فهل تسائل الغواص عن صدفاتي
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 17-08-2009, 02:07 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الموج مشاهدة المشاركة
مشكور على المجهود الرائع
تقبل الله منا ومنكم
و أهله علينا بالخير و البركة
اللهم أمين

و لكن
(ومن أفطر بالجماع)...............(فعليه كفارة ظهار)
الترتيب: ابتداء بالعتق، ثم صيام شهرين متتابعين، ثم بالإطعام
و ما هو الحال إذا لم يكن هناك عتق لرقبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إذا لم يكن هناك عتق رقبه إما أن يصوم أو يٌطعم ستين مسكينا

و الصيام شهرين متتاليين !!!!!!! فرضاً هناك من لا يستطيع ......

إذا لم يكن هناك استطاعه على الصيام فله أن يطعم ستين مسكين على اليوم الذى جامع فيه فى نهار رمضان.

إيجوز إطعام كل يوم فى رمضان من طعامه ل 5 أفراد ..
و هو لا يعلم إذا كان مسكين أم لا ؟
السؤال هاهنا يحتاج الى شىء من التفصيل وأنا سأجاوب على فهمي للسؤال فإن كنت مصيب فخيرا ولله الحمد وإن كنت مخطأ فأرجو منكم يااختي أن توضحي السؤال والإجابه كالاتي:
الكفارات المذكوره كما رأيتم هي لمن جامع فى نهار رمضان وهي اما ان يعتق أو يصوم أو يطعم ستين مسكينا وهذه الكفارات على الترتيتب فلا يصح أن ينتقل من الخطوه الى الخطوه التى تليها الا عند العجز عن السابقه يعني لا ينبغي أن يصوم شهرين وهو قادر على العتق ولا ينبغي أن يطعم وهو قادر على الصيام كما ورد فى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أي ان لم يكن قادر على العتق يصوم وان لم يكن قادر على الصيام بطعم ستين مسكينا.
وهناك نقطه مهمه ينبغي توضيحها وهي خاصه بقولكم(إيجوز إطعام كل يوم فى رمضان من طعامه ل 5 أفراد) وهي كالاتي:
لا يجوز لأحدٍ يقدر على الصيام في رمضان وليس عنده عذر شرعي أن يفطر ، وليس كل من أفطر برخصة من الشرع يطعم مقابل كل يوم مسكينا ، وإنما الإطعام للشيخ الكبير والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى شفاؤه.
لذلك قال ابن عباس فى تفسير قوله تعالي(وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فيما رواه البخاري: هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيره لا يستطيعا أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكين.

أما كون الذى يُطعم لا يعلم المسكين من غيره فله أن يتحري فى ذلك لأن النبي قال أن الاطعام هو حق للمسكين وليس لغيره فله ان يتحري فى ذلك وأن يسأل عمن هم أهل للإطعام.
والدليل على ذلك:ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال :مالك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم :"هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال: لا ، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا، فقال:فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟، قال: لا ، قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه بعرق فيه تمر ـ والعرق المكتل ـ فقال: أين السائل؟ فقال: أنا، فقال: خذه فتصدق به"... إلى آخر الحديث، واللفظ للبخاري.

وبالمناسبه أوضح هاهنا شىء وهو أنه لا يجوز أن تعطي المسكين مال بل لابد أن تطعميه ولذلك يجب علينا أن نعلم قاعدة مهمة ، وهي أن ما ذكره الله عز وجل بلفظ الإطعام أو الطعام وجب أن يكون طعاماً ، وقد قال تعالى في الصوم : ( وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) وقال في كفارة اليمين : ( فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَاٰنَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .
وفي زكاة الفطر : فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من طعام ، فما ذكر في النصوص بلفظ الطعام أو الإطعام فإنه لا يجزىء عنه الدراهم .

وعلى هذا فالكبير الذي كان فرضه الإطعام بدلاً عن الصوم لا يجزىء أن يخرج بدلاً عنه دراهم ، لو أخرج بقدر قيمة الطعام عشر مرات لم يجزئه ؛ لأنه عدول عما جاء به النص ، كذلك الفطرة لو أخرج قدر قيمتها عشر مرات لم يجزىء عن صاع من الحنطة ؛ لأن القيمة غير منصوص عليها . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
ولذلك قال الشيخ صالح الفوزان فى فتوى له من كتاب المنتقي من فتاوى الشيخ صالح الفوزان والكتاب متواجد بالاسواق ولله الحمد المهم قال حفظه الله:
" والإطعام لا يكون بالنقود كما ذكرت ، وإنما يكون الإطعام بدفع الطعام الذي هو قوت البلد ؛ بأن تدفع عن كل يوم نصف الصاع من قوت البلد المعتاد ، ونصف الصاع يبلغ الكيلو والنصف تقريباً.
فعليك أن تدفع طعاماً من قوت البلد بهذا المقدار الذي ذكرنا عن كل يوم ، ولا تدفع النقود ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) نص على الطعام " انتهى .





جزاكم الله خيرا على المرور
وفقني الله واياكم
وأعتذر عن الاطاله
__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا

آخر تعديل بواسطة ابو البراء محمد بن محمود ، 17-08-2009 الساعة 02:17 AM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 17-08-2009, 02:09 AM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العمر: 37
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 16
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr.hani مشاهدة المشاركة
مشكور للمعلومات القيمة عن الصوم
شكرا الله لكم
ونفعكم الله بها
وبارك الله فيكم على المرور
__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 17-08-2009, 04:13 AM
الصورة الرمزية عاشقة الموج
عاشقة الموج عاشقة الموج غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 3,653
معدل تقييم المستوى: 20
عاشقة الموج is on a distinguished road
افتراضي

إيجوز إطعام كل يوم فى رمضان من طعامه ل 5 أفراد ..
و هو لا يعلم إذا كان مسكين أم لا ؟

السؤال هاهنا يحتاج الى شىء من التفصيل وأنا سأجاوب على فهمي للسؤال فإن كنت مصيب فخيرا ولله الحمد وإن كنت مخطأ فأرجو منكم يااختي أن توضحي السؤال والإجابه كالاتي:
الكفارات المذكوره كما رأيتم هي لمن جامع فى نهار رمضان وهي اما ان يعتق أو يصوم أو يطعم ستين مسكينا وهذه الكفارات على الترتيتب فلا يصح أن ينتقل من الخطوه الى الخطوه التى تليها الا عند العجز عن السابقه يعني لا ينبغي أن يصوم شهرين وهو قادر على العتق ولا ينبغي أن يطعم وهو قادر على الصيام كما ورد فى حديث النبي صلى الله عليه وسلم أي ان لم يكن قادر على العتق يصوم وان لم يكن قادر على الصيام بطعم ستين مسكينا.
وهناك نقطه مهمه ينبغي توضيحها وهي خاصه بقولكم(إيجوز إطعام كل يوم فى رمضان من طعامه ل 5 أفراد) وهي كالاتي:
لا يجوز لأحدٍ يقدر على الصيام في رمضان وليس عنده عذر شرعي أن يفطر ، وليس كل من أفطر برخصة من الشرع يطعم مقابل كل يوم مسكينا ، وإنما الإطعام للشيخ الكبير والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى شفاؤه.
لذلك قال ابن عباس فى تفسير قوله تعالي(وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فيما رواه البخاري: هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيره لا يستطيعا أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكين.

أما كون الذى يُطعم لا يعلم المسكين من غيره فله أن يتحري فى ذلك لأن النبي قال أن الاطعام هو حق للمسكين وليس لغيره فله ان يتحري فى ذلك وأن يسأل عمن هم أهل للإطعام.
والدليل على ذلك:ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال :مالك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم :"هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال: لا ، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا، فقال:فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟، قال: لا ، قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه بعرق فيه تمر ـ والعرق المكتل ـ فقال: أين السائل؟ فقال: أنا، فقال: خذه فتصدق به"... إلى آخر الحديث، واللفظ للبخاري.

وبالمناسبه أوضح هاهنا شىء وهو أنه لا يجوز أن تعطي المسكين مال بل لابد أن تطعميه ولذلك يجب علينا أن نعلم قاعدة مهمة ، وهي أن ما ذكره الله عز وجل بلفظ الإطعام أو الطعام وجب أن يكون طعاماً ، وقد قال تعالى في الصوم : ( وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) وقال في كفارة اليمين : ( فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَاٰنَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .
وفي زكاة الفطر : فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من طعام ، فما ذكر في النصوص بلفظ الطعام أو الإطعام فإنه لا يجزىء عنه الدراهم .

وعلى هذا فالكبير الذي كان فرضه الإطعام بدلاً عن الصوم لا يجزىء أن يخرج بدلاً عنه دراهم ، لو أخرج بقدر قيمة الطعام عشر مرات لم يجزئه ؛ لأنه عدول عما جاء به النص ، كذلك الفطرة لو أخرج قدر قيمتها عشر مرات لم يجزىء عن صاع من الحنطة ؛ لأن القيمة غير منصوص عليها . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
ولذلك قال الشيخ صالح الفوزان فى فتوى له من كتاب المنتقي من فتاوى الشيخ صالح الفوزان والكتاب متواجد بالاسواق ولله الحمد المهم قال حفظه الله:
" والإطعام لا يكون بالنقود كما ذكرت ، وإنما يكون الإطعام بدفع الطعام الذي هو قوت البلد ؛ بأن تدفع عن كل يوم نصف الصاع من قوت البلد المعتاد ، ونصف الصاع يبلغ الكيلو والنصف تقريباً.
فعليك أن تدفع طعاماً من قوت البلد بهذا المقدار الذي ذكرنا عن كل يوم ، ولا تدفع النقود ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) نص على الطعام " انتهى .
__________________



دخول متقطع
أرجو الدعـــــاء بظاهـــــــــر الغيب
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:24 AM.