اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 16-11-2013, 11:47 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وفاة عائشة رضي الله عنها
و ضريح الموت أُمَّنا الصِّدِّيقة رضي الله عنها، بعد أن أقعدها المرض، إنَّه مرض الموت، وتعلم رضي الله عنها أنَّه الرحيل، فتقول في تواضع الخاشعين- وكانت تُدِّث نفسها أن تُدفَن في بيتها-: (إنِّ أَحْدثت بعد رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حدثًا، ادفنوني مع أزواجه).

وتعني بذلك أمر الجمل، وتأوُّلها رضي الله عنها للأمر؛ لذا أوصت عبد الله بن الزبير، رضي الله عنهما: (لا تدفنِّي معهم، وادفنِّي مع صواحبي بالبقيع، لا أُزكَّى به أبدًا).

وقد زارها بعض الصحابة في مرض موتها، فعن ابن أبي مليكة: أنَّ ابن عباس استأذن عليها وهي مغلوبة
فقالت: (أخشى أن يُثني عليَّ. فقيل: ابن عم رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له. فقال: كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت. قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم، ولم يتزوَّج بكِرًا غيرك، ونزل عُذرك من السماء. فلما جاء ابن الزبير قالت: جاء ابن عباس، وأثنى عليَّ، وودِدت أنِّ كنت نسيًا منسيًّا.

وفي رواية: (استأذن ابن عباس على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه، فأبت أن تأذن له، فلم يزل بها حتى أذنت له، فسمعها وهي تقول: أعوذ بالله من النار. قال: يا أُمَّ المؤمنين، إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أعاذك من النار، كنت أول امرأة نزل عُذرها من
السماء)
وفي رواية: (أنَّ عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال: يا أُمَّ المؤمنين، تَقدَمين على فَرَط صِدق
، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أبي بكر).

وهذا البيان المضيء الَّذي شهد به ابن عباس رضي الله عنهما، وهو من آل البيت، ومن أعلم الصحابة، يُتوِّج به هذه الحياة الحافلة، وينطق بلسان كلِّ مؤمن في هذه الأُمَّة المباركة، من لدن الصحب الكرام، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
مرضت رضي الله عنها، وكانت إذا سُئِلت كيف أصبحتِ؟ قالت: (صالحة، الحمد لله)
وكان من يعودها يبشِّها، فتردُّ عليه قائلة: (يا ليتني كنت حجرًا، يا ليتني كنت مَدَرة).

وتُوُفِّيت أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالمدينة النبوية، ليلة الثلاثاء، السابع عشر من رمضان من السنة الثامنة -وقيل السابعة، وقيل التاسعة- والخمسين للهجرة، في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

وعند وفاتها حزن عليها أهل المدينة حزنًا شديدًا، وصَدَق عبد الله بن عبيد بن عمير: (أما إنَّه لا يحزن عليها إلا من كانت أُمَّه!)
ولما سمعت أُمُّ سلمة رضي الله عنها الصرخة على عائشة أرسلت جاريتها: انظري ماذا صنعت؟ فجاءت فقالت: قد قضت
. فقالت: يرحمها الله، والذي نفسي بيده لقد كانت أحبَّ النَّاس كلِّهم إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، إلا أبوها، وفي رواية: ذهبَ عنك يا عائشة، فما كان على ظهر الأرض نَسمةٌ أحب إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم منك. ثمَّ قالت: أستغفر الله، غير أبيها).

وقد صلَّ عليها أبو هريرة
رضي الله عنه وسط مقابر البقيع، وكان يومئذٍ خليفة مروان بن الحكم أمير المدينة حينئذٍ من جهة معاوية؛ لأنَّه حجَّ فاستخلف أبا هريرة، رضي الله عنه.

ودُفِنت رضي الله عنها ليلً بعد صلاة الوتر، وكان الليل مظلمً، فلم يجد المشيِّعون بدًّا من أن يحملوا فيه خِرقًا
غمسوها في زيت، وأشعلوا فيها النار؛ لتضيء لهم الطريق إلى المقابر، وازدحم النَّاس وتجمَّعوا حول النعش، ولم تُرَ ليلة أكثر ناسًا منها، ونزل أهل العواليإلى المدينة.

ونزل في قبرها خمسة من آل الصِّدِّيق: عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر، والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعًا وستين سنة، ودُفنت بالبقيع
،
رضي الله عنها وأرضاها.

__________________
  #47  
قديم 17-11-2013, 12:02 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

صِفات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومكانتِها العلميَّة، وآثارِها الدَّعويَّة.
صفاتها الخَلْقية
كانت أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها امرأةً جميلةً، بيضاء، مُشربة بحُمرة؛ ولهذا يقال لها: (الحُميراء)
، والعرب تُطلق على الأبيض (الأحمر)، كراهة اسم البياض؛لكونه يُشبه البرص، فهي كانت رضي الله عنها بيضاء بياضًا مُشربًا بحمرة، وهو أحسن الألوان.

وكانت رضي الله عنها نحيلة الجسم في شبابها، ثمَّ بمرور الأيام امتلأت وبَدُنت، وحملت اللحم، وهذا ما تحكيه هي بنفسها، فقالت رضي الله عنها: (سابقني النَّبي صلَّ الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا رَهقني اللحم، سابقني فسبقني، فقال: هذه بتلك.
وكانت رضي الله عنها أقرب إلى الطول في جسمها؛ لأنَّا كانت تعيب القصر، وكان شعرها طويلً وهي صغيرة، ثمَّ أصابها مرض شديدٌ فتمزَّق معه شعرها، وصار تحت المنكبين، وكان عمرها حينئذٍ ستَّ سنين، ثمَّ تحسَّن شعرها في الطول، فعنها رضي الله عنها قالت: (تزوَّجني النَّبي صلَّ الله عليه وسلم وأنا بنت ست
سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرجٍ، فوعكت فتمَرَّق
شعري، فوفَى جُيمةً).

ومما يدلُّ على جمال عائشة رضي الله عنها ووضاءتها، قول أُمِّ رُومان لها في حادثة الإفك: (يا بُنيَّة، هَوِّني على نفسك الشأن، فوالله لقلَّما كانت امرأةٌ قط وضيئة عند رجلٍ يحبُّها ولها ضرائر، إلا أكثرن عليها). وفي رواية: (لقلَّما كانت امرأةٌ حسناء
عند رجلٍ يحبُّها...).
ويدِّلل على ذلك أيضًا قول عمر رضي الله عنه لابنته حفصة رضي الله عنها:(لا يغرنَّك أن كانت جارتك هي أوضأ منك، وأحبَّ إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم. يريد عائشة)
.

__________________
  #48  
قديم 17-11-2013, 05:41 PM
فاى 11 فاى 11 غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 804
معدل تقييم المستوى: 13
فاى 11 is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
  #49  
قديم 17-11-2013, 09:02 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاى 11 مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
__________________
  #50  
قديم 17-11-2013, 09:51 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

صفاتها الخُلُقية
عاشت عائشة رضي الله عنها في بيت النبوة بعد أن انتقلت في مقتبل حياتها
-وهي لم تتجاوز التاسعة- من بيت أبيها إلى بيت أعظم مربٍّ ومعلِّم ومؤدِّب،فكان صلى الله عليه وسلم يحوطها بنصحه، ويشملها بتوجيهه وإرشاده، مع اقتدائها بأفعاله، وانتهاج طريقته، والعمل بسيرته.
وتحكي رضي الله عنها جانبًا كبيرًا من جوانب التوجيه، فيما أخطأت فيه، وهذا يعكس صدقها وأمانتها في التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واهتمام النبي بتعليمها وتوجيهها، ومن ذلك:
قولها: قلت للنبي صلَّ الله عليه وسلم:
((حسبك من صفية كذا وكذا
-قال بعض الرواة: تعني قصيرةً- فقال: لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجت بماء البحر لمزجته
)). قالت: ((وحَكَيتُ له إنسانًا فقال: ما أُحبُّ أنِّي حكيت إنسانًا، وأنَّ لي كذا وكذا)).

وعن عُروة بن الزُّبير، أنَّ عائشة رضي الله عنها زوج النَّبي صلَّ الله عليه وسلم قالت: ((دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم. قالت عائشة: ففهِمْتُها، فقلت: وعليكم السام واللعنة. قالت: فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم:مهلً يا عائشة، إن الله يحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه.
فقلت: يا رسول الله، أولم تسمع ما قالوا؟! قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: قد قلت: وعليكم)).
وفي رواية لمسلم: قالت: ((أتى النَّبي صلَّ الله عليه وسلم أناسٌ من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم. قال: وعليكم. قالت عائشة: قلت: بل عليكم السام والذام. فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: يا عائشة! لا تكوني فاحشةً. فقالت: ما سمعتَ ما قالوا؟ فقال: أوليس قد رددت عليهم الَّذي قالوا؟ قلت: وعليكم))
.

ويقول لها صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، إياكِ ومحقَّرات الذُّنوب؛ فإنَّ لها من الله عزَّ وجلَّ طالبًا))
وكانت رضي الله عنها تستجيب وتتعلَّم، وتسارع في امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، يدلُّ على ذلك أنَّا ((اشترت نُمْرُقَة
وسادة فيها تصاوير، فلمَّا رآها رسول الله قام على الباب، فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقالت: يا رسول الله، أتوب إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبت؟ فقال: ما بال هذه النمرقة؟
فقالت: اشتريتها لك تقعد عليها، وتتوسدها. فقال رسول الله: إنَّ أصحاب هذه الصور يُعذَّبون، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم. ثم قال: إنَّ البيت الذي فيه الصورلا تدخله الملائكة)).
وزاد مسلم في رواية عن عائشة قالت: ((فأخذته فجعلته

مرفقتين، فكان يرتفق بهما في البيت)) وتُدِّثنا عائشة رضي الله عنها عن خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم -والذي تعلَّمت منه كثيرًا- فتقول لسائلها عن خلقه: ((ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى.
قالت: فإنَّ خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن))
.
وتقول عنه: ((لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صاخبًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح)).
وتبيِّن فضل حسن الخلق، فتقول: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: ((إنَّ المؤمن ليدرك بحسن الخُلق درجة الصائم القائم))
. إلى غير ذلك، مما ترك أكبر الأثر في نفس الصِّدِّيقة رضي الله عنها، وطبَعها بمكارم الأخلاق ومحاسنها.

__________________
  #51  
قديم 17-11-2013, 10:18 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أولاً: عبادتها:


تأثَّرت عائشة رضي الله عنها كثيرًا بعبادة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم وهديه فيها؛ لأنَّا كانت ألصق الناَّس به صلَّ الله عليه وسلم، وأكثرهم اطِّلاعًا على عبادته الخاصة به عليه الصلاة والسلام، ونقلت عائشة رضي الله عنها للناس -في الأحاديث الكثيرة التي رُويت عنها- صورة كاملة لعباداته صلَّ الله عليه وسلم.

ومن أعجب ما جرى بينها وبين النَّبي صلَّ الله عليه وسلم في هذا الشأن، ما جاء في خبر ابن عمير قال:
((أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، قال: فسكتت، ثمَّ قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: يا عائشة، ذرينيأتعبَّد الليلة لربِّي. قلت: والله إنِّي لأحُبُّ قربك، وأُحبُّ ما سرَّك. قالت: فقام فتطهَّر، ثمَّ قام يصلِّ، قالت: فلم يزل يبكي حتى بَلَّ حجره، قالت: ثمَّ بكى، فلم يزل يبكي حتى بلَّ لحيته، قالت: ثمَّ بكى، فلم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض، فجاء بلال يُؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، لمَ تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟، لقد نزلت عليَّ الليلة آية،ويل لمن قرأها ولم يتفكَّر فيها؛ ﴿إِنَّ فِ خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأرضِ)الآية كلَّها.


فكان لمثل هذا الموقف وغيره أثر كبير على حالها مع الله تعالى، فكانت كثيرة العبادة، قوَّامة، دائمة التهجد
.

ويحكي القاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدِّيق، عن عمَّته عائشة أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها طول القنوت، فقد قال رحمه الله: (كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أُسلِّم عليها، فغدوت يومًا، فإذا هي قائمة تسبِّح وتقرأ(فَمَنَّ ٱلَّلُه عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ)
وتدعو وتبكي، وتُردِّدها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السُّوق لحاجتي، ثمَّ رجعت، فإذا هي قائمة كما هي تصلِّى وتبكي.
ويقول عبد الله بن أبى موسى: (أرسلني مُدْرِكٌ -أو ابن مدركٍ- إلى عائشة أسألها عن أشياء، قال: فأتيتها، فإذا هي تصلِّ الضُّحى، فقلت: أقعد حتى تفرغ، فقالوا: هيهات)
.



أي: انتظارك سيطول؛ لأنَّها تطيل الصلاة من ركوعٍ وسجود وقيام. وكانت تهتمُّ بصلاة التراويح اهتمامًا بالغًا، فإذا جاء رمضان تأمر مولاها ذَكوان، فيؤمُّها من المصحف.
وقالت تصف قيامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام)))، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء، فلا يمرُّ بآية فيها استبشار إلا دعا ورغَّب، ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ)).
وكانت تقتدي به وهي في حجرتها، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَهَّ قال: ((لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي ب(الصلاة جامعة)، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جُلِّ عن الشمس، فقالت عائشة: ما ركعت ركوعًا قطُّ،
ولا سجدت سجودًا قطُّ كان أطول منه)).
وكانت تداوم على نوافل الطاعات، اقتداء بالنبي صلَّ الله عليه وسلم، وتروي عنه صلَّ الله عليه وسلم قوله: ((إنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله ما دُووِم عليه، وإن قلَّ. وتقول: وكان آل محمد صلَّ الله عليه وسلم إذا عملوا عملً أثبتوه)).
وكانت إذا نامت عن شيء من وِردها قضته، يدلُّ على ذلك أنَّ القاسم بن محمد دخل عليها قبل صلاة الفجر، وهي تصلِّ، قال لها:(ما هذه الصلاة؟ قالت: نمت عن جزئي الليلة، فلم أكن لأدعه).
كما كانت تنصح بالمداومة على الطاعات، وخاصة قيام الليل، فعن عبد الله بن قيس قال: قالت لي عائشة: ((لا تدع قيام الليل؛ فإنَّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كَسِل صلَّ قاعدًا)).
وكانت رضي الله عنها صوَّامة، تكثر من الصيام، فعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه: (أنَّ عائشة زوج النبَّي صلَّ الله عليه وسلم كانت تصوم الدهر، ولا تفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطرٍ)، وفي رواية: (أنَّ عائشة كانت تسرد الصوم). بل كانت لا تدع الصيام حتى في الأيام شديدة الحر، وذات مرة دخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر يوم عرفة، وهي صائمة يُرَشُّ عليها الماء. فقال لها عبد الرحمن: أفطري. فقالت:
أُفطر، وقد سمعت رسول الله يقول: إنَّ صوم يوم عرفة يكفِّر العام الَّذي قبله؟.
وكانت تصوم في السفر، فعن ابن أبي مليكة، قال: (صحبت عائشة في السفر، فما أفطرت حتى دخلت مكة).
وعن القاسم، قال: (قد رأيت عائشة تصوم في السفر: حتى أذْلَقَها السموم
).


__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 22-11-2013 الساعة 12:03 AM
  #52  
قديم 17-11-2013, 10:29 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

واستأذنت النبَّي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف معه فأذن لها، تقول رضي الله عنها: ((كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، يعتكف في كلِّ رمضان، وإذا صلَّ الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه، قال: فاستأذنته عائشة أن تعتكف، فأذن لها، فضربت فيه قُبة، فسمعت بها حفصة، فضربت قُبة، وسمعت زينب بها، فضربت
قُبة أخرى، فلما انصرف رسول الله صلَّ الله عليه وسلم من الغداة أبصر أربع قباب، فقال: ما هذا؟ فأُخبر خبرهنَّ، فقال: ما حملهنَّ على هذا؟ آلبرُّ؟ انزعوها فلا أراها
. فنزُعت، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوَّال)).

فهذا يعكس مبادرتها إلى الطاعة، وسبقها إلى العبادة، اقتداءً بالنَّبي صلَّ الله عليه وسلَّم.
ولحرصها على قيام ليلة القدر، والاجتهاد فيها، تسأل النَّبي صلَّ الله عليه وسلم عن الدعاء الذي تدعو به إذا صادفت هذه الليلة، فتقول رضي الله عنها: ((قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أيَّ ليلةٍ ليلة القَدْر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهمَّ إنَّك عفوٌّ كريم، تحبُّ العفو، فاعف عنيِّ)).
وأما الحجُّ فكانت حريصة جدًّا على ألَّ يفوتها، فقد سألت النَّبي صلَّ الله عليه وسلم فقالت:
((يا رسول الله، ألا نَغْزُو ونجاهد معكم؟ فقال: لكُنَّ أحسنُ الجهاد وأَجْمَله الحجُّ؛ حجٌّ مبرور. فقالت رضي الله عنها: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم)). وقد حجَّت بعد وفاة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم عدة مرات، وكانت لا تخالط الرجال في طوافها. فقد كانت
عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة
من الرجال، لا تخالطهم، فقالت امرأة:
(انطلقي نستلم يا أُمَّ المؤمنين، قالت: عنك. وَأَبَت)
. وإذا أرادت الطواف في النهار يُلَ المطاف من الرجال.
هذا وكانت قد حدَّدت أماكن إقامتها أيام الحجِّ؛ ففي بداية أمرها كانت تنزل في آخر حدود عرفة بنمرة، اتِّباعًا للنبي صلَّ الله عليه وسلم، فلما رأت زحمة النَّاس هناك، ضربت خيمتها بعيدًا عن ذلك، وانتقلت إلى الأراك
،وأحيانًا كانت تقف مجاورة لجبل ثَبِير،
وكانت رضي الله عنها تُهِلُّ ما كانت في منزلتها ومن كان معها،
فإذا ركبت فتوجَّهت إلى الموقف تركت الإهلال، وكان من عادتها أنَّا كانت تعتمر بعد الحج من مكة في ذي الحجة، ثمَّ تركت ذلك، فكانت تخرج قبل هلال محرم حتى تأتي الجُحفة، فتقيم بها حتى الهلال، فإذا رأت الهلال أهلَّت بعمرة
.

وكانت تصوم يوم عرفة، ثمَّ تقف حتى يبيضَّ ما بينها وبين النَّاس من الأرض، ثمَّ تدعو بشراب فتفطر
.
ولما أصابها الحيض في حجها مع النبي صلى الله عليه وسلم بكت أسفًا على ما فاتها من النُّسك، فسلَّها النَّبي صلَّ الله عليه وسلم بقوله: ((هذا شيء كتبه الله على بنات آدم))
. وأمرها أن تفعل ما يفعل الحاج إلَّ الطواف بالبيت، فلما طهرت وطافت قالت: (يا رسول الله، أتنطلقون بحجة وعمرة، وأنطلق بحجة؟ فأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن ينطلق معها إلى التنعيم، فاعتمرت عمرة فى ذى الحجة بعد أيام الحج).

__________________
  #53  
قديم 17-11-2013, 10:48 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: كرمها وجودها:
كانت عائشة رضي الله عنها جوادةً كريمةً كثيرة الصدقات، لا يكاد يقرُّ بيدها مال حتى تنفقه على الفقراء والمساكين، فقد باعت عائشة رضي الله عنها دارًا لها بمائة ألف دينار، ثمَّ قسَمت الثمن على الفقراء، فعَتَب عليها عبد الله بن الزبير، فعن عروة بن الزبير رضي الله عنه، قال: (كان عبد الله بن الزبير أحبَّ البشر إلى عائشة بعد النَّبي صلَّ الله عليه وسلم وأبي بكرٍ، وكان أَبَرَّ النَّاس بها، وكانت لا تمسك شيئًا مما جاءها من رزق الله إلا تصدَّقت، فقال ابن الزبير: ينبغي أن يُؤخَذ على يديها، فقالت: أيُؤخَذ على يدي؟! عليَّ نذرٌ إن كلَّمته. فاستشفع إليها برجالٍ من قريشٍ،


وبأخوال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم خاصةً، فامتنعت، فقال له الزُّهْريون
أخوال النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، والمِسور بن مَرمة: إذا استأذنَّا فاقتحم الحجاب. ففعل، فأرسل إليها بعشر رقابٍ فأعتقتهم، ثمَّ لم تزل تُعتقهم حتى بلغت أربعين، فقالت: ودِدت أنِّ جعلت حين
حلفت عملً أعمله فأفرغ منه)

.
ومما يدلُّ على كرمها وسخائها ما روي عن عروة بن الزبير أيضًا: (أنَّ معاوية ابن أبي سفيان بعث إلى عائشة رضي الله عنها بمائة ألفٍ، فقسمتها حتى لم تترك منها شيئًا، فقالت بريرة: أنت صائمةٌ، فهلَّ ابتعت لنا بدرهمٍ لحمً؟ فقالت عائشة: لو أنِّ ذَكرتُ لفعلت)


.
وعنه رحمه الله أنَّه قال: (رأيتها تَصدَّق بسبعين ألفًا، وإنَّا لتُقع جانب درعها)


.
وعن أُمِّ ذَرَّة قالت: (بعث ابن الزبير إلى عائشة بمالٍ في غِرارتين

يكون مائة ألفٍ، فدَعت بطبقٍ، وهي يومئذٍ صائمةٌ، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلما أمست قالت: يا جارية، هاتي فِطري، فقالت أُمُّ ذَرَّة: يا أُمُّ المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهمٍ لحمً تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنِّفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت).
وقد باعت مسكنها لمعاوية بمائة وثمانين ألف درهم، وحمل إليها المال، فما رامت


من مجلسها حتى قسمته.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (لبستُ مرة دِرعًا لي جديدًا، فجعلت أنظر إليه، وأُعجبت به، فقال أبو بكر: ما تنظرين؟ إنَّ الله ليس بناظر إليك، قلت: ومم ذاك؟ قال: أما علمت أنَّ العبد إذا دخله العُجب بزينة الدنيا مقته ربُّه -عزَّ وجلَّ- حتى يفارق تلك الزينة. قالت: فنزعتُه فتصدقتُ به. فقال أبو بكر: عسى ذلك أن يكفِّر عنك)

.
وعن عطاء

، أنَّ معاوية بعث إلى عائشة رضي الله عنها بقلادة بمائة ألف، فقسمَتْها بين أُمَّهات المؤمنين.
يقول عبد الله بن الزبير: (ما رأيت امرأتين أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف؛ أمَّا عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها قسمت، وأمَّا أسماء فكانت لا تمسك شيئًا للغد)


.
وكانت تُعين الفقير على حسب حاجته وقدره، فذات مرة جاءها سائل فأعطته كسرة من الخبز، فأخذها الفقير ومضى، ثمَّ مرَّ بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته، فأكل، فقيل لها في ذلك: فقالت: قال رسول الله:

((أنزلوا النَّاس منازلهم)).
ولم تكن رضي الله عنها تستقلُّ ما تنفقه، فقد تعلمت في مدرسة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم:


((اتَّقوا النار ولو بشقِّ تمرة)).
وقد نصحها النَّبي صلَّى الله عليه وسلم بذلك قائلً: ((يا عائشة، استتري من النار ولو بشقِّ تمرة؛ فإنَّا تسدُّ من الجائع مسدَّها من الشبعان)) .
ويروي مسلم في (صحيحه) أنَّا قالت:


((جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كلَّ واحدة منهما تمرة، ورفعتْ إلى فيها تمرة؛ لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقَّت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الَّذي صنعت لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم، فقال: إنَّ الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها بها من النار)).
وذات مرة كان استطعمها مسكين، وبين يديها عنب، فقالت لإنسان: (خُذْ حبَّة فأعطها إياه. فجعل ينظر إليها ويعجب، فقالت: أتعجب؟ كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة؟) كأنَّا تشير إلى قوله تعالى:(فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُ).
ومن صور كرمها: كثرة العتق، فقد أعتقت في كفارة نذرها أربعين رقبة


.
وبلغ عدد المعتقين على يدها سبعًا وستين رقبة


، وكذلك بريرة جاءتها تستعينها في كتابتها، ولم تكن قضت من كتابتها شيئًا، فاشترتها وأعتقتها ، وقد ربَّاها النَّبي صلَّ الله عليه وسلم على مبدأ العتق، فقد كانت عندها جارية من قبيلة تميم، فقال لها النَّبي صلَّ الله عليه وسلم: ((أَعْتِقِيها فإنها مِنْ ولد إسماعيل)).

__________________
  #54  
قديم 20-11-2013, 11:19 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

زهدها وورعها:


كانت أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها مع صيامها وقيامها وكرمها وجودها، تكره أن يُثنَى عليها، وأن تُدح وهي تسمع، مخافة الرياء، وتقول: (يا ليتني كنت نسيًا منسيًّا) ذهَبَ الَّذين يُعاشُ في أكْنافِهم وبقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأجْربِوتقول: (رحم الله لَبيدًا، فكيف لو رأى زماننا. وقال عروة بن الزبير: رحم الله


أُمَّ المؤمنين، فكيف لو رأت زماننا)
.

وقد عاشت أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها في بيت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم معيشة الكفاف، تقول رضي الله عنها: (ما شبع آل محمدٍ صلَّ الله عليه وسلم منذ قدم المدينة، من طعام بُرٍّ ثلاث ليالٍ تباعًا، حتى قُبِض).



وقالت أيضًا: (ما شبعت بعد النَّبي صلَّ الله عليه وسلم من طعامٍ إلا ولو شئت أن أبكي لبكيت، وما شبع آل محمدٍ صلَّ الله عليه وسلم حتى قُبِض).



وكانت تأتيها الأُعطيات فلا تلتفت لشيء من هذا، وإنَّما تنفقه في سبيل الله، ولا تتكئ على دنيا تطمئنُّ إليها، وإنَّما كانت نافضة يدها من هذا كلِّه، على سَنن أبي القاسم رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.
وقد كان هذا خلقها منذ البدء، فيوم نزلت آية التخيير:(يَٰٓأيُّهَا ٱلنَّبِّىُ قُل لِّازۡوَجِٰكَ إنِ كُنتُّنَ ترُدِنَ ٱلۡحيَوَٰة ٱلدُّنيۡاَ وَزيِنتَهَا فَتعَاليَنۡ أُمَتعِّكُنَّ وأُسَّرحِكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗ (٢٨) وَإِن كُنتُّنَ تُرِدۡنَ ٱلَّلَه وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱلَّلَه أَعَدَّ للِه ۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا) [الأحزاب: 28-29]، بدأ بها النَّبي صلَّى الله عليه وسلم فخيَّرها بين متاع
الدنيا، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، ومهَّد أمامها العذر لتخرج ما في نفسها،إن كان بها ميل إلى الدنيا، وحاشاها، فقال((ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك. فردَّت قائلةً: أفي هذا أستأمر أبويَّ؟! فإنِّ أريد الله ورسوله والدار الآخرة. فاستنَّ بها بقية أزواجه صلَّ الله عليه وسلم، وقلنَ كما قالت)) فكان في جوابها تمام الصِّدِّيقيَّة، وكمال السموِّ؛ حيث قدَّمت بين يدي إجابتها باستفهام يستنكر أن يطرق هذا الخاطر باب قلبها قط، فكان في إنكارها وحده كفايةٌ وجواب، وكان في تقريرها بعد السؤال ما فيه من زهادة القلب، ورشاد العقل، وجميل الخطاب!
وقد اتصفت رضي الله عنها بصفة الورع في جميع مراحل حياتها؛ ها هي في حياة النَّبي صلَّ الله عليه وسلم تَنع عمَّها من الرضاعة من الدخول عليها، حتى يأتي النَّبي صلَّ الله عليه وسلم فيقول لها:


((فلْيلِج عليك عمُّك)). ومع ذلك تستفسر قائلة: إنَّما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل. فيعود صلَّ الله عليه وسلم ليؤكِّد
لها:
((إنَّه عمُّك، فلْيلِج عليكِ)). ولما طلب منها النَّبي صلَّى الله عليه وسلم أن تمدَّ يدها من حجرتها إلى المسجد؛ لتناوله الخُمرة، قالت: ((إنِّ حائض. فقال صلَّ الله عليه وسلم: إنَّ حيضتك ليست في يدكِ)).



ومن صور ورعها أنَّا منعت إدخال جارية صغيرة عليها قائلة:

((لا تُدخلنَّها عليَّ إلا أن تقطعوا جَلاجلها -أجراسها- سمعت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه جرس))... ومن ورعها احتجابها من رجل أعمى دخل عليها، ولما قال لها:(تحتجبين مني، ولست أراك؟ قالت: إن لم تكن
تراني فإني أراك) .
ومن ورعها في شأن الفتيا ما جاء عن شريح بن هانئ


قال: ((سألت عائشة عن المسح على الخفين، فقالت: ائت عليًّا؛ فإنه أعلم بذلك مني. فأتيت عليًّا فذكرعن النَّبي صلَّ الله عليه وسلم بمثله)).

__________________
  #55  
قديم 21-11-2013, 12:41 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 73,913
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي

جزاك الله خيراً ... ورضي الله عن أم المؤمنين الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق
__________________
  #56  
قديم 22-11-2013, 12:05 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr. Hatem مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً ... ورضي الله عن أم المؤمنين الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق
بارك الله فيك ورضى عنك وعن والديك
__________________
  #57  
قديم 26-11-2013, 01:09 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

رابعًا: خشوعها وقنوتها ورقة قلبها:


كانت رضي الله عنها رقيقة القلب، خاشعة قانتة، لا ترى لنفسها فضلً، ولا تتكئ على قربها من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وقد علم عنها هذا السمت الخاشع، كأبيها رضي الله عنهما، وتوافرت الآثار الدالة على ذلك الخشوع القانت، حالً ومقالً، فمما يؤثر عنها قولها: (يا ليتني كنت ورقةً من هذه الشجرة!)
.

وتقف في مصلاها يومًا تردد قوله تبارك وتعالى: (فَمَنَّ ٱللُّهَ عَليَنۡاَ وَوَقىَنٰاَ عَذَابَ ٱلسَّمُومِ)..وتبكي وتطيل، ويمتدُّ بها القيام، وتدعو:(ربِّ مُنَّ عليَّ،وقني عذاب السَّموم).
وكانت كلما ذكرت خروجها للسعي بالإصلاح بين النَّاس يوم الجمل متأولةً، تَأْسف محزونةً، وتتكلَّم بالندم استغفارًا ودمعًا، حتى تبلَّ خمارها رضي الله عنها.
وهذا ابن أختها عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة: (والله لتنتهينَّ عائشة أو لأحجرنَّ عليها، فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله عليَّ نذر، أن لا أكلِّم ابن الزبير أبدًا. فاستشفع ابن الزبير إليها، حين طالت الهجرة،
فقالت: لا والله لا أشفع فيه أبدًا ولا أتحنَّث إلى نذري. فلما طال ذلك على ابن الزبير،كلَّم المِسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وهما من بني زُهرة،
وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة، فإنَّا لا يحلُّ لها أن تنذر قطيعتي.
فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بأرديتهما، حتى استأذنا على عائشة، فقالا: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، أندخل؟ قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم، ادخلوا كلكم. ولا تعلم أنَّ معهما ابن الزبير، فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب، فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما كلَّمته، وقبِلت منه، ويقولان: إنَّ النَّبي صلَّ الله عليه وسلم نهى عما قد علِمتِ من الهجرة، فإنه: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال)).
فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج، طفقت تُذَكِّرهما وتبكي، وتقول: إنِّ نذرت، والنذر شديد، فلم يزالا بها حتى كلَّمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك، فتبكي حتى تبلَّ دموعها خمارها)


.

ولا زالت على هذا المنهاج القويم، والخلق الكريم، والصراط المستقيم، حتى لحقت بربِّا رضي الله تعالى عنها.


__________________
  #58  
قديم 26-11-2013, 01:25 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

خامسًا: محبتها للإصلاح بين الناس:
وخبرها يوم الجمل مشهور، وما كان خروجها رضي الله عنها إلا لرغبة في الإصلاح بين الناس، وقد كانت تعلن ذلك في أكثر من مناسبة وتصرح به، ومن ذلك أنَّا قالت لعمران بن حصين ولأبي الأسود الدؤلي حين بعثهما عثمان ابن حُنيف والي عليٍّ على البصرة عن سبب خروجها ومجيئها للعراق، فذكرت لهما ما الَّذي جاءت له من القيام بطلب دم عثمان؛ لأنَّه قُتِل مظلومًا في شهر حرام وبلد حرام، وتَلَت قوله تعالى: ﴿لَّا خَيۡرَ فِى كَثيِرٖ مِّن نّۡجَوَىهُٰمۡ إلِّاَ مَنۡ أَمَرَ بصِدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إصِلَحِٰۢ بيَنۡ ٱلناَّسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَلٰكِ ٱبتۡغِاءٓ مَرۡضَاتِ ٱللَّه فسَوۡفَ نؤُتيِه أَجۡرًا عَظِيمٗا)

__________________
  #59  
قديم 03-12-2013, 10:06 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

سادسًا: جهادها وشجاعتها:
كانت عائشة من ذوات الشجاعة النادرة، تمشي إلى البقيع في الليل دون أن يصُدَّها خوف أو تردد، وتنزل في ساحة المعارك، وتشارك المسلمين جهادهم ضدَّ المشركين، وتقوم على خدمتهم، فعن أنس رضي الله عنه قال: (لمَّا كان يوم أُحد انهزم النَّاس عن النَّبي صلَّ الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأُمَّ سُليم، وإنَّما لمشمِّرتان، أرى خَدَم سُوقِهما
تَنْقُزانالقِرَب - وقال غيره: تنقُلان القِرب- على متونهما، ثمَّ تُفْرغانه في أفواه القوم، ثمَّ ترجعان فتملآنها، ثمَّ تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم).

وفي غزوة الخندق نزلت من الحصن الَّذي وضع فيه النَّبي صلَّ الله عليه وسلم النساء والأطفال، وتقدَّمت إلى الصفوف الأمامية، تقول رضي الله عنها: (خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس، فسمعت وئيد الأرض ورائي يعني حسَّ
الأرض-...) الحديث
.

وقد استأذنت النَّبي صلَّ الله عليه وسلم في الجهاد: فقال لها النَّبي صلَّ الله عليه وسلم:
((جهادكنَّ الحج)).

وكانت تحثُّ على الجهاد؛ فقد كان لها مُكاتَب دخل عليها ببقية كتابته، فقالت له:
((ما أنت بداخل علي غير مرَّتك هذه، فعليكَ بالجهاد في سبيل الله، فإني سمعت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول: ما خالط قلب امرئ رَهَجفي سبيل الله إلا حرَّم الله عليه النار)).

__________________
  #60  
قديم 03-12-2013, 10:14 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

سابعًا: حياؤها:
وكانت عائشة رضي الله عنها شديدة الحياء، ومن دلائل ذلك ما ذكرته عن نفسها، قالت رضي الله عنها: (كنت أدخل بيتي الَّذي دُفن فيه رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وأبي، فأضع ثوبي، وأقول: إنَّما هو زوجي وأبي، فلما دُفن عمر معهم، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي، حياءً من عمر).


وفي رواية: (ما زلت أضع خماري، وأتفَضَّل
في ثيابي في بيتي، حتى دُفِن عمر ابن الخطاب فيه، فلم أزل متحفِّظةً في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جدارًا، فتفضَّلت بعد).

قال الحافظ عماد الدين ابن كثير


رحمه الله:(ووجه هذا ما قاله شيخنا الإمام أبو الحجاج المزِّي : أنَّ الشهداء كالأحياء في قبورهم، وهذه أرفع درجة فيهم).

ولئن بلغ بها الحياء رضي الله عنها أنَّا تستحي من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ميت، فاستحياؤها من وقوف الرجال والنساء يوم القيامة عراة أشد، فإنَّا لما سمعت قول النَّبي صلَّ الله عليه وسلم: ((تحشرون حفاة عراة غرلً. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: الأمر
أشدُّ من أن يُهِمَّهم ذاك))


.
وتوصي النساء قائلةً: (مُرْنَ أزواجكنَ أن يستطيبوا بالماء، فإنِّ أستحييهم، فإنَّ رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان يفعله)


.

__________________
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:09 AM.