|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]()
أما نور فظلت فى شقتها .. و تنظر الى المرآة التى أمامها .. و تتحدث الى صورتها فيها :
- هو ده القرار اللى كان لازم أنفذه .. كان لازم يبعد عنى .. ثم تعود الى نفسها : - بس ده حبك أوى .. و أنتى كمان .. تعود مرة اخرى : - لا .. لا .. حبه ده كان جزء من خطتك .. و لا أنتى نسيتى نفسك .. تلتفت الى صورتها فى المرآة : - بس أنتى دلوقتى نور .. نور الحقيقية .. مش نور عميلة الشرطة .. عادت .. و كأنها تخلق لنفسها أعذارا : - و أفرضى طلب أنه يتجوزك .. زى ما قالت سمر .. هتعملى أيه لحظتها .. و ازاى توافقى تتجوزى مجرم ؟! تعود و يشتد بداخلها الصراع : - بس ده بقى كويس .. :- لا .. أنتى عارفة .. أنه هيتقبض عليه .. و يدخل السجن فى أى لحظة .. :- من امتى العواطف بتتحكم فيكى يا نور .. فوقى .. خلاص هو بعد .. و أنا لازم أبعد أنا كمان .. *** عاد يوسف الى شقته فى قمة حزنه .. و قد استلقى على سريره .. و مازال تفكيره لم يهدأ .. حتى سمع صوت طرقات على باب شقته .. فقام على الفور : - أكيد نور .. أكيد غيرت رأيها .. حتى فتح ذلك الباب .. فوجد حسام : - حسام !!! حسام و همّ ليحتضنه :- كاسانو .. هم يوسف ليغلق الباب : - أنت غلطت فى العنوان .. مفيش حد هنا أسمه كدة .. حسام :- يوسف .. أنا جيت أقولك كلمتين .. يوسف :- حسام .. أنا علاقتى بكم انتهت خلاص .. حسام :- اسمعنى الأول .. أنا جاى عشانك أنت .. بعدها دخلا .. و جلسا .. يوسف :- حسام .. أنا خلاص اتغيرت .. انتو مش مصدقين ليه أنى اتغيرت .. حسام :- أنا مصدق .. بس أنا جيت لك النهاردة عشان تحقق حلم قديم .. يوسف فى ترقب : - حلم قديم !! أخرج حسام صورة من معه : - ده .. حلمك القديم .. نظر يوسف الى الصورة : - معقول !! .. اللى قتل بابا .. حسام :- بالصدفة شفته .. و جبت لك كل الأخبار عنه .. فى تلك اللحظة .. بدأ صراع شديد داخل يوسف .. و يتذكر أبيه .. و يتذكر نفسه حين قتل .. ثم يعود .. و يتذكر نور و هو يخبرها أنه لن يقتل ثانية .. ثم يتذكرها حين أخبرته أنها لابد أن تبتعد عنه .. بعدها نظر الى حسام : - حسام .. سيبنى دلوقتى .. ابتسم حسام ابتسامة خبيثة .. و قد غادر .. أما يوسف فقد اشتد الصراع بداخله أكثر و أكثر .. :- اقتله .. ثم يعود الى نفسه :- لا .. أنت اتغيرت .. :- و الناس اللى مش عاوزة تسامحك ... لا .. أكيد هيسامحوك مع الأيام .. و ظل هكذا .. حتى انتهى به الأمر : - لا .. أنا اتغيرت خلاص .. و لازم أكمل حياتى الجديدة من غير أى دم .. *** مرت الأيام .. و قد اجتمع المقدم أحمد سرور بمساعديه من رجال الشرطة فى قضية كاسانو.. المقدم :- أظن جه الوقت عشان نقبض عليه .. أحد مساعديه :- يا فندم مفيش أدلة كفاية .. المقدم :- أنت نسيت قضية المسئول الأخيرة .. و الشهود اللى عليه .. المساعد :- بس الاعترافات اللى عملتها العميلة مش كفاية .. المقدم :- هى قليلة .. بس كفاية جدا .. و يكفى أنه بيعترف فيها أنه قاتل .. و مش معقولة نسيب قاتل حر .. يمارس حياته بكل سهولة .. المساعد :- بس كدة هيكون متهم بتهمة قتل المسئول بس .. مفيش أى دليل عليه فى قضايا قتل تانية .. حتى الاعترافات اللى قدمتها العميلة .. مفيش فيها دليل على عملية قتل عملها إلا اللى اعترف بيها أنه قتل و هو بيسرق .. و دى قديمة أوى .. و اعتقد إن أى محامى يقدر يخرجه منها .. غير كدة أنه من أول ما عرفنا إنه قاتل معملش أى جريمة .. غير اللى حاول فيها فى الحفلة .. و دى كانت من ترتيبنا .. المقدم :- خلاص .. هو اللى قتل المسئول فى القضية الأخيرة .. و هيتقدم للمحاكمة .. و هتكون دى عقاب عن الجرايم اللى عملها .. أنا هطلب إذن النيابة بالقبض عليه .. مساعد آخر :- أنا شايف إن إذن النيابة .. و القبض عليه .. نأخرهم لنهاية الاسبوع يا فندم .. المقدم :- ليه ؟ المساعد ذاته : - كلنا عارفين أنه بيشتغل دلوقتى حارس خاص لبنت - أدهم العمرى - رجل الأعمال .. و السياسى المشهور .. لو حاولنا نقبض عليه أكيد رجل الأعمال ده هيتدخل .. و يتهمنا بتشويه صورته .. و خصوصا أننا لازم نقتحم بيته .. و ده معاه حصانة .. و الموضوع مش سهل .. المقدم فى غضب : - احنا هنقبض على المجرم .. مش على رجل الاعمال .. المساعدد :- يا فندم مش هنخسر حاجة لما ننتظر لنهاية الأسبوع .. و خصوصا أنه تحت مراقبتنا .. و نبعد نفسنا عن أى تداخل مع السياسيين .. المقدم بعد تفكير : - خلاص .. المراقبة تزيد عليه .. و تكون مشددة جدا .. و هيتم القبض عليه نهاية الأسبوع ده .. و تقديمه للعدالة .. أما دلوقتى لازم يتم القبض على مساعديه حسام و منال .. *** عاد يوسف الى العمل .. و مازال الحزن يخيم عليه .. و قد كان يجلس مع يارا فى حديقة الفيلا .. التى تسكن بها .. يارا :- قولى بقى .. عملت أيه فى الأجازة .. يوسف :- ده يوم واحد .. يارا فى دعابة : - عملت فيه أيه .. أكيد رحت لـ نور .. حبيبة القلب .. صمت .. وقد هز رأسه بـ نعم دون أن يتحدث .. يارا :- كان نفسى أكون هناك .. أشوف موقف اللقاء ده .. بعد فراق أسبوع .. ابتسم يوسف ابتسامة حزينة : - أنا و نور انفصلنا .. يارا فى دهشة : - أيه !! .. انفصلتوا .. ليه ؟! يوسف :- اختلفنا .. و سيبنا بعض .. يارا :- طيب قولى سبب الاختلاف .. و أنا أصالحكم .. بعدها شعر يوسف بحركة غريبة فى حديقة الفيلا .. و قد طلب من يارا أن تصمت .. و قد أخرج سلاحه النارى .. و فجأة ظهر شخصا ملثم .. يخفى وجهه ولا تظهر إلا عيناه .. و أطلق الرصاص تجاه يارا .. فقام يوسف بجذب يارا تجاهه لتتفادى الرصاص .. و قد نجح فى ذلك .. بعدها قام يوسف بإطلاق الرصاص نحو ذلك المعتدى .. فأصاب يده .. و سقط منه سلاحه فأسرع بالهروب .. فتبعه يوسف .. حتى وصل المعتدى الى سور الحديقة .. و كاد أن يهرب .. و يوسف خلفه .. و قد وجد يوسف نفسه فى اختيار .. إما أن يقتله .. و يمنعه من الهروب .. و إما أن يتركه يهرب .. فقام يوسف بتصويب سلاحه نحوه .. لكنه لم يطلق الرصاص .. و قد هرب ذلك المعتدى .. بعدها عاد يوسف مسرعا .. كى يطمئن على يارا التى فقدت وعيها من الصدمة .. و قد حملها الى حجرتها .. .... أدرك يوسف أن يارا لم يصيبها مكروه .. و أن إغمائها نتيجة صدمتها .. و قد وصل والدها الذى ظهرت عليها ملامح اللهفة و القلق .. و أحضر معه عددا من الأطباء و قد أكدوا أنها بصحة جيدة .. و يوسف يراقب الموقف من بعيد .. حتى نظر اليه والدها فى غضب : - ازاى المجرم ده يهرب منك .. انت كان لازم تقتله .. يوسف :- حضرتك .. كان أهم حاجة عندى .. سلامة الأنسة يارا .. والد يارا :- اللى هرب ده .. ممكن يرجع تانى .. أنت مش شايف شغلك كويس .. أفتحت يارا عينيها قليلا : - بابا .. يوسف هو اللى أنقذنى .. بعدها أغمضت عينيها مرة أخرى .. هدأ والدها قليلا : - يوسف .. أنا عارف إن القتل حاجة مش سهلة .. بس كل مجرم لازم ياخد عقابه .. اعذرنى أنا متوتر من اللى حصل لـ يارا .. يوسف :- أنا مقدر شعور حضرتك .. و أوعدك إن اللى حصل النهاردة مش هيحصل تانى .. *** مرت تلك الليلة .. و ظل يوسف بجوار يارا .. و يفكر لماذا لم يقتل ذلك المعتدى .. رغم أنه كان يستطيع ذلك .. بل كان أكثر سهولة مما قتلهم من قبل .. لكنه أدرك أنه لا يريد أن يقتل مرة ثانية .. و فى اليوم التالى .. أفاقت يارا .. و أصبحت تشعر بتحسن أفضل من الليلة السابقة .. و قد وجدت يوسف بجوارها فنظرت اليه فى سعادة : - يوسف .. أنا متشكرة جدا .. يوسف :- تشكرينى .. ليه .. ده عملى .. يارا :- للأسف بابا شخصية مهمة .. و هو كل اللى بيحبهم مستهدفين .. عشان كدة فضلت أعيش مع ماما برة مصر .. يوسف :- اطمنى .. طول ما أنا معاكى .. إن شاء الله مش هيصيبك مكروه .. يارا :- أنا لما شفت المجرم ده .. و المسدس فى أيده .. قلت خلاص أنا مت .. بس اكتشفت إن معايا منقذ كبير أوى .. ثم نظرت اليه مرة أخرى : - أنت أنقذت حد قبل كدة ؟ ضحك يوسف و يتذكر : - اه .. أنقذت شخص واحد مرتين .. يارا :- مرتين .. مين ده ؟ يوسف :- نور .. و ده كان سبب تعرفى عليها .. يارا :- بجد !!! .. هى نور مستهدفة .. و لا أيه ؟!! ضحك يوسف : - لا .. أنقذتها من الغرق .. يارا فى دهشة : - غرق !! .. أنت أكيد بتهزر .. يوسف :- بهزر ؟! يارا :- اه .. ازاى تنقذ نور من الغرق .. و نور كانت بطلة سباحة و غطس .. يتبع
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|