|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#10
|
|||
|
|||
![]()
كاتب و أديب و قارىء مميز ، يطلب من الشباب في منتدى آخر أن يصفوا تأثير كتاب عليهم و وقعه في النفس .
التالي كان إضافتي : كنت في السابعة حين وقعت في يدي بعض ألغاز المغامرين الخمسة (تختخ و عاطف و محب و نوسة و لوزة ) تلك التي تحولت إلى مسلسل كارتوني منذ عدة سنوات . قرأت معظم حلقاتها في العامين التاليين من عمري . بعدها صار كل مكان مسرح جريمة ، و كل البشر مشتبه بهم . صرت أخبىء أفعالي بحرص شديد و أعيد الأشياء لأمكانها بعد الإنتهاء منها حتى لا تنكشف الجريمة الكاملة . خفاء لازال يلازمني هو أوضح خصائصي . و حين يصطدم البشر بي (و أنا الصدام جزء من خريطة يومي) يدهشهم أن هذه النمنمة لها تلك القوة و الحيوية (يهملون من يحسبونها خاملة بلا طموح ، لكنهم لا يدركون أن رفعة الدنيا فراغ و هناك طرق علوية تفضي لأبواب خير لا علم لهم بها ). في الثانية عشر من عمري أجد في مكتبة أمي كتاب عبقرية عمر (رضي الله عنه) لعباس محمود العقاد . يستعصي علي ما خطته يد العقاد ، يبدو مبهماً ، لكن فعل سيدنا عمر الجلاء كله . أتخذ منه قدوة فتعرضني تلك الصلابة للمشاكل فأتحملها لأن قدوتي كان صلباً فلا أبالي بالأذى . تحضر الرابعة عشر فهم العقاد فأقرأ عبقرياته إلا كتاب عبقرية سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) . يكون العقاد رفيق أيامي و يكون لي بعض تراص منطقه العقلي القويم . عند الخامسة عشر أقرأ كتابه عن الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه و أقرأ كتاب أهل بيت النبي (صلى الله عليه و على آله و صحبه الكرام) لجودة السحار فينقلب مزاجي كئيباً بدرجة سوداوي و أعتزل البشر مطولاً وقت ارتديت فيه طرحة و ثوباً طويلاً فأكون كمن أتت أهلها بالعار . ذلك أول الثمانينات حيث النساء يرتدين الحجاب يكتشفنه مجدداً فتعاني البيوت و يدخلها جدل عنيف حوله . السادسة عشر تشتري لي كتاب (المرأة في القرآن) للعقاد ، فتحسم علاقتي به مطلقاً . كتاب خطه هوى العقاد و علاقته الشخصية بالمرأة من وجهة نظري . تزعجني أفكار الكتاب و لا اتفق معها مطلقاً (ابنة السادسة عشر ليست إمرأة بعد و لا تعرف عن عالم الرجال إلا القليل . لكن الزمن لن يصالح بيني و بين العقاد مجدداً و لن أحفظ له جميله فيما أهداني من أسلوب فكر صبغني حينها . ) تقع بين يداي روايات أجاثا كريستي مترجمة فتأسرني و يعود لي مزاجي الحريص على التفاصيل (أمر لا يفارقني ) . تحضر الجامعة أفضل ما قرأت (عبقرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم للعقاد) ، يعتريني الخشوع زمناً طويلاً ، أحبه حقاً و أحس بقربه و أناجيه و أغض بصري ، يحفظني قربه في الجامعة و الإختلاط حولي و التيارات السياسية و الصوفية المتلاطمة فيمر ذلك إلى جواري يكاد يكتسحني ، لا يجرؤ لهيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم . الجامعة تحضر لي كتب الكيمياء الحيوية الأمريكية . حيث العلم يكشف ما يجري في الخلايا البشرية . يصفون وجود الكائن الحي على مستوى أقل من الميللمتر (ألفي خلية حية تستغرق حجماً كحجم النقطة . أما قطرة الماء فتحتوي 30 مليون مليون ذرة!) . أقابل صفات خالقي كما أثنى على ذاته العلية يصفه بها أهل الشرك كما خلق بني البشر. يتملكني الوجد لربي مالك الملك ذي الجلال و الإكرام ، يحجب عني السوء ، يشغلني ربي عن البشر حولي و من وجد الله ماذا فقد ؟ لا شيء . |
العلامات المرجعية |
|
|