اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #16  
قديم 25-01-2010, 04:15 PM
الصورة الرمزية محمد(o)
محمد(o) محمد(o) غير متواجد حالياً
طالب جامعى / هندسه مدنيه
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,416
معدل تقييم المستوى: 18
محمد(o) is on a distinguished road
افتراضي

- جنان أخبرت والدتها بكل شيء عن حياتي و عن المرض حتى إن والدتها تحدثت إلي .. و الآن لا أعرف بمن أثق في هذه الدنيا , و عندما اتصلتُ بزينب أردتُ إخبارها شيئاً لا تسأليني عنه لكنها كانت .. لا أعلم كيف أصف حالتها لكنها كانت شبه مجنونة و هذا ضايقني كثيراً .. فلم أقل لها ما اتصلت لقوله .. و لكن لا أقصدُ بأني لا أثق بهن الآن أنا أفعل و لكن لا يمكنني أن أثق فيما إن كنَّ سيبقين ما أقوله لهن سراًّ .. فجنان لم تقل لوالدتها كل ذلك .. إلا لأنها أرادت مساعدتي و أنا أقدر هذا حقاًّ و لكن ما كان عليها فعل ذلك أبداً .. فقد وعدتني بأنها لن تخبر أحداً أبداً و لكنها فعلت ..
- لا بأس عزيزتي هوني عليكِ و اصبري فإن الله مع الصابرن .

و بعد ذلك ذهبت حاولت تهدئتها لكنها كانت في أشد الحزن و لم أستطع شيئا , ثم قالت لي بأنها تريد أن تنام .

أما أنا فلم أستطع النوم , بقيت مستيقظة أفكر و أفكر و بعد عدة ساعات سمعت صوتاً في الخارج أطللت من النافذة فإذا هي سيارة إسعاف بقيت أراقب فإذا برجلين يحملان سارة على سرير متحرك إلى داخل السيارة تحدث السائق قليلاً مع والدها .. ثم انطلقت السيارة , خرجت من المنزل مسرعة متجهة إلى منزلهم بغاية التحدث إلى والدتها التي كانت تبكي سألتها :
- ما الذي حصل ؟
- لقد أخذوا سارة إلى المستشفى .
- ماذا ؟ لماذا ؟
- لقد سقطت مغشياً عليها .
- يا إلهي ..
تداركت نفسي بسرعة كي لا أبكي و قلت :
- ألا يمكنني فعل شيء ؟
- و ما الذي يمكنكِ فعله .. إن كان الطبيب لا يستطيع فعل شيء .

تركتها و ركبت سيارتي مسرعة , ناديتها و قلت لها : اركبي سآخذكِ إليها .. في الطريق لم نتحدث اكتفينا بالصمت , و عندما وصلنا وجدناها في الغرفة العناية المركزة لم يسمحوا لي بالدخول و لا والدتها بقينا ننتظر في الخارج ربما ساعتين حتى سمحوا لوالدتها بالدخول إليها لكن دون أن تتحدث و لبضع دقائق فقط وافقت بسرعة ثم دخلت غابت بضع دقائق ثم خرجت و هي تبكي بكاءً مراًّ و عندما أردت الدخول منعوني .. ماذا ؟؟ لا يمكن أنها أختي أريد رؤيتها .. صرخت .. بكيت .. توسلت إليهم .. لكن أحداً لم يكن يستمع إلي , لم يكن بيدي حيلة سوى العودة و لم أفعل هذا إلا كي آخذ والدتها إلى المنزل و إلا لما عدت و لكنها رفضت العودة بعد القليل من الإقناع وافقت و أخذتها إلى المنزل .

بعد تلك الحادثة تكرر دخول سارة إلى المستشفى و خروجها منه و تنقلت من مستشفى إلى آخر حتى قرر الأطباء في النهاية ضرورة بقائها في المستشفى و عدم خروجها منه, بقيت على هذه الحالة لمدة سنتين و بضعة أشهر و هي تتألم و تتعذب من هذا المرض الخبيث حتى جاء يوم..

استيقظت في الصباح الباكر و أخذت معي الشاي و الكعك المحلى لوالدتها و والدها كما أفعل كل يوم دخلت عليهم قائلة :
- السلام عليكم و رحمة الله .
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
كانت هذه والدتها نظرتُ إليها بنظرة أعتقد أنها بعثتْ فيها شيئاً من الأمل، ثم قلت لها :
- تفضلي خالتي أحضرتُ لكِ الشاي و الكعك .
- شكراً لكِ يا ابنتي ... جزاكِ الله كل الخير .
- و إياكِ على حسنِ صبركِ .

جلستُ بهدوء بجوار سارة التي كانت لا تعي ما حولها , أتأمل وجهها الصغير عيناها السوداوتان و جنتاها المصفرتان جسدها النحيل فجأة قالت:
- أسماء أنتِ أعظم أختٍ عرفتها ضميني .. آآه .. آآه .
ضممتها بكل ما أملك من حنان .
- بلغي سلامي لجنان و زينب و لا تنسي أمينة و جميع زميلاتي و لا تنسي براء ملاك و زينب اللواتي أحببتهن من كل قلبي .
- سأفعل إن شاء الله .
- قولي لجنان و زينب و أمينة أنهن كنَّ نعم الصديقات و الأخوات و كم من مرة ساعدنني فيها و على الأخص جنان و قولي لزينب أنها الوحيدة التي سمعت شكواي و أمينة أنها من نصحتني و هدتني إلى الطريق المستقيم و أخبريهن أن أجمل لحظاتِ حياتي كانت معهن و.. و ..
تقطع صوتها فطلبت منها أن تسكت .

جلسنا بهدوء قليلاً , فقالت :
- قبورنا تبنى و نحن ما تبنا يا ليتنا تبنا من قبل أن تبنى .

بعد شهر من ذلك اليوم توفيت مريم و تركت ألماً عظيماً و جرحاً كبيراً في قلبي ... كان ذلك في يوم الخميس .. ذلك اليوم المشؤوم..

دخلت عليها في الغرفة .. مسكينة حالتها تقطع القلب .. كانت تهذي .. نظرت إلي نظرة ألم ثم تحولت إلى نظرة حزينة و لكن في شيء من السعادة ثم أصدر أحد الأجهزة صوتاً ناديت الطبيب مسرعة , و بعد أن فحصها قال :
- عظم الله أجوركم .. إنا لله و أنا إليه راجعون .

صرخنا .. بكينا .. لكن شيئاً من هذا لم يعدها إلى الحياة صرخت بأعلى صوتي :
- لا .. لا يمكن .. هذا مستحيل ..

و قبل أن يأخذوا جثتها نظرت إلى وجهها , فإذا بابتسامةٍ كبيرة مرتسمة على شفتيها تدل على الرضا .. فتذكرت قولها : أنا أشتاق إلى الله و أريد رؤيته ..

لم أملك سوى البكاء ..

و بعد عدة أشهر ذهبت إلى منزلها و دخلت غرفتها لمست أغراضها ,مكتبها , أقلامها جلست على سريرها و أخيراً قابلتُ "حسين" الدمية التي لطالما تحدثت عنها .

وجدت في فمه ورقة كتب عليها :

مريم ,
أطلب منكِ هذا و أنا أعلم أنني سأكون في قبري ابحثي عن الرسائل التي حدثتكِ عنها التي كتبتها لجنان و زينب و أمينة و أعطي كل واحدة خاصتها و لا تنسي أن تأخذي التي كتبتها لكِ .


بحثت في كل مكان و أخيراً وجدت مظروفاً كتب عليه "رسائلي إلى أحبتي ".
عرفتُ انه هو المطلوب فتحته فوجدت بداخله عدة أوراق على كل ورقة اسم .

أخذت الأوراق إلى غرفتي أخذت خاصتي فتحتها كتِبَ فيها :



__________________
قال تعالى :(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)صدق الله العظيم



 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:38 PM.