|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
|||
|
|||
![]()
هذا كان أخى رأى العلماء فى التصوف والمتصوفين
نأتى لنقطة آخرى وهى اتهام البنا نفسه بالتصوف فقد اتهم المتحاملون على الشيخ البنا رضوان الله عليه، بالتصوف، وأخذوا هذا من كلامه وليس من أفعاله، فقد كان الرجل بشهادة الجميع ناصع السيرة، مجاهدا في سبيل الله، لا يفتر في ليل ولا نهار، داعية لا يشق له غبار مجدد القرن بغير منازع. ونحن بدورنا نستعرض ما قاله الإمام البنا مما تذرعوا به، ونذكر من آرائه ما يرد هذا الاتهام، ثم ندع للقارئ الحكم على هؤلاء بعد ذلك. الآن تعالوا بنا نستعرض ما قاله الإمام البنا عن الطريقة الحصافية، وعن مشاركته فيها وهو في الثانية عشرة من عمره، وقد أعجب باستقامة جماعة الحصافية فيقول: (وأخذت أواظب على الوظيفة الرزوقية صباحا ومساء، وزادني بها إعجابا أن الوالد قد وضع عليها تعليقا لطيفا جاء فيه بأدلة صيغها جميعا تقريبا من الأحاديث الصحيحة وسمى الرسالة ”تنوير الأفئدة الزكية بأدلة أذكار الرزوقية"، ولم تكن هذه الوظيفة أكثر من آيات من الكتاب الكريم، وأحاديث من أدعية الصباح والمساء التي وردت في كتب السنة تقريبا، ليس فيها من الألفاظ الأعجمية أو التراكيب الفلسفية أو العبارات التي هي إلى الشطحات أقرب منها إلى الدعوات. ثم يتحدث عن مؤسس هذه الطريقة وعلمه ومنهجه فيقول: كان السيد حسنين - رحمه الله - عالما أزهريا تفقه على مذهب الإمام الشافعي، ودرس علوم الدين دراسة واسعة، وامتلأ منها، وتضلع فيها، ثم تلقى بعد ذلك الطريق على كثير من شيوخ عصره، وجد واجتهد في العبادة والذكر والمداومة على الطاعات، حتى أنه حج أكثر من مرة، وكان يعتمر مع كل حجة أكثر من عمرة، وكان رفقاؤه وأصحابه يقولون ما رأينا أقوى على طاعة الله وأداء الفرائض والمحافظة على السنن والنوافل منه –رحمه الله –حتى في آخر أيام حياته، وقد كبرت سنه ونيف عن الستين، ثم أخذ يدعو إلى الله بأسلوب أهل الطريق، ولكن في استنارة وإشراق وعلى قواعد سليمة قويمة. ثم يصف دعوة مؤسسها بقوله: (فكانت دعوته مؤسسة على العلم والتعليم، والفقه والعبادة والطاعة والذكر، ومحاربة البدع والخرافات الفاشية بين أبناء هذه الطرق، والانتصار للكتاب والسنة -على أية حال - والتحرز من التأويلات الفاسدة والشطحات الضارة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذل النصيحة -على كل حال -حتى إنه غير كثيرا من الأوضاع التي اعتقد أنها تخالف الكتاب والسنة، مما كان عليه مشايخه أنفسهم). ثم يبين سبب إعجابه بمؤسس هذه الدعوة فيقول: (وكان أعظم ما أخذ بمجامع قلبي، وملك علي لبي، من سيرته -رضي الله عنه - شدته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه كان لا يخشى في ذلك لومة لائم، ولا يدع الأمر والنهي مهما كان في حضرة كبير أو عظيم. ومن نماذج ذلك 1- أنه زار رياض باشا حين كان رئيس الوزارة، فدخل أحد العلماء وسلم على الباشا، وانحنى حتى قارب الركوع، فقام الشيخ مغضبا وضربه على خديه بمجمع يده ونهره قائلا: استقم يا رجل فإن الركوع لا يجوز إلا لله، فلا تذلوا الدين والعلم فيذلكم الله. ولم يستطع العالم ولا الباشا أن يؤاخذه بشى. 2- دخل أحد الباشوات من أصدقاء رياض باشا، وفي إصبعه خاتم من الذهب، وفي يده عصا مقبضها من الذهب كذلك، فالتفت إليه الشيخ وقال: يا هذا إن استعمال الذهب في الحلية حرام على الرجال، حل للنساء، فأعط هذين لبعض نسائك، ولا تخالف عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأراد الرجل أن يعترض، فدخل رياض باشا وعرف بعضهما ببعض والشيخ مصر على أنه لابد من خلع المقبض والخاتم معا حتى يزول المنكر. 3- دخل مرة على الخديوي توفيق باشا مع العلماء في بعض المقابلات، فسلم على الخديوي بصوت مسموع فرد الخديوي بالإشارة بيده، فقال له في عزم وتصميم:”رد السلام يكون بمثله أو بأحسن منه، فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والرد بالإشارة وحدها لا يجوز”. فلم يسع الخديوي إلا أن يرد عليه باللفظ ويثني على موقفه وتمسكه بدينه. 4- وزار- مرة - بعض مريديه من الموظفين في بعض دوائر المساحة فرأى على مكتبه بعض تماثيل من الجبس فسأله: ما هذا يا فلان ؟ فقال: هذه تماثيل نحتاج إليها في عملنا، فقال: إن ذلك حرام، وأمسك بالتمثال وكسر عنقه، ودخل المفتش الإنجليزي في هذه اللحظة ورأى هذا المنظر فناقش الشيخ فيما صنع، فرد عليه ردا جميلا، وأفهمه أن الإسلام إنما جاء ليقيم التوحيد الخالص، وليقضي على كل مظهر من مظاهر الوثنية في أية صورة من صورها، ولهذا حرم التماثيل حتى لا يكون بقاؤها ذريعة لعبادتها، وأفاض في هذا المعنى بما طرب له المفتش الذي كان يظن أن في الإسلام لوثة من الوثنية، وسلم للشيخ وأثنى عليه. 5- وزار مسجد السيد الحسين – رضي الله عنه –مع بعض مريديه، ووقف على القبر يدعو الدعاء المأثور:”السلام على أهل الديار المؤمنين”، فقال له بعض المريدين: (يا سيدنا الشيخ سل سجدنا الحسين يرضى عني) فالتفت إليه مغضبا، وقال: (يرضى عنا وعنك وعنه: الله)، وبعد أن أتم زيارته شرح لإخوانه أحكام الزيارة، وأوضح لهم الفرق بين البدعية والشرعية منها. 6- ولما قابل الشيخ في منزل وجيه من وجهاء المحمودية هو حسن بك أبو سجد حسن –رحمه الله – مع بعض الإخوان، فدخلت الخادمة، وهي فتاة كبيرة، تقدم له القهوة وهي مكشوفة الذراعين والرأس، فنظر الشيخ مغضبا وأمرها أن تذهب فتستتر، وأبي أن يشرب القهوة، وألقى على صاحب المنزل درسا مؤثرا في وجوب احتشام الفتيات، وإن كن خدما، وعدم إظهار الرجال الأجانب عليهن، وله -رحمه الله - في ذلك أمور في غاية الكثرة والدقة معا وكذلك شأنه دائما. هذه الناحية هي التي أثم ارت في نفسي أعظم معاني الإعجاب والتقدير، وكان الإخوان يكثرون من الحديث عن كرامات الشيخ الحسية، فلم كان أجد لها من الوقع في نفسي بعض ما أجده لهذه الناحية العملية، وكنت أعتقد أن أعظم كرامة أكرمه الله بها هي هذا التوفيق لنشر دعوة الإسلام على هذه القواعد السليمة، وهذه الغيرة العظيمة على محارم الله - تبارك وتعالى - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكل ذلك ولم يتجاوز سني الثانية عشرة. ونحن بدورنا نتساءل: أولا: هل في هذا الكلام ما يعيب الشيخ كما يدعي البعض ؟ وأما الحكم فمتروك لك أيها القارئ الكريم لترى حجم ما وصل به المسلمون من خلاف لدرجه تصل لتزييف الحق واتهام الناس بالباطل بل قد يصل الأمر لحد الإتهام بالكفر والعياذ بالله . يتبع |
العلامات المرجعية |
|
|