اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #27  
قديم 18-07-2010, 11:33 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

التكذيب بالقدر
الكبيرة الحادية و الأربعون : التكذيب بالقدر
قال الله تعالى : " إنا كل شيء خلقناه بقدر " قال ابن الجوزي في تفسيره : في سبب نزولها قولان أحدهما ، أن مشركي مكة أتوا رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم يخاصمونه في القدر فنزلت هذه الآية . انفرد بإخراجه مسلم و روى أبو أمامة أن هذه الآية في القدرية . و القول الثاني : أن أسقف نجران جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا محمد تزعم أن المعاصي بقدر و ليس كذلك . فقال صلى الله عليه و سلم : " أنتم خصماء الله " فنزلت هذه الآية :
" إن المجرمين في ضلال و سعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر " .
و روى " عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا جمع الله الأولين و الآخرين يوم القيامة أمر منادياً فنادى نداء يسمعه الأولون و الآخرون : أين خصماء الله ؟ فتقوم القدرية فيؤمر بهم إلى النار " . يقول الله " ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر " ، و إنما قيل لهم خصماء الله لأنهم يخاصمون في أنه لا يجوز أن يقدر المعصية على العبد ثم يعذبه عليها . و روى هشام بن حسان عن الحسن قال : و الله لو أن قدرياً صام حتى يصير كالحبل ، ثم صلى حتى يصير كالوتر لكبه الله على وجهه في سقر ، ثم قيل له ذق مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر . و روى مسلم في صحيحه " من حديث ابن عمر قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل شيء بقدر حتى العجز و الكيس " . و قال ابن عباس : كل شيء خلقناه بقدر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه قال الله تعالى : " و الله خلقكم و ما تعملون "
قال ابن جرير : فيها وجهان ، أحدهما : أن تكون بمعنى المصدر فيكون المعنى : و الله خلقكم و عملكم و الثاني : أن تكون بمعنى الذي فيكون المعنى : و الله خلقكم و خلق الذي تعملونه بأيديكم من الأصنام ، و في هذه الآية دليل على أن أفعال العباد مخلوقة و الله أعلم . و قال الله تعالى : " فألهمها فجورها و تقواها " الإلهام إيقاع الشيء في النفس . قال سعيد بن جبير : ألزمها فجورها و تقواها . و قال ابن زايد : جعل ذلك فيها بتوفيقه إياها للتقوى و خذلانه إياها للفجور و الله أعلم . و في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال : " إن الله من على قوم فألهمهم الخير فأدخلهم في رحمته ، و ابتلى قوماً فخذلهم و ذمهم على أفعالهم و لم يستطيعوا غير ابتلاهم فعذبهم و هو عادل " " لا يسأل عما يفعل و هم يسألون " و " عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما بعث الله نبياً قط و في أمته قدرية و مرجئه ، إن الله لعن القدرية و المرجئة على لسان سبعين نبياً "
و " عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : القدرية مجوس هذه الأمة " ، و " عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لكل أمة مجوس و مجوس هذه الأمة الذين يزعمون أن لا قدر ، و أن الأمر أنف . قال : فإذا لقيتهم فأخبرهم أني منهم بريء و أنهم براء مني " . ثم قال " و الذي نفسي بيده لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ما قبل حتى يؤمن بالقدر خيره و شره " . ثم ذكر حديث جبريل و سؤاله النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و تؤمن بالقدر خيره و شره " .
قوله أن تؤمن بالله : الإيمان بالله هو التصديق بأنه سبحانه و تعالى موجود موصوف بصفات الجلال و الكمال ، منزه عن صفات النقص ، و أنه فرد صمد خالق جميع المخلوقات ، متصرف فيها بما يشاء يفعل في ملكه ما يريد . و الإيمان بالملائكة هو التصديق بعبوديتهم لله :
" بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يشفعون إلا لمن ارتضى و هم من خشيته مشفقون " .
و الإيمان بالرسل هو التصديق بأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى أيدهم الله بالمعجزات الدالة على صدقهم ، و أنهم بلغوا عن الله تعالى رسالاته و بينوا للمكلفين ما أمرهم الله به ، و أنه يجب احترامهم ، و أن لا يفرق بين أحد منهم . و الإيمان باليوم الآخر هو التصديق بيوم القيامة و ما اشتمل عليه من الإعادة بعد الموت و النشر و الحشر و الحساب و الميزان و الصراط و الجنة و النار ، و أنهما دار ثوابه و عقابه للمحسنين و المسيئين إلى غير ذلك مما صح به النقل . و الإيمان بالقدر : هو التصديق بما تقدم ذكره ، و حاصله ما دل عليه قوله سبحانه " و الله خلقكم و ما تعملون " ، و قوله " إنا كل شيء خلقناه بقدر " ، و من ذلك قوله صلى الله عليه و سلم في حديث ابن عباس : " و اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لا ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام و جفت الصحف " .
و مذهب السلف و أئمة الخلف أن من صدق بهذه الأمور تصديقاً جازماً لا ريب فيه و لا تردد كان مؤمناً حقاً ،سواء كان ذلك عن براهين قاطعة أو اعتقادات جازمة و الله أعلم .
( فصل ) أجمع سبعون رجلاً من التابعين و أئمة المسلمين و السلف و فقهاء الأمصار على أن السنة التي توف عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم أولها : الرضا بقضاء الله و قدره ، و التسليم لأمره ، و الصبر تحت حكمه ، و الأخذ بما أمر الله به ، و النهي عما نهى الله عنه ، و إخلاص العمل لله ، و الإيمان بالقدر خيره و شره ، و ترك المراء و الجدال و الخصومات في الدين ، و المسح على الخفين ، و الجهاد مع كل خليفة براً و فاجراً ، و الصلاة على من مات من أهل القبلة .
و الإيمان : قول و عمل و نية ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ، و القرآن كلام الله نزل به جبريل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم غير مخلوق ، و الصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور ، و لا نخرج على الأمراء بالسيف و إن جاروا و لا نكفر أحداً من أهل القبلة و إن عمل الكبائر إلا إن استحلوها ، و لا نشهد لأحد من أهل القبلة لخير أتى به إلا من شهد له النبي صلى الله عليه و سلم : و الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم . و أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين و نترحم على جميع أزواج النبي صلى الله عليه و سلم و أولاده و أصحابه رضي الله عنهم أجمعين .
فائدة : فيها من كلام الناس ما هو كفر صرحت به العلماء منها : ما لو سخر باسم من أسماء الله أو بأمره أو وعده أو وعيده كفر ، و لو قال . لو أمرني الله بكذا ما فعلت ، كفر و لو صارت القبلة في هذه الجهة ما صليت إليها ، كفر . و لو قيل له : ألا تترك الصلاة فإن الله يؤاخذك فقال لو آخذني بها مع ما في من المرض و الشدة لظلمني كفر .و لو قال : لو شهد عندي الأنبياء و الملائكة بكذا ما صدقت ، كفر . و لو قيل له قلم أظافرك فإنها سنة فقال لا أفعل و إن كانت سنة ، كفر . و لو قال فلان في عيني كاليهودي ، كفر . و لو قال أن الله جلس للإنصاف أو قام للإنصاف ، كفر . و جاء في وجه : من قال لمسلم لا ختم الله لك بخير أو سلبك الإيمان ، كفر . و جاء أيضاً أن من طلب يمين إنسان فأراد أن يحلف بالله فقال أريد أن تحلف بالطلاق كفر . و اختلفوا في من قال رؤيتي لك كرؤية الموت فقال بعضهم ، يكفر . و لو قال لو كان فلان نبياً ما آمنت به ، كفر . و لو قال إن كان ما قاله صدقاً نجونا ، كفر . و لو صلى بغير وضوء استهزاء أو استحلالاً ، كفر . و لو تنازع رجلان فقال أحدهما لا حول و لا قوة إلا بالله فقال له الآخر لا حول و لا قوة إلا بالله لا تغني من جوع ، كفر . و لو سمع أذان المؤذن فقال إنه يكذب ، كفر . و لو قال : لا أخاف القيامة ، كفر . و لو وضع متاعه فقال : سلمته إلى الله فقال له رجل سلمته إلى من لا يتبع السارق ، كفر . و لو جلس رجل على مكان مرتفع تشبيهاً بالخطيب فسألوه المسائل و هم يضحكون أو قال أحدهم قصعة ثريد خير من العلم ، كفر . و لو ابتلى بمصائب فقال : أخذت مالي و ولدي و ماذا تفعل ، كفر . و لو ضرب ولده أو غلامه فقال له رجل ألست بمسلم ؟ فقال : لا ـ متعمداً ـ كفر . و لو تمنى أن لا يحرم الله الزنا أو القتل أو الظلم ، كفر . و لو شد على وسطه حبلاً فسئل عنه فقال هذا زنار فالأكثرون على أنه يكفر . و لو قال معلم الصبيان : اليهود خير من المسلمين لأنهم يعطون معلمي صبيانهم ، كفر . و لو قال النصراني خير من المجوسي ، كفر . و لو قيل لرجل ما الإيمان فقال لا أدري ، كفر . و من ذلك ألفاظ مستكرهة مستنكرة و هي : لا دين لك ، لا إيمان لك ، لا يقين لك ، أنت فاجر ، أنت منافق، أنت زنديق ، أنت فاسق ، . و من ذا و أشباهه كله حرام و يخشى على العبد بها سلب الإيمان و الخلود في النار .
فنسأل الله المنان بلطفه أن يتوفانا مسلمين على الكتاب و السنة إنه أرحم الراحمين .
( موعظة ) عباد الله ! أين الذين كنزوا الكنوز و جمعوا و ثملوا من الشهوات و شبعوا ، و أملوا البقاء فما نالوا فيها ما طمعوا ، و فنيت أعمارهم بما غروا به و خدعوا ؟ نصب لهم شيطانهم أشراك الهوى فوقعوا ، و جاءهم ملك الموت فذلوا و خضعوا ، و أخرجهم من ديارهم فلا و الله ما رجعوا ، فهم مفترقون في القبور فإذا نفخ في الصور اجتمعوا .
و كيف قرت لأهل العلم أعينهم أو استلذوا لذيذ العيش أو هجموا
و الموت ينذرهم جهراً علانية لو كان للقوم أسماع لقد سمعوا
و النار ضاحية لابد موردهم و ليس يدرون من ينجو و من يقع
قد أمست الطير و الأنعام آمنة و النون في البحر لا يخشى لها فزع
و الآدمي بهذا الكسب مرتهن له رقيب على الأسرار يطلع
حتى يرى فيه يوم الجمع منفرداً و خصمه الجلد و الأبصار و السمع
و إذ يقومون و الأشهاد قائمة و الجن و الأنس و الأملاك قد خشعوا
و طارت الصحف في الأيدي منتشرة فيها السرائر و الأخبار تطلع
فكيف بالناس و الأنباء واقفة عما قليل و ما تدري بما تقع
أفي الجنان و فوز لا انقطاع له أم في الجحيم فلا تبقي و لا تدع
تهوي بسكانها طوراً و ترفعهم إذا رجوا مخرجاً من غمها قمعوا
طال البكاء فلم ينفع تضرعهم هيهات لا رقية تغني و لا جزع
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:22 AM.