|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
![]()
أقوال مأثورة عن مالك بن دينار
![]() كان مالك بن دينار يقول: ما تنعّم المتنعمون بمثل ذكْر الله تعالى. ![]() وقال: يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم، فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض، وقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصب الحش, فتكون فيه الحبة, فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسُن، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟، أين أصحاب سورة، أين أصحاب سورتين ؟، ماذا عملتم فيهما؟. ![]() وقال: يا هؤلاء، جهّالكم كثير لولا ذلك للبست المسوح، يا هؤلاء لا تجعلوا بطونكم جُرُبًا للشيطان يُوعِي فيها إبليس ما شاء. وقال: من دخل بيتي فأخذ منه شيئًا فهو له حلال، أما أنا فلا أحتاج إلى قُفل ولا إلى مفتاح. ![]() وكان يأخذ الحصاة من المسجد ويقول: لوددت أن هذه أجزأتني في الدنيا ما عشت، لا أزيد على مصّها من الطعام ولا الشراب. وقال: لو صلح لي أن آكل الرماد لأكلته، ولو صلح لي أن أعمد إلى بوري -حصير منسوج من القصب- فأقطعه فآتزِرُ بقطعةٍ وأرتدي بقطعة لفعلت. وقال: لقد هممت أن آمر إذا مت أن أُغَلّ، فأدفع إلى ربي كما يُدفع الآبق إلى مولاه. ![]() وقال: ينطلق أحدكم فيتزوج ديباجة الحرم، يعني أجمل الناس، أو ينطلق إلى جارية قد سمّنها أبوها كأنها زبدة، فيتزوجها فتأخذ بقلبه فيقول لها: أي شيءٍ تريدين ؟ فتقول: خمارّ خَزٍّ، وأي شيءٍ تريدين ؟، فتقول: كذا وكذا. قال مالك: فتمرُط، والله دين ذلك القارئ ويدع أن يتزوجها يتيمة ضعيفة فيكسوها فيؤجَر ويدَهنها فيؤجَر. ![]() وقال: كان حبْرٌ من أحبار بني إسرائيل قال: فرأى بعض بنيه يومًا غمز النساء، فقال: مهلاً يا بني. قال: فسقط من سريره، فانقطع نخاعه فأسقطت امرأته وقُتل بنوه في الجيش، وأوحى الله تعالى إلى نبيّهم أن أخبر فلانًا الحَبْر أني لا أُخرج من صُلبك صديقًا أبدًا ما كان غضبك لي إلا أن قلت: مهلاً يا بني مهلاً. وقال: ما من أعمال البر شيء إلا دونه عقبة، فإن صبر صاحبها أفضتْ به إلى روح وإن جزع رجع. ![]() وقال: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره مذمّتهم. قيل: ولِمَ ذاك ؟، قال: لأن حامدهم مُفرط وذامّهم مفرط. وقال: مثل قرّاء هذا الزمان كمثل رجل نصب فخًا ونصب فيه بُرّةً فجاء عصفور فقال: ما غيَّبك في التراب؟، قال: التواضع. قال: لأي شيء انحنيت؟، قال: من طول العبادة، قال: فما هذه البُرّة المنصوبة فيك ؟، قال: أعددتها للصائمين. فقال: نِعْمَ الجار أنت. فلما كان عند المغرب دنا العصفور ليأخذها فخنقه الفخ. فقال العصفور: إن كان العبّاد يخنقون خنْقَك فلا خير في العبّاد اليوم. ![]() وقال: مرَّ والي البصرة بمالك بن دينار يرْفُل، فصاح به مالك: أقلّ من مشيتك هذه، فهمَّ خدَمُه به. فقال: دعوه ما أراك تعرفني. فقال له مالك: ومن أعرف بك مني، أما أولك فنطفة مَذرة، وأما آخرك فجيفة قذرة، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة-الغائط-، فنكس الوالي رأسه ومشى. وقال: قدمت من سفرٍ لي فلما صرت بالجسر قام العَشَّار-الذي يأخذ العشر ضريبة- فقال لا يخرجن من السفينة ولا يقوم أحد من مكانه. فأخذت ثوبي فوضعته على عنقي ثم وثبت فإذا أنا على الأرض. فقال لي: ما أخرجك؟، قلت: ليس معي شيء. قال: اذهب فقلت في نفسي: هكذا أمر الآخرة. ![]() وقال: عجبًا لمن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقرُّ بالدنيا عينه؟، وكيف يطيب فيها عيشه؟، قال: ثم يبكي مالك حتى يسقط مغشيًا. وقال: إن لكل شيء لقاحًا وإن الحزن لقاح العمل الصالح، إنه لا يصبر أحد على هذا الأمر إلا بحزن، فوالله ما اجتمعنا في قلب عبدٍ قط: حزنٌ بالآخرة وفرحٌ بالدنيا، إن أحدهما ليطردُ صاحبه. ![]() وقال: إذا ذُكر الصالحون فأُفٍّ لي وتُفٍّ. وقال: كان الأبرار يتواصون بثلاث بسجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزّلة. ![]() وقال: دخل مالك بن دينار على رجل محبوس قد أخذ بخراجٍ خرّج عليه وقُيّد فقال: يا أبا يحيى أما ترى ما أنا فيه من هذه القيود ؟، فرفع مالك رأسه فإذا سلّة، قال: لمن هذه السّلة، قال: لي. قال:فَمُرْ بها فلتنزل. فأنزلت فوضعت بين يديه فإذا دجاج وأخبصة فقال: هذه وضعت القيود في رجلك لا هُمْ. وقام عنه. وقال: وكان مالك بن دينار يطوف بالبصرة في الأسواق فينظر إلى أشياء يشتهيها فيرجع فيقول لنفسه: أبشري فوالله ما حرمتُك ما رأيت إلا لكرامتك عليّ. ![]() وقال: إن البدن إذا سقم لم ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة. وكذلك إذا علقه حبُّ الدنيا لم ينجع فيه المواعظ. وسمعته يقول: بقدر ما نحزن للدنيا كذلك يخرج همّ الآخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للآخرة، فكذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك. جاء محمد بن واسع إلى مالك بن دينار فقال: يا أبا يحيى إن كنت من أهل الجنة فطُوبى لك. فقال: ينبغي لنا إذا ذكرنا الجنة أن نخْزى. ![]() وقال عبد العزيز بن سلمان العابد: انطلقت أنا وعبد الواحد بن زيد إلى مالك بن دينار فوجدناه قد قام من مجلسه فدخل منزله وأغلق عليه باب الحجرة فجلسنا ننتظره ليخرج أو لنسمع له حركة فنستأذن عليه. فجعل يترنّم بشيء لم نفهمه. ثم بكى حتى جعلنا نأوى له من شدة بكائه. ثم جعل يشهق ويتنفس حتى غشى عليه. قال: فقال لي عبد الواحد: انطلق ليس لنا مع هذا اليوم عمل، هذا رجل مشغول بنفسه. ![]() وقال: كنا عند مالك بن دينار وعندنا قارئ يقرأ: «إذا زُلزتْ الأرض زلزالها» فجعل مالك ينتفض وأهل المجلس يبكون ويصرخون حتى انتهى إلى هذه الآية «فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره». قال: فجعل مالك، والله، يبكي ويشهق حتى غُشى عليه، فحُمل بين القوم صريعًا. وقال: بلغني أن مالك بن دينار دخل المقابر ذات يوم فإذا رجل يُدفن. فجاء حتى وقف على القبر فجعل ينظر إلى الرجل وهو يُدفن فجعل يقول: مالكٌ، غدًا هكذا، يصير وليس له شيء يتوسده في قبره. فلم يزل يقول: غدًا مالكٌ هكذا يصير، حتى خرَّ مغشيًا عليه في جوف القبر، فحملوه فانطلقوا به إلى منزله مغشيًا عليه. ![]() وقال مسمع بن عاصم: رأى إنسانًا يضحك، فقال: ما أحبّ أن قلبي فرغ لمثل هذا وأن لي ما حوت البصرة من الأموال والعُقد-العقارات-. ![]() لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية إلهي ! ما أعظم حسرتي .. أُذَكِّر غيري وأنا الغافل !! وما أشد مصيبتي .. أُنهي غيري وأنا النائم!! ![]() وقال: حدثنا جعفر عن مالك قال: إن في بعض الكتب أن الله عز وجل يقول: إن أهون ما أنا صانع بالعالم إذا أحبّ الدنيا أن أُخرج حلاوة ذكْري من قلبه. عبد الملك بن قُرَيت قال: حدثني رجل صالح من أهل البصرة قال: وقع حريق في بيت مالك بن دينار فأخذ المصحف وأخذ القطيفة فأخرجها، فقيل له: يا أبا يحيى، البيت، فقال: ما فيه إلا السندانة ما أبالي أن يحترق. وقال: وذكر عبد الله بن المبارك، قال: وقع حريق بالبصرة فأخذ مالك بن دينار بطرف كسائه وقال: هَلك أصحاب الأثقال. وقال: حدثني عمر عن مالك بن دينار أنه كان يقول: إن الله عز وجل إذا أحب عبدًا انتقصه من دنياه وكفّ عنه ضيّعته، ويقول: لا تبرح من بين يدي قال: فهو متفرّغ لخدمة ربه عز وجل، وإذا أبغض عبدًا دفع في نحره شيئًا من الدنيا ويقول: أعزُب من بين يديّ فلا أراك بين يديّ، فتراه معلّق القلب بأرض كذا وبتجارة كذا. ![]() وقال: سمعت منيعًا يقول: مرَّ تاجر بعشّار فحبسوا عليه سفينته فجاء إلى مالك بن دينار فذكر ذلك له. قال: فقام مالك فمشى إلى العشّار فلما رأوه قالوا: يا أبا يحيى ألا تبعث إلينا حاجتك ؟، قال: حاجتي أن تخلّوا سفينة هذا الرجل. قال: قد فعلنا. قال: وكان عندهم كُوز يجعلون فيه ما يأخذون من الناس من الدراهم، فقالوا: ادْع الله لنا يا أبا يحيى. قال:قولوا للكوز يدعو لكم، كيف أدعو لكم وألفٌ يدعون عليكم ؟، أترى يُستجاب لواحد ولا يُستجاب لألف؟. وقال: سمعت مالكًا يقول: لو أن القوم كِلفوا الصُحَف لأقلّوا المنطق. وقال: والله لو وقف مالكٌ بباب المسجد وقال: يخرج شرٌّ من في المسجد، لبادرْتُكم إليه. ![]() وقال: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل عليّ جابر بن زيد وأنا أكتب فقال: يا مالك ما لك عمل إلا هذا ؟، تنقل كتاب الله عز وجل من ورقة إلى ورقة ؟، هذا والله الكسب الحلال. ![]() وقال: سمعت المغيرة بن حبيب أبا صالح ختن مالك بن دينار يقول: قلت لنفسي: يموت مالك بن دينار وأنا معه في الدار لا أدري ما عمله؟، قال: فصليت معه العشاء الآخر ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون من الليل. قال: وجاء مالك فدخل فقرّب رغيفه فأكل ثم قام إلى الصلاة فاستفتح، ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: يارب إذا جمعت الأوّلين والآخرين فحرِّم شيبة مالك بن دينار علي النار. قال: فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني، ثم انتبهت فإذا هو قائم على تلك الحال يقدّم رجلاً ويؤخرّ رجلاً ويقول: يارب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرِّم شيبة مالك بن دينار على النار. فما زال كذلك حتى طلع الفجر، فقلت في نفسي: والله لئن خرج مالك بن دينار فرآني لا تبلّني عنده بالّة أبدًا. فجئت إلى المنزل وتركته. وقال: سمعت مالك بن دينار يقول: كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينًا للخونة، وكفى بالمرء شرًا أن لا يكون صالحًا ويقع في الصالحين. ![]() وقال: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها. قالوا: وما هو؟، قال: معرفة الله عز وجل. وقال: أنبأ أبي قال: سمعت مالك بن دينار يقول: قولوا لمن لم يكن صادقًا لا يتعنّى. ![]() وقال: إن القلب إذا لم يكن فيه حزْن خرِبَ كما أن البيت إذا لم يُسكَن خَرِبَ. وقال: اتّقوا السّحارة، اتّقوا السّحارة، فإنها تسحر قلوب العلماء. ![]() وقال: لو أعلم أن قلبي يصلح على كُناسةٍ لذهبت حتى أجلس عليها. وقال: وددت أن الله عز وجل أذِنَ لي يوم القيامة إذا وقفت بين يديه أن أسجد سجدة فأعلم أنه قد رضى عنّي، ثم يقول لي: يا مالك كن تُرابًا. وقال: إن العَالِم إذا لم يعمل بعلْمه زلّت موعظته عن القلوب كما تزل القطْرة عن الصفا. ![]() وقال: إنك إذا طلبت العلم لتعمل به كسرك العلم، وإذا طلبته لغير العمل به لم يزدك إلا فخرًا. وقال: وكانت الغيوم تجيء وتذهب ولا تمطر فيقول مالك: أنتم تستبطئون وإنما أستبطئ الحجارة، إن لم تُمطر حجارة فنحن بخير. ![]() وقال: لما وقعت الفتنة أتيت الحسن ثلاثة أيام أسأله: يا أبا سعيد ما تأمرني، فلا يجيبني. قال: فقلت يا أبا سعيد أتيتك ثلاثة أيام أسألك وأنت معلمي فلا تجيبني، فوالله لقد هممت أن آخذ الأرض بقدمي وأشرب من أفواه الأنهار وآكل من بَقْل التربة حتى يحكم الله عز وجل بين عباده. قال: فأرسل الحسن عينيه باكيًا ثم قال: يا مالك ومن يطيق ما تطيق، ولكنا والله ما نطيق هذا. وقال: وكنت عند مالك بن دينار فجاء هشام بن حسان، وكان يأتيه هشام بن حسان وسعيد بن أبي عروبة وحوشب يطلبون قلوبهم، فجاء هشام فقال: أين أبو يحيى ؟ قلنا: عند البقّال. قال: قوموا بنا إليه. قال: فحانت منه نظرة إلى هشام. فقال: يا هشام إني أعطي هذا ا لبقّال كل شهر درهمًا ودانَقيْن فآخذ منه كل شهرستين رغيفًا كل ليلة رغيفين فإذا أصبتهما سخنًا فهو ادْمهما، يا هشام إني قرأت في زَبور داود إلهي رأيت هُمومي وأنت من فوق العُلى، فانظر ما همومك يا هشام. وقال: أخذ السبع صبيًا لامرأة فتصدقت بلقمة. فألقاه، فنوديتْ: لقمة بلقمة. ![]() وقال: إن الله جعل الدنيا دار مفرّ والآخرة دار مقرّ فخذوا لمقرّكم من مفرّكم وأخرجوا الدنيا من قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم، ففي الدنيا حييتم ولغيرها خُلقتم، إنما مثل الدنيا كالسم أكله من لا يعرفه واجتنبه من عرفه، ومثل الدنيا مثل الحيّة مسُّهَا لينٌ وفي جوفها السّم القاتل يحذّرها ذوو العقول ويهوى إليها الصبيان بأيديهم. وقال الحارث بن نبهان: قدمت من مكة فأهديت إلى مالك بن دينار ركوةً-إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء-. قال: فكانت عنده فجئت يومًا فجلست في مجلسه. فلما قضاه قال لي: يا حارث تعالَ خذ تلك الركوة، فقد شغلت عليّ قلبي.فقلت: يا أبا يحيى إنما اشتريتها لك تتوضأ فيها وتشرب. فقال: يا حارث إني إذا دخلت المسجد جاءني الشيطان فقال لي: يا مالك إن الركوة قد سُرقت، فقد شغلت عليّ قلبي. وقال جعفر: قلنا لمالك بن دينار، ألا تدعو قارئًا ؟، إن الثكلى لا تحتاج إلى نائحة. فقلنا له: ألا تستسقي؟، قال: أنتم تستبطئون المطر لكني أستبطئ الحجارة. ![]() وقال: رأيت مالك بن دينار يتقنّع بعباء، أو قال: بكساء، ثم يقول: إله مالك، قد علمت ساكن الجنّة من ساكن النار فأي الدارين دارُ مالكٍ وأيُّ الرجلين مالك؟، ثم يبكي. وسمعته يقول: لو استطعت أن لا أنام لم أنم مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم، ولو وجدت أعوانًا لفرقتهم ينادون في منار الدنيا كلها يا أيها الناس النار النار. ![]() وسمعته يقول: لو كان لأحد أن يتمنى لتمَنّيت أن يكون لي في الآخرة خصّ من قصب فأروى من الماء وأنجو من النار. وسمعته يقول للمغيرة بن حبيب، وكان ختَنه، يا مغيرة كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرًا فانبذ عنك صحبته. وسمعته يقول: يا إخوتاه بحقٍّ أقول لكم: لولا البول ما خرجتُ من المسجد. ![]() وقال: إنما العالِم الذي إذا أتيته في بيته فلم تجده قصّ عليك بيته: رأيت حصيره للصلاة، ومصحف ومطْهرته في جانب البيت، ترى أثر الآخرة. وسمعته يقول: إن الأبرار لتغلى قلوبهم بأعمال البرّ، وإن الفجّار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور، والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله. وسمعته يقول: إن للصدّيقين إذا قُرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة. وسمعته يقول: ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب. وسمعته يقول: إن لله تعالى عقوباتٍ فتعاهدوهن من أنفسكم في القلوب والأبدان وضنكٍ في المعيشة ووهنٍ في العبادة وسخطةٍٍ في الرزق. وقال: خرج سليمان بن داود -عليه السلام-في موكبه فمرّ ببلبل على غصن شوك يصفر ويضرب بذنبه فقال: أتدرون ما يقول؟، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرةٍ على الدنيا العَفاء. قال فضيل بن عياض: رأى مالك بن دينار رجلاً يُسيء صلاته فقال: ما أرحمني لعياله، فقيل له: يسئ هذا صلاته وترحم عياله؟، قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون. ![]() قال الحسن بن عمرو: قال رجل لمالك بن دينار: يا مرائي قال: متى عرفت اسمي؟، ما عرف اسمي غيرك. وقال: دخل اللصوص إلى بيت مالك بن دينار فلم يجدوا في البيت شيئًا فأرادوا الخروج من داره، فقال مالك: ما عليكم لو صليتم ركعتين. وقال: دخلنا على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه وهو يكيد بنفسه، فرفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحبَّ البقاء في الدنيا لبطن ولا لفرْج. وقال أبو عيسى: دخلنا على مالك بن دينار عند الموت، فجعل يقول: لمثل هذا اليوم كان دُؤوبُ أبى يحيى. ![]() وقال عمارة بن زاذان: أن مالك بن دينار لما حضره الموت قال: لولا أني أكره أن أصنع شيئًا لم يصنعه أحدٌ كان قبْلي لأوصيت أهلي رذا أنا متّ أن يقيدوني وأن يجمعوا يدي إلى عنقي فينطلقوا بي على تلك الحال حتى أُدفن، كما يُصنع بالعبد الآبق. ![]() وقال: غير أحمد بن محمد فإذا سألني ربي تعالى أيْ ربّ لم أرض لك نفسي طرْفة عيني قطُّ. أسند مالك بن دينار عن أنس بن مالك وعن جماعة من كبار التابعين: كالحسن وابن سيرين والقاسم بن محمد وسالم بن عبيد الله. وتوفى قبل الطاعون بيسير، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثون ومائة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية إلهي ! ما أعظم حسرتي .. أُذَكِّر غيري وأنا الغافل !! وما أشد مصيبتي .. أُنهي غيري وأنا النائم!! ![]() |
العلامات المرجعية |
|
|