#8
|
||||
|
||||
![]() ( الوقفة الثانية عشر : الدعاء مع البلاء ثلاث ..)
{ قال ابن القيم – رحمه الله –} في كتابه / الجواب الكافي . والدعاء من أنفع الأدوية , وهو عدو البلاء , يدافعه ويعالجه , ويمنع نزوله , ويرفعه , أو يخففه إذا نزل , وهو سلاح المؤمن , كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( " الدعاء سلاح المؤمن , وعماد الدين , ونور السموات والأرض ") . وله مع البلاء ثلاث مقامات : { أحدها} : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه . { الثاني} : أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء , فيصاب العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً . { الثالث} : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه . وقد روى الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها , قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( " لا يغني حذر من قدر , والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل , وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ") . وفيه أيضاً من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( " الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل , فعليكم عباد الله بالدعاء ") . وفيه أيضاً من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( " لا يرد القدر إلا الدعاء , ولا يزيد في العمر إلا البر , وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ") . يا رب .. كيف أدعوك وأنا عاصٍ .. وكيف لا أدعوك وأنت كريم . ( الوقفة الثالثة عشر : الاستغفار .. أمان من العذاب ) يا أسفي على من يُستغفَر له فوق السماء وهو غافل عن الاستغفار لنفسه , والتوبة إلى الله .. كيف لا ؟؟؟ وقد قال الله جلت عظمته :{ " الَّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَمَنْ حَولَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِهِمْ وَيُؤمِنُونَ بِهِ وَيَستَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَّحمَةً وَعِلماً فَاغْفِر لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلهُمْ جَنَّاتِ عَدنٍ التِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ أبَائِهِمْ وَأَزوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّتِهِمْ أِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَومَئِذٍ فَقَدْ رَحِمتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ " }. غافر آية 7-9 وقال تعالى : { " وَالمَلآئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِ أَلاَ إِنَّ اللهَ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ "} الشورى آية 5 { (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ))} قال أبو موسى – رحمه الله – قد كان فيكم أمانان . قوله تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم . وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " الأنفال آية 33 أحسبه قال : أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى لسبيله , وأما الاستغفار فهو كائن بينكم إلى يوم القيامة . تاريخ بغداد _ للخطيب البغدادي . |
العلامات المرجعية |
|
|