حكايتى مع التعليم

[صوت الحق]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى أهلة وصحبة أجمعين
سوف أقص حكايتى مع التعليم بدون مجاملة ولا نفاق إذا كنا نريد أن نناقش موضوع حيوي ومؤثر يجب أن تكون الحقيقة المجردة أمامك لكى تحكم الحكم الصحيح
ولهذا سوف أحكى قصص انأ بطلها لا أخفى عليكم كم راودتنى هذه القصص أن اكتبها أكثر من مرة لكن كنت أؤجلها حتى حاء الوقت المناسب لها وطبعا أنا أقصها بأسلوب التلقائية وليس بأسلوب ادبى لأنها واقع أنا عشته ويوجد شهود أحياء إلى اليوم عليها *****
فى عام 1963 كنت بالصف الثالث أو الرابع الابتدائى
وكنت فى المدرسة التى اعمل بها الآن وكانت باسم المؤسسة وفى إثناء الفسحة وكان زمنها ساعة كاملة
فصعدت إلى الدور الثالث ( لان المدارس كلها لا تزيد عن ثلاثة ادوار وكان على السلم ترابزين حديد على منور السلم بطول أربعة أمتار وكده على ارتفاع لا يقل عن 12 م فصعدت على هذا التربزين ووقفت عليه وأصبحت امشي عليه كمن يمشى على الحبل أو السيرك وجميع طلبة المدرسة تتفرج عليه وتشجعني فدفعني الفضول إلى المشي على التربزين بظهري وأنا واقف وفعلا نفذت هذا واستمريت على هذا الوضع أكثر من ربع أو نصف ساعة لا اعلم لانى كنت مركز تركيز شديد فى ما افعله ومنبهر ومسرور بفرجة الطلبة عليه وتشجيعها لى وفجأة خرج أستاذ فاضل من حجرة المدرسين التى بالدور الثالث ولما رائني على هذا الوضع وكنت وقتها امشي على السور الحديد بظهري فأنتظر حتى وصلت إلى الحائط فطلب منى أن أمشى بوجهي مرة أخرى ونفذت وكنت مسرور جدا لانى أنفذ طلب مدرسى الغالي ولما انتهيت طلب منى أن أنزل لكى العب فى فريق فصلى وحرص على أن نغلب فصل ستة أول ونزلت من على التربزين الحديد وعندها قفز المدرس أربع دراجات السلم ومسك يدي ونزلنا إلى فناء المدرسة وضرب جرس الفسحة وتم عمل فسحة مخصوص لى وقام بجلدي فى وسط الطابور والمدرسة بكامل هيئتها من مدير المدرسة إلى المدرسين والعمال وجميع الطلبة وياريت الأمر انتهى إلى هذا بل طلعت مع فصلى الدور الثالث وظللت حصتان اجري فى الطرقة لانى قدماى تورمت من كثرة الضرب المبرح وكان المدرس الذى جلدنى فى أول الطرقة كلما وصلت إليه يضربنى لكى اجيرى ومدرس أخر فى أخر الطرقة يضربنى لكى استمر فى الجرى وكانت الطرقة بطول أربعة فصول يعنى 32 م واستمر هذا الحال طوال حصتان متتاليتان وذهبت إلى البيت بعد الانتهاء من اليوم الدراسى وقلت إلى أبى لأنه شاف مشيتي بتألم شديد فحكيت له قصة ضربى وجلدى فى المدرسة بدون أن احكي له ما فعلته اختلقت له حكاية ثانية غريبة من دماغى لكى أكون على حق أمام والدي وعندها قال أبى سوف اذهب معك غدا بإذن الله إلى المدرسة وسوف اشتكى هذا المدرس ولازم ينقل من هذه المدرسة ويأخذ جزاء كبير ولازم اجبره على أن يعتزر لك فى المدرسة أنا هعمل وأسوى فيه لازم أخليك تتفرج عليه فى الطابور غدا وذهبت فى اليوم الثانى إلى المدرسة وظللت أتحدث مع زملائى فيما سوف يفعله أبى فى الأستاذ ونقلة وحصوله على جزاء وكلى فخر بما سنفعله به اليوم امام جميع الطلبة وتم وقوفنا فى طابور الصباح وخرج أبى ومدير المدرسة إلى الطابور وكان المدرس يقف فى الطابور وتم النداء عليه وخرجت لكى أشاهد بنفسى ما سوف يتم عمله فى المدرس أمام عينى وكان القرار الذى نزل كالصاعقة وهو قرار أبى بجلدى فى طابور الصباح لأنه لم يكن موجود فى طابور الفسحة وعلى أن يقوم هذا المدرس بجلدى هو شخصيا ولا يتوقف إلا لما يأمر أبى شخصيا والجميع يتحايل عليه أن يتراجع عن هذا وهو رفض رفضا نهائيا وتم جلدى فى طابور الصباح أمام أبى وكمية ضرب أكثر بكثير مما تم فى الفسحة وتم جريى مثل الأمس فى الطرقة وعندما انصرفت من المدرسة وذهبت إلى البيت ظل أبى لا يكلمني أسبوع كامل ****
معلومة بسيطة المدرس الذى جلدني هو ابن عمتى يعنى درجة القرابة فى الأرياف رأسى برأسه *****
والدي رجل امى يقراء ولا يكتب وكان عنده كنز لا يقدر بمال جميع أمهات الكتب قرائها وخصوصا الدينية منها والتفاسير***
هذا هو التعليم الذى أنجب عباقرة المجتمع وهذه هى الأسرة التى تساند المدرسة لكى يتربى ويتعلم أبنائها فى أيد أمينه تهتم بمصلحة أبنائهم
السؤال الآن لهذه القصة
1؟ من المخطئ هنا الطالب أم المدرس؟
2: ما فعلة المدرس صح أم غلط:
3: ما فعله أبى صح أم غلط:
4: ماذا يحدث لو تم هذا فى هذا الزمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المدرسة اعمل بها الآن وهى أكبر شاهد على هذه الحكاية صحيح تم الهدم والبناء لكن مازلت اكبر شاهد على هذه القصة الحقيقية