|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#19
|
|||
|
|||
![]()
تمهيد :أنوي التبرع دونما تحديد لمن .. يأتي شاب يطلب دم يلزم لوالده في عملية قلب مفتوح بعد ثلاثة أيام فليس لديه من يكفي من المتبرعين (تسعة) . يرغب الشاب في دمي فهو الفصيلة المطلوبة ، على أن يكون طازجاً (يوم الجراحة) .
إن شاء الله . استطلع الأمر داخلي فلا أرى شيئاً . يلح الرجل و يؤكد الوقت بعد 3 أيام ، بينما أسأل المولى عمّـا ينبغي فعله . (ستتأجل الجراحة أكثر من مرة). شيء ما يثقلني الآن ، كيف تغيرني كلمة التزام غير واضحة المعالم تجاه انسان ! مـ(ن)ـا حولي سراب يتراءى لا أتأكد من وجوده . تحفظ أعصابي النبضات و الخطوات و كم الطاقة الذي تناوله الأيدي كي تأتي أفعالها كالمحفوظات التي اعتادتها فلا يفتقدني أحد و لا يتفقدني . يستدعي مخي ملفاً مميزاً فيجعل إليه مركز الوعي بينما الملفات السابقة مفتوحة في خلفية الإدراك . أجرد التسبيح من العدد و أمزجه بذكر اسم المولى ، أوراداً مزجتها فلها مذاق خاص عندي . أقربها تأثيراً : سبحان الله الحي القيوم يحيي موات نفسي و يحفظها . أطفىء حاسبك ذات فجأة ثم أعد تشغيله و انظر كيف يزعجه التعرف على مكونات ذاكرته مجدداً ... أطفئه قبل أن يتم عمله ذاك و شغله من جديد كل جزء من الثانية إن أدركت وجود زمان كهذا ! هكذا كان إدراكي .. يعتق الألم الأعصاب .. ينسج حكاية عن يداي قطعهما شيء و المكان و الطريقة ، يلقيها بسمعي فانصت . يتداخل النسج مع صوت نفسي فلا يتباينان . آسفة أشغلكم ثانية بما لا يخصكم ، لكنهم أكثروا لومي وسموني بالتخوف و القلق قلت لعل أحد ما يتفهم . أصب اسمه ذا الجلال و الإكرام في ملفات نظامي فيثبت الذهن فأتراءى كمن حولي (أمر يشغلني حد الأرق أن لا يلحظ أحدهم ضعفي ). تتحمل الأعصاب الخلل و العطب حتى يأذن المولى بتغييره في وقته. يتصل بي الذي يخطب ود دمي فيخبرني بتأجيل العملية عدة أيام ... يوم الجراحة : انتظر في بنك الدم . أكمل ورد ذكري حتى تطيب نفسي قليلاً ، أحد أنفع أدويتي حتى الآن. يعوض نقص إدراكي بل يزيد الوعي أضعافاً . أدرك ما حولي بشكل جديد أسرع من المألوف . يتحرك الإبن فيتحدث مع البشر و يستطلع التفاصيل و يتساءل عن الطبيب، يقترب مني ينوي شكري ، يخبره حالي أن يتركني و شأني فيفعل . لازالت أبواب الغيب مشرعة (لا تغلق أبداً) و احتمال التغيير وارد. أؤدي المطلوب ثم أتركهم مسرعة إلى حياتي . تغيض كل ذكرى لما حصل لا يبقى منها سوى ضعفي الذي تضاعف بخسارة ما لا يلزمني . لولا أنني أسجل بعض ما وقع لخطفه النسيان لأرض العدم . قلت أتأسى بحبيبي صلى الله عليه و سلم إذ جعل من كتاب أفعاله عرضاً حياً للعمل الصالح . ************************* |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|