اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #21  
قديم 27-07-2009, 11:25 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 18
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي التاريخ هو طريق الإنسانية إلى الله

استمعت إلى إحدى محاضرات القمني يعرض فكره و كتبه و يدافع عنها. يرى الرجل التاريخ الإسلامي تاريخ غزوات قادها المسلمون ليؤمنوا أقواتهم ، و أنهم قهروا ابن البلد الأصلي و تسلطوا عليه بالحكم و أخذوا خيراته . كان الرجل غاضباً من أن الفاتح المسلم لم يترك الأرض بعد أن يعلم أهلها بالإسلام و يعود إلى جزيرة العرب (لا أعلم قانوناً يمنع البشر من الهجرة بين البلاد و لعل أحدهم يصيب حظه في بلد آخر . و التاريخ الإنساني مليء بالمهاجرين و المغامرين من كل صنف و لون و لكل سبب و دافع بالذات في العصر الحديث حيث نتجت الحضارة الأمريكية المعاصرة نتبيجة الهجرة و الصراع على الموارد و الأرض و الوجود و الكيان.)
****************************
بينما أقلب أحد كتب العقاد وجدت مقالاً بعنوان (الإنسانية من ماضيها إلى مصيرها) سطرها عام 1955، بشكل ما أحدثت التوازن النفسي الذي أخل به القمني بداخلي .

إليكم طرفاً من حديث شائق :
ماضي الإنسانية مسافة شاسعة مترامية الأطراف سواء حسبناها بالأيام أو بالأماكن أو بالأنفس أو بالأوراق المكتوبة . لكنها على اتساعها قابلة للتلخيص في سطر إن كان لها معنى و وجهة منتظمة و هذه الوجهة تتلخص في فكرة كبيرة تعبر عنها كلمات معدودة.
هذه المحاولة هي التي حاولها عالم من أكبر علماء التاريخ في زماننا و هو الأستاذ أرنولد توينبي صاحب الكتاب المشهور (دراسة في التاريخ) .
بدأ تأليف الكتاب بعد الحرب العالمية الأولى و انتهى من تأليفه في ثلث قرن تقريباً . كتاب يقع في عشرة أجزاء و يشغل 7000 صفحة ، قام مؤلفه بالسياحة في مواطن الحضارات و الإقامة بها كي يتثبت مما كتب . مجهود جبار و علم واسع يؤهل صاحبه للحكم على دلالة التاريخ الإنساني من مبتدئه إلى عصره الحاضر و استخراج الوجهة المرتسمة من حوادث التاريخ و الفكرة التي تتجلى في الحضارات و الصراعات واحدة بعد الأخرى.
ترى ما الفكرة التي خرج بها هذا الأستاذ ؟
خلاصة هذا الرأي سطر واحد : (أن التاريخ هو طريق الإنسانية إلى الله .)
هذا هو الإجمال الذي شرحه المؤرخ في سبعة آلاف صفحة . و قرر أن تاريخ الأمم و الحضارات و العقائد و الأخلاق معناها هداية النفس الإنسانية لحرية الضمير برعاية الإله .
فكل أمة و كل حضارة و عقيدة تأتي لترفع في الطريق مصباحاً ينير ساحة الكون في العلم بحقائقه و حقيقة الحقائق مصدر الخلق و التدبير.
يقول المؤرخ أن الإنسان يبتكر الحرف و الصناعات لكنه لا يبتكر عقيدته الدينية لأنها تأتي فرض على شعوره و غير قابلة للبحث في جوانبها الكبرى التي لا يسعه سوى التسليم بها . لذلك تسخّـر العقيدة الإنسان و لا يستطيع أحد أن يسخّـر العقيدة لهواه .

يضرب لذلك مثالاً بعقيدة الإسلام . فالفرس الذين دخلوا الإسلام أرادوا تسخيره لإحياء القومية الفارسية فاستخدمتهم عقيدة الإسلام لنشرها و توطيد معارفها . أما المغول الذين جاءوا غازين لبلاد الإسلام فقد أسلموا ثم نشروا الإسلام و ذادوا عن حوزته .
و لا تندثر عقيدة إلا إذا جاءت عقيدة أقوى منها و أقدر على تسخير الأولى لنشرها . فليس أقوى من الإيمان على تسيير الإنسان والإرتقاء به على مدارج الحضارة .


رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:14 PM.