اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #14  
قديم 21-08-2009, 07:54 PM
الصورة الرمزية Mohamed_MA
Mohamed_MA Mohamed_MA غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,304
معدل تقييم المستوى: 20
Mohamed_MA is on a distinguished road
افتراضي

فى نفس الوقت .. طلب العجوز من يوسف أن يتوخى الحذر فى ظهوره .. بعدما نشرت صورته بالجرائد ..

يوسف ينظر الى الجريدة فى ذهول :
- الجريمة دى أنا برئ منها .. الراجل ده عمرى ما شفته ..
العجوز :- يمكن قتلته ..
يوسف :- لا .. أنا و الله برئ .. ثم هدأ و ضحك ساخرا :
- حتى القضية اللى هيتحكم عليا فيها .. تكون قضية تانية .. أنا هسافر .. و أسيب الجمل بما حمل ..
العجوز :- كلها أيام .. و جواز سفرك هيكون جاهز .. و تقدر تسافر .. و تعيش حياتك اللى أنت عاوزها .. حياة نضيفة ..

***


فى اليوم التالى فوجئت نور بمن يطرق بابها .. و حين فتحت
نور .. رأت أمامها فتاة ليست بغريبة الملامح فنظرت اليها :
- مين ؟
يارا :- أنا يارا .. أنتى مش فاكرانى ؟
نور :- يارا .. مش معقولة ..

بعدها أخبرتها بأنها الفتاة التى كان يقوم يوسف بحراستها .. و قد أخبرتها كم كان يوسف يحبها ..

نور :- و أنتى عرفتى عنوانى منين ؟
يارا :- أنتى نسيتى أنهم لقوا عربيتى هنا .. بعد ما يوسف أخدها و مرجعش ..
نور :- اه ..
يارا :- نور .. أنا جيت النهاردة عشان اتأكد .. يوسف كان قاتل فعلا .. و اللى مكتوب فى الجرايد ده صحيح ؟
صمتت نور ولم تجب ..
يارا :- أرجوكى .. جاوبينى ..
نور :- يوسف انسان كويس .. و القضية دى هو برئ منها .. بس .. ثم صمتت ..
يارا فى لهفة :
- بس أيه ؟!
نور :- للأسف .. ماضيه كله مصايب ..
يارا :- بس هو دلوقتى انسان كويس ..
نور :- اه .. انسان كويس ..
يارا :- نور .. أنتى متأكدة أنه برئ من القضية دى ؟
نور :- أيوة .. ده كان معايا وقتها ..
يارا :-هتشهدى بكدة ؟
نور فى دهشة :- أيه ؟!!
يارا :- أنا هقوّم له أكبر محامى .. و عاوزاكى تقدمى شهادتك .. يوسف أنقذ حياتى مرة .. أنا لازم أرد له جميله .. هتشهدى ؟
صمتت نور :
- أيوة .. أنا هقدم شهادتى ..


***


توالت الايام .. و قد حصل يوسف على جواز السفر الذى كان ينتظره .. و قد عزم على السفر الى الأسكندرية .. ليسافر الى ايطاليا فى اليوم التالى .. دون أن يفكر فى العودة مرة أخرى ..

العجوز و هو يودعه :
- معاك الجواز كأنه أصلى .. الباخرة هتسافر بكرة من مينا الأسكندرية ..
يوسف :- أنا مش عارف أشكرك ازاى .. أنت قدمت لى عمر اللى حد ما قدر يقدمه لى ..
العجوز :- الجواز ؟
ابتسم يوسف :- لا .. الراحة و الأمان ..
العجوز :- عرفت إن الباخرة هتسافر بكرة .. الساعة عشرة الصبح .. شفت الصدف .. فى ميعاد محاكمتك ..
يوسف فى حزن:
- اه .. فعلا صدفة .. أسافر من هنا .. و يتحكم عليا بالإعدام من هنا ..
العجوز :- سيبها لله يا بنى .. المهم أنك ترضى عن نفسك ..
يوسف يودعه :- أنا لأخر مرة بشكرك .. أنت فعلا كنت والدى ..


....


ودع يوسف العجوز .. و قد اتجه الى الأسكندرية .. بعدما غيّر بعض ملامحه من أجل التخفى .. و فى الطريق يتذكر تلك الأيام التى قضاها فى القاهرة .. و يتذكر نور .. و يعود ليتذكر نفسه حين أصابه تغيير بحياته .. ينظر الى معالم القاهرة .. و يبتسم .. و يودعها ..

تسير الحافلة .. و الذكريات تحيط به .. و كم كان يحب أن يظل بـ مصر حتى آخر حياته .. لكنه أجبر على مغادرتها .. حتى وصل الى الأسكندرية مع حلول الفجر .. و ظل ينتظر حتى موعد مغادرة الباخرة .. فى تمام الساعة العاشرة ..

***


بدأت الدقائق تمر كأنها ساعات .. و يوسف ينتظر مرور الوقت الذى يبدو له فى بطئه كالسلحفاة .. حتى وصلت الساعة الثامنة .. و قد جلس بجواره شاب صغير السن ..

الشاب :- أهلا ..
يوسف :- أهلا ..
الشاب :- أنت حضرتك مسافر ايطاليا على الباخرة ..
يوسف :- أيوة ..
الشاب :- اسمك أيه ..
يوسف :- ليه ؟
الشاب :- أنا عاوز اتعرف على حضرتك .. طالما هنسافر سوا ..
يوسف :- لما نسافر على المركب .. هنتعرف ..

بعدها أخرج ذلك الشاب حاسبه الشخصى .. و قام بتشغيله .. و نظر الى يوسف :
- تعرف اللاب توب ده .. فيه انترنت لا سلكى متوصل بالقمر الصناعى .. حاجة تساعدنى أضيع ملل الرحلة ..
يوسف :- اه ..
الشاب :- لو سمحت .. خليه معاك هروح الكافيتريا .. و ارجع حالا ..


....


أخذ يوسف الحاسب الشخصى لهذا الشاب .. و لا يعلم ماذا يفعل به .. حتى أراد أن يفتح البريد الالكترونى الخاص بـ حسام كنوع من الفضول لا أكثر .. كى يطمئن عليه بعدما انقطعت أخباره .. و خاصة و أنه يعلم كلمة المرور الخاص بهذا البريد الالكترونى .. و قد فتحه حتى أصيب بالصدمة ..


وجد يوسف رسالة أرسلت الى حسام مكتوب فيها :


مطلوب قتل صاحبة الصورة .. قبل دخولها للشهادة فى المحكمة
الموعد : العاشرة صباحا ... محاكمة قضية يوسف البحيرى


ثم وجد صورة نور تظهر أمامه ..
يوسف فى صدمة :
- أيه !!! حسام !! نور !! دى لعبة و لا أيه ؟
عاد لنفسه مرة ثانية :
- لا .. نور سابت الشرطة .. أكيد مش لعبة .. لا .. نور .. لا ..


أسرع يوسف يحاول الاتصال بـ نور .. لكنه يجد هاتفها غير متاح .. و يحاول مرة أخرى :
- أرجوكى يا نور .. أرجوكى ردى .. و لكن دون جدوى ..


ترك يوسف كل شئ .. و أسرع الى خارج الميناء .. و قد وجد سيارة تقف .. و بها شاب فجذبه خارج السيارة .. و استقل السيارة مسرعا .. و يحاول مرة أخرى الاتصال بـ نور .. و لكن ما زال هاتفها غير متاح .. و يحاول الاتصال بـ حسام .. و لكن لا يرد هو الآخر .. و يسير بالسيارة فى سرعة جنونية .. و تنطق شفتاه :

- يارب .. يارب ..

و السيارة تنطلق .. و تزداد سرعتها .. و نور تتأهب للذهاب الى دار القضاء كى تدلى بشهادتها .. و أن يوسف برئ من تلك الجريمة .. و أنها كانت معها فى ذلك الوقت فى إحدى المطاعم .. و قد أحضرت معها عددا ممن يعملون بالمطعم .. لتأكيد شهادتها ..

تسير السيارة .. و يوسف يتوسل الى ربه .. و نور تتجه للذهاب الى دار القضاء .. و حسام ينتظر فى المبنى المقابل للمحكمة و بيده سلاحه النارى ..


....


اقترب يوسف .. و وصل الى القاهرة .. و ينظر الى ساعته و الوقت يمر كالريح .. و قد اقترب من دار القضاء .. ففوجئ بزحام شديد يعوق السيارة التى يستقلها عن الحركة .. فغادرها و أسرع يجرى و يحدث نفسه :

- أرجوك يا حسام .. لا بلاش نور .. و يجرى .. حتى وصل بالقرب من دار القضاء .. و قد وجد نور تقترب من الدخول فأسرع اليها .. و حسام يستعد للتصويب .. و قد اقترب منها يوسف .. و قد رأته نور :
- يوسف ..
حتى أطلق حسام الرصاص بمدفع الآلى ليخترق الرصاص جسد يوسف .. و جسد نور ..
صرخت نور :- يوسف ..
يوسف مبتسما كعادته .. و دماؤه تسيل :
- المرة دى جيت أنقذك بجد ..
ثم يبتلع ريقه :
- كنت هكون أول واحد ينقذك فعلا .. بس للأسف فشلت .. أنا كدة أول مرة اتأكد .. إن كاسانو مات ..
نور و دماها تنزف بغزارة :
- أنا حبيتك يا يوسف .. و جيت النهاردة عشان براءتك ..
يوسف يلفظ أنفاسه :
- لأول مرة أكون مستريح .. ثم فارق الحياة ..

بعدها بلحظات فارقت نور هى الأخرى الحياة .. و رأسها على صدر يوسف .. و دمائهما تسيل فى مجرى واحد وسط دموع كل من رآهما و صرخات يارا ..

أما حسام فقد ظل واقفا يشاهد جريمته فى هدوء .. حتى ابتسم :

- مين اللى قال إن كاسانو مات ؟!


تمت بحمد الله
__________________


رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:33 PM.