|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#14
|
||||
|
||||
![]()
فى نفس الوقت .. طلب العجوز من يوسف أن يتوخى الحذر فى ظهوره .. بعدما نشرت صورته بالجرائد ..
يوسف ينظر الى الجريدة فى ذهول : - الجريمة دى أنا برئ منها .. الراجل ده عمرى ما شفته .. العجوز :- يمكن قتلته .. يوسف :- لا .. أنا و الله برئ .. ثم هدأ و ضحك ساخرا : - حتى القضية اللى هيتحكم عليا فيها .. تكون قضية تانية .. أنا هسافر .. و أسيب الجمل بما حمل .. العجوز :- كلها أيام .. و جواز سفرك هيكون جاهز .. و تقدر تسافر .. و تعيش حياتك اللى أنت عاوزها .. حياة نضيفة .. *** فى اليوم التالى فوجئت نور بمن يطرق بابها .. و حين فتحت نور .. رأت أمامها فتاة ليست بغريبة الملامح فنظرت اليها : - مين ؟ يارا :- أنا يارا .. أنتى مش فاكرانى ؟ نور :- يارا .. مش معقولة .. بعدها أخبرتها بأنها الفتاة التى كان يقوم يوسف بحراستها .. و قد أخبرتها كم كان يوسف يحبها .. نور :- و أنتى عرفتى عنوانى منين ؟ يارا :- أنتى نسيتى أنهم لقوا عربيتى هنا .. بعد ما يوسف أخدها و مرجعش .. نور :- اه .. يارا :- نور .. أنا جيت النهاردة عشان اتأكد .. يوسف كان قاتل فعلا .. و اللى مكتوب فى الجرايد ده صحيح ؟ صمتت نور ولم تجب .. يارا :- أرجوكى .. جاوبينى .. نور :- يوسف انسان كويس .. و القضية دى هو برئ منها .. بس .. ثم صمتت .. يارا فى لهفة : - بس أيه ؟! نور :- للأسف .. ماضيه كله مصايب .. يارا :- بس هو دلوقتى انسان كويس .. نور :- اه .. انسان كويس .. يارا :- نور .. أنتى متأكدة أنه برئ من القضية دى ؟ نور :- أيوة .. ده كان معايا وقتها .. يارا :-هتشهدى بكدة ؟ نور فى دهشة :- أيه ؟!! يارا :- أنا هقوّم له أكبر محامى .. و عاوزاكى تقدمى شهادتك .. يوسف أنقذ حياتى مرة .. أنا لازم أرد له جميله .. هتشهدى ؟ صمتت نور : - أيوة .. أنا هقدم شهادتى .. *** توالت الايام .. و قد حصل يوسف على جواز السفر الذى كان ينتظره .. و قد عزم على السفر الى الأسكندرية .. ليسافر الى ايطاليا فى اليوم التالى .. دون أن يفكر فى العودة مرة أخرى .. العجوز و هو يودعه : - معاك الجواز كأنه أصلى .. الباخرة هتسافر بكرة من مينا الأسكندرية .. يوسف :- أنا مش عارف أشكرك ازاى .. أنت قدمت لى عمر اللى حد ما قدر يقدمه لى .. العجوز :- الجواز ؟ ابتسم يوسف :- لا .. الراحة و الأمان .. العجوز :- عرفت إن الباخرة هتسافر بكرة .. الساعة عشرة الصبح .. شفت الصدف .. فى ميعاد محاكمتك .. يوسف فى حزن: - اه .. فعلا صدفة .. أسافر من هنا .. و يتحكم عليا بالإعدام من هنا .. العجوز :- سيبها لله يا بنى .. المهم أنك ترضى عن نفسك .. يوسف يودعه :- أنا لأخر مرة بشكرك .. أنت فعلا كنت والدى .. .... ودع يوسف العجوز .. و قد اتجه الى الأسكندرية .. بعدما غيّر بعض ملامحه من أجل التخفى .. و فى الطريق يتذكر تلك الأيام التى قضاها فى القاهرة .. و يتذكر نور .. و يعود ليتذكر نفسه حين أصابه تغيير بحياته .. ينظر الى معالم القاهرة .. و يبتسم .. و يودعها .. تسير الحافلة .. و الذكريات تحيط به .. و كم كان يحب أن يظل بـ مصر حتى آخر حياته .. لكنه أجبر على مغادرتها .. حتى وصل الى الأسكندرية مع حلول الفجر .. و ظل ينتظر حتى موعد مغادرة الباخرة .. فى تمام الساعة العاشرة .. *** بدأت الدقائق تمر كأنها ساعات .. و يوسف ينتظر مرور الوقت الذى يبدو له فى بطئه كالسلحفاة .. حتى وصلت الساعة الثامنة .. و قد جلس بجواره شاب صغير السن .. الشاب :- أهلا .. يوسف :- أهلا .. الشاب :- أنت حضرتك مسافر ايطاليا على الباخرة .. يوسف :- أيوة .. الشاب :- اسمك أيه .. يوسف :- ليه ؟ الشاب :- أنا عاوز اتعرف على حضرتك .. طالما هنسافر سوا .. يوسف :- لما نسافر على المركب .. هنتعرف .. بعدها أخرج ذلك الشاب حاسبه الشخصى .. و قام بتشغيله .. و نظر الى يوسف : - تعرف اللاب توب ده .. فيه انترنت لا سلكى متوصل بالقمر الصناعى .. حاجة تساعدنى أضيع ملل الرحلة .. يوسف :- اه .. الشاب :- لو سمحت .. خليه معاك هروح الكافيتريا .. و ارجع حالا .. .... أخذ يوسف الحاسب الشخصى لهذا الشاب .. و لا يعلم ماذا يفعل به .. حتى أراد أن يفتح البريد الالكترونى الخاص بـ حسام كنوع من الفضول لا أكثر .. كى يطمئن عليه بعدما انقطعت أخباره .. و خاصة و أنه يعلم كلمة المرور الخاص بهذا البريد الالكترونى .. و قد فتحه حتى أصيب بالصدمة .. وجد يوسف رسالة أرسلت الى حسام مكتوب فيها : مطلوب قتل صاحبة الصورة .. قبل دخولها للشهادة فى المحكمة الموعد : العاشرة صباحا ... محاكمة قضية يوسف البحيرى ثم وجد صورة نور تظهر أمامه .. يوسف فى صدمة : - أيه !!! حسام !! نور !! دى لعبة و لا أيه ؟ عاد لنفسه مرة ثانية : - لا .. نور سابت الشرطة .. أكيد مش لعبة .. لا .. نور .. لا .. أسرع يوسف يحاول الاتصال بـ نور .. لكنه يجد هاتفها غير متاح .. و يحاول مرة أخرى : - أرجوكى يا نور .. أرجوكى ردى .. و لكن دون جدوى .. ترك يوسف كل شئ .. و أسرع الى خارج الميناء .. و قد وجد سيارة تقف .. و بها شاب فجذبه خارج السيارة .. و استقل السيارة مسرعا .. و يحاول مرة أخرى الاتصال بـ نور .. و لكن ما زال هاتفها غير متاح .. و يحاول الاتصال بـ حسام .. و لكن لا يرد هو الآخر .. و يسير بالسيارة فى سرعة جنونية .. و تنطق شفتاه : - يارب .. يارب .. و السيارة تنطلق .. و تزداد سرعتها .. و نور تتأهب للذهاب الى دار القضاء كى تدلى بشهادتها .. و أن يوسف برئ من تلك الجريمة .. و أنها كانت معها فى ذلك الوقت فى إحدى المطاعم .. و قد أحضرت معها عددا ممن يعملون بالمطعم .. لتأكيد شهادتها .. تسير السيارة .. و يوسف يتوسل الى ربه .. و نور تتجه للذهاب الى دار القضاء .. و حسام ينتظر فى المبنى المقابل للمحكمة و بيده سلاحه النارى .. .... اقترب يوسف .. و وصل الى القاهرة .. و ينظر الى ساعته و الوقت يمر كالريح .. و قد اقترب من دار القضاء .. ففوجئ بزحام شديد يعوق السيارة التى يستقلها عن الحركة .. فغادرها و أسرع يجرى و يحدث نفسه : - أرجوك يا حسام .. لا بلاش نور .. و يجرى .. حتى وصل بالقرب من دار القضاء .. و قد وجد نور تقترب من الدخول فأسرع اليها .. و حسام يستعد للتصويب .. و قد اقترب منها يوسف .. و قد رأته نور : - يوسف .. حتى أطلق حسام الرصاص بمدفع الآلى ليخترق الرصاص جسد يوسف .. و جسد نور .. صرخت نور :- يوسف .. يوسف مبتسما كعادته .. و دماؤه تسيل : - المرة دى جيت أنقذك بجد .. ثم يبتلع ريقه : - كنت هكون أول واحد ينقذك فعلا .. بس للأسف فشلت .. أنا كدة أول مرة اتأكد .. إن كاسانو مات .. نور و دماها تنزف بغزارة : - أنا حبيتك يا يوسف .. و جيت النهاردة عشان براءتك .. يوسف يلفظ أنفاسه : - لأول مرة أكون مستريح .. ثم فارق الحياة .. بعدها بلحظات فارقت نور هى الأخرى الحياة .. و رأسها على صدر يوسف .. و دمائهما تسيل فى مجرى واحد وسط دموع كل من رآهما و صرخات يارا .. أما حسام فقد ظل واقفا يشاهد جريمته فى هدوء .. حتى ابتسم : - مين اللى قال إن كاسانو مات ؟! تمت بحمد الله
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|