|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#10
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
و لما انطلق أخوة يوسف ( انتهى أمرهم إلى أن ألقوه فى الجب ثم ( جاءوا أباهم عشاءً يبكون ) ( 2) حتى لا ينكشف تأمرهم على أخيهم زوروا له فى الكلام ليقنعوه 0 و حتى يؤكدون لأبيهم زوراً ( و جاءوا على قميصه بدم كذب )( 3) و لكن يعقوب لم يخف عليه شأنهم 0 فأخذ القميص و لما لم يجد به تمزيقاً – قال لهم متهكماً – ما أحلم هذا الذئب الذى افترس ولدى و لم يمزق عليه قميصه و لم يعمل فى قميصه نابا و لا ظفرا و قال لهم ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل – و الله المستعان على ما تصفون ) بعد أن ترك يوسف فى الجب ( البئر ) و كانت قليلة الماء 0 جاءت سيارة ( قافلة ) فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه فى الجب فتعلق به يوسف 0 فلما نزع الدلو يحسبها قد امتلأت ماء فإذا غلام وسيم تعلق بها فاستبشر الرجل و قال ( يا بشرى هذا غلام )( 4) و أسروه بضاعة حتى وردوا إلى مصر – و باعوه بثمن بخس و كانوا فيه من الزاهدين – بيع يوسف لرئيس الشرطة فى مصر و اسمه ( قوطيفار ) و لم يعين البلد الذى كان عاصمة للملك فى ذلك الحين و الأقرب انه مدينة ( صان ) ببلاد الشرقية قرب بحيرة المنزلة ( 5) و كان ملك مصر من العمالقة الذين وردوا مصر قبل نزول إبراهيم و هم ( الهكسوس ) و قد دخلوا مصر ما بين الأسرة الرابعة عشرة و الثامنة عشرة 0 إلى أن طردهم أحمس الأول و لما استقر يوسف عند سيده ألقى الله تعالى على سيده محبته – فقال لأمراته ( أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) ( 6) و كان يوسف أثيرا لديه فجعله صاحب أمره و نهيه – و الرئيس على خدمه و المتصرف فى بيته بحيث لم يكن لأحد ممن فى الدار كلمة أعلى من كلمة يوسف سوى كلمة سيده و سيدته و قد تولى الله تعالى يوسف بالهداية و التربية و التوفيق و علمه من لدنه علماً عظيماً و يقال إن اسم هذا الملك الريان ابن الوليد بن ثروان بن أراثه بن قارأن بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام ( 7) ويروى أن هذا الملك ما مات حتى آمن بيوسف و تبعه على دينه ثم مات و يوسف حى 0 ثم ملك من بعده ملك لم يؤمن بيوسف وكان كافرا 0 ـــــــــــــــ 1- قصص الأنبياء – عبد الوهاب النجار 2- سورة يوسف آية 16 3- سورة يوسف أية 18 4- سورة يوسف أية 19 5- نفس المصدر 6- سورة يوسف آية 21 7 - قصص الأنبياء عبد الوهاب النجار و لما تم ليوسف فى الأرض ثلاثون سنة استوذره فرعون مصر و جعله على خزائنه فذلك قوله تعالى ( و كذلك مكنا ليوسف فى الأرض و لنعلمه من تأويل الأحاديث )( 1) فلما أتى العزيز بيوسف إلى منزله و قال لآمراته : أكرمى مثواه فتأملته امرأة العزيز و رأت حسنه و جماله وقع حبه فى قلبها – حيث أعطاه الله تعالى شطر الحسن – و عشقته – فراودته – اى طلبت منه متابعتها على هواها (2) و ذلك قوله تعالى ( و راودته التى هو فى بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب و قالت هيت لك ) ( 3) أى هلم – تدعوه إلى نفسها – فقال يوسف عند ذلك ( معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى )( 4) يعنى زوجك قطفير – سيدى – إنه أحسن مثواى انه لا يفلح الظالمون 0 قال الله تعالى ( و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه ) ( 5) ومعنى الهم بالشئ ما حدث المرء به نفسه – و لم يفعل ذلك – و قال قتادة رأى صورة يعقوب فقال به يعقوب : يا يوسف أتعمل عمل الشفهاء و أنت مكتوب فى ديوان الأنبياء ( 6) قال تعالى ( و استبقا الباب ) ( 7 ) يعنى تبادر يوسف و امرأة العزيز إلى الباب أما يوسف ففرارا من ركوب الفاحشة – و أما المرأة فطلبا ليوسف – فأدركته فتعلقت بقيمصه من خلفه فجذبته إليها مانعه إياه من الخروج فقدت قميصه اى شقته من دبر – اى من خلف – فلما خرجا ألفيا سيدها لدى الباب – أى وجدا زوجها ( قطفير ) عند الباب جالسا مع ابن عم للمرأة 0 فلما رأته هابته و قالت ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا )( 8 ) يعنى الزنا ( إلا أن يسجن أو عذاب أليم )( 9 ) يعنى الضرب بالسياط – فقال يوسف : بل هى روادتنى عن نفسي فأبيت و فررت منها 000 فادركتنى و شقت قميصى 00 و شهد شاهد من أهلها 00 اختلف فى هذا الشاهد قال سعيد بن جبير و الضحاك – كان صبيا أنطقه الله فى المهد – يدل عليه حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تكلم أربعة فى المهد و هم صغار 00 ابن ماشطة بنت فرعون – و شاهد يوسف و صاحب جريج الراهب و عيسي بن مريم ( 10) و قال الشاهد ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين و إن كان قميصه قد من دبر فكذبت و هو من الصادقين 0 فلما رأى قميصه قد من دبر عرف خيانة امرأته و براءة يوسف عليه السلام فقال ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )( 11 ) ثم اقبل على يوسف فقال : يا يوسف اعرض عن هذا الحديث لا تذكره لأحد ثم قال لأمراته ( و استغفرى لذنبك انك كنت من الخاطئين )( 12) أى من المذنبين حين راودت شابا عن نفسه و خنت زوجك فلما استعصم كذبت عليه 0 ــــــــ 1- سورة يوسف آية 21 2- قصص الأنبياء : النيسابورى 3- سورة يوسف آية 23 4- سورة يوسف آية 23 5- سورة يوسف آية 24 6- نفس المصدر 7- سورة يوسف آية 25 8- سورة يوسف آية 26 9 – سورة يوسف آية 25 10 -قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار 11-سورة يوسف آية 28 12- سورة يوسف آية 29 و شاع أمر يوسف و امرأة العزيز ( قيل اسمها راعيل و قيل زليخا ) و تحدث الناس بذلك ( و قال نسوة فى المدينة )( 1) و هى امرأة الساقي و امرأة الخباز و امرأة صاحب الدولة و امرأة صاحب السجن و أمراه الحاجب ( امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا ) ( 2) أى دخل الحب فى شغاف قلبها ( إنا لنراها فى ضلال مبين ) أى خطأ بين حيث تراود عبدها عن نفسه ( 3) ( فلما سمعت بمكرهن ) ( 4) أى بقولهن أعدت لهن مجلساً و أعدت مائدة و دعت أربعين امرأة منهن هؤلاء اللواتى عيرنها و هيئت طعاما ( و أتت كل واحدة منهن سكينا )( 5 ) فخرج عليهن يوسف فلما رأينه أكبرنه و هالهن " أمره و بهتن و قطعن أيدهن من فرط دهشتهن و فتونهن 0 فما أحسسن إلا بالدم و لم يجدن من جز الايدى ألما لشغل يوسف عليه السلام 0 و قلن حاشى لله – اى معاذ الله ( ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )( 6 ) فقالت راعيل عند ذلك للنسوة ( فذلك الذى لمتنى فيه )( 7 ) اى فى حبه و شغفى به ثم إنها أبدت لهن الميل الذى عنوها فقالت ( و لقد راودته عن نفسه فاستعصم ) ( 8 ) أى امتنع 00 و قالت ( و لئن لم يفعل ما أمره به ليسجنن و ليكونا من الصاغرين )( 9 ) فاختار يوسف السجن على المراودة – وقال ( رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه ) (10) و لما سجن يوسف دخل معه السجن فتيان – و هما / غلامان – أحدهما خباز الملك و الآخر ساقى الملك 0 و كان قد اشتركا فى مؤامرة ضد ملك مصر 0 ووجد الفتيان السجينان فى وجه يوسف الصدق و الطهارة و التقوى 0 فأتاه صاحب شراب الملك و اخبره انه رأى فى منامه أنه يعصر فى كأس الملك الخمر 0 يتناول العنقود من العنب و يعصره فى كأس الملك 0 و جاء الخباز و قال له : إنى رأيت فوق رأسي طبقاً من الخبز و الطير تأكل من ذلك الخبز – و طلبا إليه أن ينبئ كل واحد منهما بتأويل ما رأى فى منامه 0 انتهز يوسف هذه الفرصة ليعلن لهم دينه و يدعوهم إليه 0 و قام فيم خطيباً ينبئهم بمقدرته على تأويل الرؤيا 0 و إنهما لا يأتيهما طعام إلا نبأهما بتأويله قبل أن يأتيهما و أن ذلك مما علمه الله تعالى إياه بتركه ملة الأقوام الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر 0 و اتبع ملة آبائه إبراهيم و اسحق و يعقوب ( 11) و ذلك كله من فضل الله عليه و على ذويه و على الناس 0 و ذكر لهم الخطأ الجسيم فى عبادة أوثان متعددة 0 و ترك عبادة الله الواحد 0 و حثهم على عبادة الله وحده و لا يجوز للإنسان أن يشرك بالله شئ و أن هذا هو الدين القيم 0 ثم قال لهما ( يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمراً ) ( 12 ) ( أى سيده ) و أما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه 0 قضى الأمر الذى فيه تستفيان) ( 13 ) – ـــــــــ 1- سورة يوسف آية 30 2- سورة يوسف آية 30 3- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار 4- سورة يوسف آية 31 5- سورة يوسف آية 31 6- سورة يوسف آية 31 7- سورة يوسف آية 32 8- سورة يوسف آية 32 9- سورة يوسف آية 32 10- قصص الأنبياء : عبد الوهاب النجار 11- قصص الأنبياء : عبد الوهاب المجار 12- سورة يوسف آية 41 13 – سورة يوسف آية 41
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|