|
#1
|
||||
|
||||
![]() إفنَاء الأحيَاء المَبحَث الأول النفخ في الصّور هذا الكون العجيب الغريب الذي نعيش فيه ، يعجُّ بالحياة والأحياء الذين نشاهدهم والذين لا نشاهدهم ، وهم فيه في حركة دائبة لا تهدأ ولا تتوقف ، وسيبقى حاله كذلك إلى أن يأتي اليوم الذي يُهلك الله فيه جميع الأحياء إلا من يشاء ، ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) [الرحمن : 26] ،( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [القصص : 88 ]. وعندما يأتي ذلك اليوم ينفخ في الصور ، فتُنهي هذه النفخة الحياةَ في الأرض والسماء ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ )[ الزمر : 68 ] . وهي نفخة هائلة مدمرة ، يسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء ، ولا يقدر على العودة إلى أهله وخلانه ( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ - فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) [ يس : 49-50 ] . وفي الحديث : " ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ، ورفع ليتاً (1) ، قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله. قال : فيصعق ويصعق الناس " (2) . وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن سرعة هلاك العباد حين تقوم الساعة ، فقال : " ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما ، فلا يتبايعانه ، ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة ، وهو يليط حوضه ، فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " (3) . -------------------------------- (1) أصغى : أمال : والليت : صفحة العنق . (2) صحيح مسلم ، كتاب الفتن : باب خروج الدجال: (4/2295) ورقمه : 2940 . (3) صحيح البخاري ، كتاب الفتن ، رقم (7120) ، فتح الباري : (13/82) عن أبي هريرة . ورواه في كتاب الرقاق ، فتح الباري : (11/352) . |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|