اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2010, 02:46 PM
prof/ Ahmed Gouda prof/ Ahmed Gouda غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 129
معدل تقييم المستوى: 17
prof/ Ahmed Gouda is on a distinguished road
افتراضي

أولا : أنت حرفت كلامى وهو أنى قلت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد جوده مشاهدة المشاركة



دعنا نتفق حتى نكون محايدين ان تخرج من عباءة السلفيين


لاحظ أنا قلت السلفيين وليس السلفيه وهناك فرق فى المعنى وفى الجوهر


ثانياً : بخصوص النقطة الأولى ( البنا والتصوف )

اتهام الشيخ البنا بالصوفية، كلمة سمعناها من الكثير يرددها دون معرفه ما هو التصوف، ومن هم المتصوفة،فإذا سألت أحد أجابك بغير تردد فئة ضالة مضلة كافرة،
هكذا وفي جملة واحدة اختصر القضية، وأتى بالحكم بدون حيثيات ولا بينات ولا شهود، ثم انبرى ينسبها إلى آل من يريد،
بسبب وبدون سبب، اعتمادا على ورود حتى اسمها مجردا على لسان من يتهمون
.


ما معنى التصوف وبإختصار :

أقوال العلماء الراسخين في العلم، مثل الإمام ابن تيمية، والإمام الشاطبي - رضي الله عنهما - صاحب كتاب ( الاعتصام) ذلك الكتاب الذي يعتبر المرجع المبرز في بيان البدع والمبتدعة في الدين، فقال - رضي الله عنه - في الاعتصام - الجزء الأول، ص 89- 91 طبعة المعرفة
(“ الوجه الرابع” من النقل ما جاء في ذم البدع وأهلها عن الصوفية المشهورين عند الناس. وإنما
خصصنا هذا الموضوع بالذكر، وإن كان فيما تقدم من النقل كاية لأن كيرا من الجهال يعتقدون فيهم أنهم متساهلون في الاتباع، وأن اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به، فأول شئ بنوا عليه طريقتهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها حتى زعم مذكرهم، وحافظ مأخذهم،وعمود نحلتهم، ( أبو القاسم القشيري) أنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع ؟ فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم” لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة، إذ لا فضيلة فوقها، ثم سمي من يليهم التابعين، ورأوا هذا الاسم أشرف الأسماء، ثم قيل لمن بعدهم أتباع التابعين. ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن له شدة عناية في الدين: الزهاد العباد.
قال: ثم ظهرت البدع، وادعى كل فريق أن فيهم زهادا وعبادا فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله، الحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف، هذا معنى كلامه، فقد عد هذا اللقب مخصوصا باتباع السنة ومباينة البدعة،
وفي ذلك ما يدل على خلاف ما يعتقده البعض ومن لا عبرة به من المدعين للعلم.

وأنه إنما داخلتها المفاسد وتطرقت إليها البدع من جهة قوم تأخرت أزمانهم
عن عهد ذلك السلف الصالح، وادعوا الدخول فيها من غير سلوك شرعي، ولا فهم لمقاصد أهلها، وتقولوا عليهم ما لم يقولوا به ؟ حتى صارت في هذا الزمان الأخير كنها شريعة أخرى غير ما أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأعظم من ذلك يتساهلون في اتباع السنة، ويرون اختراع العبادات طريقا للتعبد صحيحا، وطريقة القوم بريئة من هذا الخباط
وقال لرجل أوصاه: (ليكن اثر الأشياء عندك وأحبها إليك أحكام ما افترض الله عليك، واتقاء ما نهاك عنه، فإن ما تعبدك الله به خير لك مما تختاره لنفسك من أعمال البر التي تجب عليك، وأنت ترى أنها أبلغ لك فيما تريد، وآذلك يؤدب نفسه بالفقر والتقلل وما أشبه ذلك، وإنما للعبد أن يراعي أبدا ما وجب عليه من فرض يحكمه على تمام حدوده، وينظر إلى ما نهئ عنه فيتقيه على أحكام ما ينبغي، فإن الذي قطع العباد عن ربهم، وقطعهم عن أن يذوقوا حلاوة الإيمان وأن يبلغوا حقائق الصدق، وحجب قلوبهم عن النظر إلى الآخرة ؟ تهاونهم بأحكام ما فرض عليهم في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وألسنتهم
وأيديهم وأرجلهم وبطونهم وفروجهم، ولو وقفوا على هذه الأشياء وأحكموها لأدخل عليهم البر إدخالا تعجز أبدانهم وقلوبهم عن حمل ما رزقهم الله من حسن معونته، وفوائد آرامته، ولكن أكثر القراء والنساك حقروا محقرات الذنوب،
وتهاونوا بالقليل مما هم فيه من العيوب، فحرموا ثواب لذة الصادقين في العاجل).
هذا قليل من كير نقله الإمام أبو إسحاق الشاطبي في عشر صفحات من سفره العظيم، وقال -رحمه الله -: وكلامهم في هذاالباب يطول، وقد نقلمنه جملة من أحاديث مشايخهم تربو على اثنين وأربعين شيخا، جميعهم يرون الابتداع ضلالا،

ويأمر بالاستمساك بالكتاب والسنة، وانما الذي خرج عن هذا الأصل جماعة ضالة من المتأخرين انتسبوا إلى التصوف
.(98 - زورا وحالهم معروف لا يخفي على أحد ( انظر في ذلك”الاعتصام” للشاطبي ص 89



التصوف في رأي ابن تيمية
يتكلم الإمام ابن تيمية على التصوف كلام العلماء الأثبات الذين يضعون الأمور في نصابها، ولا يزيفون التاريخ، أو يقعون في أعراض الناس ويتهمونهم بغير حق دون خشية من الله، ولا احترام للعلم، أو مراعاة للتعاليم الإسلامية.
وأول ما يتكلم ابن تيمية -رحمه الله -تكلم عن اسم التصوف، فيقول: عرف أن منشأ التصوف كان في البصرة، وأنه كان فيها من يسلك طريق العبادة والزهد مما له فيه اجتهاد، كما كان في الكوفة من يسلك طريق الفقه والعلم وله فيه اجتهاد، وهؤلاء الصوفية نسبوا إلى لبس الصوف، فقيل في أحدهم:”صوفي” وليس طريقهم مقيدا بلباس الصوف، ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به، ولكن أضيفوا إليه لكونه ظاهر الحال.
ثم يقول رحمه الله: ( وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد - وعبد الواحد من أصحاب الحسن -وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك، ما لم يكن في سائر أهل الأمصار، ولهذا كن يقال: فقه كوفي، وعبادة بصرية).
عبادة الصوفية وما يتبعها من مواجد:
ثم يتطرق الإمام ابن تيمية إلى أصول هؤلاء في مواجدهم وكثرة خوفهم من الله، ويجين رأيه ورأي العلماء في ذلك:
فأولا: يورد الأحوال التي كانت تقع منهم، ثم يبين المنكرين لها وحججهم، ثم يبين المجيزين لها وهم جمهور العلماء، وهو
موافق لهم، ثم يبين أسباب ذلك وأدلته ويرد على المنكرين، فيقول في بيان الأحوال: ويحكي عن عباد أهل البصرة، مثل
حكاية من مات أو غشي عليه في سماع القرآن، ونحوه، كقصة زرارة بن أوفي قاضي البصرة، فإنه قرأ في صلاة الفجر:”فإذا نقر في الناقور" يخر ميتا، وكقصة أبي جهير الأعمى الذي قرأ عليه صالح المري فمات، وكذلك غيره ممن روي أنهم ماتوا باستماع قراءته، وكان فيهم طوائف يصعقون عند سماع القرآن، ولم يكن في الصحابة من هذا حاله.
من أنكر ذلك”
ثم يقول -رحمه الله -: وممن أنكر ذلك أسماء بنت أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن سيرين، وقالوا: إنه تكلف وتصنع، ومنهم من قال: إن ذلك مخالف لما كان عليه الصحابة.
من أجاز ذلك:
ثم يقول ابن تيمية: ( والذي عليه جمهور العلماء، أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه، وان كان حال الثابت أكمل منه، ولهذا لما سئل الإمام أحمد- رضوان الله عليه - عن هذا، قال: قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغشي عليه، ولو قدر أحد أن يدفع عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه، ونحو هذا، وقد نقل عن الإمام الشافعي أنه أصابه ذلك، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة، وبالجملة فهذا كثير ممن لا يستراب في صدقه. لكن الأحوال التي
كانت في الصحابة هي المذكورة في القرآن، وجل القلوب، ودموع العين، واقشعرار الجلود، كما قال تعالى:"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون"(الأنفال 20)

وقال تعالى: “إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكياً” (مريم: 58)







يتبع

  #2  
قديم 08-02-2010, 03:00 PM
prof/ Ahmed Gouda prof/ Ahmed Gouda غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 129
معدل تقييم المستوى: 17
prof/ Ahmed Gouda is on a distinguished road
افتراضي

ثم يقول: وحال المؤمن التقي الذي فيه ضعف عن حمل ما يرد على قلبه، فهذا هو الذي يصعق صعق الموت، أو صعق
غشي، فإن ذلك إنما يكون لقوة الورود، وضعف القلب عن حمله، وقد يوجد مثل هذا في من يفرح أو يخاف أو يحزن يرو
يحب في أمور الدنيا بل قد يقتله ذلك أو يذهب بعقله.
فإذا كان ذلك منه بدون تفريط، لم يكن فيه ذنب فيما أصابه، ولا وجه للريبة. وكان صاحبها-إذا كان العمل مشروعا-محمودا على ما فعل من الخير، وما ناله من الإيمان، معذورا فيما عجز عنه وأصابه بغير اختياره، وهو أكمل ممن لم يبلغ
منزلتهم لنقصر إيمانه وقسوة قلبه ونحو ذلك
. ثم يقول رحمه الله:
ولكن من لم يزل عقله مع أنه قد حصل له من الإيمان ما حصل لهم أو مثله أو أكمل منه، فهو أفضل منهم، وهذا حال
الصحابة رضي الله عنهم، وحال نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه لما أسري به إلى السماء، وأراه الله ما أراه، وأصبح
كبائت لم يتغير عليه حاله، فحاله أفضل من حال موسى عليه السلام، الذي خر صعقا لما تجلى ربه للجبل، وحال موسى
حال جليلة علية فاضلة، لكن حال محمد صلى الله عليه وسلم أكمل وأعلا وأفضل.

مرتبة هؤلاء المتصوفة، ثم يقول رحمه الله: التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة، قد تكلموا في حدوده وسيرته
وأخلاقه كقول بعضهم:” الصوفيمن صفا من الكدر، وامتلأ من الفكر، واستوى عنده الذهب والحجر،” التصوف”:
كتمان المعاني، وترك الدعاوى، وأشباه ذلك، وهم يسيرون بالصوفي إلى معنى الصديق، وأفضل الخلق بعد الأنبياء
الصديقون، آما قال الله تعالى:” فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” (النساء: 69
)
لكنه في الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه.. فإذا قيل عن
أولئك الزهاد والعباد من البصريين: أنهم صديقون، فهو كما يقال: عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضا، كل
بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده، وقد يكون من أجل الصديقين بحسب زمانهم، فهو من
أكمل صديقي زمانهم، والصديق في العصر الأول أآمل منهم والصديقون درجات.

اختلاف الناس فيهم:
وبعد هذا تطرق الإمام ابن تيمية إلى طرق التصوف واختلاف الناس فيهم، فأبان ذلك بمنطق العالم الباحث الذي يعطي كل
شئ حقه. فقال رحمه الله: تنازع الناس في طريقهم: فطائفة ذمت” التصوف والصوفية” وقالوا: مبتدعون خارجون عن
السنة
، وطائفة غلت فيهم، وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء، وكلا طرفي هذه الأمور ذميم.
رأيه فيهم
أنهم مجتهدون في طاعة الله، كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله، فيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم
المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل صنف من قد اجتهد فيخطىء، وفيهم من يذنب فيتوب، أو لا يتوب، ولكن هناك طائفة انتسبت إليهم من أهل البدع والزندقة، وعند المحققين من أهل التصوف أنها ليست منهم مثل الحلاج، فإن أكثر مشايخ الطرق أنكروه وأخرجوه من الطريق
. ثم إن الصوفية بعد ذلك كانوا ثلاثة أصناف، صوفية الحقائق، وصوفية
الأرزاق
، وصوفية الرسم.
صوفية الحقائق
: فهم الذين وصفناهم بالصديقين قبل ذلك.
صوفية الأرزاق، فهم الذين وقفت عليهم الوقوف، ويشترط فيهم ثلاثة شروط: أحدها: العدالة الشرعية، بحيث يؤدون
الفرائض ويجتنبون المحارم.

الثاني: التأدب بآداب الطريق، وهي الآداب الشرعية ولا يلتفتون إلى البدع.
الثالث: لا يتمسك أحدهم بفضول الدنيا، فمن تمسك بجمع المال، أو تخلق بغير الأخلاق المحمودة، ولم يتأدب بالآداب
الشرعية فليس منهم.

صوفية الرسم: فهم المقصورون على النسبة، فمنهم اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك، فهؤلاء في الصوفية بمنزلة
الذي يقتصر على زي أهل العلم وأهل الجهاد، فيظن الجاهل من أقوالهم وأعمالهم أنهم من أهل التصوف، وليسوا منهم
.
هذه أقوال ابن تيمية - رحمه الله - في التصوف والصوفية، وقد سبقه رأي الشاطبي في ذلك واراء أسماء، وأما البعض
فلهم رأي آخر لا يلتفت إليه لأنه مبني على غير علم، وعلى نظرات في أهل الزندقة والأدعياء وليسوا منهم.


  #3  
قديم 08-02-2010, 03:24 PM
prof/ Ahmed Gouda prof/ Ahmed Gouda غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 129
معدل تقييم المستوى: 17
prof/ Ahmed Gouda is on a distinguished road
افتراضي

هذا كان أخى رأى العلماء فى التصوف والمتصوفين


نأتى لنقطة آخرى وهى


اتهام البنا نفسه بالتصوف

فقد اتهم المتحاملون على الشيخ البنا رضوان الله عليه، بالتصوف، وأخذوا هذا من كلامه وليس من أفعاله، فقد كان الرجل بشهادة الجميع ناصع السيرة، مجاهدا في سبيل الله، لا يفتر في ليل ولا نهار، داعية لا يشق له غبار مجدد القرن بغير منازع. ونحن بدورنا نستعرض ما قاله الإمام البنا مما تذرعوا به، ونذكر من آرائه ما يرد هذا الاتهام، ثم ندع للقارئ الحكم على هؤلاء بعد ذلك.
الآن تعالوا بنا نستعرض ما قاله الإمام البنا عن الطريقة الحصافية، وعن مشاركته فيها وهو في الثانية عشرة من عمره، وقد أعجب باستقامة جماعة الحصافية فيقول: (وأخذت أواظب على الوظيفة الرزوقية صباحا ومساء، وزادني بها إعجابا أن الوالد قد وضع عليها تعليقا لطيفا جاء فيه بأدلة صيغها جميعا تقريبا من الأحاديث الصحيحة وسمى الرسالة
”تنوير الأفئدة الزكية بأدلة أذكار الرزوقية"، ولم تكن هذه الوظيفة أكثر من آيات من الكتاب الكريم، وأحاديث من أدعية الصباح والمساء التي وردت في كتب السنة تقريبا، ليس فيها من الألفاظ الأعجمية أو التراكيب الفلسفية أو العبارات التي هي إلى الشطحات أقرب منها إلى الدعوات.
ثم يتحدث عن مؤسس هذه الطريقة وعلمه ومنهجه فيقول: كان السيد حسنين - رحمه الله - عالما أزهريا تفقه على مذهب الإمام الشافعي، ودرس علوم الدين دراسة واسعة، وامتلأ منها، وتضلع فيها، ثم تلقى بعد ذلك الطريق على كثير من شيوخ عصره، وجد واجتهد في العبادة والذكر والمداومة على الطاعات، حتى أنه حج أكثر من مرة، وكان يعتمر مع كل حجة أكثر من عمرة، وكان رفقاؤه وأصحابه يقولون ما رأينا أقوى على طاعة الله وأداء الفرائض والمحافظة على السنن والنوافل منه –رحمه الله –حتى في آخر أيام حياته، وقد كبرت سنه ونيف عن الستين، ثم أخذ يدعو إلى الله بأسلوب أهل الطريق، ولكن في استنارة وإشراق وعلى قواعد سليمة قويمة. ثم يصف دعوة مؤسسها بقوله: (فكانت دعوته مؤسسة على العلم والتعليم، والفقه والعبادة والطاعة والذكر، ومحاربة البدع والخرافات الفاشية بين أبناء هذه الطرق، والانتصار للكتاب والسنة -على أية حال - والتحرز من التأويلات الفاسدة والشطحات الضارة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذل النصيحة -على كل حال -حتى إنه غير كثيرا من الأوضاع التي اعتقد أنها تخالف الكتاب والسنة، مما كان عليه مشايخه أنفسهم).
ثم يبين سبب إعجابه بمؤسس هذه الدعوة فيقول:
(وكان أعظم ما أخذ بمجامع قلبي، وملك علي لبي، من سيرته -رضي الله عنه - شدته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه كان لا يخشى في ذلك لومة لائم، ولا يدع الأمر والنهي مهما كان في حضرة كبير أو عظيم.
ومن نماذج ذلك

1- أنه زار رياض باشا حين كان رئيس الوزارة، فدخل أحد العلماء وسلم على الباشا، وانحنى حتى قارب الركوع، فقام الشيخ مغضبا وضربه على خديه بمجمع يده ونهره قائلا: استقم يا رجل فإن الركوع لا يجوز إلا لله، فلا تذلوا الدين والعلم فيذلكم الله.
ولم يستطع العالم ولا الباشا أن يؤاخذه بشى.

2- دخل أحد الباشوات من أصدقاء رياض باشا، وفي إصبعه خاتم من الذهب، وفي يده عصا مقبضها من الذهب كذلك، فالتفت إليه الشيخ وقال: يا هذا إن استعمال الذهب في الحلية حرام على الرجال، حل للنساء، فأعط هذين لبعض نسائك، ولا تخالف عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأراد الرجل أن يعترض، فدخل رياض باشا وعرف بعضهما ببعض والشيخ مصر على أنه لابد من خلع المقبض والخاتم معا حتى يزول المنكر.

3- دخل مرة على الخديوي توفيق باشا مع العلماء في بعض المقابلات، فسلم على الخديوي بصوت مسموع فرد الخديوي بالإشارة بيده، فقال له في عزم وتصميم:”رد السلام يكون بمثله أو بأحسن منه، فقل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والرد بالإشارة وحدها لا يجوز”. فلم يسع الخديوي إلا أن يرد عليه باللفظ ويثني على موقفه وتمسكه بدينه.

4- وزار- مرة - بعض مريديه من الموظفين في بعض دوائر المساحة فرأى على مكتبه بعض تماثيل من الجبس فسأله: ما هذا يا فلان ؟ فقال: هذه تماثيل نحتاج إليها في عملنا، فقال: إن ذلك حرام، وأمسك بالتمثال وكسر عنقه، ودخل المفتش الإنجليزي في هذه اللحظة ورأى هذا المنظر فناقش الشيخ فيما صنع، فرد عليه ردا جميلا، وأفهمه أن الإسلام إنما جاء ليقيم التوحيد الخالص، وليقضي على كل مظهر من مظاهر الوثنية في أية صورة من صورها، ولهذا حرم التماثيل حتى لا يكون بقاؤها ذريعة لعبادتها، وأفاض في هذا المعنى بما طرب له المفتش
الذي كان يظن أن في الإسلام لوثة من الوثنية، وسلم للشيخ وأثنى عليه.

5- وزار مسجد السيد الحسين – رضي الله عنه –مع بعض مريديه، ووقف على القبر يدعو الدعاء المأثور:”السلام على أهل الديار المؤمنين”، فقال له بعض المريدين: (يا سيدنا الشيخ سل سجدنا الحسين يرضى عني) فالتفت إليه مغضبا، وقال: (يرضى عنا وعنك وعنه: الله)، وبعد أن أتم زيارته شرح لإخوانه أحكام الزيارة، وأوضح لهم الفرق بين البدعية والشرعية منها.

6- ولما قابل الشيخ في منزل وجيه من وجهاء المحمودية هو حسن بك أبو سجد حسن –رحمه الله – مع بعض الإخوان، فدخلت الخادمة، وهي فتاة كبيرة، تقدم له القهوة وهي مكشوفة الذراعين والرأس، فنظر الشيخ مغضبا وأمرها أن تذهب فتستتر، وأبي أن يشرب القهوة، وألقى على صاحب المنزل درسا مؤثرا في وجوب احتشام الفتيات، وإن كن خدما، وعدم إظهار الرجال الأجانب عليهن، وله -رحمه الله - في ذلك أمور في غاية الكثرة والدقة معا وكذلك شأنه دائما. هذه الناحية هي التي أثم ارت في نفسي أعظم معاني الإعجاب والتقدير، وكان الإخوان يكثرون من الحديث عن كرامات الشيخ الحسية، فلم كان أجد لها من الوقع في نفسي بعض ما أجده لهذه الناحية العملية، وكنت أعتقد أن أعظم كرامة أكرمه الله بها هي هذا التوفيق لنشر دعوة الإسلام على هذه القواعد السليمة، وهذه الغيرة العظيمة على محارم الله - تبارك وتعالى - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكل ذلك ولم يتجاوز سني الثانية عشرة.

ونحن بدورنا نتساءل:

أولا: هل في هذا الكلام ما يعيب الشيخ كما يدعي البعض ؟
وأما الحكم فمتروك لك أيها القارئ الكريم لترى حجم ما وصل به المسلمون من خلاف لدرجه تصل لتزييف الحق واتهام الناس بالباطل بل قد يصل الأمر لحد الإتهام بالكفر والعياذ بالله .




يتبع
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:57 PM.