اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 25-02-2011, 07:13 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

إلا الذين آمنوا

دكتور عثمان قدري مكانسي

أنا من أنا ؟ عنوان شـعـر هـادف --- أحيا فـؤادي فاســتـنـار دليـلي
نحـو الهـدى شـدّ الخُطـا متمكـنـاً --- " دين الإله سـعـادتي وسـبيـلي"
قـلـبي يهـيـم بشـرع طـه طـاهـراً --- ويـرى الحيـاة بمحكم التنـزيـل
ويـرى السـعـادة بالأخـوّة تنجـلي --- بـالحب والإيـثـار، لا بالـقـِيــل
أنـا مسـلم عـاهـَدْتُ ربي أن يكـو --- ن الشـعـر إنشـاداً لكـل جـميـل
أنشـوطـة ً لـلـمُجهـديـن ودوحـة ً --- تـُسقى بـروح العلم والتحصيـل
درباً إلى الأدب الرصين إلى العلو --- م إلى غـراس الخير والتأصيل
إني مـن الشـعـراء جـاء مقـالهـم --- كفعـالهم ، قد صحّ في الترتيـل
ثـَبـْتٌ مبـادئهـم ، فمـا مِن هـائـم --- يسـبي الغـواة ولا أخي تضليل
بــل حـُبّــُهــم لـلــه أكـبــر دافــع --- لـســداد فـكــر محكـم وأثـيــل
وصلاح ِ فعـلٍ نـافـع حلـوِ الجنى --- آثـاره مـســكٌ وفــوحُ خمـيــل
والشـعـر فـي ميـزانهـم ذكـرٌ لـه --- يحيي القلوب بفيضه الموصول
فـإذا فـنـونُ الشـعـر فيهـم دعـوة --- أهدت رحاب الكون كل فضيل
وإذا بحورُ الشـعـر سـيـف بـاتـر --- نصر العقيدة بالهدى المأمـول
وثنى على الظلم الكئـيـب فـقطـّه --- قـَطّ المهـنـّد لـلهـوى المـرذول
******
أنا مَن أنا؟الشعراءُ (1) تنبي من أنا --- شعري ضيا يهدي لخير سبيل
يدعـو إلى الحـق المبـيـن بهـمـّة --- تسـمو إلى العـليـا وكل جليـل
وشعـارها : الإسـلام أمن للورى --- ما مـِن طريـق غيـره و مثيـل

1- آخر سورة الشعراء " والشعراء يتبعهم الغاوون ، الم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وانهم يقولون ما لا يفعلون ، إلا:
أ - الذين آمنوا وعملوا الصالحات ،
ب- وذكروا الله كثيراً ،
ج - وانتصروا من بعد ما ظـُلموا ،
وسيعلم الذين ظـَلموا أي منقلب ينقلبون "

__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 25-02-2011, 07:15 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

حب الكمال

دكتور عثمان قدري مكانسي

لا لن يعكر قلبـَك الصافي نوى --- بـل إن هـذا الحـب لـلـنـفـس الدوا
قد كان قلبك صافيا قبل الهـوى --- ثم اكتـواه العشق واجتـاح الجـوى
فـإذا بـه يحـيــا مـليـئـاً بالغـرا --- م ومـَنْ أحـبّ فـبالغرام قـد ارتوى
والريّ بالحب اللطيف سـعـادةٌ --- عـلـويّـة يـلـتــذ فـيـهــا من نــوى
والحب يرفع من يحب مكانـة ً --- تهب السـموّ لـه وإن شـاق النـوى
قد خاب من ظن المحبـة حالـة --- تسقي المهانـة والمذلـة من هـَوى
إلا إذا وهـب الـفـؤادَ حـبـيـبـة ً --- لا تستحق عطاءَه ، فبهـا اكتـوى
أو رام وصلاً من لئـيـم طبعُـه --- فجزاه لسعَ اللؤم ظلماً، فانزوى
أو قـدّم القلب المحـبّ لنـاقص --- فجزاه من نقص به حـَرّ الشـّوَى
*****
أحبب إلهك ، فالسناء سـماتـُه --- وهو الجميـل لكل خير قد حـوى
من كان حب الـله نسـغَ فـؤاده --- فإلى الجلال إلى الكمـال قد انضوى
لا الحب يَذويه ويؤذيه بل السـ --- عـْدُ الـدوامُ لمـَن أفـاء ومن أوى
*****
يا رب ،أنت الحب ،أنت ضياؤه --- من عاش في نور الهداية ما غوى

__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 25-02-2011, 07:16 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أسرى غونتانامو !

بقلم الدكتور عدنان علي رضا محمد النحوي

أَسْرى ! أَشَدُّ من الجِبالِ قُلوبُهُـمْ --- ويَقيِنُـهُـمْ بـالله لـمْ يَتَـزلـزلِ
وعزيمـةٌ أقْسى مِنَ القيد الحَدِيـ --- ـدِ يَعُّـض مِنْ أيْدٍ تُشَدُّ وأرْجُـلِ
وبِعـزَّة الإيمـان والتوحيـد والـ --- أمَـلِ الأغـرِّ المُشْـرِقِ المُتَهَلِّـلِ
هدفٌ لهُمْ أُسْمى وأَكْبَرُ مِنْ هَـوى --- دُنْيـا ولَهْـوٍ عَارضٍ مُتَـزَيِّـل
ومَضَوا إِلَيْهِ عَلى الصِّراطِ المسَتَقيـ --- ـمِ ! عَلى يَقِينٍ صَادِقٍ مُسْتَبسِـلِ
****
حَمَلَتْهـمُ في الجـوّ طائـرةٌ لأَبْـ --- ـعَدِ رُقْعَةٍ ! لِظَلامِ سِجْنٍ مُـؤْزِلِ(1)
مـا بَيْنَ أَغـلالٍ وبَيْنَ سَـلاسِـلٍ --- شَـدَّتْهُـمُ لمقـاعِـدٍ ولأَرْحُـلِ (2)
شَدَّتْ على عُنُقٍ أَعزَّ ! على يَـدٍ ! --- وبقيَّـةِ الأَطْـرافِ بَيْنَ الأَحْبُـلِ(3)
عَصَبُوا عُيونَهِمُ ! وصَبّوا في العُرو --- قِ مُخَدِّزاً ! حَذَرَ الجَبانِ المُذْهَـلِ
نَصَبُوا الحِرَاسَة حَوْلَهُمْ ! فَمُد جّجا --- نِ لِكُلِّ مَشْـدودِ الوَثَـاقِ مُكَـبَّـلِ
فَزَعٌ يُمَزِّقُ مِنْ قلوبِ المجرِمِـيـ --- ـنَ الظالمـين المعْتَدِينَ الجُهَّـلِ
فكأنّمـا تِلكَ القلـوبُ قُلـوبُ طَيْـ --- ـرٍ مُفْزَعٍ واهي الجنـاحِ مُهَلهَـلِ
لا يَسْتَطيعونَ اللِّقاءَ لـدَى النِّـزا --- لِ ولا مواجَهَـةَ الكمـيِّ الأبْسَـلِ
فَرُّوا إِلى جَوِّ السماء ! تَحَصَّنُـوا --- بالطائراتِ ! بِكُلِّ هَـوْلٍ مُـرْسَـلِ
بالقاذِفـاتِ تَصُـبُّ مِنْ أَهْوالِهَـا --- وبِكُـلِّ بُـرْجٍ زاحِـفٍ متنَقـلِ (4)
فَـرُّوا ! ويدْفَعُهُم بِذلِـكَ رُعْبُهُـمْ --- فَزَعاً بِحِقْدٍ في النُّفـوسِ مُؤصَّـلِ
*****
واهـاً ! يُسَاقُ المؤمِنون وقيدُهُـم --- يطغَـى على أَيـدٍ تُشَـدُّ وأرجُـلِ
كـمْ سبَّحتْ تِلْكَ الأيادي أو دَعَـتْ --- لله خاشِعَـةً بطـرفٍ مُسْـبِـلِ(5)
ولكَـمْ سَعَـتْ أَقْدامُهُـمْ لله فـي --- خَيْـرٍ يَعُـمُّ وفي جَهـادٍ أطْـولِ
حَمَلوا الأسَارَى والقُيـودُ عَلَيْهـمُ --- فَزَعـاً إلى نائـي الدّيـارِ مُغَـوِّلِ
حَمَلوهُمُ " لِغُوَنْتَنامـو " سِجْنِ قـا --- عِـدةِ الطغاةِ المجرمـين السُّفّـلِ
حَذَرَ الشّقيِّ المجْرمِ المذْعُورِ مِـنْ --- فِئَـةٍ أشَـدَّ على العَـدُوِّ وأَعْجَـلِ
ومَضَى الأسَارى والقلوبُ يَقينُهـا --- بالله أثْبَـتُ مِنْ رَوَاسِـي الأجْبُـلِ
وَهَبَ السكينةَ للنُّفـوسِ فأشْرَقَـتْ --- بُشْـرى وآيَـةُ مَوْعِـدٍ لم يَخْـذُلِ
وُهُدىً يَموجُ على جوانِبهِمْ رضى --- نـوراً يَشُقُّ مِنْ الظـلام الألْيَـلِ
ونـدىً يرِفُّ ونَسْمَةٌ تْحِنِـو فَيـا --- لِحُنُـوِّ بَـرْدٍ في الهَجِيـرِ مُظَلِّـلِ
ومَضَوا ! وعِزَّةُ دينهِمْ تَسْمُو بِهـمْ --- أَمْنـاً على صَبْـرٍ أَعـزَّ وأجْمَـلِ
عَبَقِ الجِنانِ وفَرْحَـةِ اللّقيـا بِـدا --- ر الخُلْـدِ والنُّعمى وطِيبِ المنْـزِلِ
عَمَرَتْ قُلُوبَهُـمُ على شَوْقٍ يَمُـو --- جُ ولهْفَـةٍ لعـلاً أجَـلَّ وأكْمَـلِ
هذي البُطولة ! ما أَجَـلَّ جمالَهـا --- شَوقٌ يُلحُّ وعَزْمَةُ الصَبْرِ الجَلـي
****


الموقع على الإنترنت : www.alnahwi.com
البريد الإلكتروني : info*alnahwi.com

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)مُؤْزِل : ضيّق ويجلب الضيق . (2) أَرحُل : جمع رحْل . (3) أخْبُل : جمع حبل . (4) بُرْجٍ زاحِفٍ : الدبَّابةَ . (5) طرف مُسْبل : مرسل للدّموع .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 25-02-2011, 07:17 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 7 )





الهدى والهوى

أنا ما كتبت بأصبعي = حرفاً أعيه ولا يعي
أو جال في دنيا المسا = متجاهلاً لمواجعي
حرفي نتاج خواطري = تمضي به كالتابعِ
ولقد تمنّع فترة = وعصى عصاوة مبدعِ
يجترّ آلاماً مضتْ = يجري ولا يجرى معي
حتى رأى ما يستجيـ = ـش مواجعي ومدامعي
فتجدّدت نفثاته = ناراً تقضقض مضجعي
جاشت خواطر جيشه = بتشدّد وتنطعِ
أنلوم طفلاً ويحنا = طفلاً لها في الأربعِ؟!
بهوائه وشرابه = ببراءة وتمتعِ
حبس الهوا فقاعة = أوحت له ما لم يعِ
فرنا لها وبهمّةٍ = ولغيرها لم يسمعِ
لطفاً حبيبي لا تخف = من نفث قلبي الموجعِ
فلقد رأيت وراء صو = رتك الجميلة مصرعي
في بدء محنة أمتي = وختام عِزًّ يانعِ
كم مرة بسطت يديـ = ها في السراب اللامعِ
ورنت إلى ملهاتها = في رغبة وتطلّعِ
إن كنت يا طفلي بها = كالمغرم المستمتعِ
فلسوف تعرف في غدٍ = ما قد كتبت بأصبعي
أن الهوى فيه الهوا = ن لقيصر أو تُبّعِ
أَوْدَى بدولة أمتي = وغدتْ به كالأجدعِ
وهي العزيزة بالهدى = عزَّ العزيز الأرفعِ
ظهر الهوى فقاعة = عظمت فصكّتْ مسمعي
لمعت فكانت دعوة = لرُوَيْبِضِ مُتَمَشْوِعي
أَوَلَمْ تكن قومية = حمى تمزق أضلعي؟!
برضاعة غريبة = تَبّاً لها من مرضعِ
هبّتْ تمزّق وحدتي = كهبوب ريح زعزعِ
فتعددت راياتها = ولكلّ قاصمة دَعِي
رسمت دوائر أمتي = وخليفتي يبكي معي
أوحت بحدّ حدودها = لتفرّق وتقطعِ
وغداً أخي إن مسّه = ضرّ ولا من مفزعِ
يلوي إلى جزاره = يا بئسه من مرجعِ
ما عاد من يحمي الحمى = أَو من يحس بمصرعي
ماعتْ معالمُ ديننا = في عالم متميّعِ
وإذا بمواطن أمتي = ذاك الحزين الموجعِ
وهو القوي شكيمة = وهو الذكي الألمعي
حب الهوى يهوي به = في حمأة المستنقعِ
يهوي إلى رب الهوى = طوعاً بغير تورعِ
يصغي إلى إيحائه = فيما يقول ويدّعي
لا حَلّ إلا في (السلا = م) سلام مص الأصبعِ
ألقِ السلاح مسالماً = والغ الجهاد إذا دُعي
واكفرْ بكل ذخيرة = وعزيزة وتبرعِ
وابذلْ سلامك للذي = ذبح السلام وطَبّعِ
امددْ له كلتا يديـ = ـك وكن كعَبْدِ طيّعِ
مهما بغى مهما طغى = وأتى بجرم مفجعِ
هذا السلام فإن أبيـ = ـت طَوّعتك مدافعي
يا أمة لعبتْ بها = أعداؤها.. أفلا تعي؟
أنلوم طفلاً ما له = وعيٌ بمدّ الأذرع؟
فاثبتْ أخي بزغ النهار = فلا انبهار ببعبعِ
ودع الهوى وهوانه = وإلى الهدى فلتسرعِ
اسمع إليه منادياً = وعلى الجهات الأربعِ
يا بن الهدى أنا طالع = قد حان موعد مطلعي
فمعالمي فوق الربا = ومتارسي في الموقع
فإلى العلا يا ابن العلا = مجد العلا ترقى معي
في عزّ أو جنة = فهما مُنَايَ ومطمعي


داوود طه شريف - الحديدة



الفقاعة المخدرة

فيم التفكر يا ابن العزّ والهمم = يا ابن الأفاضل والأمجاد والشيمِ؟
فيم التفكر يا خيراً نؤمّله = يذودُ يوماً عن الإسلام والحرمِ؟
فيم التفكر والأعداء كامنة = في منحنى الشرّ خلف الريح والظلمِ؟
والليل خلفك بالأحزان يوعدنا = عَدْوَاً وظلماً بنار البؤس والنعمِ
والذئب يعوي بأحشاء الظلام بلا = جوع ليبطش بالراعي وبالغنمِ
كل الفقاقيع ما فكرت فيها فهل = أبصرت في هذه سيفاً لمتهمِ؟
أو أن حجمها قد أَوْقَفْك مندهشاً = حتى أحلّك بين الصمت والكلمِ؟
هذي الفقاعة كالَّلاشيء كوّنها = شيءٌ من الماء والصابون والنَّسمِ
لكنها ذات مغزى لا يُرى أبداً = إلا لعين البصير المدرك الفَهِمِ
خفيفة الجرم في وزن الهباء تُرى = جوفاء خدّرها وهمٌ من الورمِ
قد أسلمتْ نفسها للريح تحملها = نحو الضياع بلا رفض ولا ندمِ
كمثل أمتنا من بعد ما تركت = حكم الشريعة أضحت في يد العدمِ
إذ أسلمت نفسها للخصم قائلة: = رضيت ما شئت فارض أَنْ تَكُنْ حَكَمِي
فكان أن حكم الخصم اللئيم بأن = تُلْقِي إليه عروش المجد والقممِ
ريح الأعادي أبتْ إلا الشقاء لنا = وأعين النور أضحت مثل عينِ عَمِ
كأننا لم نر أعداء قبلتنا = تجتاح بالإثم أرض النور والقلمِ
بل قل كأنّا بلا سمعٍ ولا بصرٍ = ولا شعور بنكث العهد والقسمِ
كأننا لسنا أبناء المروءة والـ = عدل المضيء وقوم الصدق والقيمِ
كأن أمتنا من أجل خالقها = لم تَدَعْ للحق والأخلاق من قدمِ
ولم تكن نور أرض الله حاملة = على كواهلها عبئاً بلا سأمِ
يا أيها الناس يا أبناء جلدتنا = العدل يشكو من الأورام والألمِ
يشكو جراح ضباعٍ في الصحاري بلا = هادٍ يؤم ولا طبًّ لذي سقمِ
بالله بالله ربّ العزّ لا تهنوا = ولا تجوروا ولا تدعو إلى السلمِ
ولا تميلوا إلى العدوان إن لنا = رباً توعّد ذا العدوان بالنقمِ
فالله يكره من يعدو بلا سبب = يعود بالخير والإصلاح للأممِ
كذاك يمقت من خانوا أمانتهم = وأخلدوا للهوى والزيف والبشمِ
وآمنوا أنهم أهدى بغير هدى = وأنهم خير من يسعى على قدمِ
وأنهم فوق من قاموا ومن قعدوا = وأنهم فوق أهل الحل والحرمِ
لأن خير رجال الله مكرمة = من قَدّسوا الحق باسم الله ذي الكرمِ
مَنْ حكّموا الله فيمن تحت رايتهم = ولم يوالوا جبيناً ذل للصنمِ
وجاهدوا في سبيل الله من ظلموا = وكبَّروا الله فوق السهل والعلم
عاشوا وما اغتصبوا حقاً ولا كذبوا = ولا استباحوا بسيف الظلم عرق دمِ
ساروا على منهج الرحمن وانتفضوا = لنصرة الدين كالإعصار والحممِ
لله درهم إذ عاشوا يا ولدي = خيراً على الأرض أشهى من ندى الديم



نبيل عبده المشولي – تعز





حينما يصغر الكبار


ارفع يديك إلى السماء وحلَّق = وارحل إلى قمم الكرامة وارتقِ
واصعد على متن الفضاء بهمة = متلمّساً نبع السعادة واستقِ
سافرْ بروحك لا عليك فإنها = تسمو إلى تلك الرحاب وترتقي
قُمْ في ظلام الليل وحدك داعياً = وافتح بربك كل باب مغلقِ
سحر الليالي مرتقاك إلى العلى = وسبيل ما يرجو المنيب المتقي
سحر الليالي نور عبد قانت = إن ساءه كدر الظلام المطبقِ
ولقد هجرت لذيذ نومك طائعاً = ومضيت في وصل الجمال المطلقِ
امدد يديك فلا عدمتك داعياً = في عصرنا عصر الرقاد المرهقِ
امدد يديك فلن تعود برفعها = صفر اليدين من الكريم المغدقِ
قف أيها الطفل الصغير وناده = واحمل إليه عناءنا وتصدّقِ
قف أيها الطفل الكبير بعزمه = فلعل فيك رجاءنا لم يخفقِ
واسأل فأنت مطهّر لم تقترف = ذنباً وستر حجابه لم تخرقِ
يا رب أمتنا يحيط بها العدا = وتكاد من غرب الورى والمشرقِ
في كل يوم جرحها متجدّد = يدمي الفؤاد بسيله المتدفّقِ
أضحت على ذيل الحياة ولم تصر = رأساً يقود إلى الزمان المورقِ
نامتْ على لحن السيادة والعلى = في دهرها الخالي المجيد الأسمقِ
فأعدْ لها الأمجاد حتى تعتلي = صهوات مَجْدٍ باذخٍ متسلقِ
وأزلْ سبات عيونها حتى ترى = فجر الحياة مع الصباح المشرقِ
سلمتْ يداك بُنَيَّ يا أمل الغد الآتي = بنور ضيائنا المتفوقِ
عفواً بني فإننا في عصرنا = مثل الحجارة لا تفوه بمنطقِ
دعنا على فرش الأسرّة واتخذ = همم الكبار إلى المكارم واصدقِ
دعنا على لجج الأماني والعلى = يمضي ونمضي في سبات مطبقِ
نصحو على نصرٍ يَهُبّ نسيمُه = فنلمّ شعث إخائنا المتمزّقِ
لا تقلقنّ لنومنا وسكوتنا = فلربما غَلَبَا خطابة أشدقِ
زمن يمرّ وبعده يحلو الذي = مرّتْ مرارته مرور تذوّقِ
عجباً لقومي كيف صار جوابهم = للراحمين لحالنا المتفرقِ
عجباً لهم ولمن يقول مقالهم = وله مدارج للسلامة يرتقي
فإلى متى هذا السكوت عن الدعا = أفمالنا ألسنٌ تبوح وتستقي
إن لم يكن أهل الدعاء كبارنا = فصغارنا والله أقدر مُنطقِ


عبد الله عبده العواضي – إب




انفض
غبار الوهم


عجباً لطفل حلمه يتسامى = وطموحه قد جاوز الأحلاما
حار القصيد وحار نظمي وانبرى = قلمي يسابق نظمُه الأقلاما
في نعت نجم ساطع متلألئ = قهر الظلام وبهرج الأنساما
مهلاً عزيزي إنني متفائل = لما رأيتك تفقأ الأوهاما
مهلاً فإني مذ رأيتك شامخاً = أيقنت أنك تنسف الأصناما
هيهات أَنّى تستعاد كرامة؟ = إلا إذا كان الهداة كراما
فلأنت أكرم من يُجل مقامُه = بالحق فارفع بالحنيف مقاما
هذا مكان الأُسْد في ميدانها = فاشمخ بدينك عانق الأعلاما
كفكف دموع الحزن يا أَسَد الشرى = لا تكترثْ واستصغر الآلاما
واذكر مصيبة أمةٍ في دينها = رفضت إلى أعدائها استسلاما
نقشت على صدر الزمان شموخها = نثرت على مَرّ العصور سلاما
فلأنت شبلٌ لا يهابُ نعامةً = عملاق أنت تروّع الأقزاما
من نسل حمزة من سلالة ضيغم = أسدٌ لعمري أنجب الضرغاما
فانفض غبار الوهم يا بطل الوغى = زمجر لتزأر أيقظ النوّاما
عذراً إذا ظننت فيك مظنة = فلرب ظن يجلب الآثاما
إن كنت تلهو فاحذر اللهو الذي = يغويك حتى تستحل حراما
أو كنت تحلم واهماً في حفنة = زرعوا لك الأشواق والألغاما
وتشدقوا بالسلم في حبر على الـ = أوراق دَسّوا في اللحوم زؤاما
ذبحوا سلاماً واستباحوا حرمة = واستبدلوا دون الحَمَام حماما
بلسانهم صرنا نحدّث قومنا = ونصوغ من وهمِ الكلام كلاما
ما بالنا نمشي على آثارهم = ونسير في درب الضياع زحاما
لا ترتوي من سلسبيل سرابهم = هذا السراب سيغرق الأحلاما
وأظنُ حُسناً من سنا متضرع = أن القنوت يزيح عنك ظلاما
فلتبتهل لله في غسق الدجى = فعسى الدعاء يكون منك سهاما
رباه انصر في الجهاد كتيبة = هبّت هنالك تنصر الإسلاما


علي إسماعيل الباز – إب



عنوان المجد

أنا لا أريدك للعب = أو للتجمّل والكذبْ
أنا لا أريدك للمنى = أبداً وما هذا يجبْ
لا تجْرِ نحو التا = فهات فإنه عين الشغبْ
لا يخدعنْك سرابُ زيـ = ـف أو ضياء أو صخبْ
ما كلّ بُرقٍ ماطر = ما كل حمراء لهبْ
للمجد جئت وهذه = أمنيتي فخذ السببْ
ولدي أريدك للعلا = والمجد يأتي بالتعبْ
ولدي أريدك تبتغي = للعزّ علياء الشهبْ
فالمجد غالٍ نيله = والعز صعب المجتلبْ
ثمن العلا سيل الدما = والمال يدفع في القربْ
ولدي توسّمت المعا = لي فيك موج يضطربْ
فجبينك الوضّاح مَرْ = فوع يلوح بالغلبْ
ويداك تلتمس الثر = يّا كي تعانقها بحبْ
فانصب خيامك في رحا = ب العزم ولترسي الطنبْ
حَلّق بروحك في السما = واطرح همومك والغضبْ
أنا لا أريدك تحتسي = للذل أكواباً تصبْ
أنا لا أريدك أن تنا = م وتركننّ إلى النسبْ
وَلْتَسْعَ يا ولدي فما = تدري بما خلف الحجبْ
فالسعي يورثك الغنى = عن كل نذل أو خربْ
واجعل همومك واحداً = لا يأخذنك كُلّ شِعبْ
قَرْطِسْ بسهمك إن يكن = غَرَضُ العلا مرمى النشبْ
هاك السلاحَ وبينه = للموت رَبْعٌ منتصبْ
وخُذِ الرماح مجاهداً = والبس دروعك واغتربْ
خلف الشهادة موقناً = أَنّ الطريق بها الكربْ
حَرّر بلادك جاهداً = فالحق يرجع إن طُلبْ
وَرِدْ حياض الموت إن = حوض المعالي قد نضبْ
ولتُمْل للتاريخ أسـ = ـفاراً كباراً تُكْتَتبْ
ولْتُشهد الجوزاء والشمـ = ـس المنيرة والسحبْ
واكتبْ بحبر التعب في = ورق المشقة والنصبْ
بيراع هَمًّ ما إذا = قُرئت يقال هي النخبْ
وهي الدلائل للذي = يسمو إلى قمم الأدبْ
أبنيّ علَّي قد أطلـ = ـت عليك أو زاد الصخبْ
أو قلت قولاً فوق عقلـ = ـك أو يعد من الشغبْ
فاعذر أباك فإنه = بالحب يكتب ما انكتبْ
وإليك آخر نفثة = أنا لا أريدك للعبْ

محمود رزق الله علي – صنعاء





هذا الطفل


يمتّع بالأمنيات النظر = ويستشرف النصر منذ الصغرْ
وترنو إلى العزّ أجفانه = فينساب فوق الجبين الأغرْ
يوحد في جوف محرابه = ويرمي سهامه وقت السحرْ
بكف يداعب آماله = وكف لمقلاعه والحجرْ
ويرسم للجيل درب العلا = ويقرأ فينا وصايا عمرْ
ويضرب للقاعدين المثال = بقول المهيمن فيمن كفرْ
كباسطِ كفيه للماء لا = يرده ويصلى العذاب الأمرْ
ويبرأ إلى الله من قمة = وأكذوبة صاغها مؤتمرْ
سلام وللبغي نار تلظّى = فتحرق أريافنا والحضرْ
فبغداد فيها تجوب المآسي = تدنس جلبابها والثغرْ
وكشمير تشكو إلى الله مما = تعانيه من عابدي البقرْ
وفي أرض أفغان سيل المنايا = جرى مُحْدِثاً في الحنايا مَمَرْ
وقوقاز تجأر من هول خطب = له كل قلب رحيم انكسرْ
ويرقب مسرى الرسول لوانا = وينصت هل ثم ليث زأرْ؟
يطهّره من دنايا اليهود = فقد أحدثوا فيه إحدى الكبرْ
ويصرخ في زمرة اليائسين = من اليأس يا مسلمون الحذرْ
لكم في ثبات الأُولى عبرة = بلالٌ وعَمّارُ وابن النظرْ
وياسين في عصرنا أسوة = فطوبى لمن يقتفون الأثرْ
فيا قوم إن تنكثوا تخذلوا = وإن تخلصوا يستجيب القدرْ
فَجُدْ يا صغيري لنا بالدعاء = وكن في زمان العقوق أَبَرْ
فما الله مخزيك كَلا وربي = ووجه البراءة مثل القمرْ
وحلّق بروحك بين النجوم = إذ الأرض مملوءة بالكدرْ
فما العيش فيها لِحُرّ يطيب = وقردٌ خسيس يقود البشرْ
ولا تحمل الهمّ من خائن = ولا مستكين ولا مَنْ غدرْ
لئن قتلوا الدّرة الغاصبون = ففي الجيل منه ألف الدررْ
سينشأ فيهم صلاح الإباء = ومعتصماً ثم قطز الظفرْ
فيصنع للقدس فتحاً مبيناً = ويقلع جدرانهم والشجرْ
ويطمس آثار كل اليهود = كما يطمس الجدبَ ماءُ المطرْ
فيصدح فيها الأذان جلياً = ويرقص زيتونها بالثمرْ
وفي الأرض للبغي باعٌ ولكن = غدا تائهاً مثخناً يحتضرْ
فمن ذا الذي شاقق الله أو = تجَبّر في أرضه وانتصرْ
فلابد في القدس أن نلتقي = على الحب مهما يطول السفرْ
ونقرأ قي كل أرجائها = (براءةَ) و(النصرَ) أغلى السورْ
وفي روضة الخير يا مهجتي = مع دوحة الشعر يحلو السمرْ
فننشد في عاشقي السلام = لنا سَطّر الدهرُ أحلى الصورْ
بسيفٍ ودرعٍ ورمحٍ مع = شبابٍ تقيًّ يطيل الغررْ
تُدَكُّ حصونٌ وتهوي قلاع = الطغاة وربي بهذا أمرْ
وتبنى المآذن والعدل يسري = فيمحو السرابُ يقين الخبرْ
فقد قالها الله من فوق سبع = طباقٍ أعدوا لخير وشرْ


أحمد علي اللقاحي – رداع



من وحي الطفولة

ربيع طفولتي يختال فخرا = وسر براءتي ينساب عطرا
وأنسام تداعبني بعشق = فأرقص نافثاً في الكون سحرا
وتزهو بي الحياةُ وكيف أبدو = إذا ما صرت بين الروض زهرا
أميل على سرير الملك عزّاً = ولي عرش علا إيوان كسرى
ولي نغم يدغدغ كل قلب = لديه تصبح الأكباد أسرى
ولي كبد يغرد في البراري = تعانقه البلابل والقمارى
ويرتشف الرحيق من الأقاحي = ويسبح في فضاء الله حُرّا
وعذب لحونه في الكون تسري = بذبذبة غدت في النفس خمرا
وأطياف تمرّ مُفردّات = فأعدو خلفها كَرّاً وفَرّا
أيا طيف الطفولة أُبْتَ لمّا = تغشّاني الظلام فكنت بدرا
فما أبهاك حين تطوف ليلاً = فتزداد القلوب هوىً وسكرا
سكنتَ جوانحي وملكتَ أمري = فهل أعطي لمن أهواه أمرا
أناجيه ويسمعني ويدنو = وأرفع راحتيَّ إليه شكرا
يداعبني فيؤنسني ويهدي = إلىّ شعاعه الوضّاء تترى
وانظر نحوه والعين جذلى = تزفّ إلى الطفولة خير بشرى
فأشمخ في الذرى عِزّاً بأنفي = وليس شموخي الرقراق كبرا
بغير طفولتي لا شيء يبدو = جميلاً واللذيذ يبيت مُرّا
بغير طفولتي الدنيا ظلام = وهذا الجو يمسي مكفهّرا
ولتك طفولتي همسات حُبّ = سرت في أنفس الثقلين طُرّا
وكم لطفولتي من مكرمات = وآيات وجنات وذكرى
فكم من مهجتين يحوم حولي = وصالهما ورام النأي شرا
تألقتا وفي أفياء ظلي = تعانقتا وقلبي صار جسرا
وإني بُرعم ألهو ولكن = أبيت – ترفعاً – لغواً ونكرا
وعُودي لم يزل غَضّاً طريّا = وروحي في السماء تَرِقُّ طهرا
وإنا ما نسينا – قَطُّ - يوماً = أخا الأقصى وقد اغتيل غدرا
فكم من حسرة تجتاح نفسي = وكم بالقلب هذا الحزن أفرى
فيا طفلاً تعاركه المنايا = وصنْواً في المهامه هام قهرا
إلى الجنات مأواكم فسيروا = فقد أعلاكم الرحمن قدرا
وإنا سائرون على خطاكم = ونهفو نحوكم سراً وجهرا
ولم نملك لكم إلا دعاء = فصبراً أيها الأبطال صبرا
طفولتكم ترفرف في فؤادي = وتحت ظلالها ألفيت فجرا

حسن حسن القرداني - برع

ــــــــــــــ
المصدر: مجلة مساء العدد (32) شعبان 1426هـ

__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 25-02-2011, 07:19 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )






أحد .. أحد

عَفّر جبينك في القراب المضرم *** والحق بركب العالم المستسلم
عفَّر جبينك واحتكم للمنتهى *** واشمخ على شهقات جرح مؤلم
وابك استحالة أمة مختارة *** وجهاً لمضمار الحياة المظلم
واسكب أحاحك في قوالب شاعر *** يجد اشتعالك في الفرائص والدم
تذروه ريح قيامة شعرية *** حزناً عليك أخي الصغير المعدم
يا للقصيدة ! هل تُرى بركانها *** يبقى على جسد الأديب الملهم
الله يشهد أن كل جوانحي *** نزافة لعذاب طفل مسلم
وأخال نازعة القصيدة أنطقت *** كل الضلوع وكل عضو أبكم
الله من وهج القصيدة حينما *** أجد انبلاج مخاضها كالبلسم
عَفّر خدودك لا أرى في هذه *** خيراً وقد حفلت بأخرى مأتم
عَفّر خدودك لا تسل عن أمة *** وهوية فلرب رّدّ مفحم
ماتت هنالك أو تناست ذاتها *** ويلمَّ عاشقة الدجى والطلسم
وابك الخصاصة إنما تشكو سدى *** للحاكم العربي أو للأعجمي
مادت سجايا الذل في آفاقنا *** بذيول عهد مثل لونك أدهم
لا زلت تصرخ في غيابة موطن *** هو بالمجاعة والمخافة مفعم
ستموت مسغبة وذلاً أينما *** ولّيت وجه بلائك المستحكم
وتموت تجويعاً وصمتاً قاتلاً *** مهما احتفيت بظالم أو حاكم
وتموت في ( الصومال ) ميتة معدم *** وتموت في ( بغداد ) ميتة متخم
وتموت في الأقصى مصابيح الهدى *** كرهاً فيُفقد نور كل الأنجم
وعلى ذرى القدس الشريف كما ترى *** شارون يفتك بالفريق الأيهم
الخصم يقتلني لذنب واحد *** هو أن للإسلام ذاتي ينتمي
حاولت تُسلس كل عرق جائع *** للباذلين أكف ليث ضرغم
كم جائع في الأرض، كم من مسلم *** يشري الرغيف بكل قول محكم
ها أنت تجثو شامخاً فوق الثرى *** يا للعقيدة والسجود المكرم !
عَفّر خدودك في صعيد مثقل *** ملء الهشيم بحلمك المتحطم
عَفّر خدودك لاهجاً : " أحد أحد " *** فالكل سلم بالهوان المبرم
واسجد لربك شاكراً مستنصراً *** به للجياع وعبده المستعصم
تركوك وحدك للعُقاب وللجوى *** عارٍ ، ولا من مشرب أو مطعم
تهوي النسور إليك قبل المنتهى *** فتظل ناظرة إلى أن ترتمي
ميتاً ، وتصبح جثة – يا للنهى ! - *** أفضت إلى القدر العظيم الأكرم
يدنو العُقاب ودونه استحياؤه *** فيراك تلهج بالدعاء الخاتم
يأبى – وإن أكل الرميمة لاحقاً - *** أن يعتدي شططاً على مستسلم
يأبى – وإن كانت له قدراته - *** قتل البريء وقهر شخص معدم
تلكم رسالته إلى كل الورى *** خُص بالإشارة كل وغد ظالم
جوعاً تموت وكم هنا من مؤمن *** ترفاً يموت على تخوم الدرهم
يا ذمة الله ابرأي من قومنا *** من مؤمني زمنٍ فظيعٍ مبهم

محمد نعمان الحكيمي – تعز

تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مساء " آفاق صورة "



جود القلم

بماذا عسى أن يجود القلم *** وبالريشة المنتقاة اصطدم
ومن أي أجراحه يشتكي *** إذا كان في الحبر يسري الألم
فلا الشعر يوماً سيشفي الغليل *** ولو كان في مبتداه القسم
ولا الذكريات التي لم تزل *** نداعبها في ليالي العدم
وقد غادر النور من أرضنا *** وليل المصائب فينا ادلهم
فبالأمس كانت لنا منعة *** وقمة مجد تفوق القمم
ورايات تخفق لا تنثني *** تسير بها للأعالي الهمم
زمان استكان الأعادي وذلوا *** وصاروا للملوك الطغاة خدم
لصيحات الله أكبر دانوا *** ويلقى الردى منهمُ من ظلم
وقد كان نصر الإله حليفنا *** لجيل الجهاد قليل اللمم
سرى العدل في كل شبر ونادى *** فأسمع في الكون حتى الأصم
وأصبح في الهند للمسلمين *** وألبانيا حرمة كالحرم
فعيش رغيد وأمر رشيد *** وعز تليد حمته القيم
فسارت على الدرب أمة طه *** بنور الهدى وثبات القدم
يرتل أبناؤها كل حين *** أعدوا أطيعوا وقول استقم
فلما نسينا التعاليم ذقنا *** المرارات تترى ودب السقم
تداعت علينا نسور الأعادي *** كما تتداعى ذئاب الغنم
تداعي جياع البطون الذين *** رأونا قصاع ملأها الدسم
فهذي جيوش الغزاة اعتلتنا *** وبغداد تشكو الغزاة العجم
وتشكو فلسطين مما تعاني *** فشارون بالدم فيها استجم
وفي كل قطر تئن الثكالى *** لجرح وعرض وخد لطم
وكم من صغير يصيح ولكن *** بلا منقذ إن شكى واعتصم
وما القلة اليوم نشكوا ولكن *** مليارنا في المآسي عدم
فقد مزقتنا أيادي الأعادي *** وما جرح سهم الأعادي التئم
ترى المسلم اليوم يشكو ويبكي *** فينسى ويلهو ويهوى النغم
يقلد في العيش واللبس خصماً *** وتبع الغرب فيما زعم
يعظم أمجاد قوم سكارى *** كما عظم الأولون الصنم
ويرضى بما يصنع المجرمون *** وهل خائن يعتريه الندم
فصرنا ضحية رأس عميل *** ومستعمر مستبد جثم
وهذا النظام الذي مجدوه *** فتبت يداه مع من نظم
نظام من الغاب قد سطروه *** ففيه القوي الضعيف التهم
فعذراً إليك صغيري وصبرا *** إذا النسر مستهتر قد هجم
ولا تبتئس إن رأيت المنايا *** أو الخطب من كل فج احتدم
فما دمت تؤمن بالله رباً *** فأنت الضحية والمتهم
وكن رافع الرأس ولا تبالي *** ولا تذهب النفس حزناً وهم
وردد في وجهه أن تمروا *** بعزم قوي وأنف أشم
فإنا إلى مجدنا عائدون *** إلى منتهانا وحيث العلم
ففي ديننا الحق طوق النجاة *** وسر الفلاح وأصل النعم
لنا جولة الغد والصبح آت *** بشمس الفتوحات نمح الظلم
سنبقى مدى الدهر نبراس عدل *** كما أخبر الله خير الأمم

أحمد علي اللقاحي – البيضاء

القصيدة أخذت المركز الثاني



مأساة طفل

ليل غشى بظلامه فجراً أغر *** وكهولة برزت على عهد الصغر
وطفولة سيمت عناءً في الصبا *** وهلال يوم ذاق خسفاً كالقمر
وربيع عمر في بدايته انتهى *** وشعاع نجم في مجرته طفر
ونهاية عند البداية أقبلت *** وبداية دون النهاية تحتضر
ليل تلبد بالمآسي وانتضى *** بقساوة تطوي البوادي والحضر
مأساة طفل في حداثة سنه *** رسمت معالمها الليالي والغير
صور تشيب لها الرؤوس تأسّفاً *** ويذوب وجداً عند رؤيتها الحجر
موت يحوم حول طفل يانع *** من كل ناحية تداعى وانهمر
من خلفه نذر الحروب تتابعت *** وأمامه دقت نواقيس الخطر
طفل صغير لم يجاوز أربعاً *** من عمره أًنّى يعي معنى الحذر
هو مسلم الأبوين لاشك اعتلى *** مجدافه موج المآسي فانكسر
هو مسلم زرع الأعادي حوله *** سبل الهلاك وأشعلوا جواً وبر
هو مسلم لاشك قد عصفت به *** تلك الحروب ولم يجد منها مفر
فقد الأقارب كلهم وجثى هنا *** يستقبل الموت المحقق إذ حضر
أطرافه توحي ببؤس مزمن *** أوهى قواه وهَدّه فجثى وخر
فقراته برزت لتحكي للورى *** قصصاً من الإرهاب في أجلى الصور
أضلاعه تنبي بوضع مؤلم *** وجثوه ينبي بأشياء أخر
والنسر يقبع خلفه متربصاً *** متشوقاً يرنوا لوعد منتظر
يبدو رحيماً رغم قسوة طبعه *** مترفّقاً رغم الشراسة بالفطر
لم يقترب من جسمه مسترهباً *** لم يشقه حياً كما فعل البشر
أعطى الأمان لروحه مستعظماً *** إزهاقها حتى يوافيها القدر
هو ميّت والموت صار لمثله *** أولى وأرحم من حياة في سقر
إن لم يمت بالجوع مات بغيره *** ليل المنايا حول مرقده انتشر
إن لم يمت فلسوف يحيى ميتاً *** في قبضة التنصير في حلو أمر
سيباع في سوق الرقيق ويشترى *** ليعود مسموم المبادئ والفكر
هو ميت في الحالتين وفقده *** روحاً أعز من الحياة بلا وطر
ماذا جنى ؟ ما جرمه حتى دنى ؟ *** منه الشقاء المستطير من الصغر
فيما العناء وعمره لم يرتكب *** جرماً ولا حتى على قلبٍ خطر
لم ينتهك عرضاً ولم يسفك دماً *** لم يفتعل حرباً ولم يوقد شرر
لم يقترف إثماً ولم يسلك غوى *** لم يقتلع نبتاً ولم يقطف زهر
ببراءة الأطفال عاش ولم يزل *** يمضي إلى ميعاده زاكٍ أبر
ما ذنبه ؟ ما إثمه ؟ ما جرمه ؟ *** لج السؤال ولم يوافيه الخبر
الذنب ذنب القائمين بأمره *** العاكفين على التسالي والسهر
الجاعلين من الكراسي غاية *** أسمى وأغلا من تعاليم السور
ألقوا به وبغيره في غابة *** مملوءة رعباً وشراً مستطر
هذه المآسي بعض بعض ذنوبهم *** وذنوبهم شتى فأنّى تغتفر
أين العدالة ؟ أين من شدقوا بها *** أين النظام العالمي المبتكر
أوليس ما يلقاه هذا الطفل في *** قاموسهم ظلماً بمختلف الصور ؟
أوليس ما يجري انتهاكاً صارخاً *** لحقوق إنسان وشيئاً لا يقر ؟
أوليس ما يجري يعد جريمة *** في حق عالمنا بشكل مختصر ؟
أم أن حق المسلمين وأرضهم *** ودماءهم في حكم شرعته هدر
أمن العدالة أن تدان ضحية *** ويكرم الجاني بدعم مستمر
أمن العدالة أن تشرّد أمة *** ويقال للمحتل قولاً معتبر
الحق أن العدل في منظوره *** أمن اليهود وما سواه فلا ضرر
هذا النظام العالمي وإنه *** ثديٌ إذا لمسته إسرائيل در
هذا النظام العالمي ومن رأى *** فيه الخلاص من العناء فقد قصر
أين الذين به تغنوا واحتفوا *** من قومنا وسعوا إليه بلا حذر
أين الذين دعوا إليه ومَجّدوا *** وبه أشادوا دون وعي أو بصر
هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتجعلهم يعيدون النظر
هل يا ترى هذي المشاهد كلها *** تكفي لتصبح في مسيرتهم عبر
هل يا ترى هذه المآسي كلها *** يبقى لها في قلبهم أدنى أثر
قست القلوب ولم يعد في لينها *** أمل ولو كانت حديداً لانصهر

فتحي عبد الرحمن محمد – الحديدة

القصيدة أخذت المركز الثالث



على الجيف من يحيا ..
أنى الطيب يهواه

الشر طرّز بالضلال سماه *** والفقر أطلق في الحياة وغاه
واللهجة الجوفاء أزجى بحرها *** لجج الجريمة في سلال لظاه
والحق بالخذلان كفّن نفسه *** فإذا دموع القهر رجع نواه
وعواصف الأطماع في مضمارها *** قد أفرخت للعصر رهج عماه
ورحى العجائب شمرت عن ساقها *** وروت لحاضرنا طريف قذاه
صوراً قوانين الذئاب سوادها *** والغدر منطقُ متنها ورباه
خلعت على الحرباء من ألوانها *** ما أضحك الأقوى ورب عصاه
فاستعبد الأدنى الضعيف مهانة *** تبتز باللأواء رعد إباه
وتروّض الأسد الهصور " نعامة *** ربداء " يُسْلِم للسلام حماه
زمن الدهاقنة اللئام بَدا به *** طفل النكاية حاضناً لأساه
قد أرهق العدم الكؤود وجوده *** فتقاسم الجوع المرير قواه
وتوشح العُري الموشى بالصقيـ *** ـع أديمه ومضى يشب ضناه
وتبخرت في وهنه أدواؤه *** بغياً وألقت للعذاب حصاه
حتى الأحبة خلّفوه وغادروا *** بحثاً عن القوت الشريد فتاهوا
تركوه للآلام يلعق كربه *** ويخطّ في صلف الوجوم بكاه
ويصب للتاريخ جام أنينه *** وإدانة الأفعى البغي رجاه
حتى إذا ما ملّه الكوخ الذي *** برتابة الوجع العُتي كواه
أمّ الفضاء الرحب يغسل طرفه *** في أرخبيل الليل خلف قُراه
ومضى يلاعب غُصة الحُرَق التي *** فيها شموخ البؤس سنّ مداه
وكما رأى – حال المصيبة – أُمّه *** تأتي سجود الخاشعين أتاه
يا رب : ساد الذل رقعة عالمي *** هذا المصنف ثالثاً لغباه
وشرى الذي يخزي بمدحة فاجر *** أثنى ليحصد ما تطول يداه
ومضى يهرول خلفها ولعاً بما *** قالت " حَذامِ " فقولها أجواه
فإذا بنا في ظل عولمة الدجى *** في الظلم نغرق حاميين لواه
نفنى لكي يحيا الغني ونمتطي *** حسك الضنا كيما يدوم رخاه
ونعيش في ذيل الحياة خريطة *** يجتاحنا استغلاله وأذاه
في " دارفور " وآسيا وإفريقيا *** في كل ما زان الأذانُ سماه
باسم الحضارة والتقدم والتقى *** والزيف ما نافى النداء صداه
وأنا ولوني شاهد حيٌّ على *** هذا الذي بالزيف حاط وباه
وهنا !! أتى نسر تنزل وارتدى *** سُكنى جناحيه وحط وراه
وكقانص صلب القوام مجرب *** خبر الوقوف على بساط دهاه
عينيه سدّد كالرصاص وفي سجـ *** ـود الطفل راح يرج قعب مناه
من بعد ما أخفى تطاول عنقه *** في منكبيه تهيؤاً لغذاه
من أنت ؟ ما تبغي ؟ لا تبدو هنا ؟ *** والطفل ليس بجيفة أتراه ؟
أم خانك الأنف الشموم فلم تعد *** تدري سبيلاً للذي تهواه
ألقى خيول الردَّ في سمت وفي *** ثوب قشيب قال ما فحواه :
إني أنا شيخ النسور وسيد الـ *** أطيار والرمز الوريف عطاه
أضحيت بالبأس المفدى كعبة *** للمستجير وراعياً لخطاه
وغدوت للإرهاب برقاً ماحقاً *** يكفي تخوم الأرض نار بلاه
وأتيت أحمل للسلام غصونه *** وأسوق للطفل النكيب هناه
وأمد للتحرير إنسانيتي *** كفاً يحقق للضعيف رجاه
وبذا فقد كُلفتُ من أمم غدت *** في مجلس التحكيم نبع حداه
ولما وقوفك هكذا متربصاً ؟ *** رسل السلام وقوفها يرعاه
لا .. لم أشأ ما خلته من وقفتي *** فأنا الغني عن الذين تناهوا
ما كنت إلا مصغياً لدعائه *** ذاك الذي إرهابه أملاه
من ثم عدت مفكراً في علة الـ *** ـداء العضال وفي دلاء دواه
فوجدت ربقة جهله قد مثّلت *** في عنقه السبب الذي أغواه
فركبت معراج التأمل طالباً *** وجهاً لبتر رباطها وعناه
أضحكتني ، شيخ النسور بما حوى *** تبريرك المعسول ما أحلاه
يبدو بطهر العشب في ألق الضحى *** والجوف يرعد من خلوف رحاه
أوليس مجلس دجلكم من كال في *** جور بمكيالين دون سواه ؟
من شره أتت المعرى من عرى *** الأخلاق حين الفسق شاد علاه
في فعلك الترويع والإرهاب ما *** أفضى إليه بباطل فنماه
أنى يحب الطيب من يفنى به ؟ *** ومتى يعاف الجيف من يهواه ؟
فإذا غدوت – لغير دأب – آكلاً *** حياً وإنساناً فإنّ لحاه
من نزعة العصر الأثيم تفتقت *** بشريعة الغاب اللعين غواه
لكنما سنصد عنك الطفل ما *** كان استطاع فداءنا وفداه
وإذا غلبت فإن وافر أكلك الـ *** ـمنهوم حتماً سوف يحكم فاه
ويحيل بطشك فترةً موَّارة *** تُجري – غداً – للجيل فيك قضاه
فتبيت رهن العدل ، لا جبروت ، لا *** سلطان لا " فيتو " تُحيل دجاه
مهما علا في الدهر دخان القوى *** لا بد يدفن في لهاث ذراه

عبد الله محمد العابدي – صنعاء



حوار على ضفاف الموت

الطفل :
أيها الطير تمهل *** ارحم الطفل المكبل
إنني طفل يتيم *** ما جنى ذنباً ليؤكل
إنني طفل ولكن *** من بني الإنسان مهمل
لم يعد لحمي طرياً *** لا ولا طعمي مفضل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
أهملت ديناً عظيماً *** أخمدت روحاً وهيكل
أصبحت للكفر ملهى *** أصبحت للبغي معقل
الطير :
أيها الطفل تمهل *** أرني وجهاً تحول
إنني طير ولكن *** لم تصب ذنباً لتؤكل
لست كالإنسان قاس *** ينشر الرعب ويرحل
مسكني الغاب ولكن *** غابة الإنسان أكمل
غابتي وحش ظلوم *** نابه للهدم معول
كلنا يشكو ظلوماً *** يسقنا الرعب ويجهل
ليس لي فيك طعام *** انتصب حقاً لترحل
إن من يؤكل حقاً *** أمة تلهو وتغفل
الطفل :
أيها الطير تقدم *** هدني الجوع وأسقم
أضحت الدنيا جحيماً *** والبقاء أدهى وأغشم
مزّق الجسم وصالاً *** داوني فالموت بلسم
كل إخواني تولّوا *** إنهم أقسى وأظلم
لو درى الفاروق عني *** جاء بالزاد وأطعم
ليس لي زين بليل *** يأتني سراً ملثم
يترك الزاد ببابي *** يفعل الخير ليغنم
الطير :
أيها الطفل اليتيم *** لست لي زاداً ومطعم
إنني أرقب يوماً *** أمةً تغزو وتغنم
أمة تحمل سيفاً *** أمة تبدو كضيغم
من بلاد الكفر – طفلي - *** أبتغي علجاً مهندم
أسقه بعض جراحي *** أسقه مراً وعلقم
لم يكن يوماً رحيما *** أنت عن ياسين تعلم
إنني اليوم أنادي *** أيها الطفل لتسلم
يا بني الإسلام قوموا *** نومكم أضحى محرم
يا بني الإسلام هبوا *** أنقذوا داراً تهدم
اسلكوا درب الجهاد *** واطلبوا الجنة مغنم



قتيل الأسى

تروّى فإني قتيل الأسى
أذوق الردى
وأبقى أعاني جراح زماني
فيمشي الزمان
ويبقى القدر
فأقضي زماني
زماني الحزين
فقد طال ليلي
وطال الكدر
فأين الجموع ؟
وأين البشر
يبلل جسمي الندى
وما لاح بعد السحر
فدعني أسير
ليفنى الطريق
بجرح عميق
عميق .. عميق
كطول الطريق
لواد سحيق
فأفنى لوحدي
وتبقى العبر
ويبقى سؤالي
بجوف المحار
وتبقى الحروب
أساس الدمار
أحالت رحاها ضلوعي طحين
فجف المطر
وماتت زروعي
ومات البشر
فدعني أعض لجوعي بناني
ليقوى لساني
ويعلو ندائي
ويبلغ صوتي
فيأتي عمر
أحس بظلم يمزق جوفي
وجهد العناء
أحس بأني حياتي جحيم
وأني أموت
فأين الحقوق ؟
وأين الحشود ؟
وأين السلام ؟
وأين البشر ؟
لوحدي ألملم باقي جراحي
وصبري طويل
وجوعي أمر
يمزق كل ضلوعي
كوحش كبير
عظيم الكبر
ويفنى مدادي ويفنى يراعي
ويبقى المسير
ويبقى القدر
سئمت الحياة بدنيا الوحوش
وحوش البشر
مللت حياتي بوجه كسير
بكائي طويل
ودمعي مطر
وتبقى عظامي بمر السنين
بصوت حزين
تسوق العبر
وأفنى ويبقى جراحي كظلي
طوال السفر
وتبقى المآسي
ويبقى الأثر
وتبقى دياري
بقايا دياري
تثير السؤال
فما من جواب
وما من خبر

فايز علي دبوان – إب



من لي هنا ؟

سقط السلام وغادرت أقوامي *** وتبددت برحيلهم أحلامي
وبقيت أجمع ما بقي من ذكرهم *** يكوي الحشا ويزيد جرحي الدامي
أنا ها هنا وحدي أذوق تعاستي *** وتحفني في وحدتي آلامي
الموت في جسمي يزاحم أضلعي *** والنسر يرقب جلدتي وعظامي
فلأيّهم نفسي ستهدي يا ترى *** لذوي القضا أم للكئيب الظامي
أوليس تركي للنسور قساوة *** بل إنه من شرعة الإجرام
أوليس أن يجري دمي بين الثرى *** عار يلاحق ظله أقوامي
ذهب التقى من عالمي وبني دمي *** فابكي على مثواي يا أيامي
آه لحالي ليس لي إلا البقا *** ما عاد تحملني معاً أقدامي
يا موت زر إني أرى ما رابني *** أسفي .. جفاي .. تخطه أقلامي
ما كنت أدري ما يكنّ الدهر لي *** دنيا الأسى فرحت بها أعوامي
لا تفرحي يا نفس إني هالك *** خارت قوى جسدي وغار كلامي
ما لي سوى هذا التراب ألمّه *** بيدي وحسبي أن يكون طعامي
وسجدت حين دنى الرحيل لخافقي *** ربي ورب الطير والأنعام
فإليك لحمي أيها المشتاق لي *** دع مهجتي ترتاح من أوهامي
أهلي وأصحابي الوداع مع المنى *** والنصر كل النصر للإسلام

علي عبده راجع – أبين



الدهيماء

يا هول مأساة لها عيني بكت *** جزعاً يذيب جوانحي وفؤادي
( قبح المعيدي ) مائلاً أبصرته *** والفاجعات شواخصاً وبوادي
فالمهلكات وجوهها قد عددت *** مثنى ، ثلاث ، والهليك أحادي
جوع وداء في جسيم ناحل *** وجحيم قفر محرق وأعادي
يا للمهالك والبراءة قد بدت *** كشواء صيد في يد الصياد
ما للنجاة تقطعت أسبابها ؟ *** الموت يبدو آكد الآكاد
لكأنّي أسمع صرخة مخنوقة *** لطفولة هي تستغيث ، تنادي :
لا ذنب لي يا من أردتم مهلكي *** لم تحرقون مراتعي وبلادي ؟
لا شيء لي فيها سوى جوع برى *** عودي ، وأردى في الحياة مرادي
لا شيء غير الموت يحدوني وما *** غير التراب يمدني بوساد
انظر إلى كوخي بقفر موحش *** ما باله متناثر الأعواد ؟
تخبرك حاله عن مآسي أهله *** إذ بات نهب مطامع وأعادي
مدت له الأطماع كفاً آثماً *** وتخطفته مخالب وأيادي
فجنت جناه وورثت فيه الأسى *** والجوع يعصر فلذة الأكباد
دارت بـ ( دارفور ) الدهيماء التي *** دهمت ربا ( صومالنا ) و ( تشاد )
طحنت رحاها مطعمي بل أعظمي *** تكفيك رؤية منظري بمفادي
طفلٌ ، حُرِمْتُ طفولتي في مهدها *** ولبست ثوب كهولتي بولادي
ورضعت خوفاً قاتلاً لكنني *** لم أَدّر وجه مناصر ومعادي
كم من عيون نحو كوخي حدّقت *** ولكم أكفُّ قد عبثن بزادي
حلّت بكوخي ، أحللت فيه الأسى *** كالداء يطحن أعظمي وعمادي
ما كان غروا فعلهم ، لكنني *** مستغرب ، من بالسلام ينادي
كم من شعار زائف قد هزني *** باسم الطفولة كم سمعت منادي
ما بالها تلك الشعارات اختفت ؟ *** أم أن عيناً كحلت برماد ؟
هل أنكرتْ فينا الطفولة برأها ؟ *** أم أنها قد أنكرت لسوادي ؟
إن كان لوني داعياً في مهلكي *** فلماذا يُهلك ( درة ) أو ( شادي ) ؟
وبأي حق دمرت أوطاننا ؟ *** لا شيء ، لكن رغبة بقيادي
ما بال ( يافا ) و ( الرصافة ) دثّرت *** فيها الأمومة في ثياب حداد ؟
( حق الحياة ) فالكلاب حظت به *** وحياتنا محفوفة بكساد
بـ ( الأمن ) أو ( دعوى السلام ) كليهما *** ( الشرق ) أضحى منتدى الإفساد
فيه يُرى الإرهاب ( طفلاً ) حاملاً *** ( حجراً ) بوجه مدافع وعتاد
حكم الفراعن أن تباد طفولتي *** فلقد رأوها مشعلاً لجهاد
ما كان جرمي غير جدّي ( مؤذّن ) *** للمصطفى طه البشير الهادي
و( أمية ) ما زال قلبه موغراً *** بعداوتي مملوء بالأحقاد
وصى بها ( صفر الوجوه ) أبناءه *** فتواترت منهم إلى الأحفاد
إني بقومي ، يا لعُظم مصيبتي *** ما بالهم في غفلة ورقاد ؟
يا للعروبة للعروبة إذ غدت *** أضحيّة بصبيحة الأعياد
والموت يُمْضي في بنيها حكمه *** مُتصنّع الأسباب والأبعاد
إني أراه جاثماً في داخلي *** داء يفتّ مفاصل الأوتاد
وأراه خلفي من عيون رواصد *** لبقايا شلو مُهْلَكٍ ومباد
فكأنه في وجه ( باول ) إذ أتى *** ( دارفور ) يخفي مطمعاً بوداد
طبع العُقاب – إذا الفريسة أحجمت *** عنها الهوام – يكون بالمرصاد
أعداؤنا لعدائنا قد ( غرقدوا ) *** وتسوّروا بمسلّح ومشاد
هم يرسمون خريطة لطريقهم *** وطريقنا مفعومة بقتاد
يبدون وجهاً بالسلام موشحاً *** يغرون فيه أعين القواد
هم قلة جاسوا خلال ديارنا *** وجموعنا بغثائها المزياد
إني – وإن أمست يباباً بلدتي *** وتحولت أفياؤها لرماد –
سأظل أجثو ساجداً في طهرها *** رغم العناء وكثرة الرصاد
ليصير موتي فوق أرضي عزة *** لطفولتي ، وليعظم استشهادي
إني إذا ما مت تنبت أعظمي *** جيلاً بقدر صلابتي وعنادي
جيل له نور المصاحف مرشد *** إني عقدت من هداه قلادي
مهما يكن عجزي فحبي موطني *** فخر ، وموتي في حماه مرادي

صادق عباس حزام - عدن



بكى الغيور

كتبت بالدم لا بالحبر ما كتبا *** واغرورق الدمع في عيني وانسكبا
تدفق الشعر والأفلاك واجمة *** والبدر منكسف والطالع احتجبا
في أي عصر أنا يا قوم أمتنا *** وباتت على وتر واستهوت الطربا
ماذا سأكتب فالأقلام حائرة *** والجرح منتكئٌ والحبر قد نضبا
والأمن موعده حبر على ورق *** كوعد عرقوب ما أملى وقد كذبا
فكيف أكتب عن طفل وقد خجلت *** منه الحروف وماج الشعر والطربا
والجوع أنحله والغدر شرده *** والفقر أتعبه والجارح انتصبا
مطأطئ الرأس والعينين شاخصة *** والنصر منتظم والموعد اقتربا
حان الرحيل أيا صحراء فانتجعي *** فما الحياة لطفلٍ عاش مغتربا
يكابد الظلم والمأساة تلفحه *** والطفل في رمق يستنجد العربا
مخالب النصر وا غوثاه قد برزت *** وجارح النصر وارحماه قد تعبا
ماذا سيأكل أعظاماً وقد هزلت *** أو المفاصل أما الجلد قد عطبا
هل أنت يا نسر فرعون وأبرهة *** أكاد أجزم أن الشعر ما كذبا
أم أنت يا نسر شارون وزمرته *** ما لي أراك لأرض العرب مغتصبا
أم أنت يا نسر أمريكا أتوعدنا *** أين الوعود وعز القدس قد سلبا
هل يشتكي الجوع والظلماء تدهمه *** أم يشتكي الخوف والقناص قد وثبا
أم يشتكي اليتم لا أمٌ تلاطفه *** أما أبوه بكف الغدر قد صلبا
أم يشتكي البرد لا ثوب وقد رجفت *** منه المفاصل والمليار قد شجبا
أم يشتكي فرقة بتنا نكابدها *** عذابها إخوة الإسلام قد وصبا
وا لهف نفسي على الإسلام وا أسفا *** بكى الغيور على الإسلام وانتحبا
تكابد الظلم والإسلام مغترب *** وحامل الدين في أيامنا اغتربا
أقول ما قلت لا يأساً يخامرني *** فالناصر الله والميعاد قد قربا
نحن الأسود إذا ما الحرب قد برزت *** نسل فيها إذا ما ازورّت القضبا
تبقى الأسود وإن كلّت مخالبها *** تلقى الفريسة في أنيابها العطبا
مزجت بالدمع أبياتي وقافيتي *** وما البكاء معيد للذي ذهبا
وما التوجع إن عانيت من حرق *** يعيد في القدس أو بغداد ما خربا
نيل الشهادة درب ليس يبلغه *** إلا الذي للحسان الحور قد خطبا
نيل المفاخر تاجٌ ليس يلبسه *** إلا الذي من حياض الدين قد شربا
درب الكرامة صرح ليس يركبه *** إلا الذي فوق صرح المجد قد ركبا

علي أحمد السعيدي – حجة



فرائس الأعداء

أو ما تروني في العراء مشردا *** بين الوحوش عن الثياب مجردا ؟
الجوع أرهقني وأبدى سوءتي *** والفقر أسلمني لأهوال الردى
وأبي وأمي يبحثان عن الغذا *** وأظل وحدي بالكروب مصفدا
أنا – أمة الإسلام – طفل حائر *** من بينكم أصبحت كبشاً للفدى
أنا – أمة الإسلام – جرح غائر *** لم يملك الطب الحديث له يدا
أنا – أمة الإسلام – رمز للمآ *** سي حينما صرنا فرائس للعدا
وعدوا بأن يحموا الحقوق فما رعوا *** حقاً لمسكين وخانوا الموعدا
لم يرحموا طفلاً تعثر سيره *** بل جردوه وقدموه على الغدا
أنا لا أبالي بالأعادي بعدما *** أيقنت حقاً أن موعدهم غدا
يا أمة الإسلام هذي صورتي *** نُشرت لتنشر سيف قومي المغمدا
يا قوم كفوا عن عميق سباتكم *** فحقوقنا ذهبت بغفلتكم سدى
كم جاد علج حاقد لشعوبنا *** ومضى بذاك منصّراً ومهوّدا
وأرى كثيراً من بني الإسلام لم *** يصلوا قريباً مؤمناً وموحدا
أوليس بين المسلمين تراحم *** أوليس فيهم محسنٌ يروي الصدى ؟
أوليس فينا يا بني الإسلام من *** يحيون ماضينا العتيق الأتلدا ؟
أو من يذكرنا بعثمان الذي *** لله قدّم ماله وبه افتدى
أو من يذكرنا بعوف والألى *** عقدوا لدى البأساء ألوية الندى
صنعوا من الأموال مجداً نوّروا *** بعطائهم ليلاً بهيماً أسودا
يا رب أنت إلهنا فتولنا *** فلكل باب دون بابك أوصدا
ولئن أردت بنا البلاء فإننا *** أرضى البرايا بالقضاء وأحمدا

عبد الله محمد بارجاء – مأرب



الصليب واليهود في فيلم جديد

ماذا أقول وكيف أبعث منطقي *** ولمن سأبكي بين هذا الملحق
صور تثير بها " مساء " مشاعري *** فتهدني وأنا أقول لها : ارفقي
طفل صغير ليس يدري ما الذي *** يجري بأرض الغرب أو بالمشرق
قد جاء في أرض تشيطن أهلها *** وضعوه في كهف الظلام المطبق
بل أغمضوا عينيه عن نور الهدى *** ليشبّ في حقد وغيظ مطلق
جاؤا إليه يخلصوه من العنا *** أسمعت هذا في الزمان الأسبق ؟
أسمعت أن بني يهود قلوبهم *** تهب الحنان وبالعطايا تشفق ؟
لكنه حقد يهودي بدا *** في زيه المتدنس المتملق
لم يكفه أرض العراق بحقده *** قد هَدّها وكذاك أقصانا النقي
لم يكفه كشمير شتت شملها *** بغياً وعدواناً فجاء لمن بقي
وببوسنة الإسلام كم طفل بها *** دفنوه حياً فارتقبهم واتقي
فأتوا إلى السودان لما أن رأوا *** راياته تأبى الخضوع وترتقي
ورأوا بلاداً خيرها في أرضها *** أزهى من الفجر الذي لم يخفق
لبسوا رداء العطف يا ويح الذي *** لكلامهم أصغى ويا ويل الشقي
هم يرتدون لكل قوم زيهم *** كالحية الرقطاء كالمتملق
أنا لا أقول سوى الحقيقة والذي *** سَوّى البرية لست بالمتشدق
ما دام للإسلام قلب نابض *** يمشي به في الناس دون تزلق
سيظل حقدهم يجمع جنده *** ليبيده هذه الحقيقة فانطلق
يا أمة المليار ماذا قد جرى *** قومي فنومك صار حقاً مقلقي
نار الفجيعة قد سرت في أضلعي *** لهباً يثور وحرّها كالزئبق
أسفاً على قومي الذي استبدلوا *** بالدين دستور العدو الأخرق
قد أشربوا حب الحياة قلوبهم *** ولأجلها يا سيدي لم نلتق
الغرب يحشد جنده يا ويحكم *** حقداً وأنتم كالبليد الأحمق
وتخلفت عن ركب كل حضارة *** واستسلمت للعابث المتفسق
أبناؤها كانوا الأسود زئيرهم *** يخشاه كل مغرب ومشرق
واليوم في أحضان كل مهرج *** أو لاعب أو عابث ومنهّق
قوم كسالى في الحياة همومهم *** في مأكل أو مشرب في الفندق
والغرب يحصدهم ويفني عمرهم *** فحياتهم هي خندق في خندق
يا أمتي هذا الصليب وهذه *** أطماعه جاءت إليك فصدّقي
هذي مؤامرة تدور وهذه *** خطط يدبرها الذي لم يشفق
فيلمٌ ومخرجه الصليب وأهله *** من كل صوب قد أتوا أو مفرق
ليدنسوا أوطاننا ويشوهوا *** أخلاقنا فاقرأ سلامك يا تقي
يا صاحبي قد أزهقت أرواحنا *** حزناً وإن قلنا لهم لم تزهق
حدّق بعينك في الوجود وقل له *** أنا مسلم لمّا يُسَفّه منطقي
أنا مسلم لكن قومي في الدنا *** تاهوا وللأعداء ألفا زورق
يا سيدي هب للفؤاد مواطناً *** يرتاح فيها في الزمان المرهق
فلقد تعذب أزمناً بشعوره *** الدفاق في إحساسه المترقرق
امنن على الإسلام منك برحمة *** مغداقة لنظل منها نستقي
وامنن عليه بمن يطيّب جرحه *** في جمعنا المتشتت المتفرق
خذنا إلى درب الخلاص وفكنا *** من كل قيد في الدنا أو مأزق

محمد الورد علي – الحديدة

المصدر : مجلة مساء العدد 30 / صفر 1426هـ

تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #51  
قديم 25-02-2011, 07:21 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (2)





عروج الهمم

تسلّق سبيل الهداة العرب *** وطاول بعزم عنان السحبْ
فأنت كأنفٍ رفيع المكان *** وغيرك يهوي لجرَّ الذنبْ
تسلّق بثوب الحياة النجاة *** وضمَّ الأكف وضمَّ الركبْ
ودَعْ عنك ثوب القساة العتاة *** ودّعْ عنك ثوب الضلال الخَرِبْ
بثوب البياض وهمَّ الرجال *** ستهزمُ ليلاً شديدَ الكربْ
فما عاد يُجدي قعودُ الجمال *** ونوم الكسالى وصوت الطربْ
ترفّع فحولك سيل الدمار *** وخلفك طيش كواه الغضبْ
فجدّك سعد وأنت الوليد *** وأمك حفصٌ، فنعم النسبْ
قويّو السَّنان، فصيحو اللسان *** نقيّو الجنان، كعرق الذهبْ
صعدت وتدري بأن الصعود *** محاطٌ بموج الهوى والوصب
أتعلو وحيداً على مصعدٍ *** تنادي الأحبة: أين اللهبْ؟
شممتُ الرجولة في عزكم *** ولم أر ناراً تجيب الحطبْ
فهل أشعل القوم ذرَّ الغبار *** فغطّى الغبار السنا وانتحبْ
فأضحت جراحي مُبْكى الجراح *** تئن وتشكو انهزام الخطبْ
أنمتم؟! وسار فحولُ الأنام *** لأغلى وسام وأعلى لقبْ
تنال المعالي بهجر النعيم *** حرام المنال على من هربْ
ولو رمتُ غُسلاً بماء الظلام *** لخضت برجلي حتى العَصَبْ
وسرتُ على شط بحر الهروب *** فحزت الثناء وتاجَ الرتبْ
أَبَيْتُ انتظارَ زمان الخلاص *** قفزت إلى نهج من قد ذهبْ
فلبّى العمود وصاح: الرحيل *** هلمَّ إليّ إذن واقتربْ
أنا وَتَدٌ قد نشرتُ الجذور *** بتاريخ جَدًّ وأمًّ وأبْ
أضأتُ بنوري ذرا المشرقين *** تشبّث بنوري وسر وارتقبْ
فإنّ فؤادي مضى للسماء *** فأنّى لعزمي بلوغُ التعبْ؟
وهمّي ترقى نطح النجوم *** فإمّا الوصول وإمّا الطلبْ؟

رياض بن عقيل أبونمي – حضرموت




طوفان العولمة الفكرية

إلى أين ترقى؟ بما تحتمي؟ *** أترقى السماء بلا سُلّمِ؟
أحاط بك الويل من كل صوب *** كما لُفّ عقْدٌ على معصمِ
تعولمت الأرض من حولنا *** ليعبثَ موجٌ بنا يرتمي
وجاءتْ من الغرب أمواجه *** تساوم في إرثنا القيمِ
فحارتْ لدى الفيض كلُّ العقول *** ولم ينج منه سوى المُحْتَمِي
تعرتْ وجوه، وزلّتْ بها *** إليه غباوات رأي عمِ
لتَقْبَل منه رؤى مظلمات *** لترتع في لجها المظلمِ
وأخرى استقلتْ طريقاً غريبْ *** لتلقى من الويل موجاً ظمِ
أتانا ففرّق منا الجموع *** بسيف إلى عقله ينتمي
وجاء بزِيًّ ووجه جديد *** وفكرٍ كما شاء للمسلمِ
يريه التراث زماناً خنا *** عقيماً وفي قعر جُبًّ رُمِي
أحاط بنا موج طوفانه *** فكيف الخلاص؟ بمَا نحتمي؟
ففي شاشة العرض أنيابه *** ويهمس بوق الخنا بالفمِ
ويعرض في السوق إنتاجه *** لهذا الثّرِيّ وذا المعدمِ
فهل كنت منه تريد النجاة *** فقد صار منك بمجرى الدمِ
لماذا خسرتَ وصرت الغريق *** وما نؤت عنه من المجثمِ؟!
لأنك ضيّعتَ سبل النجاة *** لتلقى زماناً به تندمِ
ونحن الأُولى جاء فينا الرشاد *** شربناه صافٍ من المُحكمِ
لنا الفكر إرث عن الأنبياء *** يشعُّ سناه هدىً فاغنمِ
فعم ضياه الدُّنا رحمة *** تفك القيود بحدّ الصمِ
فمنها بدأنا بها نحتمي *** فأُنجدْ إليها ولا تُتْهمِ
وأطلق سراحك من فكرهم *** وعالجه سُقْماً من البلسمِ
ولا تحسب الماء عذباً زلال *** فما كان يوماً سوى العلقمِ
وأمسكْ بحبل شديد الوثاق *** نجاة لمن شاء لا يصرمِ
فهيّا جميعاً لبرّ النجاة *** بفلك عنيد ونورٍ همِ

عادل أحمد الزليل – حجة





هذا بما كسبت أيادينا

أيُغْرِقُ السيلُ أمجادي وشاراتي *** أم يستبيح العدى عِزّ الكراماتِ
هذا لعمري عقاب الله أرسله *** كي يَغْسل الأرض من سوء الدناءاتِ
سيلٌ تعدّى حدوداً كي يؤدبنا *** بما كسبناه من شر البلياتِ
في البر والبحر عَمّ الإثمُ ثم طغى *** فاستبدل اللهُ راياتٍ براياتِ
عجبتُ من معشر خانوا رسالتهم *** واستعصموا بالهوى دين الضلالاتِ
يا لائمين كفى لوماً ففي كبدي *** منكم جراح تنزّتْ بين آهاتي
لا تحسبوا أنني ممن تجارتُهم *** محارمُ الله أو خانوا الأماناتِ
لا لستُ ممن بغوا في الأرض وانتكسوا *** إلى الرذيلة عاشوا للملذاتِ
نعم تحلّيتُ بالأكفان مبتغياً *** موتي شهيداً لكي أحيا بجنّاتي
إني تمسكت بالإسلام معتصماً *** وتبتُ مستغفراً من كل زلاتي
لما طغى الماء آفاقي حملتُ على *** سفينة الروح أنواري وراياتي
بالأمس كُنّا وكان المجدُ مركبنا *** والعزُّ رائدنا عند الفتوحاتِ
هذي مبادئنا في الكون شامخة *** من وحي خالقنا ربّ البريات
ما لي أغنّي زمان العز فانهملتْ *** مني الدموع على أنّات أبياتي
واليوم صرنا ذيول الكفر وا أسفي *** فالقرد يُفسدُ أمجاد النبواتِ
ما بالنا اليوم نُصْلَى نارَ محنتنا *** ونُجْرع السمْ من أشداق حياتِ
القهر مركبنا والذل سائقنا *** والضيم يطعمنا وَحْلَ السياساتِ
يا قادة العرب هل ماتت ضمائركم *** أم أنكم قد رضيتم بالتفاهاتِ؟!
ما بالنا اليوم نجني من سياستكم *** عارَ المذلّة والتنكيس للآتِ
ما بالنا اليوم ننسى سرّ نهضتنا *** ونكتوي تحت ويلات الولاياتِ
كأننا لم نكن والله غايتنا *** نخاطب السحب من صرح الحضاراتِ
وا حر قلباه، هل لَمٌّ لفرقتنا *** فالغرب يقصفُ أوطاني وجناتي
والله لو صدقتْ نياتُنا لغدتْ *** أفواجُنا مدداً في نصرنا الآتي

عبده خالد أحمد – تعز





صراع البقاء

آثرت صمتي فاستهلّ رثائي *** وبقيتُ وحدي أستلّذ بُكَائي
وصعدتُ أستبقي الحياة وهدّني *** ألمي وجَالَ بخافقي خيلائي
في كل زاويةٍ يطاردني الردى *** ويطول من لقيا الردى إيماني
أنّى ألتفتُ أرى الحياة بلا قعاً *** وأرى بكل بُقيعةٍ بَلْوائي
قد أعتمتْ كلُّ الدروب بساحتي *** وأضعتُ في ليل العناء ضيائي
ضاع الرجاء هنا وحاط بجثتي *** ماءٌ يريد بدفقه إطفائي
ما عاد في رَمَقِ الحياة سوى الردى *** ينتاب أوردتي ودفق دمائي
والقلب تثقله الهمومُ بوقعها *** ويثير أوجاع الأنين بكائي
ما باله الطوفان يزحف شطّه *** ويحوطني من سائر الأرجاء
ما باله الطوفان سَدّد سهمه نحوي *** وضاق من البلاء فضائي
وتكاد تخطفني الرياح بهوجها *** وتخرّ من هول الدمار سمائي
وتكاد تصعقني مناظر إخوةٍ *** شطَّت بهم أمواجه الهوجاءِ
دفنت معالمهم وأنهت عهدهم *** وغدوا كنَصَّ صحيفة بيضاءِ
في كل مفترقٍ تلوحُ شخوصُها *** لتمدّ صرخة نجدةٍ ونداءِ
رحلوا عن الدنيا بغير تحيّة *** وطواهمُ الطوفان دون عناءِ
لكأنّهم ما سَطّروا أعمارَهم *** أضحوا كأَغْرَبِ قصة بَكْماءِ
وطواهمُ الطوفان في جبروته *** وغدوا كطيفٍ موجزِ الأنباءِ
كم من ديارٍ أقفرتْ من أهلها *** لتطلّ صورة عبرةٍ دكناءِ
وغدوتُ أرفُلُ في حنوط منيتي *** ويثور بين جوانحي استجدائي
رباه.. قد ضاق الوجود ومَلّني *** هذا العمود وخانني استقوائي
رباه.. قد عظمت مصائبنا فمَنْ *** يا رب غيرك يستجيب دعائي
لكن برغم فجيعتي في خافقي *** أملٌ وتسليمٌ بكلّ قَضَاءِ
لكأنّه الطوفان رغم عُتُوّه *** طهرٌ يزيل جرائم السفهاءِ

محمد أحمد فقيه – بيت الفقيه




المتشبث بالموت

مساءً فاعذريني يا مسائي *** وصبحاً فاغسلي عني حيائي
وغَطّي الذلّ في حَرْفي بثوبٍ *** قشيبٍ مفعمٍ بالكبرياءِ
وصُبّي من شذاك على القوافي *** ورُشّيها بزخات النقاءِ
ولُمي ما تفرّق من شتاتي *** وأضرمي نار حرفك بانطفائي
لعلي أن أرى شيئاً فشيئاً *** وأسمع ما يجلجل في فضائي
كأنّي بالمحاصر يبتليني *** بأسئلةٍ ويصرخ: وا شقائي
تسونامي وشاراتٍ ثلاثٍ *** لقد أضحى حصاري كهرومائي
فأيّهما يكون أرقُّ طبعاً *** فأدخل فيه ممتطياً غبائي
وأيّ الشرَّ أهونُ من سواه *** وأيُّهما يدقّق في اقتفائي
فقلتُ: أجَلْ علقتُ وكيف تنجو *** ولذتَ بما يعجل بالفناءِ
وما يغني التشّبثُ عنك شيئاً *** إذا نزل الموكّل بالقضاءٍ
إذا التنور فار فليس يغني *** سوى قلبٍ تعلّق بالسماءِ
وما يبكيك أهونُ من عدوٍ *** يؤجّج نار حربه من بكائي
وخنجرُه يسافر كلّ يومٍ *** إلى جسدي ويسبح في دمائي
ويقطعَ بعض أوصالي ويمضي *** فيشويها ويا شرَّ الشواءِ
ويشربني كآخر كأس خمرٍ *** ويرمي العظم عارٍ في العراءِ
ويسكب في بقايا الروح رقّاً *** فأُطرقُ طائعاً مثل الإماءِ
وينشرُ في ضميري كاسحاتٍ *** تزلزلني وتسلبني هنائي
تدمرني وتتركني هشيماً *** تبعثره العواصف في الشتاءِ
لَكَم ناديتُ من حولي عساني *** أرى نصراً يعجّل بالشفاءِ
ملأتُ الكون من حولي صراخاً *** فما أجدى وما أغنى ندائي
فلا أملاً بمعتصمٍ يرجّى *** ولا حُلماً بخطَّابٍ إزائي
ترجّلْ يالمحاصر فاقتفيني *** تسلّح بالعزيمة والإباءِ
أنِخْ كل المخاطر وامتطيها *** وقاومْ ما استطعت وكن فدائي
فهذا الحلَّ في زمن التلاشي *** وعين النصر في زمن الغثاءِ

رياض عبد الله الحمادي – تعز



بقولِ : كُنْ

جلَّ الذي غَمَرَ البرايا كل آن *** غيثاً من الرحمات فضلاً وامتنانْ
مُلِئتْ بهذا الغيث كلُّ جوانحي *** حتى انتشى الوجدان وانتعش الجنانْ
عجزتْ لغاتُ الشعر عن شكرٍ فقد *** كَلّتْ بلاغة كُلَّ سحبان البيانْ
ما أروع الماء الذي ملأ المدى *** لُجَجَاً تجلّتْ في جمال للعيانْ
الماء يربو لُجّة لكنه *** غيث الهنا برداً سلاماً وأمانْ
يطفي لهيب القحط في أرجائنا *** ومُحُوْلَ نفسٍ قد تنفّستِ الدخانْ
ويطهّر الأفق الملوّثَ غاسلاً *** آثامَنا وعن القلوب ركامَ رانْ
لا تعجبوا كيف المياه هنا رَبَتْ؟! *** فبقول ربي (كن) لذا الماء فكانْ
وخزائن الرحمن تزخر أبحراً *** جوداً غزيراً للورى إنساً وجانْ
وقف المرور بدا حضور غيابه *** لما طغى الماءُ الشوارعَ والمكانْ
وقف المرور سوى انسياب الماء في *** مرأى به ارتسمت مباهج مهرجانْ
وأمام ذا المرأى البهيج وجدتني *** قد خضته وتغيب فيه الركبتنانْ
والقلب يخفق في الحنايا راقصاً *** من نشوة غمرت شعوري والكيانْ
دفعت بجسمي أرتقي هذا العمود *** أرى إطاراً من عَلٍ زانَ المكانْ
وعلى العمود تسلّقتْ كَفّاي والرجلان *** أصعد كي يؤانسني احتضانْ
وتشم روحي حين تسبح في المدى *** للغيث نكهته وأنداء الحنانْ
أعلو على هذا العمود مرتلاً *** لله آي الحمد تصدح كالأذانْ
يسري صداه إلى مسامع عصرنا *** وأنا وصورة ذي المياه الترجمانْ
فالماء روح حياتنا قد سَبّحتْ *** ذراتُه المولى العظيم بكل شانْ
لو ماؤكم غورٌ فمن يأتيكمُ *** بمعينه، من غير ربي مستعانْ؟
أَعْظِمْ بها من آية في سِفْر هذا *** الكون يقرؤها الحجا والمقلتانْ؟
فانظروا إلى آثار رحمة ربنا *** فبأيّ آلاء الإله تكذّبانْ؟

صالح سعيد المريسي – تعز



بشائر النصر

بشائرُ النصر لاحت في دجى الظلم *** تزفُّ في نورها البشرى لذي الهممِ
بشائر النصر تدعو كل ذي شرفٍ: *** يا طالب العزّ ثِقْ بالله واعتصمِ
فالنصر آتٍ وقد لاحت كواكبه *** رغم اشتداد ظلام الموج والخضمِ
النصر آتٍ وقد لاحت كتائبه *** - واهاً لهم- هُمْ ليوث الغاب والأجمِ
من كلّ حرًّ سَمَا عن كل ناقصة *** يَهْوي الشموخ قويًّ فارس وكَمِي
هم فتية طهّر الإسلام أنفسَهم *** بتوبة فارتووا من طيّب القيمِ
يجدّدون لنا الإقدام حيث عفتْ *** منه الرسوم وأضحى دارس العلمِ
قد جَنّدوا سعيهم للدين ليس لهم *** في غير نصرة هذا الدين من هممِ
وجمّلوا سعيهم بالخير فاتسمت *** بالمجد أخلاقهم والجود والكرمِ
لا ينثنون لما يلقون من كَرَبٍ *** دهياء معضلة تجري على سقمِ
ولا يصدهمُ عن قصد غايتهم *** ما نابهم أبداً من فارح عَمِمِ
هُمُ الرجال إلى العلياء قد وثبوا *** بقوة فهموا في الناس كالنجمِ
قد أدركوا بضياء العلم أنهمُ *** أهلُ المكارم والتمكين في الأممِ
وأن أنوار هذا الدين بالغة *** لكل صِقعٍ بلوغ الفجر والعَتَمِ
لن يبق سهلٌ ولا هدٌّ ولا جبلٌ *** بل أي دار بأرض العرب والعجمِ
إلا ودانتْ بدين الحق واتخذت *** نوراً تشير به من أطيب الكلمِ
إما بعزًّ يُعزّ الله من عَمُرَتْ *** قلوبهم بجميل الذكر والحكمِ
ومن تعامى عن الآيات في صلفٍ *** أذلّه الله رب العرش بالنقمِ
فأبشري أمتي يا خير من وطأت *** أقدامهم في الثرى بالقادم البسمِ
واستمسكي أبداً بالحق وانتصري *** للحق كي تخرجي من حمأة الظلمِ
عن غاية النصر لا تصغي لملهية *** لا تعجزي عن طلاب العزّ لا تنمي
واستنهضي العزم إن النصر مُرْتهنٌ *** بالحزم والعزم لا بالرقص والنَّغَمِ
متى يكن تُدْرِكُ الآمال أمتنا *** طوبى لها ويعمّ الخيرُ في الأممِ

نايف محمد الحاشدي – إب


أروع القصائد في وصف صورة معبرة (1)

http://saaid.net/wahat/q139.htm


موضوع انتقاء من مجلة مساء العدد 33 / ذو القعدة 1426هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #52  
قديم 25-02-2011, 07:24 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)




كنا سادة الدنيا

تربّص أيها المحتال حيناً *** فلست ببالغٍ منا الظنونا
أغرّك أننا أشلاء شتى *** وأن عدونا أضحى مكينا
وأنا قد تناسينا بعصر *** هويتنا وأنفسنا نسينا
وعطّلنا الجهاد وكان ركناً *** يقوم عليه ملك المسلمينا
تُعزُّ بإخوةٍ لك من يهود *** على صدر العروبة جاثمينا
وتستقوي بأبناءٍ لعمًّ *** نصارى في العراق مخيمينا
وتنسى أننا كنا أسوداً *** نذود عن الحمى نحمي العرينا
ألم نكُ سادة الدنيا وفينا *** أبو حفصٍ أمير المؤمنينا
يوجّه خيله شرقاً وغرباً *** ويبعث بالجيوش الفاتحينا
تدكّ قلاعَ قيصر باسلاتٍ *** وتقتحم المعاقلَ والحصونا
وتطفئ في المدائن نار كسرى *** وتفتح أرضه فتحاً مبينا
ألم نك سادة الدنيا ملوكاً *** تدين لنا ملوك العالمينا
ملكْنا شرقها والغرب فتحاً *** وأخضعنا الممالك أجمعينا
رفعنا راية الإسلام عليا *** ونكّسنا لواء الملحدينا
أغرَّك أن ترى اليوم انتكاساً *** وذلاً وانهزاماً حلَّ فينا
ومجداً شاده الأجداد أضحى *** بأعماق الثرى ميتاً دفينا
سننبشه من الأعماق يوماً *** وحياً سوف نبعثه يقينا
سنبعثه إذا هبّت عليه *** غداة غد رياح الثائرين
غداً ستهبُّ من دم كل حرٍ *** شهيد في سجل الخالدينا
ومن دمع الأرامل والثكالى *** ومن زفرات كل الموجعِينا
رياح صرصر كرياح عاد *** أعاصيراً على المتربصينا
تدمّرُ كل ما تأتي عليه *** وتجتاح السهولة والحزونا
تطهَّر أرضنا من كل رجس *** وتجتث الغزاة الغاصبينا
وتسحق كل عسف واضطهاد *** وتعصف بالطغاة الحاقدينا
وحيئنذ أراك بثوب ذلًّ *** حقيراً خانعاً فينا مهينا

غالب أحمد صلاح – الحديدة

تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا


دمشق وتربص الضاري

غفتِ الشموسُ ونامت الأنسام *** واستيقظت في جرحنا الآلامُ
وتضاءلت عند المساء حياتنا *** وتلاشت الآمال والأحلامُ
ماذا أقول.. وكيف أوصف ما أرى؟ *** والمفردات حجارةٌ وحطامُ
ماذا أقول.. وكيف أرثي أمة *** ذهبت بنور صمودها الأيامُ
باتت بلاد المسلمين فريسة *** ترنو إلى خيراتها الأقوامُ
تمتد من خلف الظلام مخالبٌ *** مسعورةٌ وخناجرٌ وسهامُ
يجترنا الضاري وينهش لحمنا *** وتلوكنا الأنيابُ والأسقامُ
والرعب يفترس النفوس محطماً *** ما شيَّد الإصرارُ والإقدامُ
لف الظلام ربوعنا فأطلَّ من *** خلف التلال الشر والإجرامُ
يرنو إلى خطواتنا متربصاً *** لما غفا عنه الرعاة وناموا
يا أيها الشره المطلُّ برأسه *** ما عاد زادٌ عندنا وطعامُ
فرغت موائدنا وغار شرابنا *** واستنزفت من حولنا الآكامُ
القدس ثكلى والعراق ممزقٌ *** لم تبق إلا فارسٌ والشامُ
إني أراك إلى دمشق ميمماً *** فاحذر.. فإن دروبك الأوهامُ
إن كنت ذئباً غادراً في طبعه *** فدمشق فيها الليث والضرغامُ
جاءت ضواري الغرب قبلك ها هنا *** وعلى صدور البائسين أقاموا
جاءوا لنشر عدالة دولية *** أوصى بها القسيس والحاخامُ
نصبوا بأرض الرافدين مذابحاً *** فجماجمٌ منثورة وعظامُ
الموت في بغداد بات مسيطراً *** ما عاد في ((دار السلام)) سلامُ
طبع الشراسة في العلوج مؤصلٌ *** ومتى الذئاب على العداء تُلامُ؟
باسم التحرر صُودرت أفواهنا *** وأُدينت الكلمات والأقلامُ
لكن صوت الحق أعلن رفضه *** وأطلَّ من غمد الشقاء حسامُ
ما طاب للأعداء في بغداد أو *** في القدس – يوماً – مجلسٌ ومقامُ
إن مزّق الأوغاد وجه حضارتي *** وغدت تسوس أمورنا الأقزامُ
فغداً سينتصر الإباء لنفسه *** ويعود ينشر ضوءه الإسلامُ

محمود وهيب قافر - الحديدة
المركز الثاني وحصل على 444 ريالا


هجير المنافي

قالوا بأنك خلف الريح ترتجف *** مشتت الفكر مسلوب النهى دنفُ
وأن عينيك ترحل في الأسى زمناً *** وقلبك الحرُّ بالأحزان ملتحفُ
قد هدك الجرح والأنواء تشعله *** وشاخ عزمك والأحلام تنقصفُ
وضاع دربك واندست معالمه *** وهد زنديك ما قد صاغه الصلفُ
قد مر عمرك كالأوهام أسغبه *** جدبٌ.. وفي مخدع الآمال تعتكفُ
تصوب الحلم في الأحداق أمنية *** تهوي ((ويسخر من تصويبك الهدفُ))
تفلسف الوجد تستجدي عواصفهُ *** وفي مهاوي الردى يلهو بك الشغفُ
في كل مهد تحس الصمت زلزلة *** يطاول البوح تسترعي له الصحفُ
وفي السماء بروق الوعد ترمقها *** حبلى.. وفي متنها الإملاق والترفُ
ها قد أتى الليل في كفيه ألويةٌ *** من الهموم وفي آفاقه سجفُ
ها قد أتت زمر الآلام متخمة *** من ثقلها وبدا في طيها السرفُ
فأفصحت عن مسير الحزن أسئلة *** طالت كما امتد من إيمائه الشطفُ
وطاولت في شموخ الجرح سوسنة *** وساومت في معاني بدئها الألفُ
ووشوشت عنك أحلام منمقة *** فكنت فوق ما اجترح الواشون متصفُ
ماذا تبقى؟ رمال الأرض ظامئةٌ *** وأنت من وجع الصحراء ترتشفُ
شربت حزنك في صمت وفي ألم *** ويستفز صدى أيامك الأسفُ
منافي العمر في عينيك أحجية *** وفوق ظهرك من أثقالها سدفُ
لبست جلد الصحاري دونما حلل *** ورحت من صلف الأوقات تعتلفُ
رويت من دمك الصحراء وانهمرت *** دموع قلبك تروي بعض ما اقترفوا
ماذا ستنوي؟ مطايا الليل زاحفةٌ *** وفي جفون الضحى من فيضها نتفُ

محمد أحمد فقيه – الحسينية
المركز الثالث وحصل على 333 ريالا


فتربصوا

حُبست خيوط النور في حفر
الضمائر
فإذا القلوب المظلمات كأنها
لشعاعه لحُدت مقابر!
نزل الظلام بساحنا
فتفحّمت آفاقنا!
ودم الأصيل تساقطت
قطراته
قطران يغمر أرضنا
والليل: من قار الدجى
نسج الستائر
والمكر – في خبث – بنا
متربص
يقظان
يستبر الغوائر
أمسى ثعالة كامناً
كالليث
لا يخشى الدوائر
وغدا أميراً
في ثغور
غادرتها أسدها
لتعيش آمنة بأسوار الحظائر
أضحى مليك سهولنا
وجبالنا
يلتذُّ لعق جراحنا
ثملان
يطرب من نشيج اليُتم
من إيقاع أنات الثكالى
إذ تنوء به الحرائر
بقرت مخالبه بطون ترابنا
واستخرجت من رحمه بكر
الجواهر
والعين ترتقب الغد المأمول
تنتظر البشائر
مهلاً
رويدك
قد وطئت على الجمار
تستف مل سعيرها
تصلى
تطاردك الحجار
والموت من كل الجهات
أتاك مُتقداً على موج القفار
يحد بالناب.. الأظافر
ها قد وجدت أبا الحصون
بني الأسود
تفك أغلال القيود
تحطم الأسوار
باسم الله
كالإعصار
لا تخشى المصائر
والنصر
قد رسمت أكف حماسنا
قسماته
كالفجر في بسماته
دوّى له التكبير من كل المنابر

سعيد بن سعيد غالب - تعز
المركز الرابع وحصل على 222 ريالا


ضبابية المشهد

هو المكر في المشهد الحاضر *** يشير إلى الثعلب الماكرِ
ويُلقي الغموض على شاهد *** تمتع بالمنظر الظاهرِ
فراح يُوزع إحساسه *** على صفحة الطرس كالشاعرِ
وطار به الحرف في صورة *** ضبابية اللون للناظرِ
وظل يُجدّف في رقّةٍ *** على صفحة الماء كالفاترِ
وأمسى يغني على مشهدٍ *** يمت إلى ليله الساهرِ
وعن تربة الأرض كيف انطوت *** على رقعة الجدب كالعاقرِ
وعن نزلة الغيم في منزل *** سيذعن – بالطوع – للآمرِ
وعن فطرة الخوف في لحظة *** وعن نظرة الهجرس الحائرِ
تهادى على السطح في حيرة *** وشق عباب المدى السائرِ
فباغته الحس في بُرهة *** مباغتة الصقر للطائرِ
وغاص به الحرف في لجة *** وزجّ به الشعر في الغائرِ
وألقى به الموج في دهشة *** إلى ضفّة المشهد الآخرِ
هو المكر أنشب أظفاره *** طباعاً على المنهج الغادرِ
وفصَّل للغدر أسماله *** لباساً على سنة الحاذرِ
وظل يراقب في خلسة *** ويبدي التمسكن للسائرِ
ويُلقي السلام على أمة *** وينخر في عرضها الطاهرِ
ويرتاد أسواقنا سلعة *** لتلقاه في حلة التاجرِ
فيقرأ في الضعف عنواننا *** ويمتد في غيه السافرِ
ويُشرع في جس أرواحنا *** فيلقى همود الوغى الثائرِ
فيزداد في غيه جرأة *** ويمتد للطيب الطاهرِ
فإن ناله الشد من واحد *** تكور في المكمن الدائرِ
وراح يُخطط من خيفة *** ليضرب بالأول العاشرِ
إذا شب في حيلة هجرسٌ *** وأُرضع من ثديها الزاخرِ
فلا تسأل العهد من ثعلبٍ *** ولا تخطب الودَّ من غادرِ

نذير حازم الشميري – تعز
المركز الخامس وحصل على 111 ريالا


المتربص بنا الدوائر

قلمي انتضاه الشعر باستنفار *** من غمد فكر الهاجس الموارِ
أجلو به نظرات ذئب قد بدا *** عنوان قصة كل حقد ضاري
رمزاً لكل مختال ينسل في *** شرياننا يُروي هوى استعمارِ
وخلاصة المكر الدؤوب على المدى *** ليلاً نهاراً في لهاث سعارِ
هو للفريسة راصدٌ ولجبنه *** يخفي مخالب حقده بستارِ
فالله قد وصف العدا: ما قاتلوا *** إلا بحصن أو وراء جدارِ
متمترس متربص دوماً بنا *** كل الدوائر خلف كل شعارِ
ذئب ومحض الغدر فيه جبلة *** هل يُرتجى قطر الندى من نارِ؟
هل يُرتجى منه السلام وحقنا *** في جوفه في الشدق في الأظفارِ؟
أنّى سيرعى سلمنا من ذا رأى *** ذئباً رعى غنماً لوجه الباري
وهو الألذ ألذ منه ذيوله *** من قومنا لتشابه الأدوارِ
هل ظنه قومي رسول محبة *** حين ادَّعى التحرير للأقطارِ
أم جاءنا (وهو المسمم فكرنا) *** يتلو علينا نشرة الأخبارِ
لم قد أتى؟ ماذا يجر وراءه *** من بعد أن جاس الحمى بدياري
هل خلفه قاد الذئاب لساحنا *** لما رآنا رهن كل صغارِ
لما رأى رب الشياه مباركاً *** صفقاته السوداء كالسمسارِ
راض به سراً ويشجب جهده *** ليحلنا والقوم دار بوارِ
يرغي ويزبة ثرثرات في الهوا *** وإذا به الحادي لعير العارِ
فإلى متى هذا الهوان؟ أفي بني *** ديني بقايا عزةٍ للثارِ
كي يستفيقوا من سبات سدورهم *** من سكرة دارت مع الدولارِ
فأمامهم ذئب العدو وخلفهم *** بحر التخاذل وهو ذئب ضاري
إن يقدموا سيفر يسحب ذيله *** مثل السراب يضيع بين قفارِ
فلنمض طراً كي يبيد فكيده *** يهوي به من حرف جرف هارِ
ليذوق حشرجة احتضار حضارة *** وغروب وجه الغرب باكفهرارِ
ليشع فجر ظهورنا حتى يرى *** كل الورى وجه الخداع العاري

صالح سعيد المريسي - تعز


إنهم مرتقبون

ثِبْ.. ولا تنتظر الوقت المناسب *** ما الذي ترصده؟ من ذا تراقبْ؟
لا تخف ما دمت في أوطاننا *** هل ترى إلا دجاجاً أو أرانبْ؟
وجيوشاً قد سئمنا عرضها *** دجّنت للحرب آلاف الكتائبْ
من ((أولي البأس)) ولكن.. بينهم *** وأولي القوة.. في فتل الشواربْ
فلمن بت على هذي الدُنى *** تنسج الكيد شباكاً من غياهبْ
ولمن أرصدت فينا أعينناً *** سهرت للغوص في غور العواقبْ
تغتلي غيظاً وأحقاداً وقد *** لاح منها نظر في المكر ثاقبْ
هل ترى دبّابة دَبّت هنا؟ *** أبداً.. أمست بيوتاً للعناكبْ
ما لها في أرضنا من حاجة *** غير تزيين الكراسي والمواكبْ
بُل عليها! إنها أصنامنا *** وقديماً فوقها بالت الثعالبْ
اسحب الذيل على هاماتها *** واستلب ما شئت من هذي الزرائبْ
لك أن تحمي ((دجاجات الحمى)) *** إن تولى أمرها ديك مشاغبْ
ولك الأمر إذا أحببت أن *** تنشب الأنياب فيها والمخالبْ
لست سفاكاً ولا مغتصباً *** إنما أنت لها خل وصاحبْ
حكمة التطبيع – حتماً – تقتضي *** ما ترى فيها لأن الطبع غالبْ
لقن القوم دمقراطية *** لا يعيها متخم منها وساغبْ
كم رعوها بذرة ترجى فما *** حصدوا من زرعها إلا مصائبْ
يا ((مسائي)) لا تلومي إن غدت *** كل أبياتي ثكالى ونوادبْ
اعذريني.. فبلايا أمتي *** مبكيات ومآسيها عجائبْ
بت أبكيها.. وقد غنيتها *** وحداها نغمي نحو الكواكبْ
أمتي.. حتى متى يطغى على *** صرخة الذبح خوارٌ متثائبْ
خبريني.. كيف نرضى ضيمنا؟ *** نقبل الذل.. على أي المذاهبْ
أمتي.. كم خضت من معترك *** صدق القول به والفعل كاذبْ
لا تقولي – أبداً -: ((أنّى)) إذا *** ضاع حقٌ خلفه ذلّ مطالبْ
ليس إدراك المعالي بالمنى *** للعلا مهرٌ.. وللعز ضرائبْ

محمد حزام البردادي – تعز




أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm


موضوعا منتقى من مجلة مساء العدد 35 السنة 1427هـ

تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #53  
قديم 25-02-2011, 07:32 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)




الصخور الثائرة

القصيدة جميلة بحق تدل على نفسٍ متوقدة وعاطفة جياشة مع جمال في
الأسلوب وقوة في التصوير.


أيُطفئُ الشاطئُ الصّخّاب نيراني؟ ............ أم تُخْمِد الموجةُ الهوجاءُ دُخّاني؟
وكَيف يُطَفأ بركانٌ أفجّرهُ ............ من قعْر جوفي ومن أغوار قيعاني
أنا الصخورُ: دموعي في الأسى حُممٌ ............ كانت تُترجمُ آهاتي وأشجاني
كثرُ المآسي وعمق الجرح زَحْزحني ............ فألفِظُ النارَ تنفيساً لأحزاني
ماذا أخبّئ في الأعماق من ألمي؟ ............ وقد رأيتُ بلادي تحت عدوانِ
في دلجة الليل أشباحٌ تحاربني ............ هُمُ عداتي كأمريكا وشيطانِ
وقد مكثتُ طويلاً تحت وطْأتِهم ............ فلم يبالوا بمكثي دون بركاني
إني رأيتُ رُبى كشميرَ باكيَة ............ تلقى الجرائمَ من عُبّاد ثيرانِ
والقدسَ: آهٍ لقدسٍ مَنْ يُحرّرُها؟ ............ ويمسح الغَمَّ من طفلٍ ونسوانِ
وبرَما والفلبين التي صمدتْ ............ وكم شهيدٍ على أطراف شيشانِ
نَعَمْ أُهاجمُ أعدائي لأحْرقهم ............ وهم هنا حولنا في أفقنا الداني
يمشون حولي وحول البحر في ظلمٍ ............ يُخططون لإخمادي وإذعاني
فلا تظنّوا مياهَ البحر تُطْفئني ............ كما ترونَ ولكنْ سوف ترعاني
يومَ القيامة.. حينَ الله يُسْجرُهُ* ............ ويقذف البحرُ ناراً مثل طوفانِ
وما قذفتُ لَهيبي من منابعِهِ ............ إلاّ لأنذِرَهم بطشي وإيماني
وخلف ناري ودخّاني يطالعُني ............ شعاعُ شمسٍ مع الإصباح يلقاني
عند الظهيرة تُذكيني حرارتُه ............ حتى انْفجرتُ على طاغٍ وطغيانِ

* إشارة إلى قوله تعالى: (والبحر المسجور) فقد فسر بأنه يوقد يوم القيامة ناراً.
روي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنه وغيرهم.
رياض بونمي – حضر موت
تلك القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا

صرخة جزائرية
لن تطفأ يا بحر براكيني..
كلا.. لن تطفأ.. لن تطفأ.
لا.. لن تخمد نيراناً تسري
وسط شراييني..
يا بحر لا تتعب نفسك
نيراني من نوع آخر..
نيراني تكوي يا بحر أيدي المحتال.
نيراني تشوي القلب المختال..
نيراني تصرخ.. تصرخ.. تصرخ..
تصرخ في وجه الأنذال..
نيراني تصرخ في صخري..
يا صخر تحرك.. يا صخر تصدع..
تُقرأ آيات الأنفال..
نيراني تحترق من الداخل..
تبكي أحشائي مستعرة..
تخرج آهاتاً.. دمعاً.. تبكي منفجرة..
هل تدري يا بحر.. ماؤك من أين؟
ماؤك مالح أكثر من كل مياه الدنيا..
هل تدري من أين الملح.. داخل جوفك من أين؟
ماؤك من دمعي المترنح فوق السكين..
تتداعى أختٌ.. يتداعى أطفال..
تُكتم آهاتٌ.. تُقتل آمال..
يتضاءل صوت الصرخة في صوت مبحوح..
يتدثر صبيان بالأمل المذبوح..
أنهارٌ تجري لوناً أحمر قان..
يشبه نيراني..
في أيامي
رأيت رقاباً تتدلى..
علقها رجل يسعى..
ينفلق الصبح ويأتيني رجل آخر..
يمسك سكيناً.. وبيده الأخرى حجرٌ أحمر..
يغمد سكينة في صدري.. يمسح بالحجر دمائي..
قلت له: كلا أرجوك توقف.. لا تمسح بالحجر
دمائي.. إني أتألم.. ليست من حجري.. أرجوك
توقف..
ضحك القاتل.. قهقه..
رفع الحجر وتكلم كالأفعي:
((هذا حجر مسمومٌ
وبقية أحجاري تترى..))
أقسمت بربي لن أهدأ..
ولتسخر مني أو تهزأ..
فلسوف يأتيك جنيني..
هند الخميس - الرياض
المركز الثاني وحصلت على 444 ريالا

ماء ونار
اللوحة الأولى
ماءٌ ونارٌ كيف يجتمعان؟! ............ سبحان ربيّ خالق الأكوانِ
فلكم رأينا من عجائب صنعه ............ وبديعه، فهو العظيم الشّانِ
في البحر في الأفلاك فامض مفكراً ............ في الورد في الريحان والرّمانِ
في الشمس تجري في النجوم لوامعٌ ............ في الماء، في الإنسان والحيوانِ
يا أيّها الرجل الجهول بربّه ............ أوَما رأيت عجائب البستان؟
أوَما قرأت كتاب ربّك مرةً ............ من سورة اليس والعمرانِ؟
فانظر تأمل جل بفكرك يا أخي ............ ولتشعرنْ بحلاوة الإيمانِ
اللوحة الثانية
إني رأيت النّار هذي خلُتها ........... أحزان قلبي أيّما أحزانِ!
فكأنما الأحزان جمرٌ حارقٌ ........... يكوي فؤاد الحائر الولهانِ
نارٌ تأجّج هولَها وتضرّمت ........... أبداً وتلك طبيعة النيرانِ...
فإذا بماء البحر في أمواجه ........... هاجت، لتخمد شعلة الشُّطآن
كالقلب يجلي عنه غمٌ غمّه ........... بقراءة الأذكار والقرآنِ
هي بلسمٌ يشفي الجراح جميعها ........... ويعيد الاستقرار للإنسَانِ
فاعلم بأن ربّك وحده.. ........... ما في الوجود له إله ثاني
أحمد العينزان - الجبيل
المركز الثالث وحصل على 333 ريالا

نار القدس وأمواجه
غضب بصدري بات يعصف كزوابع كالرياح
فلسوف أكتب من دمي والآه عن قصص الكفاح
ولسوف أبعث من جحيم الآه في صدري صلاح
ولسوف أبعث ألف خالد من دمائي والجراح
ماذا تشاهد مقلتي ماذا توافينا المساء
أمن الجبال تصوغها أم من لهيب الكبرياء
أمن البحار وموجها أم من دماء الأبرياء
أم من دخان القصف في شعب كرامته تباح
فلكم أبات على لظى الذكرى إذا جن المساء
ولكم أقاسي من صراع الدمع من عبث الدماء
فإلى متى يا قدس نركض في ميادين الهراء
فلتشعل الأحجار جمراً قددنا عهد الكفاح
سأعود يا أقصى بزحف ليس توقفه السدود
وعلى طريق سوف تنصهر الجبال في عصر الركود
وبما تبقى من دمائي سوف أغسل ما يدنسه اليهود
وسأكسر القيد المكبل معصميك لتنهضي عند الصباح
آه يا عصر الدمار ماذا تقول الأرض في شطئانها ألم ونار
وإلى السماء دخانها تزجيه آلات الدمار
وهناك في الأفق البعيد الفجر يأذن بالنهار
لكنها لم تشك يوماً أو تَئن من الجراح
سأعيش كالشم الرواسي نقذف الأحجار نارْ
لست أبكي قتل طفل قبل أن آخذ ثارْ
ليس في أرضي صغير كل من فيها كبارْ
ليس فيها من صغير قال حين القصف آح
كل فرد في بلادي كالقنابل كالرصاص
سوف يكتسح الأعادي ليس للأعداء مناص
ولسوف تنفجر القنابل كي نري حكم القصاص
ولسوف تختلط الدماء مع الجحيم على البطاح
صبراً أيا وطني سنبلغ ما يسمى بالمحال
فلكم تذوب من الأسى والصبر في قلبي حبال
ولكم نحن إلى لقاء الفجر من خلف التلال
ومع سواد نحكي للصغار عن الصباح
علي محبوب - الحديدة
المركز الرابع وحصل على 222 ريالا

صرخة الحِمَم في وجه البحر
أيها البحر مهلاً لو يُجدي المَهَلْ
ما جئتُك مُنتحراً قد هدَّني المللْ
وليس بي جنونٌ ولا أشكو العلل
ولا جئتك مشتاقاً بالحب والغزل
وماؤك العدو لي إن أدركني قَتَلْ
وما نحيا سويّة من سالف الأزلْ
لكن حكايتي الأكيدة وخطْبي الجَللْ
أني جئت مُكرهاً لا حولَ ولا حيَلْ
فهذه سُنَنٌ مَجْبُولةَ لكل من رحلْ
إن كان مثلي سائلٌ في عاليٍ نَزَلْ
وجاء مكتوف اليدين من قمَّة الجبلْ
حتى يكون منتهاه في بحر أو سَهَلْ
وليس لي من صولةٍ قُبَالة الأجلْ
ولا جدالي طائلٌ وهل ينفع الجَدَلْ
فلا تسيء الظن بي والذنبُ مُحْتَمَلْ
لكن عذري يا فتى ((مرغم أخاك لا بطلْ))
أحمد اليريمي - تعز
المركز الخامس وحصل على 111 ريالا

غضب الصخرة
هذا الجماد بصمته يتكلم ........... والصخر في وادي الحميم يحطم
غضب يزيد من الحميم تدفقاً ........... قل للعصى عليك ليل مظلم
الليل حط على الوجود بظلمة ........... والنار في تلك السواد تقدم
شريان أرضي لا يقرَّ قراره ........... قُطع الوريد وبان منه المعصم
أنا لا أرى غير الحريق بأرضنا ........... إن الجبال بأرضنا تتألم
لا تحسبوا البركان يقذف ناره ........... حمم تطير على الفضاء وتحجم
أنا لا أرى جبلاً يزيد بلاؤه ........... هذا المكفن في البياض لمسلم
هو من رجال الحرب يتقن صنعها ........... هذا الشجاع يفر منه الضيغم
هذي الدواء تفجرت من جرحه ........... بل كله جرح ولحم يفرم
لو صور الصحفي سفح جبالنا ........... لرأيت أعضاء العباد تقلم
ورأيت آذاناً هناك تقطعت ........... فإلى متى يطغى العدو ويجرم
من يعشق الإجرام يصعب رده ........... إن التكبر مبغض ومحرم
لو أن قطاً للنصارى عذبت ........... لرأيت جيشاً في الصباح يقدم
لكن شعبي يستهان بقتله ........... فرؤوسه فوق التلال تحطم
ودماؤه تنحط إثر مذابح ........... فيصيح طفلي ناطقاً والأبكم
قوموا حماة الدين نقبر أهلنا ........... جثت هناك على العراء تلثم
إن شئت أن تكسو الجبال بخضرة ........... فامنع دعاة الشر أن يتقدموا
فلقد عثوا في أرضنا يا إخوتي ........... ولقد تطاول فوق شعبي الأقزم
قد يسلم الكفار من قانونهم ........... لكن شعبي عندهم لا يسلم
عبثاً تصور في المساء جبالنا ........... لاشيء عندك في الجبال يكرم
بمكبر يا قوم ننظر جسمه ........... فهناك يظهر للعيون سقام

طيبة صديقي - بريدة

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm


المصدر: مجلة مساء العدد 16 شعبان 1422هـ

تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #54  
قديم 25-02-2011, 07:33 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)





النخل باسقة الجبين

النخلُ باسقةُ الجبين...
والوجدُ يمضي في مواجعِ خطوها مُرّ السنين..
لا فجرَ في الأرضِ السليبة... لا حنين..!!
والأرضُ تزهر بالعنا..
وبكل صلدِ الصخر.... تمنحنا الأنين...
النخلُ باسقةُ الجبين ..
من أين تنبثقُ الرؤى..؟؟!
من أين تأتينا المُنى..؟!!
لا وقتَ يا قلمي... لنرحلَ في تخومِ الوصف..
تشحذنا الأمانيّ..
نحو بستانٍ تجلّتْ في نواحي دربهِ..
نخلٌ تسامقَ في الفضاء..
وتفرّعتْ جنبَاتُها نحو السماء..
هي أربعٌ.... ليستْ من العجبِ العُجاب...
فالشوقُ أنّبتها..
فبنتْ من الآمالِ أشرعةَ المدى..
ومضتْ تعانق في شموخٍ..
صفحة الآفاق... تمتشق السحاب...!!
ما زلتُ يا قلمي....
أسافرُ في المدى المفتوح..
في وضح النهار..
ما زلت أرحل في مدى الأكوانِ... في جنح المعانيّ..!!
والرؤى الخضراءُ تنشدُني تعالْ...
أنا لستُ إلا شاعراً...
قد جاء تحدوهُ آمالٌ كبار...
ورأى في النخلِ.. عنوانَ التحديّ والصمود..
ورأى في مدهَا كلَ ما أمَّل..
من قادمٍ يشدو على الآفاقِ.. مَبسمُهُ الحنون..!!
إني أتيتُ أراقبُ النخلَ الذي ساوى.. بطلعتهِ الخيال..!!
وأرى الحياةَ تدبُ من عمقِ الجذور....
إلى مطاولةِ الزمان..!! وأرى الفروعَ تسامقتْ...
تُهدي إلى الآفاقِ كل الوجدِ والمجد..
وكل النورِ تنثُرهُ على شطِ القِفار..
وأرى في سدرةِ الأشواق..
حادينا إلى النصر المؤزر..
يا كل أوجاعِ العراجين... يا سعفَ الأمانيّ...
يا كل أنداءِ الظلال..
عذراً ... باسقاتِ الطلعِ .. في الزمنِ الجديب..
عذراً إذا ما جئتُ تحدوني مواجعنا...
وتثخنُ في الجراح ...
فلأنني... قد جئتُ... لكن...
في فؤادي يصدحُ الألمُ المضرّجُ بالنواح...
وتعيد لي شدوي على أيكِ الخضيرة..
أشتهي دفءَ الموانئَّ ....
حين تمتشقُ الصواريّ.. كل أشرعةِ الرياح..
والآن أنثرُ كل ما عندي..
وأمعنُ في الرحيلِ.. إليكِ ...
يا دوحةََ النخلِ التي...
لم تزلْ تُلقي على أوجاعنا..
درس الكفاح..


محمد أحمد حسن- الحسينية

القصيدة أخذت المركز الأول في مسابقة مجلة مساء " آفاق صورة "
حصل صاحبها على 555 ريالا



منهل الإلهام

في ثراكِ العلا وفيك الإباء = واعتلاء إلى الفضاء وارتقاءُ
وجذور إلى المدى ضارباتٌ = وجذوع نما عليها الوفاءُ
تعصف الريح والزمان فتبقى = في شموخ يميس فيه البقاءُ
ثمرٌ طيب ورزق هنيء = طاب في أصله فطاب العطاءُ
كل جزء لديك فيه انتفاع = كل حين لنا فنِعم السخاءُ
أنتِ كالمؤمن المكمل طيبا = حلّ في طيبه الغنى والهناءُ
عرف العُرب في القديم مزايا = فيك لما بدا عليك الثراءُ
كرمٌ واسع وظلٌ ظليل = واصطبار وعزة واستواءُ
وتحدًّ بوجه الضر دوماً = وصفات يقّل عنها الثناءُ
زرعوها فأطعمتهم إباءً = عَذُبَ الموتُ عنده واللقاءُ
كرهوا الذلَّ والخضوع لباساً = أو يكون للعدى منهم رجاءُ
أكرموا الضيف والضعيف ولبّوا = دعوة المستغيث نصراً وجاؤوا
فغدت نخلة الوفاء لديهم = مطعماً للعلا ومنها الغذاءُ
آه يا نخلة الإباء أطلّي = لتري عُرْبنا وكيف الإباءُ
عرب اليوم للعروبة عارٌ = صنع الذل فيهم ما يشاءُ
لطخوا وجه العروبة حتى = أخذ الخزي حظه والشقاءُ
ما تبقى من العروبة فيهم = غير رسم يطوف فيه الخواءُ
عرب يعربون الكلام ولكن = غاب الاعراب ثم حل البناءُ
سجدوا للعدى سجود خضوع = واليهم صلاتهم والدعاءُ
كم سُلبنا وكم تسيل دمانا = كم غُزينا وكم يصيح الحياءُ
كم نداءٍ شقَّ السماء دوياً = مستغيثاً فأين منا الولاءُ؟
في فلسطين والعراق رزايا = يهرم الطفل عندها والضياءُ
فَلْنُمتْها دعوى العروبة لكن = أين دين يعيش فيه الإخاءُ؟
فوداعاً نخلة الإباء فإنا = ما برئنا وفي حمانا الشفاءُ
ربما يولد الكرامُ إذا ما = رحل اللؤم قبلهم والغثاءُ

عبد الله عبده العواضي/ إب

المركز الثاني وحصل على 444 ريالا


جذع تفرق شمله وتجمعا


ذو همة فوق الفلاة ترعرعا = بترت كرائم طلعه فتفرعا
قضت المنون وريبها في طلعه = بمصيبة أزرت به فاسترجعا
وشكا بصمت فقد طلع واحد = فأثابه الرحمنُ أربعةً معا
لله آيات وليس كهذه = جذع تفرق شمله وتجمعا
أبصرت آيته فقلتُ مسبحاً = سبحان من جعل الوحيدة أربعا
هي عبرةٌ في آية من صنعه = ما أبدع الصنع العظيم وأروعا
هي حكمة للناس عن ذي همة = ثبتت عقيدته فلم يتزعزعا
لما أُريد به الفناء تجبراً = رفع التوكل راية فترفعا
عاث العدو به فساداً ظالماً = لكنه لعدوه لم يخضعا
يا من يريد عدوه تركيعهُ = هذا لغير إلهه لم يركعا
فامْدُدْ بأسباب التمكن صابراً = وارفع أكفك للسماء تضرعا
واثبت كما ثبت النخيل بأصلهِ = تحيا على عرض الهدى متربعا
فالله يرعى المؤمنين فكن على = ثقة بمن حفظ النخيل ومن رعا
واصبر لكيد الخائنين محاذراً = أن يعتريك عن السبيل تراجعا
لا ترتج عند العدو سماحة = فالذل من بشع العداوة أبشعا
أو تطلب الماء الزلال من الذي = أسقاك من يمناه سماً ناقعاً
النصر آتٍ لا محالة فارتقب = إجفال ليلٍ عن ضياء ساطعاً
فلربَّ صاحب همة في أمةٍ = أحيا بها جيلاً عريضاً واسعا
ولربَّ فتحٍ قد أطل زمانه = يغدو بإذن الله أمراً واقعا
حاكِ النخيل فإنما هي حكمة = لتبث فيك تشجعاً وتطلعا
هي أمة الإسلام أغدق طلعها = هيهات أن يفنى و (إن) يتقطعا
ما زالت الأجيال من قبس الهدى = كالطلع من جذع كريم يرضعا

صالح محمد الماوري / ذمار


المركز الثالث وحصل على 333 ريالا


النخلة المتضرعة

مدي يديك إلى السماء تضرعا = وتضوّري خلف السحائب أدمعا
ودعي شموخك يمتطي أنفاسه = متوسّلاً رب البرية بالدعا
وابكي على ماضي الرجال ومجدهم = وذري الصبابة تستقيك الأربعا
وانعي زمان السابقين توحدوا = سادت حضارتهم.. فكنت الألمعا
مالي أرى كل النخيل توحدت = وبناتُك الحُبلى تزيد تفرعا
وأنا وأنتِ نستحم بحزننا = وأنين قلبينا يهدّ الأضلعا
مدي يديك فكم شربت تقهقراً = ولكم سُقيتِ من الزمان تقمعا
وذري نشيد القهر يعصف ناظري = ويشق بي صمتُ السباتِ المضجعا
وإرخي ستار الموت خلف مغاربي = كي لا أرى بعد المغارب مطلعا
ما حيلة الظمآن يشرب ظله = ويحيك من ظمأ السحابة منبعا
أو حيلة الجوعان يأكل بعضه = ويموت في شبق الظلام تجوعا
أواه.. كيف تمزقت أعلامنا = وبناؤنا المشيود كيف تزعزعا
أواه.. هذي الموبقات تكاملت = والجرح في صدر العروبة أينعا
يا نخلة هتك الهوان جبينها = وسطا المشيب برأسها وتربعا
هذا إزار الذل أرخى سدله = ونما الخنوع بأمتي وترعرعا
وطغى بأرض الرافدين تأمركٌ = وشكا العراق تهتكاً وتصدعا
بغداد لا تهني فأنتِ طموحنا = تباً لمن قبل الخيانة أو سعى
بغداد يا قمراً يطير بخافقي = ويشع في وجعي العتيق توجعا
بغداد يا مهد الحضارة إن لي = قلباً يتوق إلى اللقاء تلوعا
بغداد يا نغماً يسافر في فمي = سحقاً لمن باعوا سناك الأنصعا
فلبئسما اقترفت أياديهم وما = أبدت نواياهم.. وساءت مطمعا
هذي حروف قصائدي الثكلى بكت = وأتاك شعريّ حائراً متمنعا
وأتيت والآلام تركض في دمي = وعلى يدي موتي يعض الأصبعا
أسفي على الأقصى ينوح تضرماً = وحباله العطشى تذوب تقطعا
والقدس يقضم قلبه متألماً = متوقداً.. متحسراً.. متوجعا
وأنا وأرباب المناصب نستقي = كأس الهزيمة.. مذ هجرنا المدفعا
يا نخلة شاخ الزمان بعينها = وغدت مآذنها تحزُّ المسمعا
ما قهقهت شمس الصباح بعاتقي = إلا وأحزاني تزيد تضوّعا
وعلى رصيف التيه يعدو خافقي = ويسير في أقصى الشقاوة مسرعا
هذي أسود العرب غاب زئيرها = ومضت خساستهم تجوب المصرعا
وتغرّبت أفكار من صلبوا على = نهج الخنوع تأدباً وتطبعا
حتى بدا وجه العروبة ذاوياً = يا ليته قبل الرحيل تقنعا

وضاح ناجي مزيد / صنعاء

المركز الرابع وحصل على 222 ريالا
أنبت ببذرك

انبت ببذرك في العلا واثبت = بحذرك كالجبال ولا تبالْ
لا لا تبال من العواصف = والزلازل والقواصف والنبالْ
فالمرء يثبت حيث ينبت = لا يفتُّ بعزمه ظمأ الرمالْ
وارفع جناح العز في وجه الثرى = واشمخ بأنفك كالشبالْ
ولئن عشقْتَ لك العلا = فالتاج يأبى أن يعيش مع النعالْ
هي فطرتي – أكرم بها - = جُبلت على أسمى السجايا والخلالْ
لم أتجه شرقاً ولا غرباً = ولا يَمّ الجنوب ولا الشمالْ
وجهت وجهي للذي فطر السما = والأرض ربي ذي الجلالْ
أنمو وأسمو للسماء فأرتقي = مثلاً لأطيب ما يقالْ
أعلاي أعذق في السماء = وأسفلي في الأرض أعذق بالظلالْ
ما فقت بالتطفيف أترابي = ولا زاد اكتيالي باحتيالْ
الله ربي زاد جسمي بسطة = أفلا أقوم له الليالْ؟
تواقة نفسي إلى الحسنى = وأطمح للزيادة في النوالْ
أسمو لأحلامي على متن = الحقيقة لا بأجنحة الخيالْ
وسقوط أوراقي وأخلاقي = هما أمران دونهما المحالْ
عش في التفاهة في العلا = فالأرض قد طعنت بداء الاحتلالْ
بجراثم الأعداء منهكة الحشا = دوماً ومرهقة التلالْ
وأرى الخبائث لوثت فوق الثرى = ماء اليانبيع الزلالْ
فأتيت للنبع المطهّر والنقي = وسموت للسحب الثقالْ
والجذر في كبد الثرى لن = أرتوي أبداً من الزبد الجفالْ
سيظل جذعي قائماً حياً = وميتاً في صمود كالجبالْ
كالتين والزيتون والليمون = في أرض الإبا والبرتقالْ
في طور سنين استمر مدى = السنين على الإباء على النضالْ
حتى إذا وضع الجناة الغاصبون = الفأس في رأسي ومالْ
سيزيد بأسي أنّ رأسي = في غدٍ ينمو بأربعة رجالْ


منصور جعفر فايد / صنعاء

المركز الخامس وحصل على 111 ريالا
شموخ المآذن

سارت بنا في دروب الحب راياتُ = ومضيتُ في الدرب تتبعني الإشاراتُ
هنا وقفتُ على بستان عزتنا = كما تسامت عن الأوجاع أوقاتُ

رأيتها في سماء المجد شامخةً = وطاولت في مدى الأكوان شاماتُ.
فركت عيني أحلمٌ ما أعاينهُ؟؟ = أم أنها في دروب الوهم أشتاتُ.
في دوحة من رياض الحب باسمةً = أتيت والقلب تثقله الملمّاتُ.
في روضة الحسن قد أمضيتُ قائلتي = وزال عن خاطري المكدود آهاتُ
يا باسقاتٍ بروض الحسن رونقها = ومن تسامت برغم الحزن راياتُ
أهديتني كل درسِ كنت أحسبه = في ساحة من منافيَّ العمر أنَّاتُ
يا رحلة العمر في أقسى مراحلها = أتيتِ كالزهر تسبقكِ البشارات
أما أنا فلقد جاءت مخيلتي = حيرى .. وفي رقعة الأوقاتِ أوقاتُ
أتيتُ في خاطري المكدود أسئلةٌ = طالت كما طال من صبري مسافاتُ
أتيتُ يا نخلة الأشواق في خلدي = حزنٌ وفي خافقي تنمو الجراحاتُ
من أين تنبثق الأحلام يا أملي = ما عاد في خافق الدنيا مساءاتُ
سارت بنا نحو مجد الكون ألويةٌ = وطاولت في سماء المجد راياتُ
واليوم ضعنا على أنغام غفلتنا = ما عاد فينا من الأزمانِ شدّاتُ
يا نخلةً كانت هنا يوماً مطاولةً = أفق الحياةِ وفي الإنشادِ أبيّاتُ
فلتشمخي اليوم في أوطان حسرتنا = قامت لك اليوم في الدنيا قياماتُ
أنتِ المآذن في آفاقنا أبداً = كالطودِ ما عصفت فيها الرياحاتُ
فلتشمخي اليوم إن خانتكِ أمنيةٌ = فأنتِ يا نخلة الآمالِ آياتُ
عسى شموخكِ أن يبني لنا أملاً = وأن يعيدَ لبعضِ القوم هِمّات...

عبد الله هبه إبراهيم/ اليمن


أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)

http://saaid.net/wahat/q172.htm

المرجع: مجلة مساء العدد (39) جمادى الأول 1428هـ


تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #55  
قديم 25-02-2011, 07:35 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 6 )



الصورة محدودة بإطارها ، لكن
آفاقها ليس لها حدود




إني لأحمل
حمل ناقة

تعلو شفاهك بسمة رغم الحمولة
متفائلاً رغم الدموع
بثبات خطوك قد تجسدت الرجولة
تأبى الهوان أو الخضوع
بتماسك الكفين هان الوزن واعتلت الطفولة
كالسهم تمضي لست ترضى بالرجوع
علت الهمم حتى تناثرت الحزم الثقولة
وغدت كريشٍ لا تؤثر في النزول أو الطلوع
يا حامل الأثقال من شفتيك أقتبس المقولة
من لا يكابد لن يُرى يوماً لكوكبه سطوع
من رام أن القدس عودته ستأتي بالسهولة
بتعايش سلمي أو بمعاهدة بيع الربوع
فأجبه يا من تحمل الأثقال كيف هي البطولة
علمه أن الهمة الشماء لا ترضى الخنوع
علمه أنك حين تحمل ضعف وزنك ما استعنت بأي دولة
كلا ولا ناديت فرداً كي يعينك أو جموع
يا فتية الإسلام هل صارت عزائمكم كسولة
أم هل سقيتم الذل كالطفل الرضوع
يا فتية الإسلام في الأقصى جرائمهم مهولة
قتلوا الأرامل يتموا الأطفال حطموا الزروع
وكأننا يا فتية الإسلام قد بعنا الرجولة
حتى نوفر في موالدنا إضاءات الشموع
عذراً بني الإسلام فيكم من له في الحق صولات وجولة
أحفاد خالد والمثنى من أبوا إلا لربهم الركوع
لكن حاضرنا يؤلمني يؤجج في الحشا ناراً شعولة
حتى يكاد القلب أن ينشق من بين الضلوع
ألماً وحزناً واشتياقاً للجهاد متى حلوله
حتى نطهر قدسنا وبه نصلي في خشوع
حقاً فما راح بالقوة هي القوة تؤكد في وصوله
هيا بني الإسلام هبوا آن للقدس الرجوع
ما زال فينا العرق ينبض ما هوى تاريخ ( خولة )
كلا ولا (آيات) في الميدان لم تخش الدروع
تاريخنا دررٌ مضيئة شمسنا ليست أفوله
المجد يحكي مجدنا قصصاً بها شغفٌ ولوع
لما حملنا راية الإسلام تخفق في السماء ليست خجولة
دانت لنا الدنيا وعمّ الخير واختفت الدموع
لكأن هذا الطفل نادى صارخاً فينا بقوله
إني لأحمل حمل ناقة لا أبالي بالطلوع
هيا اهتفوا الله أكبر جددوا عزم الرجولة
إن الشهيد يموت حياً ويريد للدنيا الرجوع
وختام من الصلاة من الكريم على رسوله
طه الذي لفراقه قد حن في الشجر الجذوع


نبيل عبد القوي الصوفي / ذمار



إلى طريق العزة

الحمل يثقل كاهليك وأنت تبسم للحياة
وأراك ترنوا للأمام ولا تبالي بالطغاة
وكأنما يحدو خطاك إلى التقدم ما تراه
فاسمع مقولة ناصح يحيا على درب الإباه

* * *

قد جرب الدنيا وأدرك ما يدبره الجناه
إن كان يثقل كاهليك اليوم شيء من حطام
فلسوف تحمل عن قريب ما ينوء به الأنام
فاقض الطفولة باسماً فلقد يذوب الابتسام

* * *

إن لم تكن ذا همة سترى المذلة والسقام
فاجعل لنفسك عزة وارفع بيمناك الحسام
إن كنت تحمل في الطفولة شيئاً من تراب
مستثقلاً للحمل تحيا لا تراه سوى عذاب

* * *

فاعلم أن الترب جزء من سهولك والهضاب
فاحمه يا ولدي وحاذر أن تدنسه الكلاب
فالأرض أرض الله لا أرض الأفاعي والذئاب
فإذا كبرت ولم تجد إلا بقايا من وطن

* * *

ورأيت فيها خائناً باع الثمين بلا ثمن
ورأيت أنك واحدٌ في أمة تأبى الإحن
فاربأ بنفسك أن تذل وأن تدنس بالفتن
فلئن فهمت مقولتي فأنت فيه المؤتمن

* * *

ثبت خطاك على الهدى واسع لإرضاء الإله
واعبده واعلم أنه ما خاب يوماً من رجاه
والأرض يورثها الإله لمن رجاه واتقاه
من جاهد الكفار حتى لا تذلك له الجباه
فهناك يبقى الكفر مخذولاً بما اقترفت يداه



عبد الملك أحمد إسماعيل / رداع




نغم
يفتّش عن صدى

أمضي ويمتص المدى خطواتي
وتسافر الأحزان في خلجاتي
وتهدني الأحلام تثقل كاهلي
أضغاثها واستنفرت آهاتي
ما بين مبتدئي وخاتمتي مساحاتٌ
من الأوجاع والحسرات
أجتازها وجعا تفاقم كلما
أسرعت تسرع نحوه أنّاتي
يا دربُ هل تهوى الوصول فلم تزل
تمضي وأبقى عالقاً في ذاتي
غادرتُ مقبرة الضمير لأنها
صمتٌ تلاشت وسطه أصواتي
سافرتُ عبرك لا رحمت طفولتي
يوماً ولم تأبه لبعض شكاتي
هل كان ذا ذنبي وما كسبت يدي
غير البزوغ بموكب الأموات
أم أنني أخطأت حين وجدتُني
رجلاً بقلب فتى بلا عزمات
يا دربُ هأنذا أراوح بقعتي
وأراك تضحك في شحوب شفاتي
لكنني سأظل أحتقر المدى
ما دمتُ أرشف من رحيق صلاتي
هذا أنا أبكي وفي دمعي لظىً
يُذكي خطاي ويستحث ثباتي
النائبات صنعت منها وثبةً
ولبستها في أحلك الأوقات
لن أشتكيك فلست وحدك من وقفتَ
بوجهتي وعبثت في قسماتي
فأنا هنا نغمٌ يفتش عن صدى
وهناك قاموس من الحسرات




بلقيس يحيى يسر/ إب



أوزار

صديقي ..
هأنا أعبُرُ قسراً..
في دياجير الدمنْ
مُثْقلاً منذُُ زمنْ
باحثاً عن حياةٍ..
غادَرتْ روحي..
وعن ( حضنِ وطنْ )!
يا صديقي ..
ضاقَ عيشي في بلادي..
وأضناني الشجنْ !
أنا طيرٌ ناح قهراً..
ينشدُ الموتَ على كلِ فننْ !
تاه عقلي يا صديقي ..
لست أدري أنا : منْ ؟
أين أمضي ؟؟
كلما يممتُ قُطراً.
تحاصرني الإحنْ!
وإذا رمتُ بلادي لبياتٍ ..
تلاحقني المحنْ !!!
غير أنّي...
هارب منها.. إليها.
خُفيةً دون علنْ !!
فأنا المكدودُ بأثقالِ الزمنْ !
وأنا المغموسُ بأوحالِ العفنْ !
أنا.. من ذاك الوطنْ ..
غرُبتْ شمسُ حياتي..
عندما ساد ظلومٌ
وتوارى مؤتمنْ !
عندما حلّتْ بأرضي..
معضلاتٌ وفِتنْ!!
يا صديقي..
لم أعدْ أملكُ شيئاً..
سوف أمضي لا تسلني ..
ما على متني ؟
وعن: (كيف) و : (مَنْ) ؟
(إنه) ليس طعاماً..
أو لباساً أو سكنْ؟
إنه ليس ضميراً.
ليس شيئاً يُرتهنْ !
يا صديقي ..
(إنه) كل جراحاتي ..
وأوزاري..
جُمعتْ..
كـ (بقايا من وطنْ)!!


غالب محمد غالب السميعي / لحج


بعض
أسرار التعب


من بلادي قاطعاً تلك المسافات الطوال
قاصداً أرض الذهب فوق ظهري
أحمل قشاً أو بقايا من حطب
وبجوفي أحمل همي أو شظايا من لهب
في بلادي حملة التنصير موج
هاج فيها واضطرب
فاعذروني إن أنا بحت بسري
أو بأسرار الحطب
اعذروني إن تماديت بلفظي أو تجاوزت الأدب
اعذروني إن أنا أثقلت ظهري أو تركت الراحة واخترت التعب
اعذروني إن أنا أسبلت دمعي أو بكيت مثلما تبكي العرب
إن تروني قد حملت اليوم قشي
هكذا – حراً – أعيش لست للغرب بذيل أو ذنب
قد سئمت من قرارات توشى من بقايا الذل
وأنصاف الخطب
من دعاوى السلم في وجه الغضب
بل يئست من سرابٍ
نسميه جيوشاً قد أعدت للمواكب
لفنون العرض أو لإخماد الشغب
كلما تغرب شمس غصت في بحر العجب
من شباب مسلم أهملوا دينهم وهاموا بالطرب
فاجمعوا تلك الصفوف واركبوا درب الحتوف
مزقوا تلك الدفوف.. أشعلوا فيها الحطب


فايز علي دبوان/ إب



الصغائر

يعتلي وجهي شحوب *** تائه بين الدروب
حائراً أمضي وحيداً *** وشمالي كالجنوب
خطواتي تتهاوى *** تحت أرزاء الخطوب
والمنايا تحتويني *** أقبلت من كل صوب
صارت الدنيا ورائي *** حان ميقات الغروب
موعد التوبة ولى *** أملي كان كذوب
أصبح الحمل ثقيلاً *** من صغيرات الذنوب
عن صغيرات ذنوبي *** عجزت كل القلوب
وضمير غاب عني *** ليس يجدي أن يؤوب
سوف أمضي برداءٍ *** أبيض دون جيوب
أدخل القبر وحولي *** ظلماتٌ وكروب
وعظامي سوف تبلى *** في ترابي ستذوب
وغداً ألقى بهذا الحمل *** علام الغيوب
يا إلهي رحمة بي *** كنت أنوي أن أتوب
رب ارجعني لكي أبرأ *** من تلك العيوب
رحمة منك إلهي *** تحتوي كل الشعوب
لست أرجو غير عفو *** منك غفار الذنوب



لطيفة عبد الرب المفلحي/ عدن

المصدر من مجلة مساء العدد (40) شعبان 1428هـ


أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 1 )
http://saaid.net/wahat/q139.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( 2 )
http://saaid.net/wahat/q166.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (3)
http://saaid.net/wahat/q170.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (4)
http://saaid.net/wahat/q172.htm

أروع القصائد في وصف صورة معبرة (5)
http://saaid.net/wahat/23.htm



تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #56  
قديم 25-02-2011, 07:36 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

من أحاديث الهابطين

شعر : حامد بن خلف العُمري
Abusufean*gawab.com


يُروى لنا بأنَّ عصفوراً غـدا *** من عُـشِّهِ ذات صباح مُصعِدا
فَراعَهُ الصيادُ لمَّا أبـصرهْ *** يذبحُ عصفوراً بأصلِ الشجرة
لكنَّ مـا أثار فيـه العجبا *** رؤيــتــُهُ الصيادَ لمَا نَحَبا
و قولُهُ مسكينُ يا عصفـورُ *** متى تنال العزَّ يا مقهـــورُ
حتى تصير سيداً بين الطيورْ *** و تسبق العقبان من قبل النسورْ
فانطلق الأحمقُ نحو النادي *** يــقولُ كم نظلمُ من نُعادي
و تـنبري أحـكامنا جُزافا *** فلا تـرى عــدلاً ولا إنصافا
و فِـكرُنا يُقصي فلا يُقرِّبُ *** فالكلُّ في أذهاننا مخـــرِّبُ
قالوا له ما الأمرُ يا ذكــيُّ *** قلْ أيـها المفـكِّرُ الأبــيُّ
قـال لهم أما رأيتم ما حصل؟ *** فالتمسوا الفرخ توافون الأمل
فثمَّ شخصٌ ناطقٌ بالحــقِّ *** يُـقطر من فيهِ حديثُ الصدقِ
يـدعو إلى نُصرتنا و يرحمُ *** بل قد رأيتُ الدمعَ منهُ يَسجِمُ
فأطرب البعضَ نشيدُ الشادي *** فـأوجـبوا زيـارةَ الصيَّـادِ
و أجمعوا على الهبوطِ أمرهم *** فليت شعري ما الذي حلَّ بهم؟


__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 25-02-2011, 07:38 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

حيّرتني "حار فكري"

زكريا أحمد الرحال

( شاعرنا الحبيب الدكتور عبد المعطي الدالاتي:
أبت حيرتك إلا أن تحير أصحاب العقول من الأدباء والشعراء
عندما طفت بفكرك في عالم الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وهذا من حيرتي بعد حيرتك )

حيّرتني (حار فكري) لست أدري ما أقولْ
أيُّ سحرٍ حلّ فيها فسبتْ كل العقول!ْ
حيّرتني ما أحيلى الوصف فيها للرسولْ
قد بدا الإخلاص فيها.. وحوت سرَّ القبولْ

***
أيقظت فينا حنيناً واشتياقْ
وسمت بالروح للسبع الطباقْ
وسقتنا الحبّ من صافي المذاقْ
قلت هذا فيضُ قلبٍ ذاق مامعنى الوصولْ

***
كيف لايحتار فكر المادحينْ ؟!
في صفات المصطفى الهادي الأمينْ
لوسمعتَ الجذع في يوم الحنينْ
أنّ شوقاً وحنيناً..شاقه فقدُ الرسولْ

***
في حراءٍ جاءه وحيُ السماءْ
قال : اِقرأ ياختام الأنبياءْ
خصّك الله بهذا الإصطفاءْ
كن رؤوفاً كن رحيماً واملأ الدنيا ضياءْ
إن هذا الدين شمسٌ مالها أبداً أفولْ

****

رابط قصيدة حار فكري للدكتور عبدالمعطي الدلاتي
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 25-02-2011, 07:39 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أم على لسان أطفالها

زكريا أحمد الرحال

أنت نعم الأم يابدر البدور *** أنت نبع فاض حبا وسرور
أنت مشكاة أنارت دربنا *** أنت يا أماه نو ر فوق نور
وجهك الوضاء سر ساحر *** جل من سواك مولانا الشكور
كم سهرت الليل ياأمي ولم *** تضجري منا ويعلوك الحبور
وجعلت الثدي نبعا دافقا *** سائغا بالخير ياأمي يفور
فاح منك العطف ريحا طيبا *** مثل فوح العطر من روض الزهور
أنت أم وأب أنت التي *** اسمها من وصفها بدر البدور
لوقضينا العمر شكرا ماكفى *** وهن يوم كيف بالتسع الشهور؟
(وقضى ربك ألا تعبدوا ) *** فيها كل البر تتلى في سطور
***
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 25-02-2011, 07:40 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

رد السلام على الأحبة

الدكتور عثمان قدري مكانسي

رد السـلام على الأحبـة عادتي = ولقاؤهـم من متعـتي يا سـادتي
لمـا سـمعـت سـلامكـم ألفيتـني = أهتز من نشوى وأشـدو قالـتي
ما كـل قـول قد يزيـد صبـابتي = أبداً ولا يـوري أوار حشاشـتي
لكـنـني لـمـا ســبـاني نـوركـم = ضج الهوى والودّ أسعد حالتي
******
إني أهيم بمن سـمت أقـدارهـم = خلـُقاُ فكانـوا في المكارم قـادتي
وقبست من أفكارهم نهج السنا = فعلى خطاهم في الحياة هدايتي
قالوا: السلامُ اسم الإله فكن له = سلماً وعش في ظلـه في طاعة
واعمل لخيرالناس تلقَ الحبّ في = أحداقهـم والـودَّ في ابـتـسـامة
قلت الحياة بهم ، فهل من ساعة= تحلو بغير ســنائهم يا إخـوتي
من أعذب الأوقـات أن تـلقـاهـمُ = وتعيش في روضاتهم في راحة
فهـمُ الأساتذة الأولى من نبعهم = نهلَتْ وطالت في الورى أغرودتي
أنـا فـيهِـمُ غصن سويّ بـاسـق = مـدّ الـفـروعَ إلـى أصـول ثـرّة
فـأفـاد منـهـم قــوة وعــزيمـة = وجنىً كريمـاً في لطيـف مودة
أنا منهمُ ، وبهـم أراني هـاديـاً = وبنور شـرع الله تعلـو رايـتي
أجمِـلْ بإخـوان العقـيـدة معشراً = طاب انتمائي فيهمُ وسعـادتي

17-10-2007

__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 25-02-2011, 07:42 AM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 21
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

المُختار من شعر أهل جزيرة صِقِلِّيَّة
من كتاب
( الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة )
لأبي القاسم علي بن جعفر السعدي
المعروف بابن القطاع الصقلي
المتوفى سنة ( 515هـ )

موسى بن سليمان السويداء

تقع جزيرة صقلية بالقرب من الحذاء الإيطالية وهي كما في الخريطة مثلثة الشكل تقريباً دخلها الإسلام سنة ( 212هـ ) في ولاية بني الأغلب على يد قاضي تونس أسد بن الفرات المتوفى سنة ( 213 هـ ) بأمر الخليفة العباسي المأمون قال زكريا القزويني : ( كانت قليلة العمارة خاملة الذكر إلى أن فتح المسلمون بلاد افريقية فهرب أهل افريقية إليها وعمروها حتى فتحت في أيام بني الأغلب في ولاية المأمون )(1) .

وفي وصفها قال ياقوت الحموي : ( وهي جزيرة خصيبة كثيرة البلدان والقرى والأمصار وقرأت بخط ابن القطاع اللغوي على ظهر كتاب تاريخ صقلية وجدت في بعض النسخ سيرة صقلية تعليقاً على حاشية أن بصقلية ثلاثاً وعشرين مدينة وثلاثة عشر حصناً ومن الضّياع ما لا يعرف وذكر أبو على الحسن بن يحيى الفقيه في تاريخ صقلية حاكياً عن القاضي أبي الفضل أن بصقلية ثمان عشرة مدينة احدها " بَلَرم " وان فيها ثلاثمائة ونيفاً وعشرين قلعة ولم تزل في قديم وحديث بيد متملّك لا يطيع من حوله من الملوك وإن جلَّ قدرهم لحصانتها وسعة دخلها وبها عيون غزيرة وانهار جارية ونزه عجيبة ولذلك يقول ابن حَمديس :

ذكرتُ صقلية والهـوىَ = يهيَّج للنفس تذكارها
فإن كنت أخرجت من جنة = فإني أحدّث أخبارها

وفي وسطها جبل يسمى " يَانِه " هكذا يقولونه بكسر النون وهي أعجوبة من عجائب الدهر عليه مدينة عظيمة شامخة وحولها من الحرث والبساتين شيءٌ كثير وكل ذلك يحويه باب المدينة وهي شاهقة في الهواء والأنهار تتفجر من أعلاها وحولها وكذلك جميع جبال الجزيرة وفيها جبل النار لا تزال تشتعل فيه أبداً ظاهرة لا يستطيع احد الدُّنُوّ منها فإن أقتبس منها مقتبس طفئت في يده إذا فارق موضعها! وهي كثيرة المواشي جدّاً من الخيل ، والبغال ، والحمير ، والبقر ، والغنم ، والحيوان الوحشي ، وليس فيها سبعٌ ، ولا حية ، ولا عقرب ، وفيها معدن الذهب ، والفضة ، والنحاس ، والرصاص ، والزئبق ، وجميع الفواكه على اختلاف أنواعها ، وكلأها لا ينقطع صيفاً ولا شتاءً ، وفي أرضها ينبت الزعفران )(2) .

ومن المدن القديمة التي ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان مدينة " مَازَرُ " ومنها الإمام المازري أحد شُراح صحيح مسلم و" أطرابنش " عبارة عن مرسى على الساحل و" بَلَرم " وهي اكبر مدنها و" خالصة " وكانت مدينة مستقلة ثم أصبحت إحدى إحياء " بلرم " وأما اليوم فبعض هذه المدن لم تتغير أسمائها كثيراً فـ" بلرم " وهي عاصمة الجزيرة الآن يطلقون عليها " باليرمو " وجبل " يَانِه " المتوسط في قلب الجزيرة يطلقون عليه " إتنا " وهذا يدل على أن بعض المسميات بقية على أصلها العربي الإسلامي مع تغيير يسير في النطق بسبب العُجمه وهذا يذكرنا ببعض أسماء مدن الأندلسية التي بقية على مسميتها إلى اليوم .

وقد أطال في ذكرها الشريف الأدريسي في كتابه " نزهة المشتاق في اختراق الأفاق " وابن جبير في رحلته . خرج منها الإسلام بالكلية سنة ( 484هـ ) على ما ذكره أهل التاريخ(3) وقيل أن فيها اليوم بقايا لأثار المسلمين لكنها لا تجد عناية من الباحثين .

والجدير بالذكر في هذا المقام هو كثرة الشعراء والعلماء في هذه الجزيرة وقت وجود الإسلام فيها فقد ذكر ابن القطاع الصقلي في كتابه " الدرة الخطيرة " (106) شعراء ختمهم بنفسه وهذا على حسب الطبعة الموجودة وأما على ما ذكره ياقوت الحموي في ترجمة ابن القطاع عند ذكر كتاب " الدرة " فقال : ( اشتملت على مائة وسبعين شاعراً وعشرين ألف بيت شعرٍ )(4)وهذا يدل على وجود سقط في المطبوعة عن الأصل .

وفي هذه العُجالة سوف نذكر بعض الشعراء مع بعض أشعارهم المستحسنة فمنهم :

أبو الحسن احمد بن نصر الكاتب له شعر في وصف الفرس يقول فيه :

ولي صاحب ليس لي منية = سوى أن يرى باقياً في التراثي
طويل الثلاث قصير الثلاث = حديد الثلاث عريض الثلاثِ

قال محقق كتاب " الدرة " في الحاشية في توضيح البيت الثاني :
( البيت تضمين لخبر مروي عن صعصعة بن صوحان وقد سأله معاوية – رضي الله عنه - : أي الخيل أفضل ؟ فقال : الطويل الثلاث العريض الثلاث القصير الثلاث الصافي الثلاث . فقال معاوية : فَسرِّ لنا قال : أما الطويل الثلاث : فالأذن والعنق والحزام وأما القصير الثلاث : فالصلب والعسيب والقضيب وأما العريض الثلاث : فالجبهة والمنخر والورك وأما الصافي الثلاث : فالأديم والعين والحافر . نهاية الأرب 10/20)(5) .

ومنهم أبو عبدالله محمد بن علي الصباغ له مقطوعة في وصف شخص ذكي :

أذكى الورى كلهم وأعلمهم = فما يرى مثل لبّه لبُّ
يوضح بالفهم كلَّ مشكلة = كأنما كلُّ جسمه قلبُ

ومنهم عبد الجبار بن عبد الرحمن بن سرعين الكاتب له في ذم حاسد في ثلاثة أبيات :
وحاسدٍ لا يزال منِّي = فؤاده الدهر في اشتعالِ
كاتب يمناه مثل حالي = ومثله كاتبُ الشمالِ
ذاك في راحةٍ وهذا = في تعبٍ منه واشتغالِ

ومنهم أبو حفص عمر بن خلف بن مكي فقيه محدث لغوي له تصنيف في اللغة سماه " تثقيف اللسان وتلقيح الجنان " له شعر رائق منه قوله في القناعة :
يا حريصاً قطع الأيام في = بُؤس عيش وعناءِ وتعبْ
ليس يعدُوك من الرزق الذي = قسمَ اللهُ فأجمل في الطلب

وله في ذم إبداء النصيحة قبل طلبها :
لا تبادر بالرأي من قبل أن تُسـ = ـأل عنه وإن رأيتَ عوارا
أحمق الناس من أشار على النا = س برأي من قبل أن يُستشارا

ومنهم أبو عبدالله محمد بن الحسن ابن الطوبي صاحب ديوان الإنشاء فيه دعابة له شعر كثير واغلبه مقطوعات منها قوله في ذم بخيل :
أتيته زائراً أحدّثهُ = ولست في ماله بذي طمعِ
فظن أني أتيت أسألهُ = فكاد يقضي من شدة الجزعِ

وقال يذم مُغني :
ومغنّ نحن منه = بين أسقام وكُربهْ
يضرب العود ولكن = ضربُه يوجب ضربهْ

وقال في أبخر أسمه معمر :
مالي أرى صاحبنا معمرا = قد عدم المنظر والمخبرا
تُفسد ريح المسك أنفاسه = وتبطل الكافور والعنبرا
وكل من حدثه ساعة = يقيم أياماً يشُم الخرا

وقال في الزهد وترك المعاصي :
لو قلت لي : أي شيء = تهوى ؟ لقلت خلاصي
الناس طرّاً أفاعٍ = فلات حين مناصِ
نسوا الشريعة حتى = تجاهروا بالمعاصي
فشرهم في ازدياد = وخيرهم في انتقاصِ

ومنهم ابن الكموني أبو الحسن علي بن عبد الجبار له أبيات يرثي بها صقلية بعد خروج المسلين منها يقول فيها :
قد كانت الدار وكنا بها = في ظل عيش ناعم رطبِ
مدَ عليه الأمن أستاره = فسار ذكراها مع الركبِ
لم يشكروا نعمة ما خوِّلوا = فبُدلوا الملح من العذبِ


-----------------------
1/ آثار البلاد وأخبار العباد , زكريا بن محمد بن محمود القزويني ص215 طبعة دار صادر .
2/ معجم البلدان , ياقوت الحموي عند ذكر صقلية من حرف الصاد .
3/ تاريخ ابن الأثير عند أحداث سنة ( 484 هـ ) .
4/ معجم الأدباء ، ياقوت الحموي ج12 ص279 طبعة أحياء التراث .
5/ الدرة الخطيرة في شعراء أهل الجزيرة , لابن القطاع الصقلي ص49 دار الغرب الإسلامي .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:06 AM.