اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2018, 08:47 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي






خطب النبي صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع



عدد خطبه صلى الله عليه وسلم في حجته:



الظاهر من سياق أحاديث حجته صلى الله عليه وسلم
أنه عليه الصلاة والسلام خطب ثلاث خطب:
الأولى: يوم عرفة بعرفة.
والثانية: يوم النحر بمنى.
والثالثة: أوسط أيام التشريق بمنى.



خطبته صلى الله عليه وسلم بعرفة:


وقف عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة في عرفة،
وخطب في الناس خطبة عظيمة بليغة بين فيها الحقوق والحرمات،
ووضع فيها مآثر الجاهلية تحت قدميه، وأوصى بالنساء،
ودل الناس على سبيل العصمة من الضلال،
ثم أشهدهم على بلاغه فشهدوا في ذلك الجمع العظيم
شهادة ما اجتمع حشد مثله يشهدون على مثل ما شهدوا عليه،
فقال عليه الصلاة والسلام في تلك الجموع العظيمة:



«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا
في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع،
ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة
بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد ف***ته هذيل،
وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد
المطلب فإنه موضوع كله،
فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله،
واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم
أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح،
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف،
وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله،
وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟»

قالوا: "نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت"،
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس:
«اللهم أشهد، اللهم أشهد» ثلاث مرات
(رواه مسلم [1218] وأبو داود [1905]
وابن ماجه [3074] والدارمي [1850]).



المعانى العظيمة فى هذه الخطبة



وهذه الخطبة فيها من المعاني شيء عظيم،
وقد جمعت الأصول التي فيها صلاح الناس
في معاشهم ومعادهم، ومن ذلك:

1-تحريم الدماء والأموال،
وجعل حرمتها كحرمة الشهر الحرام، والبلد الحرام، ويوم عرفة.

2- إلغاء شعائر الجاهلية وشعاراتها.

3- إبطال الثارات التي كانت بين القبائل في جاهليتهم.



4- وضع الربا الذي كان منتشراً بينهم،
وأول ربا وضعه ربا عمه العباس؛
وذلك ليكون قدوة في هذا الشأن يبدأ بنفسه وآله
في تنفيذ الأوامر الربانية، فإن ذلك أدعى لقبول الناس،
وتلك هي طريقة الأنبياء عليهم السلام
كما قال شعيب عليه السلام:
{وَمَا أُرِ‌يدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ
إِنْ أُرِ‌يدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}

[هود:88].

5- الوصية بالنساء وبيان مالهن من الحقوق،
وما عليهن من الواجبات،
وكيفية التعامل مع الناشز منهن.



6- الوصية بكتاب الله عز وجل ولزوم التمسك به،
ومن لوازم التمسك بالكتاب: العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛
لأن الله تعالى في القرآن قد أحال على السنة في آيات كثيرة منها:

أ- قول الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ
وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}

[النساء:80].

ب - قوله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ
وَيَغْفِرْ‌ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ}

[آل عمران:31].

ج - قوله - تعالى -:
( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)

النساء: 65.

د - قوله تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ
وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

[الحشر من الآية:7].




آخر تعديل بواسطة عزة عثمان ، 14-06-2018 الساعة 08:49 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-06-2018, 08:50 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي






خطبته صلى الله عليه وسلم يوم النحر:



خطب عليه الصلاة والسلام خطبة عظيمة بليغة يوم النحر؛
كما جاء ذلك في أحاديث عدة منها:

1- حديث أبي بكرة رضي الله عنه


عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض،
السنة أثنا عشر شهراً منها أربعة حرم
ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان،
أيُّ شهر هذا؟»

قلنا: "الله ورسوله أعلم"،
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه،
قال: «أليس ذا الحجة؟»
قلنا: "بلى"،
قال: «أيُّ بلد هذا؟»
قلنا: "الله ورسوله أعلم"،
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه،
قال: «أليس البلدة؟»
قلنا: "بلى"،
قال: «فأي يوم هذا؟»
قلنا: "الله ورسوله أعلم"،
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه،
قال: «أليس يوم النحر؟»
قلنا: "بلى"،
قال: «فإن دماءكم وأموالكم -قال محمد وأحسبه قال
- وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا،
في بلدكم هذا، في شهركم هذا،
وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم،
ألا فلا ترجعوا بعدي ضلال يضرب بعضكم رقاب بعض،
ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه
أن يكون أوعى له من بعض من سمعه»

وكان محمد إذا ذكره قال:
صدق النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: «ألا هل بلغت ألا هل بلغت»
(رواه البخاري [5230] ومسلم [1679]).



2- حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:
«ألا، أيُّ شهر تعلمونه أعظم حرمة؟»
قالوا: "ألا، شهرنا هذا"،
قال: «ألا، أي بلد تعلمونه أعظم حرمة؟»
قالوا: "ألا بلدنا هذا"،
قال: «ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة؟»
قالوا: "ألا، يومنا هذا"،
قال: «فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم
وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا
في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟»
ثلاثاً،
كل ذلك يجيبونه: "ألا، نعم"،
قال: «ويحكم أو ويلكم، لا ترجعنَّ بعدي كفاراً
يضرب بعضكم رقاب بعض»

(رواه البخاري [5230] ومسلم [1679]).



3- حديث جابررضي الله عنه قال:


خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال:
«أي يوم أعظم حرمة؟»
فقالوا: "يومنا هذا"،
قال: «فأي شهر أعظم حرمة؟»
قالوا: "شهرنا هذا"،
قال: «أي بلد أعظم حرمة؟»
قالوا: "بلدنا هذا"،
قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا،
هل بلغت؟»

قالوا: "نعم"،
قال: «اللهم أشهد»
(رواه أحمد [3-371]).



4- حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص


عن أبيه رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في حجة الوداع للناس:
«أي يوم هذا؟»
قالوا: "يوم الحج الأكبر"،
قال:
«فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام
كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا،
ألا لا يجني جان إلا على نفسه،
ألا لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده،
ألا وإن الشيطان قد أيس من أن يُعبد في بلادكم هذه أبداً،
ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به»

(رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح [2159-3087]
وابن ماجه [1851] وأحمد [3-426]).



وفي رواية:


«ألا إن المسلم أخو المسلم
فليس يحل لمسلم من أخيه شيء
إلا ما أحل من نفسه»

(هذه الرواية للترمذي وقال:
حسن صحيح [3087]).



5- حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال:


سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب في حجة الوداع فقال:
«اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم
وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم»

(رواه الترمذي وقال: حسن صحيح [616]
وأحمد [5-215] وصححه ابن حبان [4563]).



المعانى العظيمة فى هذه الخطبة



وباستعراض الأحاديث السابقة نجد أن هذه
الخطبة العظيمة حوت من المعاني ما يلي:

1- تحريم الأشهر الحرم، وبيان عظمة يوم النحر، وحرمة مكة.

2- بيان أن الدماء والأموال والأعراض محرمة
كما حرمت الأشهر الحرم ويوم النحر والبلد الحرام.

3- النهي عن الاختلاف والافتراق
الذي ينشأ عنه التهارج والاقتتال.

4- بيان أن كل إنسان يؤخذ بذنبه، ويتحمل تبعات عمله،
ولا يؤخذ غيره بذلك؛ خلافاً لما كان يفعله أهل الجاهلية
من تحميل الأسرة أو القرابة أو القبيلة جريرة واحد من أفرادها.



5- التحذير من طاعة الشيطان
فيما يُحتقر من الأعمال صغيرها وكبيرها.

6- التأكيد على الأخوة في الدين،
وعدم استحلال المسلم لأخيه المسلم
في نفسه أو ماله أو عرضه.

7- الوصية بالتقوى، والصلوات الخمس، وصيام رمضان،
وأداء الزكاة، وطاعة ولاة الأمر، وبيان أن ثواب ذلك الجنة.

8- الأمر بحمل العلم وتبليغه لمن لم يحضره؛
فقد يكون أفقه ممن حضره.

9- سؤالهم هل بلغ رسالة ربه إليهم،
وإشهاد الله - تعالى -على إقرارهم له بالبلاغ.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-06-2018, 08:51 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي








خطبته صلى الله عليه وسلم أيام التشريق:



خطب النبي صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق
خطبة عظيمة دل عليها حديث سراء بنت نبهان
رضي الله عنها قالت:
"خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرؤوس فقال:
«أي يوم هذا؟»
قلنا: "الله ورسوله أعلم"،
قال: «أليس أوسط أيام التشريق؟»
قال أبو داود، وكذلك قال عم أبي حرة الرقاشي:
"إنه خطب أوسط أيام التشريق".



وفي لفظ أنه عليه الصلاة والسلام قال:
«هل تدرون أي يوم هذا؟»
قال: وهو اليوم الذي يدعون يوم الرؤوس
قالوا: "الله ورسوله أعلم"،
قال: «هذا أوسط أيام التشريق،
هل تدرون أي بلد هذا؟»
قالوا: "الله ورسوله أعلم"،
قال: «هذا المشعر الحرام»،
ثم قال: «إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا،
ألا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتى تلقوا ربكم
فيسألكم عن أعمالكم، ألا فليبلغ أدناكم أقصاكم،
ألا هل بلغت»
،

فلما قدمنا المدينة لم يلبث إلا قليلاً حتى مات
(رواه أبو داود [1953]
والبيهقي والرواية الثانية له [5-151])


المعانى العظيمة فى هذه الخطبة



وقد تضمنت خطبته تلك ما يلي:



1- التأكيد على حرمة الدماء والأموال والأعراض؛
كحرمة أيام الحج وشهره وبلد الله الحرام.
وهذا المعنى تكرر في خطبته بعرفة ويوم النحر؛
مما يدل على عظيم العناية به وأهميته.
ومن رأى ما وقع في الأمة عقبه عليه الصلاة والسلام
من الاختلاف والفرقة التي أدت إلى الاقتتال
بظهور الخوارج على عثمان وعلي رضي الله عنهما
وما استتبع ذلك عبر القرون والدول علم أن النبي
صلى الله عليه وسلم نصح لأمته أشد النصح،
وحذر الناس من ذلك أشد تحذير
في آخر أيامه عليه الصلاة والسلام.
وهذا من معجزاته عليه الصلاة والسلام:
أن يحذر من هذا الأمر العظيم ثلاث مرات في حجته،
ثم يقع عقبه؛ مما يدل على علمه بما سيؤول إليه حال أمته،
أو أنه توقع حدوث ذلك، فكرره وأعاده؛
ولكن قدر الله تعالى نافذ، ومشيئته ماضية.



2- الإشارة إلى توديعهم بقوله عليه الصلاة والسلام:
«لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد هذا».

3- بيان أن الناس سيرجعون إلى ربهم،
وسيسألون عن أعمالهم.

4- الأمر بتبليغ وصاياه من لم يحضرها من الناس.



الشرح والمعاني:



قوله: "الرؤوس": هو اليوم الثاني من أيام التشريق،
و سُمي بذلك لأنهم كانوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي.

قال الزمخشري: "أهل مكة يسمون يوم القر يوم الرؤوس؛
لأنهم يأكلون فيه رؤوس الأضاحي".

وأما يوم القر فهو:
اليوم الأول من أيام التشريق؛
لأن الناس يقرون في منى.

قال في عون المعبود:
"وهذه هي الخطبة الثالثة بعد صلاة الظهر
فعلها ليُعَلِّم الناس بها المبيت،
والرمي في أيام التشريق وغير ذلك؛ مما بين أيديهم".

وقال ابن القصار: "إنما فعل ذلك من أجل تبليغ ما ذكره؛
لكثرة الجمع الذي اجتمع من أقاصي الدنيا"
(انظر: نيل الأوطار للشوكاني وعون المعبود [5-301]).



آية ومعجزة:



عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه قال:
"خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى
ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا
فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار"

(رواه أبو داود [1957]
والنسائي [5-249]،
والبيهقي [5-127]).



الشرح والمعاني:



قوله:"ففتحت أسماعنا" أي: اتسع سمع أسماعنا وقوي،
من قولهم قارورة فُتُح، أي: واسعة الرأس،
قال الكسائي: "ليس لها صمام وغلاف"،
وهكذا صارت أسماعهم لما سمعوا صوت
النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من بركات صوته
إذا سمعه المؤمن قوي سمعه، واتسع مسلكه
حتى صار يسمع الصوت من الأماكن البعيدة،
ويسمع الأصوات الخفية.

قوله: "ونحن في منازلنا" فيه دليل على أنهم
لم يذهبوا لسماع الخطبة؛ بل وقفوا في رحالهم
وهم يسمعونها، ولعل هذا فيمن له عذر
منعه عن الحضور لاستماعها وهو اللائق
بحال الصحابة رضي الله عنهم
(عون المعبود [5-303-304]).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-06-2018, 08:54 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي






تأملات في خطبة الوداع



لقد كانت خطبة الوداع لقاء بين أمة ورسولها،
كان لقاء توصية ووداع..
فما مبادئ وتوصيات الرسول في خطبة الوادع؟
وما تأملات ودروس خطبة الوداع؟


كان تعليم مناسك الحج وأحكامه من آخر ما علمه
صلى الله عليه وسلم أمته، بعد أن بلَّغ ما أُنزل إليه
من ربه على أكمل وجه وأتمه.
وقد فُرضت شعيرة الحج في السنة التاسعة من الهجرة،
قُبيل مغادرة رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الدنيا
ليلحق بالرفيق الأعلى.
وكان من مقاصد تشريع هذه الفريضة غسل ما عَلِقَ بها من أدران،
وما خالطها من أوهام، لإعادتها نقية صافية تشع بنور التوحيد،
ولتقوم على أساس العبودية للواحد القهار،
ونبذ كل ما سواه من آلهة وأوثان.


لقد كانت خطبة الوداع -التي تخللت شعائر الحج-
لقاءً بين أمة ورسولها؛ كان لقاء توصية ووداع،
توصيةَ رسول لأمته، لخص لهم فيه أحكام دينهم
ومقاصده الأساسية في كلمة جامعة مانعة،
خاطب بها صحابته والأجيال من بعدهم،
بل خاطب البشرية عامة، بعد أن أدى الأمانة
وبلَّغ الرسالة ونصح للأمة في أمر دينها ودنياها.



وكانت الخطبة كذلك لقاءَ وداعِ رسول لأمته،
وداعًا لهذه الدار الفانية إلى دار باقية،
لا نَصَبَ فيها ولا تعب.

ما أروعها من ساعة تلك التي اجتمع فيها من أرسله الله
رحمة للعالمين مع الجموع المؤلفة خاشعين متضرعين!
وكلهم آذان مصغية لكلمات الوداع
وكلمات من لا ينطق عن الهوى
{إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}
[النجم: 4].



كلمات تجد صداها عند كل من يستمع لها؛
لأنها تخرج من القلب إلى القلب.
لقد أنصتتِ الدنيا بأسرها -بلسان حالها ومقالها-
لتسمع كلام أصدق القائلين صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
"أيها الناس، اسمعوا قولي فإني لا أدري
لعلِّي لا ألقاكم بعد عامي هذا".

لقد أنصتت الدنيا بأسرها -بلسان حالها ومقالها-
لتسمع قوله صلى الله عليه وسلم وهو يُلخص لأمته
-بل للبشرية جمعاء- مبادئ الرحمة والإنسانية،
ويرسي لها دعائم السلم والسلام،
ويقيم فيها أواصر المحبة والأخوة،
ويغرس بأرضها روح التراحم والتعاون؛
وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم -بما أطلعه الله عز وجل عليه-
أنه سيأتي على الناس حين من الدهر يودِّعون فيه هذه المبادئ،
ويلقونها وراءهم ظهريًّا، ويسيرون في عالم تسود فيه
معايير القوة والظلم -ظلم الإنسان لأخيه الإنسان-
ويُقدَّم فيه كل ما هو مادي على ما هو إنساني.



و الذي نحب أن نقف عليه هنا هو المعاني العميقة،
والنصائح القيمة التي حفلت بها خطبة النبي عليه الصلاة والسلام
في حجة الوداع هذه الحجة العظيمة،
وسبحان الله! فمع قصر الخطب، واختصار كلماتها،
إلا أنها حوت ما لا يحصى من الفوائد والنصائح،
فقد أوتي جوامع الكلم، فيستطيع عليه الصلاة والسلام
أن يعبر بالكلمات القليلة عن المعاني الكثيرة والقواعد العديدة.


كان طابع الخطب الثلاث التي خطبها الرسول عليه الصلاة والسلام
يختلف إلى حد ما عن خطبه السابقة في فترة المدينة المنورة،
وكان يغلب على طابع هذه الخطب الثلاث أنها موجهة إلى
الأمة الإسلامية في زمان قوتها وتمكينها، لقد كانت نصائح
في غاية الأهمية لكل جيل إسلامي مُكّن في الأرض.



لقد خاطب عليه الصلاة والسلام قبل ذلك الأفراد،
وخاطب المستضعفين في الأرض، وخاطب المُحاصرين،
وخاطب المحاربين، وخاطب الدعاة، وخاطب المُصيبين
والمُخطئين، واليوم يخاطب عليه الصلاة والسلام
الممكّنين في الأرض، يضع أيديهم على القواعد التي
بها يستمر تمكينهم ويتسع، ويحذرهم من الأمور التي
تُذهب هذا التمكين، وتُسقط الدولة الإسلامية،
ويشرح لهم بوضوح دور الدولة الإسلامية المُمكّنة في الأرض،
لقد كان خطابًا لأمة ناجحة، بلغت الذروة في التشريع،
فقد كمل التشريع في هذه الحجة، وبلغت الذروة في الحضارة،
والذروة في القيم والأخلاق، والذروة في الفهم والتطبيق.
وعلى المسلمين أن يفقهوا جيدًا أنه بغير هذه القواعد والأسس
لن تُبنى لهم أمة، ولن تقوم لهم قائمة.



وقد استخلصنا من هذه الخطب الثلاث التي خطبها
الرسول عليه الصلاة والسلام في أيام الحج المختلفة
هذه الوصايا في غاية الأهمية،
نحتاج أن نمر عليها بسرعة، وإن كانت كل نقطة تحتاج
إلى تفصيل خاص، وإلى دراسات متعمقة،
وإلى محاولات جادة لإسقاط كل قاعدة، أو كل وصية
على الواقع الذي نعيشه الآن؛ لنستفيد منها أكبر استفادة متوقعة:



1- دستور هذه الأمة هو القرآن والسنة (الاعتصام بالقآن والسنة)
2- الوَحْدة والمساواة بين المسلمين
3- العدل
4- التحذير من الذنوب
5- الاقتصاد الحلال
6- البلاغ هو مهمة هذه الأمة
7- تأصيل مبدأ التيسير في الدين
8- السمع والطاعة لأمير المسلمين
9- الشرع يطبق على الحاكم كما يطبق على المحكومين
10- دوام النظر إلى الآخرة ومراقبة الله في كل الأعمال
11- حرمة الدماء والأموال
12- المعاملة الحسنة مع النساء (استوصوا بالنساء خيرا)
13- وضَع النبي - صلى الله عليه وسلم - كلَّ شيء مِن أمر الجاهلية
14- اللهم اشهد ،اللهم اشهد

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-06-2018, 08:55 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي







وصايا ودروس من حجة الوداع

الوصية الأولى:
دستور هذه الأمة هو القرآن والسنة



"وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا
بَعْدِي أَبَدًا، كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ".

الله أكبر على الوضوح والجلاء!
هذا وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته
بعدم الضلال أبدًا إن هي تمسكت، واعتصمت
بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

كثيرًا ما تضل الأمة وتضطرب، وتدخل في متاهات لا نهاية لها،
والسبب هو التخلي عن بند من بنود الشريعة،
والإعراض عن أصل من الأصول التي جاءت في الكتاب والسنة.

إن الله تعالى حفظ لهذه الأمة دستورها،
ووعد باستمرار حفظه إلى يوم القيامة،
وهذا لخيرها، وخير الأرض بكاملها.
كم تخسر الأرض، وكم يخسر العالم بأسره،
وكم يخسر المسلمون، وغير المسلمين بتغييب
شرع الله تعالى عن واقع الناس!!



كثيرًا ما يُفتن المسلمون، بمناهج الأرض الوضعية،
فينبهرون تارة بشيوعية، وتارة برأسمالية، وتارة بعلمانية،
ينبهرون بهذه المناهج الأرضية، وينسون أن لديهم منهجًا
حُقَّ لأهل الأرض جميعًا أن ينبهروا به، ذلك منهج رب العالمين،
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.

والشرع الإسلامي صيغ بدقة فائقة؛ ليناسب كل زمان، وكل مكان،
وبه من المرونة الكافية ما يسمح بتطبيقه في أي ظرف،
والشرع الإسلامي شرع شامل، ما ترك صغيرة، ولا كبيرة
إلا غطاها، ولا تقوم دولة إسلامية قيامًا صحيحًا بغير تطبيق
للشرع في سياستها، واقتصادها، وحروبها، ومعاهداتها،
وقوانينها، ومناهجها، وكل أمورها، دستور كامل متكامل،
يقول الله تعالى:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}

[النحل: 89].



الوصية الثانية:
الوَحْدة والمساواة بين المسلمين



وصية في غاية الأهمية وتأتي مباشرة في الأهمية
بعد الاعتصام بكتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
وهي الوحدة بين المسلمين، ومع كثرة التوصيات بالوحدة
في كل حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام،
إلا أنه كان لا بد من إعادة التوصية في الأيام الأخيرة،
وإعادة التركيز عليها والتذكير بها.

إن الأمة المتفرقة لا تقوم أبدًا،
لا ينزل نصر الله تعالى على الشراذم،
يقول عليه الصلاة والسلام في خطبة في حجة الوداع:
"تَعْلَمُنَّ أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخٌ لِلْمُسْلِمِ، وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ أُخْوَةٌ".



إنه التأكيد على حقيقة حرص عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أول أيام الدعوة،
في فترة مكة، وفي فترة المدينة، واذكروا عتق العبيد في مكة،
واذكروا المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار،
واذكروا الميثاق بين الأوس والخزرج،
لقد كانت علاقة مُمَيِّزة فعلاً للدولة الإسلامية أن الجميع فيها أُخْوة؛
الحاكم أخو المحكوم، والقائد أخو الجندي، والكبير أخو الصغير،
والعالم أخو المتعلم، إنها أخوة حقيقية بلغت إلى حد الميراث
في أوائل فترة المدينة، ثم نسخ الحكم وبقيت الأخوة في الدين.



ثم إنه التأكيد على معنى آخر من معاني الأخوة
كان واضحًا في خطبة الوداع،
وهو أن هذه الأخوة ليست خاصة بعرق معين،
أو نسب معين، أو عنصر معين، أو قبيلة، أو دولة، أو طائفة؛
إنها المساواة بين المسلمين جميعًا من كل الأصول،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ،
أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لَعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ،
وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى"
.
الله أكبر! هل في العالم مثل ذلك؟!




الوصية الثالثة:
العدل



وآهِ لو ظَلَمَتْ دولة ممكَّنة في الأرض! سلطانها ظاهر،
وكلمتها مسموعة، إن دوائر الظلم تتسع في هذه الحالة
حتى تشمل أحيانًا الأرض بكاملها.
الظلم كارثة إنسانية، الظلم ظلمات يوم القيامة،
الظلم مهلك للأمم في الدنيا مهما كانت قوية،
قال الله تعالى:
{وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ}
[الأنبياء: 11].



لقد كانت نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأمته بالعدل واضحة تمامَ الوضوح:
"إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلَقْوَنْ رَبَّكُمْ
كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا".
ينهى الرسول عليه الصلاة والسلام أمته عن التساهل في الدماء،
وعن التساهل في الأموال والممتلكات، إن سفك الدماء حرام،
وإن نهب الأموال بأي صورة من الصور حرام،
هو حرام مهما تفننت الدولة في تجميله أو تسميته بغير اسمه،
سيظل الظلم ظلمًا، وسيبقى الحرام حرامًا،
وصدق ابن تيمية رحمه الله حين قال:
"الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة،
ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة".



وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الخطب
على ترسيخ معنى العدل في كل دوائر الحياة الإسلامية
والمجتمع المسلم، فليس العدل في إطار التعاملات الدولية،
أو في إطار الحدود والحرب، والقضايا الضخمة فقط،
إنما العدل في كل الأطر حتى في إطار الأسرة الصغيرة،
ومع أقرب الأقربين لك، لا يجوز لك أن تظلمه،
ومن هنا جاءت الوصية العظيمة بالنساء،
فالقوي المُمَكَّن قد يَغترّ بقوته فيظلم الضعفاء،
فينقلب الرجل على زوجته، أو ابنته، أو أخته، فيظلمها
في معاملة، أو في ميراث، أو إنفاق، أو في غير ذلك من أمور.
كما أن الوصية كذلك للنساء، لا تظلموا أزواجكم بمنع حقهم،
فالله مطلع ومراقب، ويحصي أعمالكما معًا.




يقول عليه الصلاة والسلام في توازنٍ رائع:
"أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقًّا".
ويوم يسعى كل طرف إلى الحفاظ على حق الطرف الآخر،
يوم تسعد الأسرة فعلاً، ليس في الدنيا فقط، ولكن في الآخرة أيضًا.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14-06-2018, 08:56 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي






الوصية الرابعة:
التحذير من الذنوب



يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته من أمر
مهلك آخر شديد الخطورة، وهو الذنوب،
ويذكر لهم عليه الصلاة والسلام أن الشيطان قد يئس
من أن يعبده الناس، ولكنه مع ذلك لم ييأس من إضلالهم،
وسيكون ذلك عن طريق الذنوب، بل عن طريق الذنوب
الصغيرة التي يحتقرها عامة الناس لصغرها في نظرهم.
"إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ مِنْ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ أَبَدًا،
وَلَكِنَّهُ إِنْ يُطَعْ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ، فَقَدْ رَضِيَ بِهِ مِمَّا
تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى دِينِكُمْ".

والحرب بين الإنسان والشيطان أبدية، فقد وعد الله تعالى
الشيطان بالانتظار إلى يوم القيامة، ونبه الإنسان بوضوح:
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا
يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}

[فاطر: 6].


والشيطان ما نسي مهمته قَطُّ،
ومهمته باختصار هي إغواء أولاد آدم عليه السلام،
وقيادتهم إلى جهنم، وبئس المهاد، وهو يتتبع في ذلك طرقًا شتى،
وأساليب مختلفة، حتى لو كانت دفع الإنسان إلى ذنب صغير،
فهذه خطوة ستتبع بعد ذلك بخطوات؛
لذلك يقول الله تعالى:
{وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}
[البقرة: 168].
والذنوب التي يدفعنا الشيطان إليها مهلكة،
وما أكثر ما ذكر ربنا ذلك في كتابه،
فقال تعالى:
{فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} [الأنعام: 6].
وقال سبحانه:
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشُّورى: 30].
وقال تعالى:
{فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
وقال تعالى:
{فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} [العنكبوت: 40].
وقال سبحانه:
{فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
[البقرة: 59].
وقال تعالى:
{فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [آل عمران: 11].


وهو كثير في القرآن، ويصعب إحصاؤه،
وهو كذلك كثير في السنة النبوية،
بل يشير عليه الصلاة والسلام تصريحًا أن الذنوب التي
يستحقرها الإنسان لصغرها في نظره، قد تكون مهلكة له،
روى الإمام أحمد في مسنده
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ،
فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ".

وهكذا جاءت هذه الوصية الخالدة، لتحذر المسلم من عدوه الأكبر،
الشيطان، ومن الذنوب جميعًا كبيرها وصغيرها، عظيمها وحقيرها،
ولا تنظر أبدًا إلى صغر الذنب، ولكن انظر إلى عِظَم من عصيت.



الوصية الخامسة:
الاقتصاد الحلال



فمن كل الذنوب التي من الممكن أن ترتكب،
يختار عليه الصلاة والسلام ذنبًا خطيرًا على الأفراد،
وخطيرًا على الأمم ليحذر منه، وهو ذنب الربا،
قال عليه الصلاة والسلام:
"وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ".
وفي رواية: "قَضَى اللَّهُ أَنَّهُ لا رِبَا".


والدولة التي يقوم اقتصادها على الربا،
هي دولة في حرب مع الله ورسوله..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ
وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ}

[البقرة: 278، 279].
وليس لأحد بحرب الله تعالى طاقةٌ،
فالله تعالى يسلط من يشاء من جنوده
على من يشاء من عباده،
ولا يدري العبد من أين تأتيه الكارثة؛
فقد تكون زلزالاً، وقد تكون جرادًا،
وقد تكون أنفلونزا للطيور، وقد تكون غرقًا لسفينة،
وقد تكون حرقًا لقطار، وقد تكون هبوطًا للعملة،
وقد تكون اختلاسًا للمليارات، وقد تكون فشلاً
لمشروع زراعي، وقد تكون عدوًّا من الكافرين،
فقد يسلط الله تعالى الكفار على المسلمين إذا عملوا بمعاصي الله،
وقد سلط الله المجوس على اليهود وهم أهل الكتاب
لما أفسدوا في الأرض، فليس لأحد بحرب الله طاقة،
وأهل الربا في حرب مع الله ورسوله.



الوصية السادسة:
البلاغ هو مهمة هذه الأمة



حرص عليه الصلاة والسلام في هذه الخطبة
على توضيح مهمته هو شخصيًّا،
وتوضيح مهمة أمته بعد ذلك،
مهمة الرسول هي البلاغ، ليست مهمته هداية الناس،
فالهداية بيد الله تعالى، ولكن مهمته أن يصل بدعوته إلى الناس،
قال الله تعالى:
{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} [النور: 54].
وقال تعالى:
{إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ
يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

[القصص: 56].


لذلك حرص الرسول عليه الصلاة والسلام
أن يقول أكثر من مرة في هذه الحجة العظيمة:
"أَلا قَدْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ".
ثم إنه علَّم المسلمين مهمتهم، وذكّرهم بها:
"فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ".

إنه الخير الذي لا ينقطع، كل من وصلت إليه معلومة
فليحملها إلى غيره، وهكذا دوائر الخير متصلة؛
حتى تعلم الأرض بكاملها حلاوة الدين، وعظمة الإسلام،
إنها الوسيلة السَّلِسة البسيطة لنشر الدعوة، وتعليم الناس الدين،
ليس هناك داعية بعينه يوكل إليه ذلك الأمر،
بل موكَّل إلى كل المسلمين، فكل المسلمين دعاة إلى الله:
"بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً".
"فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ".
أيًّا كان علم هذا الشاهد أو فقهه، فليحمل علمه إلى غيره.


فَقِهَ ذلك الصحابةُ رضى الله عنهم فطاروا بعلمهم إلى الآفاق،
إنها مهمة وواجب، وليست تفضلاً أو منّةً،
يقول رِبْعِي بن عامر :
لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من
عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،
ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام،
ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

ماذا كان سيحدث لو وقفت الدعوة عند الصِّديق،
أو وقفت عند عمر، أو وقفت عند الصحابة جميعًا؟
ماذا كان سيحدث لو لم يسعَ خالد والقعقاع وعمرو بن العاص
والنعمان بن مقرن وسعد بن أبي وقاص وموسى بن نصير
ومحمد بن القاسم وغيرهم إلى تبليغ أهل الأرض رسالة ربِّهم؟
ألن تكون النتيجة هي بقاء من يعبد النار على عبادته،
وبقاء من يعبد الحجر والشجر والنجم على هذا الضلال؟


ألن تكون النتيجة هي بقاء القهر والظلم وال*****ة والجهل والفساد؟
إن الذين فقهوا مهمتهم في الأرض هم الذين تحركوا،
وعلى أيديهم تحقق الخير للأرض بكاملها،
ووصل الدين إلينا، فجزاهم الله خيرًا.

لكن ألم يسأل واحد منا نفسه:
ماذا فعلتُ أنا فيما وصل إليَّ من علم ودين وفقه؟
إن ما تعرفه من آيات وأحكام، وتظنه بسيطًا،
هو بالنسبة لآخرين كنزٌ من الكنوز لا يحلم به، ولا يتخيله.
من الناس من لا يتقن وضوءًا ولا صلاة.
من الناس من لا يذكر الله تعالى إلا قليلاً.
من الناس من لا يحسن قراءة القرآن.
من الناس من لا يبر والديه.
من الناس من لا يصل رحمه.
بل من الناس من لا يعرف الإسلام أصلاً.
هل تظن أن الملايين في الأرض الذين
يكرهون الإسلام ويحاربونه يعرفونه؟
أم أن كل قضيتهم أنهم سمعوا عن الإسلام
من وسائل إعلام مُغرضة، ومن نفسيات منحرفة،
ومن مزورين محترفين، ولم يسمعوه من مسلم
محبٍّ لدينه، فاهمٍ لمهمته، حريص عليها؟
"فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ".





رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14-06-2018, 08:59 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي




الوصية السابعة:
تأصيل مبدأ التيسير في الدين



فعلى الرغم من أنه قام عليه الصلاة والسلام بالمناسك بترتيب معين،
وعلى الرغم من تكراره لكلمة "خذوا عني مناسككم"،
إلا أنه أقر بمبدأ التيسير في الدين،
فقال لكل من سأله في يوم النحر:
"افْعَلْ وَلا حَرَجَ، افْعَلْ وَلا حَرَجَ".
وليت المسلمين يفقهون طبيعة هذا الدين،
إن طبيعته الحقيقية هي اليسر،
روى النسائي في سننه عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ".



وليس هناك أعبد من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا أحرص منه على قواعد الشريعة، ولا أرغب منه في العبادة،
ولكنه الفقه العميق الذي يجمع ولا يفرق، والذي ييسر ولا يعسر،
كل قواعد الدين يسر، وكلها في استطاعة العوام من الناس،
ولم يأتِ الدين -كما يعتقد بعض الجهال- لخواص الخواص،
بل جاء لعموم البشر، جاء لقويهم وضعيفهم،
وجاء للبلغاء والخطباء، كما جاء للعوام البسطاء،
وجاء لأبي بكر، وعمر، كما جاء لنا ولمن هو دوننا.
والذي يخرج بالدين الإسلامي عن هذه الطبيعة ينفر الناس،
وهو يحسب أنه يرشدهم، ويقصيهم عن طريق الله
وهو يظن أنه يدعوهم إليه، وليس هناك منهج في الدعوة
أعدل من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.



الوصية الثامنة:
السمع والطاعة لأمير المسلمين



"اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ
عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ"
.
هذه وصية فذة من رسول الله عليه الصلاة والسلام،
وهي وصية عجيبة بالنسبة للمجتمع العربي آنذاك،
بل هي وصية عجيبة حتى بمجتمعنا الآن،
وليس العجيب في الوصية هو السمع والطاعة،
فكل المجتمعات على اختلاف توجهاتها، وقوانينها وتشريعاتها
تؤمن بأن العمل الجماعي لا بد له من قائد،
وأن القائد لا قيمه لتوجيهاته أو أوامره إلا إذا كان هناك طاعة،
كل الناس يؤمن بذلك، لكن ليس كل الناس يقبل بإمارة العبيد،
أو بإمارة الفقراء، أو بإمارة من لا نسب أصيل له،
هذا القبول يحتاج إلى نفس خاصة، وإلى تربية معينة،
والرسول عليه الصلاة والسلام أكَّد هذا المعنى كثيرًا في حياته،


فهو أولاً زَهّد الناس في الإمارة حتى جعلها تكليفًا لا تشريفًا،
ومسئولية لا عطية، حتى أصبح عموم الأمة يخشى من الإمارة،
ولا يقبلها إلا مضطرًّا، وقبل ذلك كان عليه الصلاة والسلام
قد زَهّد الناس في الدنيا بكاملها، ومن ثَمَّ ليس هناك معنى
لتحمل مسئولية ضخمة لتحصيل جزء من دنيا لا قيمة لها،
ثم إنه عليه الصلاة والسلام ساوى بين المسلمين،
فلم يعُدْ هناك تفاضل بينهم بعنصر، أو عرق، أو نسب، أو مال،
إنما صار التفاضل بالتقوى، وقد يكون العبد الذي يُباع
ويُشترى أتقى من الحُرِّ الذي يشتري العبيد.



كانت هذه تربية صعبة ودءوبة،
جاهد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا،
ولا نقول أنها وجدت قبولاً عند العموم بسهولة،
بل استلزم الأمر تدريبات كثيرة، ومحاورات،
ومجادلات متعددة، ولقد طعن الناس في إمارة
زيد بن حارثة رضى الله عنه،
والذي كان عبدًا يُباع ويشترى،
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أصر على توليته
عدة مرات على سرايا حربية مُهمة،
كان أهمها وأعظمها السرية الأخيرة في حياته،
وهي سرية مؤتة، حيث لقي ربه شهيدًا بعد كفاح مشرف،
وكان قد ولاه قبل ذلك إمارة المدينة في إحدى غزواته
صلى الله عليه وسلم، كل ذلك ليمهد المسلمين نفسيًّا إلى
قبول ولاية أي مسلم ما دام يقيم فيهم حكم الله،
وهذه حكمة نبوية راقية، وتشريع إسلامي محكم،
فلا شك أن الأمة قد تقاد في يوم من الأيام بإنسان
ذي نسب بسيط، أو عائلة ضعيفة، أو قبيلة فقيرة،
فماذا يحدث في هذا الحالة؟
لو خرج عليه المسلمون ستكون فتنة في الأرض وفساد كبير،
فلا بد من طاعته حتى تستقيم حياة الناس، وحياة الأمة،


لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حدد شرطًا أساسيًّا
لهذه الطاعة، وهذا الشرط يوضح لنا غاية الحكم في
الإسلام ووسيلته، فقد علق عليه الصلاة والسلام الطاعة
للأمير على قيامه بأمر الله في المسلمين،
قال: "مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ".
فالأمة الإسلامية مهمتها تعبيد الناس لرب العالمين،
أو على الأقل دعوتهم إلى عبادة رب العالمين،
ولا يكون ذلك إلا بمنهج صحيح غير محرف،
ومهمة الحاكم الأولى هي أن يُحَكِّم شرع الله تعالى فيمن يَحْكُم.
قال تعالى:
{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ}

[المائدة: 49].



والأحكام المتعارضة مع شرع الله أحكام جاهلية،
يجب ألا تتبع، ولا سمع فيها، ولا طاعة،
قال تعالى:
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
[المائدة: 50].
وروى مسلم عن علي رضي الله عنه:
"لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ".
ويخطب الصديق رضى الله عنه أول تسلُّمه للحكم فيقول:
أطيعوني ما أقمت فيكم كتاب الله،
فإن عصيته، فلا طاعة لي عليكم.

كل هذه الآيات، والأحاديث تثبت شيئًا واحدًا مهمًّا،
بل في غاية الأهمية، وهو أنه ليس المهم من هو الذي يحكم،
ولكن المهم أن يحكم بكتاب الله تعالى،
وبسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.



الوصية التاسعة:
الشرع يطبق على الحاكم كما يطبق على المحكومين



لقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته
التي ألقاها في حجة الوداع أروع الأمثلة
في الشفافية في تطبيق القوانين،
لقد علمنا أن الحاكم واحد من الشعب، لا فضل له عليه،
والكل أمام القانون يتساوى، وليس هناك ما يُسمى
بالحصانة ضد القانون، أو عدم القدرة على المساءلة.



إن التفرقة بين الحاكم والمحكومين في القانون،
لهي من أهم أسباب انهيار الأمم، فهذا -ولا شك-
يورث الضغينة في قلوب الناس،
ويفقدون بالتالي مصداقية القانون،
فيشعرون أن هذه تمثيلية مقيتة تعرض على الشعب،
يلعب فيها أقوام دور المعاقَب دومًا،
وينجو فيها فريق آخر من العقاب دومًا.



ولا شك أن ذلك يهز قيمة القانون، ويضعف تمامًا من سلطانه،
وهذا يؤدي إلى هلاك الأمة، واذكروا كلمه الرسول عليه الصلاة
والسلام الحكيمة -وكل كلامه حكيم- التي قالها يوم فتح مكة،
ويوم قطع يد المخزومية الشريفة التي سرقت،
قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري
عن عائشة رضي الله عنها:
"إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهُمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ،
وَإِذَا سَرَقَ فِيهُمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ".



ورأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبق القانون
في حجة الوداع أول ما يطبق على نفسه، وعلى أقاربه
ورحمه وقبيلته، قال عليه الصلاة والسلام:
"وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ".
وترك الثأر الذي حدث في الجاهلية
أصبح أمرًا واجبًا لازمًا للمسلمين.
ثم قال:
"وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا، دَمُ
ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ".

ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكان مسترضعًا في بني سعد، ف***ته هذيل.
فهذا قتيل لبني عبد المطلب يتنازل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن دمه، والجميع يعلم أهمية
الثأر في تلك البيئة العربية القبلية،
لكن تطبيق القانون على النفس أولاً يشجع
الجميع على تطبيقه، والتفاني في عدم مخالفته.




__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:30 PM.