| 
 | ||||||
| أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل | 
|  | أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع | 
|  | 
| 
			 
			#1  
			
			
			
			
			
		 | ||||
| 
 | ||||
|   
			
			شكررررررررررررررررررا ياجماعه على مشاركتكم المفيدة ليه..... تابعوووووووووا
		 
				__________________ لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين | 
| 
			 
			#2  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|   
			
			إعمالاً لمبدأ الرأى والرأى الآخر اسمحوا لى بعرض بعض من جوانب حياة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين لمن لا يعرف من هو طه حسين !! | 
| 
			 
			#3  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|   طه حسين  هو عميد الأدب العربي وصاحب البصمة الكبرى في الثقافة العربية استطاع أن يقهر الظلام ويتغلب على إعاقته ليصل إلي ارفع المناصب ويحتل قمة الأدب العربي رغم ما تعرض له من انتقادات بسبب آراءه وكتاباته . المولد والنشأة  ولد طه حسين عام 1889 ، وعاش طفولته الباكرة في إحدى قرى الريف المصري وكان فاقداً لبصره . ثم انتقل إلى الأزهر للدراسة ، ولم يوفق فيه، فتحول إلى الجامعة المصرية ، وحصل منها على الشهادة الجامعية ، ثم دفعه طموحه لإتمام دراساته العليا في باريس ، وبالرغم من اعتراضات مجلس البعثات الكثيرة ، إلا انه أعاد تقديم طلبه ثلاث مرات ، ونجح في نهاية المطاف في الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا . أهم إبداعاته  بعد عودته إلي مصر ، أنتج أعمالاً كثيرة قيمة ؛ منها على هامش السيرة ، والأيام ، ومستقبل الثقافة في مصر ، ودعاء الكروان ، ومن أدبنا المعاصرالوعد الحق ، والمعذبون في الأرض ، وكتاب في الشعر الجاهلي ، والفتنة الكبرى وغيرها.  وقد تعرض لانتقادات وخاض حروبا كثيرة بسبب آراءه وأفكاره وصلت إلي حد تكفيره وهو يعتبر بحق "عميد الأدب العربي" نظراً لتأثيره الواضح على الثقافة المصرية والعربية. | 
| 
			 
			#4  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|   معارك طه حسين الفكرية بدأت معركة طه حسين الكبرى من اجل التنوير واحترام العقل في عام 1926 عندما أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" الذي أحدث ضجة كبيرة و رفعت دعوى قضائية ضد طه حسين فأمرت النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع وأوقفت توزيعه. وفي عام 1928 تفجرت ضجة ثانية بتعيينه عميداً لكلية الآداب الأمر الذي اثار ازمة سياسية انتهت بالاتفاق مع طه حسين على الاستقالة فاشترط ان يعين اولاً وبالفعل عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في المساء. ثم اختارت الكلية طه حسين عميداً لها عام 1930 مع انتهاء عمادة ميشوالفرنسي. وفي عام 1932 حدثت ازمة كبرى حيث كانت الحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الآداب لبعض السياسيين فرفض طه حسين حفاظاً على مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة إلى اللجوء لكلية الحقوق. و بعد ذلك تم نقل طه حسين الى ديوان الوزارة فرفض العمل وتابع الحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الازمة الا بعد اعادته الى عمله وتدخل رئيس الوزراء فأحاله الى التقاعد في 29 مارس 1932 فلزم بيته ومارس الكتابة في بعض الصحف الى ان اشترى امتياز جريدة "الوادي" وتولى الاشراف على تحريرها، ثم عاد الى الجامعة في نهاية عام 1934 وبعدها بعامين عاد عميداً لكلية الاداب واستمر حتى عام 1939 عندما انتدب مراقباً للثقافة في وزارة المعارف حتى عام 1942 . و قد تسلم طه حسين حزب الوفد للحكم فى فبراير1942ايذانا بتغير اخر فى حياته الوظيفية حتى انتدبه نجيب الهلالي وزير المعارف مستشاراً فنياً له ثم مديراً لجامعة الاسكندرية حتى احيل على التقاعد في 1944. وفى عام 1950 عين لاول مرة وزيراً للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى 1952 حتى يوم إحراق القاهرة حيث تم حل الحكومة. ثم انصرف حتى وفاته عام 1973 الى الانتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضواً بها داخل مصر وخارجها. تأثر طه حسين فى بداية حياته الفكرية بثلاثة من المفكرين المصريين هم الإمام محمد عبده والاستاذ قاسم أمين ، والاستاذ أحمد لطفي فمحمد عبده له السبق فى دعواه لإصلاح الأزهر ، والاستاذ قاسم امين له الفضل فى قضية تحرير المرأة والايمان بها كطاقة اجتماعية فعالة ، و الأستاذ احمد لطفى السيد الفضل فى الدعوة لاستخدام العقل فى مناقشة قضايانا الاجتماعية والسياسية . وفكر طه حسين كان مزيج قوى بين حضارتين متصارعتين، مختلفتين متغايرتين " حضارة الشرق " و " حضارة الغرب " ، وعصارة من جامعتين مختلفتين : الازهر الشريف وجامعة باريس. فطه حسين هو المفكر والأديب الذى تناول قضايا العلاقة بين الاصالة والمعاصرة، وبين الموروث والمستحدث إلى قضايا التنازع بين قيود النقل وحرية العقل، والعلاقة بين الشرق والغرب، ونشر التعليم والقضاء على الأمية، إلى جانب قضايا التجديد فى الأدب والفكر. وما زال التراث الذي خلفه هذا العملاق احد أهم مصادر الاستنارة فى عالمنا الفكرى والادبى والثقافى فقد ترك لنا إرثاً غنياً يزيد عن الخمسين مؤلفاً في النقد الأدبي، والقصة وفلسفة التربية والتاريخ وكم كبير من الترجمات . فقد شغلت الترجمة طه حسين في جميع مراحل حياته، فقدم قبل البعثة في 1914، بالاشتراك مع محمود رمضان، كتاب (الواجب) لجول سيمون في جزءين. و منذ عودته من البعثة الفرنسية في 1919 في السنوات الاولى بعد العودة من البعثة قدم طه حسين من الأعمال المترجمة (نظام الاثينيين) لارسطو طاليس، و(روح التربية) لغوستاف لوبون في 1921، ثم (قصص تمثيلية) لفرنسوا دي كوريل وآخرين في 1924. وما بين الثلاثينات والخمسينات قدم طه حسين في الترجمة (أندروماك) لراسين في 1935، و(أنتيجون) سوفوكليس في 1938، و(من الادب التمثيلي اليوناني) في 1939، و(من الاساطير اليونانية) لأندريه جيد في 1946، و(زاريج او القدر) لفولتير في 1947، و(أوديب) سوفوكليس في 1955. كما كتب طه حسين الكثير من الفصول والمقالات المتفرقة عن الآداب الاجنبية، جمع بعضها في كتب، وقدم عدداً من الكتب المترجمة ذات القيمة في المكتبة العربية، بالاضافة الى ما كتبه في الدوريات عن كثير من الكتب المترجمة إلى اللغة العربية. ومن كتبه قدم فى عام 1925 (حديث الاربعاء) فى اجزائه الثلاثة ويتحدث فيه عن شعراء المجون والدعابة فى الدولتين الاموية والعباسية مثل مجنون بن عامر ، المرجى كثير عمر بن ابى ربيعة بشار بن برد وهى الفصول التى كان ينشرها فى صحيفة السياسة . و كتاب (على هامش السيرة) ويعتبر تنقية للمادة الاسلامية مما يتداخل معها من المواد الاخرى من العلوم والفنون وتبسيط هذه المادة بالقدر الذى لا يفقدها معناها . و رواية (الايام) بأجزائها الثلاثة و هى رواية تتناول حياته الذاتية ونشرت مسلسلة فى مجلة الهلال وترجمت الى معظم لغات العالم. و قدم كتاب ( حافظ وشوقى ) فى عام 1933 وهو دراسة عن شاعرى مصر الكبيرين أحمد شوقى وحافظ ابراهيم. و فى عام 1935 (الحياة الادبية فى جزيرة العرب ) وهو الكتاب المعروف (بألوان) يشمل دراسات تعمق واستقصاء الوان مختلفة من الادب على تباعد العصوروتباين الاجيال . و قدم مجموعة رسائل ومقالات (من بعيد ) كتبها عن الحياة فى باريس وعن شخصية سارة برنار وعن حياة البحر والسفر . و قدم (اديب ملكا) و قدم طه حسين فيه نفسه على انه بطل القصة من خلال صور حية طريفة وذكريات فنية خصبة لاديب ازهرى استبدل العمامة والجبة والقفطان بالبدلة ورباط العنق وتنقله الاقدار من اروقة الأزهر واحيائه العريقة الى باريس مدينة العلم والنور. وفى عام 1938 قدم رواية (الحب الضائع ) بطلة قصته هى مادلين موريل وقد اختار لها ارض فرنسا خلال احداث الحرب العالمية الاولى . ومن اشهر كتبه كتاب (مستقبل الثقافة فى مصر) وفيه يضع الخطوط العريضة لرؤيته للاصلاح التربوى . وفى عام 1942 (دعاء الكروان ) وهى رواية بطلتها فتاة ريفية اغواها شاب من اهل المدينة فلم تحسن الدفاع عن نفسها من شر غوايته فكتب عليها الموت خلاصا من العار . و قد اسس طه حسين ومعه حسن محمود (مجلة الكاتب المصري ) وكانت مراة للاشعاع الفكرى والابداع فى العالم العربى . وفى عام 1949 (المعذوبن فى الأرض ) وقد جلب عليه هذا الكتاب الكثير من المتاعب والمشاكل وجعله محط انظار رجال البوليس السياسي حيث صودر ومنع دخوله إلى القاهرة. و قد تم تكريم عميد الأدب العربي فى مصر والعديد من الهيئات الدولية فلقب طه حسين ب مارتن لوثر الشرق ورينان مصر الضرير. وفى عام 1949 حصل على جائزة الدولة للآداب و في عام 1950 اختير وزيرا للتعليم كما انهالت الدعوات على طه حسين من جامعات العالم لمنحه الدكتوراه الفخرية تقديرا لعلمه وادبه وفكره وتأتى في مقدمتها جامعة ليون، مونبلييه، مدريد، روما، أكسفورد وأثينا. وفى عام 1959 حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الادب العربي و فى عام 1965 حصل على قلادة النيل الكبرى وهى ارفع وسام فى مصر كما حصل فى اخر عام 1973 حصل على جائزة من لجنة الامم المتحدة لحقوق الإنسان . وبمناسبة مرور مائة عام على ميلاده فى عام 1989 رفعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو ) فى مؤتمرها الحادي والثلاثين بعد المائة توصية للاحتفال بهذا الحدث الجليل. و فى عام 1999 نظم المكتب الاعلامى والمكتب الثقافي بباريس بالتعاون مع جامعة السوريون تحت رعاية منظمة اليونسكو احتفالية عن حياة وفكر الدكتور طه حسين. ومن الاوسمة والنياشين والميداليات التى نالها العميد قلادة النيل من مصر ووسام النيل من المملكة المصرية ووسام جامعة كلوسترو من إيطاليا ووسام الاستحقاق من سوريا ووسام الجمهورية التونسية و وسام الاستحقاق من السنغال و وسام النمسا كما نال ميدالية الفارس من فرنسا و ميدالية جامعة مونبليية من فرنسا وميدالية منظمة اليونيسف 1956 وجائزة حقوق الانسان من الامم المتحدة 1973. واذا اراد احد ان يرى سجل حافل لحياة طه حسين فليذهب الى فيلا رامتان (متحف طه حسين ) الذي عاش فيها أهم مراحل حياته وترك لنا فيها ذكرياته من كتب ومخطوطات وصور وأوسمة ونياشين تحكى قصة كفاحه وتؤرخ الثقافة العربية في مصر خلال حقبة طويلة من الزمن . | 
| 
			 
			#5  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|   طه حسين الأيقونة يعتقد كثير من المفكرين العرب والعالميين ان الدكتور طه حسين يستحق جائزة نوبل للأدب مثل الأديب الكبير نجيب محفوظ، ان لم يكن أكثر. وقد رشح عميد الأدب العربي عدة مرات لنيلها، ولكنه لم يوفق. ولا شك بأنه لو عاش بعد العام 1973 لبات حظه مضاعفا. لماذا؟؟؟ جائزة نوبل مثل كل شيء آخر في عالم العولمة والعولمانية، مسيسة، شئنا أم أبينا. والعربي الأول الذي فاز بها، كما يذكر الجميع، كان الرئيس السادات، وقد تقاسمها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن. وبسبب هذا التسييس، لم يكن ممكنا ان ينال الجائزة عربي يعيش في بلد يحكمه عبد الناصر. ومن جهة أخرى، تعرض عميد الأدب العربي إلى "ظلم ذوي القربى" أيضا، اذ ان أفكاره المتحررة، ونظرته العقلانية إلى الأمور لم تعجب الكثير من القدريين. ولكن إنجازات الدكتور طه حسين الأدبية والسياسية والإنسانية هي أكبر بكثير من ان يؤثر عليها حرمانه من هذه الجائزة، وأعظم من أي تسييس عولماني أو ديني. فمنذ صغره أرسله والده إلى الكتّاب حيث تعلم قراءة وكتابة القرآن الكريم. وعندما "ختمه"، أرسل إلى جامعة الأزهر حيث تعلم الدين الإسلامي والأدب العربي. ولكنه شعر بأن أساتذته محافظون وضيقو الأفق بخلاف ما يفترض بالأساتذة الجامعيين ان يكونوا. قبل طه حسين كانت اللغة العربية مجمدة داخل قوالب، صعبة التطوير، وبعيدة عن إدراك عامة الناس. ولكن كتاباته كانت سهلة، واضحة ومفهومة، مع الحفاظ على قواعد اللغة، واستخدام وسائل التعبير والمفردات بأقصى طاقاتها. وقد دعا إلى تطوير اللغة بشكل يساهم في تحقيق الوحدة العربية، مشيرا إلى انه إذا لم يحصل ذلك فان البلدان العربية ستعاني ما كانت تعانيه البلدان الأوروبية في ذلك الحين من شعور بالعزلة بسبب اختلاف اللغات فيما بينها. آمن طه حسين بثورة تموز ت يوليو 1952، بالوحدة العربية وبالإصلاح الاجتماعي. وقد حارب بضراوة من اجل التعليم المجاني في مصر، مؤكدا "ان المعرفة مثل الماء والهواء"، وأنها حق طبيعي لكل كائن بشري. وكان هذا شرطه لقبول منصب وزير التربية عام 1950. وبالفعل فقد أعلنت الحكومة الجديدة إلزامية ومجانية التعليم الابتدائي للجميع. وهي سياسة ما تزال متبعة حتى اليوم، حيث يدين الملايين من المصريين بالفضل في تعليمهم لطه حسين. وكانت ابنته أمينة من أوائل النساء اللواتي تخرجن من الجامعة. وقد قامت مع أخيها مؤنس بترجمة كتاب والدها الشهير "أديب" إلى الفرنسية. عاش طه حسين حياة مليئة بالصراعات السياسية والاجتماعية والشخصية، وقد عرضها في كتابه "الأيام". و بعد وفاته أكملها صهره محمد الزيات في كتاب "ما بعد الأيام". ويمكن تقسيم أعمال طه حسين إلى ثلاثة أنواع رئيسية: دراسات علمية في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي؛ كتابات أدبية ذات منحى اجتماعي يرتكز على محاربة الفقر والجهل؛ والمقالات السياسية التي كتبها في الصحف التي تولى رئاسة تحريرها بعد فصله من مركزه كأستاذ الأدب العربي الكلاسيكي في جامعة القاهرة. وكان فصله نتيجة الضجة التي أثارها كتابه عن "الشعر الجاهلي" (1926)، والذي كان تعبيرا حيا عن أسلوبه العصري والعلمي في مقاربة الموضوع، بخلاف الأسلوب السلفي الذي كان منتشرا في ذلك الحين. أما أعماله الأدبية فقد عبرت عن حساسية مفرطة ورؤية سليمة وحب عميق. ودعوته إلى العدالة والمساواة نبعت من فهم عميق وسليم للدين الإسلامي. كان على طه حسين ان يتحمل هجوم المحافظين وان يواجه المعادين لإصلاحاته. ولكن ما خفف عنه ذلك كان إعجاب طلابه وزملائه به. وخلال حياته تلقى من التقدير ما لم يحظ غيره به. فقد انتخب عضوا في اكثر من أكاديمية عربية، وكرمته مؤسسات دولية كثيرة. حتى ان الجامعة الأميركية في القاهرة تحدت قرارا لرئيس الوزراء المصري صدقي إسماعيل بمنع طه حسين من التدريس في الجامعات العاملة على الأرض المصرية، وتعاقدت معه للتدريس فيها. وصارت قاعة "ايوارت هال" في الثلاثينات مقصد المئات من المصريين وغير المصريين الراغبين في الاستماع إلى طه حسين "عميد الأدب العربي". منح طه حسين أكثر من دكتوراه فخرية من جامعات عالمية فرنسية وبريطانية وإسبانية وإيطالية. وقد منحه الرئيس جمال عبد الناصر أرفع وسام مصري، هو مخصص أساسا لرؤساء الدول. وفي عام 1973 منحته الأمم المتحدة "جائزة حقوق الإنسان". توفي طه حسين في تشرين الأول 1973 بعد ان شهد الانتصار المصري الذي تحقق بعبور قناة السويس واستعادة قسم من سيناء. | 
| 
			 
			#6  
			
			
			
			
			
		 | |||
| 
 | |||
|   الفلسفة فى حياة طه حسين يبرز مسار حياة طه حسين انه لم يكن أبدا مجرد باحث أو عالم أو أديب أو مفكر ، ولكنه كان أيضا رجلا ذو مواقف ورؤى واضحة من الحياة والثقافة والأدب والسياسة والمجتمع .. كافح من أجل نشرها والدفاع عنها وتحمل بسببها الكثير من الازمات والمتاعب التى كان يستعذ بها من أجل الدفاع عما يؤمن به من قيم وأفكار ورغم ما جلبته هذه الافكار الجريئة على طه حسين من مشكلات فى حياته الخاصة إلا انه كان سعيدا بها .. بل كان يعتقد ان التغيير نحو الافضل والفكاك من أسر بعض التقاليد الخاطئة هو جزء من مهمته كأديب ومفكر أما اقوى تعبير عن منهجه العقلى فقد ورد فى أكثر كتبه اثارة للجدل وهو كتاب في الشعر الجاهلى الذى قال فيه اما نحن فنأبى ان نكون أدوات حاكية أو كتبا متحركة ولا نريد إلا ان تكون لنا عقول نفهم بها ، ونستعين بها على النقد والتمحيص فى غير تحكم اما معضلة العلاقة بين الشرق والغرب ، وماذا نأخذ وماذا ندع من حضارة الآخرين .. فقد حسم طه حسين القضية بأوضح ما يكون قبل أكثر من نصف قرن مقدما الحل الذى لا يخيب .. الا وهو مزيد من الثقافة والقراءة للشباب حتى يفهموا أولا ثقافة الشرق وثم ثقافة الغرب ولن يحتاجوا بعد لك إلى الدخول فى أى جدل نظرى عقيم ، فقد كتب طه حسين فى كتابه مستقبل الثقافة فى مصر « والذى نشره عام 1938يقول: ان الذين يخوضون فى أحاديث الشرق والغرب عندنا يجهلون الشرق والغرب جميعا في أكثر الاحيان لانهم يعرفون ظواهر الاشياء ولا يتعمقون فى حقائقها واذا كان هناك شر يجب ان يحمى منه الشباب فهو هذا العلم الكاذب الذي يكتفى بظواهر الاشياء دون بواطنها فلننظر كيف نبعد عن اجيال الشباب هذا الشر وليس إلى ذلك من سبيل فيما ارى إلا ان نقيم ثقافة الشباب على أساس متين إلى جانب عامل البيئة التى عاش فى محيطها طه حسين كانت هناك عوامل اخرى ساعدت على تكوينه الفكرى تكوينا اجتماعيا ، من هذه العوامل تأثره فى بداية حياته الفكرية بثلاثة من المفكرين المصريين هم الامام محمد عبده والاستاذ قاسم أمين ، والاستاذ أحمد لطفى لاسيد .. لما لهم من افضال كبيرة على قضايا الاصلاج والتجديد فاذا كان الامام محمد عبده له السبق فى دعواه لاصلاح الازهر ، والاستاذ قاسم امين الفضل فى قضية تحرير المرأة والايمان بها كطاقة اجتماعية فعالة ، فإن للاستاذ احمد لطفى السيد الفضل فى الدعوة لاستخدام العقل فى مناقشة قضايانا الاجتماعية والسياسية وعلى الرغم من ان هؤلاء الاعلام الثلاثة لاقوا معارضة من أولئك اصحاب الاذهان المتمسكة بالقديم إلا انهم لم يحيدوا عن اتجاهاتهم التى امنوا بها وخاضوا من أجلها أشرف المعارك . فكان لفكرهم القائم على العقل تأثيره البالغ على طه حسين ودراسته فى الازهر التى كانت قائمة على النقل حيث تأثر آنذاك بكل من استاذه فى الازهر الشيخ سيد المرصفى واستاذه فى الجامعة المصرية القديمة المستشرق كارلو ناللينو وفكر طه حسين نفسه مزيج قوى بين حضارتين متصارعتين ، مختلفتين متغايرتين " حضارة الشرق " و " حضارة الغرب " ، وعصارة طيبة من جامعتين مختلفتين : الازهر الشريف وجامعة باريس .. فلقد كانت اصوله راسخة فى ثقافة الازهر تستخلص منها عناصر غذاء لاغنى عنها ولكن فروعه تشعبت فى حضارة الغرب يتنسم منها الهواء ويستمد منها النور ، وهذا الاحتكاك بين الحضارتين العظمتين الغربية بماديتها والشرقية بروحانيتها لابد وان ينتج فكر جديد ، هو نفس الفكر الذى عاد فيه طه حسين من اوروبا . فبدأ يقيم التراث العربى بالمنهج الديكارتى فى البحث .. وهو الفكر الذي جر عليه الكثير من المعارك وكان اختيار الدكتور طه حسين للمنهج الديكارتى فى البحث له أكثر من دلالة .. لما لهذا المنهج كما يقول صاحبه من قواعد مؤكدة لا تعصم ذهن الباحث من الوقوع فى الخطأ فحسب ، بل ايضا تمكنه من بلوغ اليقين فى جميع ما يستطيع معرفته وكان من الطبيعى ان يتماشى المنهج الديكارتى مع روح طه حسين ومع نظرته إلى الأشياء ، هذا إلى جانب اعجابه الشديد ببداية ديكارت حين كان بدوره يمثل تجسيدا لقيم النهضة الفكرية الاوروبية ومن هذه الزاوية يمكن التقريب بين الاثنين ، وقد تجلى هذا التوافق بينهما فيما يتعلق بنظرة كل منهما إلى التعليم وقضاياه وفى الوقت الذى كان لا يخفى فيه ديكارت سخطه على التعليم الذى كان سائدا فى عصره والذى وصل إلى حد ثورته على هذه النظم ، فان بوادر التمرد ظهرت على طه حسين من أسلوب التعليم الذي تلقاه فى شبابه ، ليلتقى الاثنين فى المطالبة بضرورة ادخال الاصلاحات اللازمة على نظم التعليم لكى لا تقتصر على التلقين المباشر والحفظ الحرفى لاراء الغير والتى كان يتطلب من الدارس ان يؤمن بها بدون مناقشة هذا إلى جانب ان كلا من ديكارت وطه حسين قد التقيا معا فى فكرهما عن ضرورة محاربة جهالة العصور الوسطى الممثلة فى المتزمتين والمتعصبين ، هذا الاتجاه الذى تبدأ من عنده الحياة الفكرية فى أى مجتمع . وكان لاختيار الدكتور طه حسين لكل من أبى العلاء المعرى وابن خلدون لموضوعى رسالتيه للدكتوراه فى جامعتى القاهرة والسوربون ، الكثير من الدلالات حيث يتمتع كلا منهما بفلسفته وفكره | 
| العلامات المرجعية | 
| 
 | 
 |