|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الحلقة الثالثة انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس . كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا ! كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء ! كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل ! و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجمعلى رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها ( مثل رغد ) . و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ... في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير ! لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة . تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب ! انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر . لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي . " أدخل ! " ألا أن أحدا لم يدخل . انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ... و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب ! لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤهامكبوت في صدرها ، تتنهد بألم ... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا علىوجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض ! أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي .... " رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ " انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها . هذه المرة كانت تبكي من الألم . " أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ " لابد أنها دانة الشقية ! شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي . كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب . عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي . " دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ " لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى : " ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ " " إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي " اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول : " إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة " لم تكن الضربة مؤلمة إلا أن دانة بدأت بالبكاء ! أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش . نظرت إليها و مسحت دمعتيها . ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا ! ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! إلا أنها لم تكن الأخيرة .... ~~~~~~ يتبع |
العلامات المرجعية |
|
|