اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #5  
قديم 21-07-2009, 10:47 PM
**تسابيح** **تسابيح** غير متواجد حالياً
طالبة جامعية <>المركز الثاني عن مسابقة العام في الاسبوع السابع
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 4,214
معدل تقييم المستوى: 22
**تسابيح** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني

استوقفني محل بسيط يعمل فيه رجل عجوز يبيع الحلويات...دخلت لاشتري بعضاً منها...

- Bonjour-je veux un kilo s il vous plait

(ممكن كيلو من الحلوي)
نظر إلي وقال
- Tu es arabe?
هل انتي عربية

- Oui
نعم
تكلم عندها معي بالعربية وقال: اهلاً بيكي يا بنيتي..انا مغربي عربي..

ابتسمت له وقلت: اهلاً وسهلاً..

- قال: يا مرحبا بيكي..تونسية..؟؟؟
- لا مصرية..
- اهلاً بالفراعنة....انا زوجتي فرنسية وبقالي هنا في فرنسا 40 سنيه..
- ياه..انا ما كملتش شهر هنا في فرنسا...
- الحياة هني رح تتعلمي منها بزاف...
- والله شكلي كرهت البلد دي من قبل مكمل فيها.(لا أعرف لماذا انفتح قلبي له وتحدثت معه وكأنني امام رجل اعرفه منذ وقت بعيد..تابعت قائلة).....محتاجة شغل ومحدش راضي يشغلني لأني محجبة..او يمكن لأني مسلمة مش عارفة...

- فكر قليلاً وقال: انا بشتغل هني انا وزوجتي واش رأيك تساعديني انا زوجتي مريضة هاا لايام ومحتاج لحد معي على البيع وانا بكون في المعمل جوه..

- قلت بفرح : اكيد موافقة..يا عم...!!!( تساءلت عن اسمه)
- قاطعني قائلاً: عمك كريم...يا بنتي..

شعرت في كلامه بصدق كبير ....وجهه مريح لدرجة كبيرة وكأن الله بعثه لي هدية من السماء...اتفقت معه على العمل ومواعيده والسعر..رغم انه ليس بالشيىء الكثير ولكن يغطي احتياجاتي الاساسية...خرجت وانا بغاية السعادة وحملت معي بعضاً من الحلويات لبيت خالي..

لكن ما ان دخلت حتى رأيت ..يا لهول ما رأيت..


وجدت على التلفزيون فيلماً...انه على ما يبدو فيلم اباحي...لكن من يشاهده!؟؟؟


ابن خالي احمد الذي لم يبلغ من العمر الا فقط 10 سنوات...

وقفت للحظات لا أعرف ماذا افعل..كيف اتحرك..ماذا اقول..هل اعود ام اتقدم ام ماذا لا اعرف..لكن وقعت علبة الحلوى من يدي من دون ان أشعر....وكانت اللحظة الحاسمة...نظر أحمد الي بذهول ...تقدمت نحوه..وبدأت الصراخ في وجهه..

- انتي ايه الي بتشوفو ده..انت قليل الأدب ومش متربي كويس...انت مين سمحلك تشوف ده...


تقدمت بغضب واقفلت التلفزيون وسحبت الشريط ..كان مذهولاً وبدأ البكاء...
عاودت الصراخ في وجهه : انت بتعيط ليه هاه؟؟ مين اداك الشريط ده يا تقول يا مش حيصلك طيب وحقول لخالي..

بدأ يبكي..دموعه حننت قلبي عليه قليلاً وأهدأتني...فجلست الى جانبه ووضعت يدي عليه بحنان....

- احمد قولي مين اداك الشريط ده الي بتشوفو عيب يا احمد..
- بدأ يكلمني بخوف كبير وقال: صاحبي في المدرسة فرنسي اداني الشريط وقالي في حجات حلوة شوفها افتكرتها كرتون..وطلعت ده..
- قلت وكأني اقنعه انني صدقته: طيب لما شفته انو حاجة مش كويسة ما شلتوش ليه؟؟
- قال بتوتر وتابع البكاء: مش عارف...
- الي انتي بتشوفو غلط يا احمد انت بتخاف ربنا وعارف ان ربنا ما يهنش عليه نشوف الحاجات الوحشة دي عشان بردو انت ولد مؤدب
- قال بهدوء وبكاء: ايوة انا ولد مؤدب...

- وضعت يدي على رأسه وقلت: انت ولد كويس اوعى تشوف مرة تانية الحجات دي وابعد عن الناس الوحشة...اوعدني
- قال بتردد: اوعدك بس ما تقوليش لبباب علي حصل....
- قلت: اوعدك...
- قال ليتأكد: احلفي..
- قلت فوراً: والله مش حقول لحد..بس انت اوعى تتكلم مع الولد الي ادا الشريط مرة تانية وتوعد ربنا مش حتعمل كده تاني وانت بتصلي...
- قال ببرود واستغراب : بس انا ما بعرفش اصلي...


- قلت بصدمة: ما بتعرفش تصلي؟؟؟!!!!!!!!!!..(أمسكته من يده وقلت له بحماس)..تعلا معاية..

أخذته معي الى الغرفة وبدأت اعلمه الصلاة واعطيته كتب دينية باللغة الفرنسية وعلمته كيف يدعو الله وكيف يستغفره..ووعدني انه لن يكرر ما فعله...ولم أتركه الا وقد أكلنا سوياً الحلويات وضحكنا قليلاً وذهب الى غرفته...أما انا امسكت هذا الشريط ولم اعرف ماذا افعل به..وضعته في درج المكتب عندي لأخذه معي غداً وارميه في اقرب حاوية نفايات...

في الصباح الباكر جلست في غرفة مكتب خالي للحديث معه عن بعض تطورات حياتي...

- خالي انا سعيدة اوي هنامعاك والحمد الله نفسيتي بقت افضل بعد ما لقيت شغل...

- يا حبيتي يا ورد عارفو الحياة هنا عاوزة الي قدها وانا عارف بنت اختي قدها وذيادة..
- ربنا يخليك لية يا خالي محبتك تكفيني وبتشجعني......
- انا واثق فيكي ولو معنديش ثقة مكنتش ارضى تشتغلي بس انا مش حقف قدام رغبتك...انتي امانة يا ورد..
- وانت حافظت على الامانة وذيادة وبتعاملني زي ولادك بس الاعتماد عى النفس جميل...
- قال بحزن: ايه والله يا بنتي انتي عملتي الي ما عملوش ابني عمر..قاعد من غير شغل مقضيها صياعة ومش فالح ف يالتعليم مجنني..
-
- سرحت قليلاً وقلت بتنهيدة: والله عمر معدش زي ما عرفتو اتغير اوي..
-اطلق تنهيدة بحرقة: اااه قد ايه يا ورد كنت بتمنى يعني تكونو لبعض...

- قطعت حديثه فوراً: ما تكملش يا خالي انا بشفش عمر اكتر من اخ..

- ابتسم قائلاً : ورد انا مسافر النهاردة بليل المانيا حقعد 10 ايام عشان الشركة بعتاني اجتماع هناك عاوزك تاخدي بالك من الاولاد انتي عارفة مرات خالك في شغلها ديماً...وانتي واعية انا بأمنك عليم..
- قلت بثقة: في عيوني يا خالي ما تخافش..

في الجامعة التقيت بالدكتور المشرف على الابحاث وتناقشت معه في موضوع البحث الذي من الممكن ان اناقشه ...قررت ان اتناول موضوع الفتيات العربيات اللواتي يهاجرن الى فرنسا للدراسة..اي اقوم بدراسة اوضاعهن كاملة...الاجتماعية والمادية والنفسية.. اعجب الدكتور به ...بدأت بعدها افتش في مكتبة الجامعة عن كل ما يتعلق بالموضوع من الناحية النظرية وبعد ان انهيها سأبدأ بالقسم الميداني....

في مكان العمل الجديد كنت في غاية السعادة مع العم كريم..خاصة انني تعلمت صنع الحلويات ايضاً واصبحت اساعده في صنعها أحياناً..لم أتخيل انني في يوم من الأيام سأقوم بهذا العمل عندما كنت في مصر..ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه....الحياة ترمي بك احياناً في اماكن لا تتوقعها ابداً ولكن القناعة جميلة والشكرلله دائماً وابداً واجب...وانا حقاً سعيدة رغم ان ما يعطيني اياه العم كريم قليل لكن يكفي انني سعيدة ومرتاحة واشعر انني وسط عائلة لي تتقبلني كيف ما كنت....تفرح عندما افرح وتبكي عندما ابكي وتسعى لراحتي..كما اسعى لراحتها في العمل...اطلقت على نفسي كلمة بائعة الحلويات....والجميع يناديني بها عندما يدخل المحل ..نسيت حقاً اسمي...

اصبح اسمي لومادلين او فورينوار على اسماء الحلويات الفرنسية التي ابيعها....

في يوم ما وانا منهمكة بالعمل..دخل الى المحل شاب لم اتنبه له للوهلة الاولى ولكن اكتشفت انه الشاب الذي يعمل في المقهى الذي يدعى سليم..تفاجأت بوجوده مثلما تفاجأ بوجودي....
§ قال بإستغراب: انتي بتعملي ايه عندنا؟
§ قلت بتعجب: عندكم؟؟؟ليه هو المحل ده يخصك؟؟؟؟
§ قال وهو يضحك: ايوة ده محل خالي...
§ صدمت وقلت بتعجب: خالك ازاي؟؟عم كريم مغربي..
§ قال باستهزاء: ومالو..انا والدتي مغربية بردو..وابوية مصري...

- قلت باستياء: ايه اهلا...

جاء في هذه الاثناء العم كريم وكان يراقب حوارنا من بعيد فقال وهو يسلم على سليم: شو يا سليم..بتعرف ورد...

- قال بابتسامة: والله مش عارف انها ورد..بس اهو اتعرفنا..

شعرت بالخجل وتمنيت لو انني استطيع ان اهرب من الوضع كله..وقلت مسرعة: عن اذنكم عندي شغل جوة...

- رد العم كريم بسرعة: لا يا ورد خلص لاازم نسكر المحل...اتأخر الوقت...انا رح اروح الحين فيسة وسليم يعاود بيته وحيساعدك في اقفال المحل...

شعرت بحرج كبير..فأنا مجبرة الأن ان ابقى معه لوحدي..ولكن قلت في قرارة نفسي وليكن..انا اساوي عشرة رجال لا يستطيع ان يتعدى حدوده معي مهما حصل...طبعت على جبيني لمحة غضب عجيبة وبدأت استعد لاقفال المحال وهو لم يسكت عن الكلام ابداً وانا اصده تارة واجاوب بطريقة مقتضبة جداً تارة اخرى...

- انتي كلاك قليل كده ليه يا ورد مش قلنا تعتبريني اخ..
- قلت بحزم: يا سلام بالبساطة دي..
- يكفي اننا مصريين..زي بعض..
- قلت بعصبية: انا مصرية ومسلمة الحمد الله يبقى مش زي بعض....

- قال فوراً: وانا مصري ومسلم...
نظرت اليه بتعجب ووجهت نظري الى رقبته لكنني لم اجد الصليب الذي رأيته في السابق...

- قال بمكر: اهههههههههههه قصدك الصليب الي كنت حاطه...
لم ارد بل أصابني الذهول...

- قال: انا مسلم ...مش مسيحي انا بحط الصليب لدواعي شغل عشان في الكافية ما بيرضوش يشغلو مسلمين وده الي دفعني اني اغشهم في الظاهر بس انما في الحقيقة انا مسلم وبصلي احياناً كمان...

- صدمت وقلت بذهول: مش مصدقة..
  • قال باستهزاء: ايه الي مش مصدقاه اني مسلم او اني عامل نفسي مسيحي؟؟
  • مش مصدقة اني في انسان ممكن يغر دينو عشان شغل وضحكت باستهزاء)
  • قال مبرراً: مصالح مش اكتر...
  • قلت بغضب: لو ربنا ف ييوم قلب فينا الارض مش حرام عشان في زييك في الدنيا( عن اذنك) ...

خرجت غاضبة واقفلت المحال وتابعت سيري وهو ينظر الي بذهول تام..وكأنه يقول في قرارة نفسه ازي تتكلم عليه دي كده)
.................................................. ................................


في صباح اليوم التالي استقيظت ولم اجد الا ندى في البيت وعمر ..رميت عليهم السلام وكلمتني ندى قليلاً لكن عمر لم يكلمني ولا كلمة عندما كنا نتناول الفطور..

- ندى: ايه الاخبار يا ورد لقيت يموضوع البحث.؟؟
- ايوة اخترته عن الي زيي يعني اوضاع الفتيات العربيات الي بيدرسو في الغربة..

(ضحك عمر وكأنني قلت نكتة..لم اعره اي اهتمام وتابعت الحديث مع ندى)

- ندى: جميل اوي انا اكيدة حتلاقي حالات كتير...)تابعت قائلة وهي تهم بالمغادرة) طيب يا ورد عن اذنك لازم اروح اتأخرت بس عاوزة االشيلة الخضرة الي عندك من فضلك...

- خديها محطوطة في الدرج عندك..

خرجت ندى وهممت انا طبعاً بالخروج..ولكن استوقفني سؤال انا وعلى الباب اردت ان اوجهه الى عمر...استدرت وقلت..
- انت كنت بتضحك ليه وانا بكلم ندى؟؟؟
- قال باستهزاء كبير: عشان عاوزة تدرسي احوال العربيات الي بيدرسو في فرنسا
- قلت بلهجة جافة: وفيها ايه يضحك دي؟؟نكتة؟؟
- لق مش نكتة بس البحث فاشل من اوله لأنهم كلهم حيطلعو صايعات.....
قلت بغضب: بس انا واحدة منهم...
- قال بلا مبالاة: واش عرفني انتي ايه...
- ضحكت وقلت: صح انت ما بتعرفش غير الي زييك عندك حق تقول كده..الاناء ينضح بما فيه...

خرجت وندمت الف مرة لأنني تكلمت معه..ولم يغب عن بالي الكلمة التي قالها..هل حقاً البنات اللواتي يدرسن هنا هنّ بهذا الشكل؟؟؟ تحمست اكثر للبحث وصممت على دراسته اكثر واكثر...

مرت حياتي في اليومين التاليين بهدوء بين الجامعة والعمل ...التقي بين الحين والاخر بسليم عند خاله ولكنني اتجنبه بشكل كبير حتى انه شعر اني اكرهه فعلاً ولا اطيق رؤيته فكأن نفسه قد عزت عليه ولم يعد يأتي الى المحال...

الا انني في يوم وخلال الاسبوع الذي غاب فيه خالي عن البيت عدت لأجد في منزل خالي حفلة..كان عيد ميلاد عمر...رقص وأغاني وفتيات مائعات يرقصن ومعهن شباب كان حقاً منظراً في غاية الانحطاط وانا ما زلت واقفة على الباب لا اعلم كيف اتصرف..وجدت ندى ايضاً جالسة في هذه الاجواء وسعيدة بها وعمر تحواطه 5 فتيات كأنه دون جوان...قررت الصعود الى غرفتي والمكوث فيها ولا يعنيني كل ما يحصل...دخلت غرفتي وجدت شاب وفتاة فيها بوضع مريب حقاً....وكان ما كان...


يتبع...............
__________________
والحب له قوانين آخري..!
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:01 PM.