|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]()
في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى أحد ملاهي الأطفال ، حسب طلب و إلحاح دانة !
أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، إلا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة ! قضينا وقتا جيدا ... وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها ! طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه ! و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد ! والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض ... كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض ! أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا ... لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع ! " حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! " أعترض والداي ، ألا أنني قلت : " سأمسك بها جيدا فلا تقلقا " اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد أنا أدرك أنني أدللها كثيرا جدا لكن ... ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟ تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة ! و عندما توقف و هممت بالنزول ، احزروا من صادفت !؟؟ عمّار اللئيم ! " من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! " تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث لم أستطع تجاهله ، و بدأنا عراكا جديدا ! تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق ... عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه كان يردد : " ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن " أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و التصقت بوالدتي بذعر ! عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي ... و قال : ( كنت أظنك أصبحت رجلا ! ) و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم ... بل و منذ فترة ليست بالقصيرة أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟ بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء ... كانت رغد " وليد ... " ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة : " عودي إلى غرفتك يا رغد فورا " نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت : " قلت اذهبي ... ألا تسمعين ؟؟ ! " أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر ! لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد ... و كم ندمت بعدها ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه ! ثم أبعدته في آخر لحظة ! كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة ... لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها ! و الأشياء المهولة ... التي تعني أكثر من شيء ... و كل شيء ... و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل ... كما سترون ... |
العلامات المرجعية |
|
|