#3
|
||||
|
||||
![]()
فلقد سالت دمعة من عين محمد ، وهلل الجميع ..الله اكبر ..الله اكبر
و من عالم الموت فاجأهم محمد بمفاجأة اخرى دبت فى قلوبهم الحياة ، فلقد رفع اصبعيه بعلامة النصر، كأنه يقول للجميع : لا تيأسوا أبداً مثلما لم ييئس هو و أبوه من رحمة الله .. أبداً ستة اشهر و رحلة العلاج لا تريد ان تنتهى ، خمسة عشر عملية جراحية تحول بعدها محمد الى نصف جماد و نصف انسان ، فلقد اصبح رفيقا لكرسى متحرك بعد ان شلت حركته ، يتنفس من ثقب فى رقبته ، و يأكل من ثقب فى بطنه . و نظر الأب إليه بكل اسى الدنيا ، و قد ترقرقت الدموع من عينيه ، وأدرك أنهم يسرقون أعمار الأطفال ، بعد ان سرقوا ارضهم . و فى غمرة الانفعال ، صاح ألأب – حتى انه فوجئ بنظرات من حوله من ركاب الطائرة – وهو يقول : يا للأوغاد ..حتماً سأنتقم . كانت الكلمة تخرج من اعماق اعماقه ، وظلت تلح عليه الحاحا ملك عليه كيانه كله . و لكن .. كيف ينتقم ؟ كم صهيونى يكفيه فى محمد .. خمسة .. عشرة .. مائه .. الف ...مليون ..كل هؤلاء لا يشفى غليل نظرة واحدة من اب مكلوم ذبح ابنه قهرا و غدرا كيف ينتقم ؟ لو تحول كل البغض و الغل فى صدره الى قذائف ، لأردى كل صهاينة ألأرض فى ساعة واحدة ، لو استحال الحزن الذى يتساقط مع دمعة واحدة من دموعه الى لهيب .. لأحرقهم جميعا ً. كيف ينتقم ؟ ايفجر نفسه فى مجموعة من الجنود كما يفعل فدائيو حماس ؟ ايمسك سلاحا اليا على قارعة الطريق و يحصد به ما ستطاع ان يحصد ؟ و لو فعل .. سيذهب خمسة ..عشرة ..عشرين على ألأكثر ..و يذهب هو معهم .. وتعود الجراثيم لتظهر من جديد تقتل الزهور وتحرق اوراق الشجر كيف ينتقم ؟ قفزت الفكر الى راسه .. حتى انها حملت جسده فجأة ليهب من على مقعده فىالطائرة ..خيل اليه ان يذهب الى قائد الطائرة ليطلب منه ان يزيد من السرعة .. فلقد وصل للفكرة .. و صل للطريقة التى ربما تلقى بكل هذا الغضب الذى يكتم على انفاسه . |
العلامات المرجعية |
|
|