|
ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة ( زوج - زوجة - أبناء ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() ![]() تحت سطح مياه البحر كانت السمكة الكبيرة تعانى فراغا ، أشعرها بالضيق والزهق . صاحت : أريد أن أفعل شيئا ... أما من شىء أفعله ؟! وها هى تضرب بزعانفها فى كل اتجاه ، مرة إلى أعلى ، ومرة إلى أسفل ، يمينا، ويسارا ولا شىء إلا المياه المياه . السمكة الكبيرة توقفت أخيرا ، حينما رأت إحدى الأسماك الصغيرة منشغلة فى بناء بيت لها من الطين عند قاع البحر ، كانت السمكة الصغيرة قد وضعت اللمسات الأخيرة ، وتراجعت لتتأمل ما صنعت . هللت فرحة .. ![]() وهى تقول : هووه ! ما أجمل ما فعلت .. هذا هو بيتى الجميل . السمكة الصغيرة لم تنتبه إلى هذا الإعصار المقبل نحوها ، إلا أنها وجدت نفسها تتقلب فى دوامات هائلة ، صنعها ذيل السمكة الكبيرة بتعمد وإصرار ظاهرين . كانت السمكة الكبيرة قد وجدت – أخيرا – شيئا تفعله !! كانت قد حددت هدفها ، وتلوثت المياه بلون الطين ، والذيل الضخم يضرب حوائط البيت الجميل ، فيهدمها ، ولم تهدأ السمكة إلا بعد فترة . والآن انظروا .. لم يعد هنا أثر لأى بيت ، كأنه لم يكن هنا بيت ، وانهمرت الدموع من عينى السمكة الصغيرة .. ![]() وهى تقول متألمة : لماذا؟! لماذا ؟! هل أخطأت فى حقك أيتها السمكة ؟ ضحكت السمكة الكبيرة .. ثم قالت : إنه مزاجى .. أشعر الآن بتحسن بعد أن هدمت بيتك ... ها .. ها .. ها . أى تبرير هذا ؟! هل الأفعال مجانية هكذا ؟! هل إذا أردت أن تفعلى شيئا فعلته دون حساب ضرر الآخرين؟! تلقت السمكة الصغيرة ضربة من الذيل الضخم .. وهى تسمع صراخا : لا أريد فلسفة .. هل تفهمين ؟ أنا كبيرة .. هل أنت عمياء ؟ .. انظرى لحجمى .. تأملت السمكة الصغيرة السمكة الكبيرة .. وقالت : أراك كبيرة حقا .. لكن الكبير بأفعاله لا بحجمه . ![]() كانت السمكة الكبيرة تستعد لتؤدب السمكة الصغيرة ، لأن ملاحظتها – من وجهة نظرها – قد تعدت بها حدود الأدب فى حضرة الكبار ، وغى هذه اللحظة جاءت من المياه سمكة أكبر حجما من السمكة الكبيرة بكثير ، وقبل أن تستدير السمكة الكبيرة هاربة من مواجهتها انقضت السمكة الأكبر ، فى مناورة ماكرة ، فاتحة فمها الواسع المرعب ، غابت فيه السمكة الكبيرة فى لمحة ، ذاهبة إلى مصير ليس فيه جبروت، أو ظلم . ::::::::::: OoO تــمــتــ OoO :::::::::::
__________________
![]() أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،، و دُمْتُمْ بِحِفْظِ اللهِ ،، |
العلامات المرجعية |
|
|