اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 23-10-2009, 01:31 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

منزلة قبر البدوي عند الصوفية الشيخ صالح السحيمي


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخات المرسلين.
وبعد:
فإن العيد المكاني هو أن تقصد مكاناً ما للاجتماع فيه والإتيان إليه من وقت لآخر للعبادة أو لغيرها.
فمن قصد قبراً في وقت مخصوص ومعلوم وجعل له موسماً ينتابه من وقت لآخر فقد اتخذه عيداً، وذلك أن القبوريين يقصدونها ويجتمعون عندها في مواسم معينة، ولاسيما الأيام الفاضلة، أو التي يزعمون فضلها، وهذا هو بعينه الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: {لا تتخذوا قبري عيداً}. وهو داخل تحت قوله أيضاً: {لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}([1])


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وذلك أن بعض القبور يجتمع عندها في يوم من السنة ويسافر إليها، إما في المحرم، أو رجب أو شعبان أو ذي الحجة أو غيرها. وبعضها يجتمع عنده في يوم عاشوراء، وبعضها في يوم عرفة، وبعضها في النصف من شعبان، وبعضها في وقت آخر، بحيث يكون لها يوم من السنة، تقصد فيه ويجتمع عندها فيه، كما تقصد عرفة أو مزدلفة ومنى في أيام معلومة من السنة، وكما يقصد المصلي المصر يوم العيدين، بل ربما كان الاهتمام بهذه الاجتماعات في الدين والدنيا أهم وأشد([2]).

قلت: وفي الغالب أن هذه الزيارة وتلك الاجتماعات المحددة والمعينة في السنة تكون يوم ولادة صاحب القبر أو وفاته، حيث يذهب في هذا التاريخ إلى مرقده فيجتمع عنده، وتقام المراسم الخاصة بذلك الاحتفال، وهو ما يعرف بالموالد والأعراس.

وذلك أن أرباب القبور يزعمون أن زيارة الولي أو الصالح والاحتفال به هو الدليل الأكبر والشاهد الملموس على أن هذا الولي (صاحب القبر) ما زال يعيش في قلوب الناس، يكرمونه ويدعونه، ويلتمسون لديه العون على حل مشاكلهم، وأن هذا العمل طاعة وقربة يثاب فاعلها، كما يحصل لهم في هذا الاحتفال اللهو والمجون والفسحة والتسلية، بحجة أنه يوم عيد لصاحب القبر.

وإليك مثالاً لتلك الموالد وطريقة إحيائها، وما يفعل فيها، وليكن هذا المثال الاحتفال بمولد البدوي([3]) الذي يعد من أعظم الأولياء عند زواره والاحتفال به من

أكبر المواسم التي تشد إليها الرحال، ليتضح فيه جلياً كيف اتخذ قبره عيداً ووثناً، يعبد من دون الله، والعياذ بالله.

وذلك أن مراسم الاحتفال تكون في ساحة المسجد وحوله، ويقصده الناس من جميع الجهات، فتقدم فيه النذور والقربات، وتقام فيه الصلوات، وتعقد المجالس والحلقات، فتزدحم مدينة طنطا بالزائرين لهذه المناسبة، وتضرب الصواني والخيام حول هذا المشهد، ويشارك في هذا الاحتفال أصحاب الشعوذة والراقصات والعازفون، لعرض أعمالهم على الجماهير الحاضرة. وتقوم الدولة بتنظيم هذا الاحتفال، وحفظ الأمن والنظام، فيصدر تصريح بإقامته من وزارة الأوقاف من كل عام، ويستمر لمدة سبعة أيام.

وإليك وصفاً لهذا الاحتفال وما يقع فيه، كما يحكيه محمد فهمي عبد اللطيف، حيث قال: إذا ما صدر التصريح بإقامة المولد الأحمدي، وأعلن ذلك في كافة البلاد، توافد الناس من شتى الجهات في الموعد المحدد، فيقيمون الخيام ويضربون السرادقات في ساحة المولد، ويرضى أصحاب العوائد بدفع أي أجر يطلبه منهم المالكون للأرض لإقامة خيامهم عليها، وتقام الخيام والسرادقات الخاصة، بأهل الريف حول ساحة المولد والضواحي المجاورة لها، أما الخيام والسرادقات الخاصة بالحكومة وشيوخ الطرق وأرباب العوائد فإنها تقام في الساحة، وتسمى هذه البقعة بالسحابة، وبالقرب من الساحة تقام سارية خشبية عالية تسمى بالصاري، ويقدر متوسط ما يقام من الخيام عادة في هذا المولد بنحو خمسة آلاف خيمة.

وفي اليوم الأول للمولد يطوف مأمور البوليس بطنطا في موكب من الجنود معلناً افتتاح المولد، ويسمى هذا الموكب بركبة الحاكم.

ومن أول ليلة للمولد تقام حلقات الذكر حول الصاري، ويعتبر هذا الصاري جامعة المناكر والمفاسد، وللناس فيه عقائد عجيبة مريبة، فبينما يعتقد بعضهم أن زيارة هذه الخشبة تعادل زيارة السيد البدوي نفسه إذ يعتقد آخرون أن السيد يجلس فوقها أيام المولد ليشرف على زواره ويتعرف عليهم. ويجزم الكثيرون بأن النبي صلى الله عليه وسلم يزور هذه الخشبة فجر يوم الإثنين، قياماً بواجب السيد البدوي عليه.

ولن يروعك في حياتك أسوأ مما تشهد من هول حول هذا الصاري، إذ يتراكم حوله خليط من الكتل البشرية على حال لا ترضي عاقلاً من العقلاء ولا متديناً بأي دين، فيختلط الرجال بالنساء والكبار بالصغار، ويتحلق حول الصاري كثير من المساليب والحمقى ورواد الفسوق، وكبار العصاة المجرمين المدمنين للحشيش وما إليه من الكيوف، ويسمي العامة هؤلاء بالمجاذيب، ويعتقدون أن لهم عند ربهم ما يشاءون، وينخرط هؤلاء كل ليلة في مجالس الذكر التي يقيمونها حول هذا الصاري، وهي أشبه ما تكون بحفلات الرقص الخليع..

وقبل هذا يعمدون حال وصولهم إلى ضريح البدوي، فيطوفون به طواف القدوم على نحو ما يفعل القاصدون لحج بيت الله الحرام، ويقولون: إن هذه كانت سنة الشيخ عبد العال خليفة السيد، ولهم في هذا الاحتفال بدع شتى([4]).

من هذا العرض لصورة الاحتفال بمولد البدوي يتضح لنا كيف اتخذ قبره عيداً ووثناً، حيث جعلوا له وقتاً معيناً وموسماً محدداً ينتابونه فيه.

وهذا الفعل محاكاة لليهود والنصارى باتخاذ قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، حيث يقصدون العبادة عندها، وهو بعينه ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم، فأرباب الموالد لا يقصدون المشاهد والقبور إلا طلباً للبركة أو الاستغاثة أو الدعاء، فيذبحون لها ويطوفون بها ويمرغون الخدود على أعتابها، وهذا الفعل محادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم مناف لكلمة التوحيد؛ لأن العبادة لا تكون إلا لله عز وجل، ومن صرف نوعاً من أنواعها فقد وقع فيما يناقض (لا إله إلا الله).
وما يفعله أولئك نابع من عقيدة أن الأولياء لهم التأثير في الكون (كما يزعم الصوفية)، وأن الاحتفال بموالد الأولياء والعكوف على قبورهم من الدين، وأنه قربة، فالذين لا يحتفلون بالأولياء ولا يزورون قبورهم ولا يقدمون النذور لها محجوبون من رحمة الله وبركته، بل من لم يفعل هذه الموالد قد يسلب منه الإيمان وتصيبه الأمراض والأسقام، بسبب امتناعه أو اعتراضه على حد زعمهم.

ولا تظن أن هذا القول تجن على أصحاب الموالد، أو هو من نسج الخيال، بل هذه هي حقيقة تلك الاحتفالات، ولنسمع ما يرويه الشعراني([5]) في طبقاته

معللاً سبب حضوره لمولد سيده البدوي في كل عام، حيث قال: وسبب حضوري مولده كل سنة أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي([6])
رضي الله عنه أحد أعيان بيته رحمه الله، قد كان أخذ عليّ العهد عند القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه وسلمني إليه بيده فخرجت اليد الشريفة من الضريح، وقبضت على يدي، وقال سيدي: يكون خاطرك عليه وأجعله تحت نظرك، فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر يقول: نعم، ثم إني رأيته بمصر مرة أخرى هو وسيدي عبد العال، وهو يقول: زرنا بطنطا ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك([7]).

هذه بعض الأسرار التي جعلت عبد الوهاب الشعراني يهتم بمولد سيده ويمضي أيضاً في تخريفاته وتعليلاته لحضور المولد، ولا تستغرب فهذا حال من استحوذ عليه الشيطان واتبع الهوى، حيث قال: تخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة (948)، وكان هناك بعض الأولياء، فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه، كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول أبطأ عبد الوهاب ما جاء([8]).

ولم يكتف الشعراني بذلك، حتى زعم أن الأحياء والأموات يحضرون الاحتفال بمولد سيده عند ضريحه، بل ويحضره النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والأولياء([9]).

وقد استطرد الشعراني في سرد هذا الهراء وهذه الحكايات الخرافية في الدعوة إلى حضور مولد سيده البدوي، ولننظر في حال من ينكر المولد، أو حضوره عند الشعراني حيث قال: أخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه أن شخصاً أنكر حضور مولده فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام، فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه. فقال: بشرط ألا تعود فقال: نعم، فرد عليه ثوب إيمانه.

فهذه نتيجة من ينكر مولد البدوي، أو يمتنع عن حضوره كما يزعم الشعراني، أما من يحضره فالبدوي يحفظه ويرعاه ويشمله بشفاعته ويغفر خطيئته، حيث قال: وعزّة ربي ما عصى أحد في مولدي إلا تاب وحسنت توبته([10]).

بمثل هذا الهراء والكذب الصراح انتشر صيت البدوي، وهذا هو أسلوب كافة الصوفية الدراويش في إثبات كرامات من يزعمون له الولاية، وهذه الدعايات الخرافية الأسطورية استطاعوا أن يجعلوا لمولد البدوي قداسة في النفوس المريضة كأنها قداسة الحج إلى بيت الله الحرام بل أشد. ومن الذي لا يتلهف على حضور مولد البدوي بعد أن يعلم أنه كما يزعم الشعراني وأضرابه يكون مجمعاً للنبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصالحين من مشارق الأرض ومغاربها ومن وراء البحار والجبال، ومن الذي يجرؤ على أن يتطاول فينكر ما يقع في هذا المولد من المآثم

والمناكر، أو يجحد النفحات والبركات بعد أن يسمع قصة (السبعين الأسودين)] ([11]). وحكاية: الشوكة التي

اعترضت في حلق العالم تسعة أشهر([12]) وأسطورة (الفقيه الذي سلب العلم

والإيمان) إلى آخر ما يهرف به الشعراني وأمثاله([13])؟!

ويتجلى من كلام الشعراني عقيدة تفضيل الولي على النبي، وذلك أن الأنبياء يحجون إلى البدوي في مولده، ولا يستغرب مثل هذا من الصوفية، فقد ادعوا ما هو أعظم من ذلك من الألوهية والربوبية.

وبتلك الدعاوى أصبح مئات الألوف من أتباع السيد يرهبون التخلف عن مولده، ويخشون إن هم قصروا في عادة من عاداتهم نحوه، أو أبطئوا في النذور والقرابين أن يبطش بهم، حتى استدعى الأمر من بعض الذين لا يملكون الأموال التي تفي بمتطلبات ذلك الاحتفال أن يقترضوا بالربا للقيام بالزيارة وحضور المولد.
فالفقراء يستدينون للإيفاء بتلك النذور والقربات، والعمال يكدحون فيضيقون على أنفسهم، مع وجود الحاجة إلى ذلك المال من أجل الإيفاء بلوازمها.
مثل هذا العمل هو الذي أثار مشاعر حافظ إبراهيم، حتى قال أبياته المشهورة التي ينتقد فيها تلك الحال:

أحياؤنا لا يرزقون بدرهـم وبألف ألـف ترزق الأمـوات
من لي بحظ النائمين بحضـرة قامت على أرجائها الصلـوات
يسعى الإمام لهـا ويجـري حولهـا بحر النذور وتقرأ الآيات
ويقال: هذا القطب باب المصطفى ووسيلة تقضى بـه الحاجـات([14])
وبهذا العمل أصبح مشهد البدوي تشد إليه الرحال ويفعل عنده ما يفعل عند المشاعر من أعمال الحج من طواف وذبح وغيره، بل أصبح البعض يطلق عليه الكعبة مضاهاة للبيت الحرام، بل قد يفضله البعض الآخر، كما يدل عليه قوله قائلهم:
هو الجوهر المكنون في معدن الرضـا بأسراره حلت شموس الحقيقة
هو الكعبة الغراء إذ الغراء بالتياذه تحط الخطايا عن أُناس وجنة([15])
وحتى يقتنع الزوار بأن ضريح البدوي كالكعبة تماماً رصع أرباب الموالد ودعاة الوثنية مقامه بحجر أسود يتمسح ويتبرك به.

وفي ذلك يقول صاحب الجواهر السنية: ومن كراماته، أي: البدوي أن حجراً أسود مثبتاً في وركن قبته تجاه وجه الداخل من الجهة اليمنى، وفيه موضع قدمين شاع بين الناس وذاع واستفاض وملأ البقاع والأسماع أنه أثر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من زار الأستاذ يتبرك بمحل القدمين([16]).

قلت: فصاروا يتمسحون به كما كانت العرب في الجاهلية تفعل بالأحجار والأوثان والأصنام التي كانوا ينصبونها.
أما النذور فهي الهدف الأسمى لسدنة الضريح والدعاة إليه، سواءً كانت تلك النذور عيناً أو نقداً. وقل أن يخلو ضريح من صندوق للنذور، وذلك أن المناسك والمشاعر حوله لا تنتهي إلا بإيداع بعض الأموال فيه.
وعجل البدوي الذي يجهز ويطاف به حول الضريح في موكب معروف ومشهور([17]).
وقد بلغت قيمة ما أودع من الحصيلة النقدية في صندوق ضريح البدوي في عام (1984م) مليوناً، و (200)ألف جنيه، والنذور العينية في حدود هذا المبلغ، فضلاً على ما يحصل من اختلاس أو تلاعب في الأموال قبل إيداعها([18]).

من أجل هذه السيولة المالية جاءت المحافظة على مثل هذه الأضرحة وتلك المشاهد والدعوة إلى أحياء الموالد لها، إضافة إلى ما يزعمون أن فيها رواجاً للتجارة والاقتصاد.

فعلم أن النظرة مادية صرفة من بعض القائمين على هذه الأضرحة وتلك الموالد، ولم يلتفتوا إلى الجانب الديني أو المحافظة على العقيدة السليمة ونبذ الشرك، فضلاً عن علمهم بأن هذه الموالد مبدءة للمفاسد الأخلاقية ومجمع لكل رذيلة، وجلب المصالح للمجتمع كما يزعمون أو لبعض الأفراد لا يبرر مثل هذا العمل المنافي للدين الحنيف والأخلاق المستقيمة، فيتحتم إبطال هذه الموالد وهدم تلك الأضرحة والمشاهد، والقاعدة الشرعية تنص على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

فمما تقدم من هذا العرض لمولد البدوي وما يفعل عند ضريحه يتضح كيف اتخذ وثناً يعبد من دون الله، وأصبح يحج إليه كما يحج إلى الكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة، حيث جعلوه متصفاً بصفات المشاعر التي تؤدى فيها أعمال الحج، فوصفوه بالكعبة الغراء، وأنه يقصد للزيارة، وتقام فيه الشعائر، كما تقدم فيه النذور والقربات والتي تكون بمقابل الهدي، وبتلك الدعاوي والصفات اكتسب هذه المشابهة، بل قد يكون أعظم عند أربابه مما حدا بالسخاوي وهو في القرن التاسع أن يذكر قول الغوغاء([19]). جاء الحجاج السنة لسيدي أحمد من الشام وحلب ومكة.. أكثر من حجاج الحرمين([20]).

وما يفعل عند قبر البدوي يفعل عند قبر غيره من الأولياء المزعومين من حيث الطواف، والتمسح بأعتابها، والنذر، وغير ذلك من أمور العبادات التي لا تصرف إلا لله، وقد وقفت على ذلك وليس من رأى كمن سمع، وقلّ أن تجد بلداً إسلامياً إلا وله أولياءه المزعومون الذين تشد إليهم الرحال، ويطاف على مشاهدهم، وتقدم إليهم النذور والقربات، وتجعل لهم الموالد والأعياد. بل إن لغالب الأضرحة مواسم وأعياداً أسبوعية خلاف الموالد تسمى: بالحضرة كليلة الثلاثاء ويومه للإمام الحسين رضي الله عنه، وليلة السبت ويومه للإمام الشافعي رحمه الله، وهكذا لكل ولي عندهم وقت معلوم تجتمع فيه العامة والخاصة من الرجال والنساء ومعهم الأطفال لزيارته على الوجه المعروف([21]).

والقبور التي أفتتن بها الضلال واتخذوها أعياداً أكثر من أن تحصر([22])، وما أوردته
هنا ما هو إلا غيض من فيض، والله المستعان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله



([1]) صحيح البخاري جمع فتح الباري، كتاب الصلاة (1/532)، حديث (435)، وصحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/377)، حديث (531).
([2]) اقتضاء الصراط المستقيم: (2/729-730).
([3]) هو: أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني أبو العباس البدوي، المتصوف صاحب الشهرة في الديار المصرية وإليه تنسب الطريقة الأحمدية، كما يعرف بأبي الثامين السطوحي، وأصله من المغرب، ولد سنة (596 هـ)، وطاف البلاد وأقام بمكة والمدينة ودخل مصر، وكانت وفاته بطنطا (675 هـ). انظر: شذرات الذهب (5/345)، و الطبقات للشعراني (1/162)، والأعلام (1/175).

([4]) انظر: السيد البدوي ودولة الدراويش في مصر لمحمد فهمي عبد اللطيف (131-136)، وقاموس العادات والتقاليد لأحمد أمين (387-388).
([5]) هو: عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني أبو محمد من علماء المتصوفين صاحب الطبقات الكبرى، ولد في قلقشند بمصر سنة (898هـ)، وكانت وفاته بالقاهرة سنة (972هـ). انظر: شذرات الذهب (8/732)، والأعلام (4/180).
([6]) محمد الشناوي شيخ الشعراني، توفي بالقاهرة لسنة (932هـ). انظر: الطبقات الكبرى للشعراني (1/120-122).
([7]) الطبقات الكبرى للشعواني (1/161).
([8])الطبقات الكبرى للشعواني (1/161).
([9])الطبقات الكبرى للشعواني (1/161).
([10])الطبقات الكبرى للشعواني (1/162).
([11])الطبقات الكبرى للشعواني (1/161-162).
([12])الطبقات الكبرى للشعواني (1/161-162).
([13]) انظر. السيد البدوي ودولة الدراويش (124)، والسيد البدوي ببن الخرافة والحقيقة الدكتور/أحمد صبحي منصور (309).
([14]) ديوان، حافظ إبراهيم (318).
([15]) البدوي بين الحقيقة والخيال (293)، نقلاً عن الجواهر السنية لعبد الصمد الأحمدي (119).
([16]) المصدر السابق (294)، نقلاً عن الجواهر السنية للأحمدي (83).
([17]) انظر: الفتاوى لمحمود شلتوت (238-239)، والسيد البدوي بين الحقيقة والخرافة (296)، وقال الدكتور/عبد الواحد في كتابه غرائب النظم والتقاليد والعادات (79)، وله عجول تسمى عجول السيد تربي بعناية فائقة وينزلها الفلاحون منزلة تقرب من منزلة التقديس، فلا يمسها أحد بأذى حتى ولو أكلت من غير ملك صاحبها، أو تسببت في الأضرار بأدمي، ويحجون بها إلى طنطا عند اقتراب مولد السيد البدوي ليذبحوها أمام ضريحه.
([18]) انظر: الله توحيد وليس وحده لمحمد الأنور أحمد البلتاجي (303-305)، نقلاً عن جريدة الأهرام العدد (35819)، في (14/4/1405هـ)، الموافق (6) يناير (1985م)، والحياة الاجتماعية في الفكر الإسلامي، الدكتور/ أحمد شلبي (220).
([19]) ضعفاء العقول والجهلة من الناس. انظر: القاموس المحيط (1015).
([20]) التبر المسبوك في ذيل السلوك للسخاوي (176).
([21]) الإبداع في مضار الابتداع لعلي محفوظ (185).
([22]) للإطلاع على أمثلة من ذلك. انظر: تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم المباركات لأبي حسين نور الدين علي بن أحمد السخاوي الحنفي. ونزهة الأنصار في فضل علم التاريخ والأخبار المشهور بالرحلة الورتيلانية لحسين بن محمد الوريثلاني. ومساجد مصر وأولياؤها الصالحون للدكتورة سعاد ماهر محمد. والتصوف في تهامة لمحمد بن أحمد العقيلي.
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:02 PM.