اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #14  
قديم 31-08-2006, 01:10 PM
فتاة_الإسلام فتاة_الإسلام غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
العمر: 36
المشاركات: 3,286
معدل تقييم المستوى: 0
فتاة_الإسلام is an unknown quantity at this point
افتراضي

<div align="center">هذا جزء من الواجب الأول وعندما تنتهي مناقشته بإذن الله سوف نناقش جزء آخر بإذن الله</div>

<div align="center">~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~</div>

<div align="center">الواجب الأول
تحريك القضية</div>

لا يجب أن تموت قضية فلسطين أبداً أو تنسى.
وسبحان الله فقد حركها الله سبحانه وتعالى لنا; تذكرون أن قضية فلسطين قد خمدت فترة من الزمان - حوالي سبع سنوات كاملة - بعد معاهدة أوسلو; لكن الله حركها بزيارة شارون للمسجد الأقصى في 28 من سبتمبر سنة 2000م، وهو حدث - مع عظمه - أهون من أحداث سابقة كثيرة. هناك أحداث كثيرة جداً سبقت زيارة شارون للمسجد الأقصى لم يتحرك لها المسلمون هذا التحرك. حدث قتل للمسلمين.. حدث تدمير وتشريد.. حدثت مذابح مثل مذبحة صابرا وشاتيلا، ولكن تحركوا لزيارة شارون وهي أهون من قتل المسلمين. إذن هذه الحركة للقضية فعلها سبحانه وتعالى، ولابد أن نشكر هذه النعمة - نعمة تحريك القضية - وشكر النعمة يكون بإستمرار تحريك القضية.
احذر أن يمر عليك يوم أو يومان دون أن تذكر فلسطين وتُذكِّر بها:
احمل هم القضية وتحرك..
في كل الدوائر تحرك..
في كل الأماكن تحرك..
في كل الأوقات تحرك..
تحت كل الظروف تحرك:
● تحدث عن فلسطين في دائرة بيتك.. مع أبيك وأمك.. مع إخوانك وأخواتك.. مع أولادك وأحفادك..
● تحدث عن فلسطين في دائرة الأقارب.. القريبة والبعيدة.. كل من تعرف من أهلك.. تحدث معهم..
● تحدث عن فلسطين في دائرة أصدقائك.. وفي دائرة العمل.. فلنترك جانباً في هذه الأيام العصيبة الحديث عن المباريات والدوري والكأس والمسلسل والأفلام.. والقيل والقال.. وفلان وعلان.. فلنتحدث عن فلسطين..
● حتى في الدوائر السطحية التي تلتقي بها - قدراً ودون ترتيب - تحدث عن فلسطين.. منتظر في عيادة طبيب.. راكب في أوتوبيس أو ميكروباص أو تاكسي.. تحدث عن فلسطين..
ثم فكر أن توسع دوائر التحريك:
• مقال في جريدة أو خطاب إلى بريد إحدى الصحف..
• مقال في مجلة حائط في مدرسة أو جامعة..
• كلمة بسيطة سريعة في مسجد أو في فصل أو في مدرج.. دقيقتين أو ثلاثة.. خبر عن عملية إستشهادية أو سؤال الدعاء لأهل فلسطين..
• خطبة الجمعة - لو تستطيع - أو تنصح الخطيب بذلك..
• أعمل صالوناً ثقافياً في بيتك وادع أصدقاءك وناقشوا القضية.. ولا مانع أن تدعو إلى اللقاء متحدثاً يدرك أبعاد القضية، يحاورهم ويشرح لهم..
• ابعث رسائل على الإنترنت لكل من تعرف من الأفراد والهيئات في كل بقاع العالم.. ابعث للمسلمين ولغير المسلمين.. اشرح القضية.. وضح فضائح اليهود.. اعمل رأي عام عالمي مضاد للإعلام اليهودي.. تحرك.. ليس هناك وقت..
• حتى المظاهرات السلمية تعتبر تحريكاً للقضية.. لكن مع الأخذ في الإعتبار أن المظاهرة تكون بالضوابط الشرعية.. ليس فيها تكسير أو إفساد.. وليس فيها سباب.. فليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء.. وليس فيها إختلاط مخل بالآداب الإسلامية.. وليس فيها شعارات ضالة تؤخر القضية بدلاً من تقديمها..
هذا التحرك - يا أخي - لا بد أن يكون بسرعة:
فعلاً ليس هناك وقت..
مرور الوقت - دون عمل - ليس في مصلحة القضية..
- مع مرور الوقت يزداد عدد الشهداء، وتفقد الأمة أفرادها الواحد تلو الآخر.
- مع مرور الوقت تهدم المنازل، وتجرف الأراضي، ويشتت الناس، ويتزايد عدد من لا مأوى لهم، وكل هذا يُكثّر من أوراق الضغط اليهودي.
- مع مرور الوقت تزداد المستوطنات، وتزداد الهجرة اليهودية للأراضي الفلسطينية، ويزداد الإحلال اليهودي للشعب الفلسطيني.
- مع مرور الوقت يتناقص الغذاء والكساء والدواء، وذلك لغلق كل الحدود والمعابر.
- مع مرور الوقت تتزايد الجرأة اليهودية على المسلمين فنسمع عن أشياء جديدة وبصورة متكررة:
● نسمع عن عملية إغتيال لأشخاص بعينهم.
● نسمع عن عمليات إختطاف لأفراد بعينهم من عقر دارهم.
● نسمع عن قصف بالمروحيات والأ****ي.
● نسمع عن إجتياح بالدبابات والجرافات.
● نسمع عن مذابح جماعية.. ونشاهد سكوتاً عالمياً مخزياً!!
- مع مرور الوقت يحدث شيء خطير أسميه إِلف المأساة:
يتعود المسلمون على منظر الدماء.
يتعودون على منظر الجرحى بالمئات والآلاف.
يتعودون على منظر الأمهات الثكالى.
يتعودون على منظر الأطفال الباكين المشردين.
يتعودون على كل ذلك فلا تتحرك القلوب كما كانت تتحرك، ولا تذرف الدموع كما كانت تذرف، ولا تتأثر المشاعر كما كانت تتأثر.. إِلف المأساة.
ثم أتدري كم ستعيش في هذه الأرض؟! الموت يأتي بغتة.. ومن مات قامت قيامته.. ولا شك أننا سنُسأل عن هؤلاء الذين يُقتلون صباح مساء على بعد أميال منا.. لا داعي أن نأخذ الموضوع ببساطة.
لكي تشعر بالمشكلة ضع نفسك مكانهم. وليس ببعيد أن يبدل الله الأدوار عما قريب. تخيل أنك تسير في الشارع ومعك ابنك 8 سنوات أو 10 سنوات، فجاء يهودي وأطلق رصاصة استقرت في قلبه أو في رأسه فسقط بين يديك، وأنت لا تملك له علاجاً، حتى مات أمام عينيك، فترفع رأسك فإذا بأكثر من مليار مسلم يشاهدون ولا يتحركون!.. ماذا تفعل؟! ألا ترفع يدك إلى السماء وتدعو على من شاهد ولم يتحرك؟.. وتدعو على من سمع ولم يعقل؟
تخيل نفسك في هذا المقام!!
ألا تخشى من دعوة هؤلاء المظلومين على إخوان لهم في الدين، شاهدوا الأرواح تزهق، والأرض تُسرق، والشعب يُشتت، فتأسفوا قليلاً، ثم سارت حياتهم بصورة طبيعية كما كانت.
تحريك القضية وبسرعة واجب حتمي يحفظ القضية من الموت أوالنسيان ، ولكن لابد أن يكون التحريك بالمفاهيم الصحيحة
تحريك القضية بمفاهيم خاطئة قد يضربها ويُعطل سيرها.. بل ويعجل بموتها.
لا بد من تفريغ الوقت لفهم القضية فهماً صحيحاً وتفهيمها لغيرنا.
أعداء الإسلام يدبرون مؤامرات لا حصر لها لهدم الإسلام وإبادة أهله.. لا يهدءون ولا يكلّون.. وعلى قدر هذا النشاط من أعدائنا يجب أن تكون حركتنا أو يزيد.
• مؤامرات سياسية عن طريق المفاوضات والسفارات والهيئات والأحلاف.
• مؤامرات عسكرية عن طريق الجيوش والصواريخ والطائرات والبوارج.
• مؤامرات اقتصادية عن طريق الحصار والقيود الإقتصادية والديون والعولمة.
• مؤامرات تفريقية للتفريق بين الشعوب الإسلامية وبين أفراد الشعب الواحد بل وبين أفراد الأسرة الواحد.
• مؤامرات أخلاقية عن طريق إفساد أخلاق المسلمين بالإعلام والدش والإنترنت والتليفزيون والصحف الصفراء والبيضاء.
• ثم مؤامرات فكرية عن طريق تغيير أفكار المسلمين وتبديل المعايير الصحيحة وقلب الموازين العادلة.
وكل هذه المؤامرات خطير.. وكلها قاتل وفتاك.
لكن أشد هذه المؤامرات خطورة هي المؤامرة الفكرية..
المؤامرة الفكرية.. التي تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً.
تخيل أن رجالاً عاشوا طويلاً، وكافحوا وتعبوا وسهروا وبذلوا، من أجل أفكار ضالة، وعقائد منحرفة، وأهداف تافهة.. كل ذلك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
كارثة!.. المؤامرة الفكرية تقتلع الأمم من جذورها.
لا أمل في النجاة إن انحرفت أفكار الناس.
ومن انحرف ولو درجة، فلا يرجى له وصول.
كثير ممن يكافح من أجل فلسطين.. يكافح للدفاع عن أفكار منحرفة، ومفاهيم خاظئة، ولذا فهم يؤخرون أو يضيعون القضية.
تحريك القضية بالمفاهيم الصحيحة من أقوى الأسلحة في حرب التحرير.
هيا نختبر مفاهيمنا حول القضية.
المفهوم الأول: لماذا نحرر فلسطين؟
ما هي الدوافع وراء الحركة وبذل المال والجهد والوقت والنفس؟
لماذا نتحمس لفلسطين؟
الناس في هذا الأمر ترفع شعارات مختلفة..
• هناك من يقول: نحن نحرر فلسطين لأنها عربية ونحن عرب وبدافع القومية العربية لا بد أن نحررها.
• هناك من يقول: نحن نحررها من أجل أن بها القدس المدينة المباركة.
• هناك من يقول: نحن نحررها من أجل الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثاني الحرمين.
• هناك من يقول: لأجل كل ماسبق.. لأنها عربية ولأنها إسلامية ولأن بها القدس والأقصى ولحل مشكلة اللاجئين.
نعم.. قد يكون لأجل كل ذلك تتحرك.. لكن إعلم انك إن لم تحدد وجهة واحدة من كل هذه الأمور فقد تضل الطريق وتنحرف عن الهدف.. لا تفرق عليه الهموم.. ضع النقاط فوق الحروف واختر هدفاً واحداً من كل هذه الأهداف:
- هل لأنها عربية؟
- أو لأنها إسلامية؟
- أو لأن بها القدس؟
- أو لأن بها الأقصى؟
- أو حلاً لمشكلة اللاجئين؟
فكّر..
فكّر جيداً..
أنا أختار لأن فلسطين إسلامية:
ماذا تعني كلمة ((فلسطين إسلامية))؟
في شرع الإسلام إذا حكم المسلمون بلداً - فتحاً أو صلحاً - أصبحت هذه البلاد ملكاً للمسلمين ((حكماً أبدياً إلى يوم القيامة)).
هناك باب كبير في الفقه اسمه باب الأرض المغنومة.. الأرض التي غنمها المسلمون يوماً من الأيام، صارت أرضاً إسلامية.. وعلى هذا اجتمع فقهاء المسلمين..
أرض فلسطين.. فتحت بالإسلام سنة 13 هـ واكتمل الفتح سنة 18 هـ..
وبذلك أصبحت الأرض بكاملها أرضاً إسلامية:
حق المسلمين في هذا الأرض بدأ من هذا التاريخ..
نحن لا نتعلق بتوراة محرفة كاليهود.. نحن نتعلق بشرع محكم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد..
الأرض بكاملها إسلامية من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن ومن لبنان إلى رفح..
هذا هو شرع الإسلام..
والتفريط في شبر من فلسطين تفريط في الدين.
ترى كم من المكافحين من أجل القضية الآن يفهم هذا الأمر؟
ترى كم من الرجال يكافح من أجل إقامة دولة فلسطينية، فقط على الضفة الغربية وغزة ويترك 78% من الأرض الإسلامية لليهود؟
ترى كم من المفاوضين سيترك جزءاً من الدين، من أجل التعايش السلمي مع اللص الذي سرق الأرض؟!
مشكلة فكرية خطيرة..
أنا لا أعتقد أن أي عالِم إسلامي يستطيع أن يتجرأ على الفتوى بأن مدينة يافا - المدينة الفلسطينية الجميلة - أصبحت مدينة إسرائيلية وليست إسلامية (مع العلم أن الحي الشمالي منها اسمه تل أبيب).
ولا أعتقد أيضاً أن أي عالِم إسلامي يستطيع أن يتجرأ على الفتوى بأن مدينة حيفا لم تعد مدينة إسلامية، أو أن مدينة عكا - الثغر الإسلامي القديم - لم تعد ملكاً للمسلمين.
أي قصور في الفهم! وأي انحراف في الفكر!
أصدر الأزهر الشريف في 1 من يناير سنة 1956م فتوى بأنه لا يجوز التفريط في شبر من الأرض الفلسطينية، ثم ما لبثت الأيام أن دارت، واعترف المسلمون لليهود بـ 78% من الأرض أو يزيد، والبقية تأتي.
ويترتب على فهم أن فلسطين بكاملها إسلامية حكم فقهي هام.. وهو أنه يتعين على أهل الأرض المسلمة المحتلة الجهاد من أجل تحريرها.. يتعين عليهم، أي يُفرض عليهم كالصلاة المفروضة وكصيام رمضان..
من لم يجاهد من أهلها لتحريرها بكاملها آثم.. ولا خلاف بين العلماء في ذلك.
إذن أهل فلسطين عليهم أن يجاهدوا حتى يحرروا فلسطين بكاملها، فإن لم يكف أهل فلسطين لذلك تعين الجهاد على الأقطار الإسلامية المجاورة، وهكذا، وإن شمل ذلك كل مسلمي الأرض.
قضية في منتهى الخطورة.. ليست أبداً قضية هامشية في حياتنا.
وبالطبع سيقول بعضهم إن هذا يتعارض مع الشرعية الدولية، وقوانين الأمم المتحدة، وحدود الدول المعترف بها، ومنها حدود دولة إسرائيل، وهكذا..
هنا يجب أن نقف وقفة ونسأل بصراحة: ماذا تعني الشرعية الدولية؟!
هل الشرعية الدولية تحفظ للناس حقوقها؟ أم أنها فقط تضمن للقوي الإستمرار فيما يريد وإن كان ظلماً؟
الحق أن الشرعية الدولية ما هي إلا شعار يختفي وراءه كثير من مجرمي الحرب وكثير من الشياطين.
يظلمون ويقتلون ويشردون وفق أهواء منحرفة ومصالح ذاتية.. هل هذه هي الشرعية الدولية؟
الشرعية الدولية سمحت بموت نصف مليون طفل عراقي لنقص التطعيمات والألبان.. ما هذا؟! هل هؤلاء الذين يحكمون بإسم الشرعية الدولية بشر؟ هل يتعاملون وفق مشاعر البشر؟ هل يقبل بشر - أي بشر - بوفاة طفل واحد أمامه لنقص الغذاء أو الدواء وهو يتفرج ويشاهد بل ويستمتع؟ هل هذا بشر؟ فما بالك بوفاة نصف مليون طفل!!
ماذا فعلت الشرعية الدولية في أفغانستان وماذا فعلت في كشمير وماذا فعلت في السودان وماذا فعلت في البوسنة وماذا فعلت في الصومال وماذا فعلت في لبنان؟
ثم ماذا فعلت الشرعية الدولية لإسرائيل في تعدياتها الصارخة في فلسطين؟
إذن بوضوح.. الشرعية الدولية ليست قانوناً عادلاً.. الشرعية الدولية قانون لا يعرف إلا القوة، ولأن الله عز وجل يعلم الظلم الشديد الذي سينتهجه كثير من البشر.. ولأنه عز وجل يعلم أن الحق المجرد لا يقنع الكثيرين من الخلق، ولأنه يعلم أن الحق لا بد أن يُحمى بقوة.. من أجل كل هذا شرع القوة - أو الجهاد - للدفاع عن الحقوق.
{أُذِنَ للَّذينَ يُقَاتَلُونَ بأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَديِرٌ ۩ الَّذيِنَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمَ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 39، 40].
إذن فلسطين بكاملها إسلامية.. ولن يرضى بذلك اليهود ولا أعوانهم ولا الشرعية الدولية ولن يقتنع الأقوياء الظالمون إلا بقوة إسلامية عادلة.
لابد أن تعرف حقك.. وأن تعرف السبيل الصحيح إلى استرداده.
ثم يا أخي وقفة أخرى هامة: كيف ننتصر على أعدائنا؟
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنكم لا تنتصرون على عدوكم بالعدد والعدة وإنما تنتصرون عليه بطاعتكم لربكم وبمعصيتهم له؛ فإن تساويتم في المعصية كانت لهم الغلبة عليكم بقوة العدة والعتاد.
نحن المسلمين لا ننتصر إلا بتأييد الله لنا. وكل زعيم مسلم على مر التاريخ حاول أن يعتز بغير الإسلام لم يذقه الله إلا الذل.. وكل جيش مسلم حاول أن ينتصر بغير الإسلام هزمه الله..
وعلى النقيض تماماً.. كل زعيم أو جيش تمسك بالإسلام انتصر ولو كان قليلاً ضعيفاً.
قواعد شرعية:
- {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ واللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
- {إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
- {إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ} [آل عمران:160].
من ذا الذي ينصركم من بعده؟؟ أمريكا؟ روسيا؟ الاتحاد الأوروبي؟ الأمم المتحدة؟ الشرعية الدولية؟ من؟ لا أحد
- {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: 50].
فهم القضية في ضوء شرع الله يضع النقاط فوق الحروف.. فلسطين بكاملها إسلامية، والتفريط في شبر منها تفريط في الدين.
ولا مجال لقول أن الضفة الغربية وغزة مرحلة.. ثم يعقبها تحرير كامل.. أبداً أنت بإقرارك لعدوك على 78% من الأرض تزده قوة وتزداد أنت ضعفاً.. يزداد هو تمسكاً وتزداد أنت تفريطاً.. الحقوق - يا إخواني - لا تُجزأ.
ثم إننا تعاملنا مع اليهود وأعوان اليهود وعرفنا طريقتهم غدر وخيانة وغش وخداع.
كلما انسحبنا خطوة.. وضع اليهود أرجلهم فيها:
● اليهود قسمت لها الأمم المتحدة 56% من الأرض سنة 1947م ظلماً وعدواناً، وذلك في قرار التقسيم الجائر الظالم برقم 181.. هاج العرب وماجوا لكن.. اللهم لا إعتراض!!
● في سنة 1948م احتل اليهود 78% من الأرض.. يعني بزيادة 22% عن الأرض التي قسمتها لهم الأمم المتحدة الظالمة أصلاً.. هاج العرب وماجوا، لكن أيضاً: اللهم لا إعتراض!!.. لكن قالوا: ياليتنا نعود لحدود الأمم المتحدة.. لكن اليهود كانول قد وضعوا أقدامهم.
● في 5 من يونيو 1967م احتلت الضفة الغربية وغزة.. هاج العرب وماجوا.. ثم قالوا نريد أن نرجع لحدود 4 من يونيو 1967م، ونوافق على أخذكم 78% من الأرض.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
● والآن يطالبون بعودة إسرائيل إلى حدود 27 من سبتمبر سنة 2000م، أي الحدود قبل الإنتفاضة.. وهكذا.. وفي النهاية ماذا سنفعل؟! يبدو أنه: اللهم لا إعتراض!!
إذن لا تترك اليهودي يلبِّس عليك الحقائق.
فلسطين بكاملها إسلامية مهما تقادم الزمان على إحتلالها.
لأجل هذا فإنه من الخطورة بمكان أن تقول: نحن نحرر فلسطين لأجل القدس!!
هذه تجزئة واضحة للقضية.
اليهود سيعظمون جداً من شأن القدس ويتمسكون بها، فينشغل المسلمون بقضية القدس وينسون بقية الأرض، وتسمع من يقول: نريد دولة فلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس!
وفي النهاية قد يأتي اليهودي ويقول لك: سوف نتنازل لك تنازلاً غير مسبوق.. خذ القدس، واترك 78% من الأرض.. فتقبل وأنت تشعر بزهو الإنتصار!!
ثم مرحلة جديدة، عندما يجد ضعفاً أكثر في المسلمين يقول: لا تأخذ القدس كلها. ولكن خذ القدس الشرقية واترك لنا القدس الغربية! هذا هو العدل.. فيبتسم بعض العرب ويقولون في بلاهة: آه.. هذا صحيح.. والله عندكم حق!! لا تفريط في القدس الشرقية!! سبحان الله!!
لأجل هذا الحذر.. الحذر.. أن تكون حملاتك الدفاعية عن فلسطين تحت شعار القدس.. إجعلها دائماً تحت شعار فلسطين.. تقول فسطين إسلامية ولا تقول القدس إسلامية، تقول فلسطين لنا ولا تقول القدس لنا.. تقول لا تفريط في فلسطين ولا تقول: لا تفريط في القدس وهكذا.
الأخطر من هذا الذي سبق أن نقول نحن نحرر فلسطين من أجل الأقصى!!
سيأتي اليهود بعد جدال طويل وعقيم يقولون لك: إذن خذ الأقصى واترك فلسطين!
وفي مرحلة أخرى خذ الأقصى ماعدا فقط أحد الجدران، بحجة أنه حائط المبكى وبقايا الهيكل.
وفي مرحلة أخرى حفريات تحت الأقصى بحثاً عن هيكل سليمان عليه السلام.
وهذا كله شاهدناه بأعيننا.
ثم هل الأقصى كبناء أغلى أم دماء المسلمين؟
روى ابن ماجة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً)).
لذلك كان غريباً أن الأمة تثور وتنتفض لزيارة شارون للأقصى - وهو أمر قبيح ولا شك - ولا تثور ثائرة مماثلة أو أشد لذبح ثلاثة آلاف فلسطيني مسلم على يد الموارنة واليهود في صابرا وشاتيلا.
لا بد أن نرتب أولوياتنا.
الإسلام ليس ديناً معقداً.. الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
● الأولوية الأولى: الأرض بكاملها لأنها دين والتفريط فيها تفريط في الدين، ويُضحى بكل شيء من أجل الدين.
● الأولوية الثانية: الدماء.. دماء المسلمين لها حرمة عظيمة، لكن تبذل للدفاع عن الدين.
● الأولوية الثالثة: المقدسات والمباني والديار والأموال.. وكل ذلك هام، لكن لا يُضحى من أجله بالأرض أبداً.
ثم نقطة أخرى: البلاد الإسلامية التي ليس فيها حرم ولا قبلة ولا كعبة ولا أقصى، هل يتركها المسلمون؟ هل لا تغلى الدماء في عروقنا لنهب الشيشان أو كشمير أو البوسنة أو العراق أو السودان؟ إياك يا أخي وتمييع القضايا.. وإياك وتفريعات اليهود.
حدد الهدف.. وستصل إن شاء الله.
وأخطر من كل ما سبق أن تقول: نحرر فلسطين لكونها عربية!
لو فعلنا ذلك لضاعت أسباب النصر تماماً.
بدلاً من التمسك بكتاب الله وقانون الله وشرع الله، نتمسك بما أسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدعوى الجاهلية!. لما تقاتل بعض الصحابة تعصباً للنسب والقبيلة، قال لهم: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام وشرفكم به.. دعوها فإنها منتنة.
أيترك المسلمون الدين المحكم، ويرفعون شعار: أبي كان عربياً، فأنا على طريقته مهما كان؟
إذا ضاعت النيات الصالحة أحبطت الأعمال وإن عظمت!
المناداة بتحرير فلسطين لكونها عربية دعوى الجاهلية.
لماذا عربية؟ لأن قبائل كنعان العربية الوثنية كانت تعيش فيها قبل اليهود.. هذه حجتهم.. ما أحقرها من حجة!! أتتشرف بالإنتماء إلى قبائل كنعان الوثنية؟ فقط لأنها عربية؟
أيهما أشرف لك إذن؟ أن تنتمي إلى أبي جهل وأبي لهب والوليد بن المغيرة وغيرهم من الأشراف العرب القرشيين، أم تنتمي إلى بلال وسلمان وصلاح الدين الأيوبي وطارق بن زياد وقطز ومحمد الفاتح؟ كل هؤلاء ليسوا عرباً!!
أتعرف أن البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ليسوا عرباً؟
ثم هل كانت جذور مصر عربية حتى تصبح دولة عربية؟ من هذا المنطلق مصر ليست دولة عربية.. هل كانت جذور ليبيا أو تونس أو الجزائر أو المغرب عربية؟ أبداً.. لا أحد يعرف هل كان جدنا الأكبر عربياً أو بربرياً أو قبطياً أو حتى يهودياً!!.
كل هذه الأصول لا تفرق شيئاً: اعملي فاطمة فإني لا أغني عنك من الله شيئاً.
الرابط الوحيد الصحيح للمسلمين هو عقيدة الإسلام، وإذا ابتغوا العزة في غيره أذلهم الله.
ثم إنه بدعوى القومية هذه بجرة قلم - كما يقولون - مسحت من حساباتك مليار مسلم قد يكونون أشد حماسة للإسلام من العرب أنفسهم.
هكذا ببساطة تحذف:
● 200 مليون أندونيسي.
● 100 مليون باكستاني.
● 100 مليون بنجلاديشي.
● 120 مليون نيجيري.
● 100 مليون هندي.
● 85 مليون صيني.
● 80 مليون تركي.
● وغيرهم وغيرهم.
وسِّع مداركك يا أخي.. وانظر ماذا أراد الله لك وأنت تبتغي غيره.
تخيل أمة إسلامية كالجسد الواحد.. فيها تكنولوجيا ماليزيا وأندونيسيا، وفيها بترول الخليج والقوقاز، وفيها مزارع السودان وتونس، وفيها مناجم إفريقيا، ويورانيوم كازاخستان، ونووية باكستان، وصواريخ إيران، وفيها قناة السويس وباب المندب ومضيق البسفور، وفيها طاقة بشرية هائلة.
تخيل وحدة بين هذه الأمة على أساس العقيدة.. تخيل أمة كهذه شرعها القرآن والسنة، وسبيلها الجهاد في سبيل الله.. أمة مهولة عندما يفكر الغرب في ذلك يصيبهم الهلع والرعب والفزع، فيسرعون إلى وأد أي توجه إسلامي في أي قطر في الأرض، صغير كان أو كبير، غني كان أو فقير.
يدركون قوة غفل عنها أهلها.. قوة العقيدة.. وقوة الإعتزاز بمنهج الله الحكيم..
يقول اليهودي شيمون بيريز في مؤتمر إنتخابي: لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه، ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه.. القضية في ذهنه في منتهى الوضوح.
إذن خلاصة هذا المفهوم الذي يجب أن نتحرك به سريعاً وسط الأمة.. أن فلسطين بكاملها إسلامية ولا نرضى بحلول جزئية كالضفة الغربية وغزة ولو أخذنا القدس ولو أخذنا الأقصى.. كما أننا لا نحرر فلسطين لكونها عربية، فانتماؤنا للعقيدة أقوى وأشد من انتمائنا لآبائنا وقبائلنا.
<div align="center">~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~</div><div align="center">هذه نهاية المفهوم الأول وبإذن الله لي عودة مع المفهوم الثاني بعد الإنتهاء من مناقشة هذا إن شاء الله</div>
__________________
<div align="center"><span style="font-family:Comic Sans Ms">ما أصعب أن يعطي الإنسان،، ثم يُقابل عطاءَه بالنكران</span></div>
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:50 PM.