ندي
النَّدَى البَلَلُ والنَّدَى ما يَسْقُط بالليل والجمع أَنْداءِ وأَندِيةٌ على غير قياس فأَما قول مُرَّة بن مَحْكانَ في لَيْلةٍ من جُمادى ذاتِ أَنْدِيةٍ لا يُبْصِرُ الكلبُ من ظَلْمائِها الطُّنُبا قال الجوهري هو شاذٌ لأَنه جَمْعُ ما كان ممدوداً مثل كِساء وأَكْسية قال ابن سيده وذهب قوم إلى أنه تكسير نادر وقيل جَمَعَ نَدًى على أَنداء وأَنداءً على نِداء ونِداء على أَنْدِية كرِداء وأَرْدِية وقيل لا يريد به أَفْعِلةً نحو أَحْمِرةٍ وأَقْفِزَةٍ كما ذهب إليه الكافَّة ولكن يجوز أَن يريد أَفْعُلة بضم العين تأْنيث أَفْعُل وجَمَعَ فَعَلا على أَفْعُلٍ كما قالوا أَجْبُلٌ وأَزْمُنٌ وأَرْسُنٌ وأَما محمد بن يزيد فذهب إلى أَنه جمع نَدِيٍّ وذلك أَنهم يجتمعون في مجالِسهم لِقرَى الأَضْياف وقد نَدِيَتْ لَيْلتُنا نَدًى فهي نَدِيَّةٌ وكذلك الأَرض وأَنداها المطر قال أَنْداهُ يومٌ ماطِرٌ فَطَلاَّ والمصدر النُّدُوَّةُ قال سيبويه هو من باب الفُتوَّة فدل بهذا على أَن هذا كله عنده ياء كما أَن واو الفتوّة ياء وقال ابن جني أَما قولهم في فلان تَكرُّمٌ ونَدًى فالإِمالة فيه تدل على أَن لام النُّدُوَّة ياء وقولهم النَّداوة الواو فيه بدل من ياء وأَصله نَدايةٌ لما ذكرناه من الإمالة في النَّدَى ولكن الواو قلبت ياء لضرب من التوسع وفي حديث عذاب القَبْر وجَريدَتَي النَّخْل لَنْ يَزال يُخفِّفُ عنهما ما كان فيهما نُدُوٌّ يريد نَداوةً قال ابن الأَثير كذا جاء في مسند أَحمد بن حنبل وهو غريب إنما يقال نَدِيَ الشيءُ فهو نَدٍ وأَرضٌ نَدِيةٌ وفيها نَداوةٌ والنَّدَى على وجوه نَدَى الماءِ ونَدى الخَيرِ ونَدى الشَّرِّ ونَدَى الصَّوْتِ ونَدَى الحُضْر ونَدَى الدُّخْنةِ فأَمَّا نَدَى الماء فمنه المطر يقال أَصابه نَدًى من طَلٍّ ويومٌ نَدِيٌّ وليلة نَدِيَّةٌ والنَّدَى ما أَصابَك من البَلَلِ