|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#7
|
||||
|
||||
![]() ثالثا – الإجتهاد في الخلاف .. وأما عندما نجد أقوالا للعلماء مختلفة , فإننا نبدأ بالترجيح العقلي بينها لنرى أنسبها وأفضلها حكمة .. فإذا كنا ضعافا في المفاضلة بين الفتاوى . فإن لدينا عدة حلول .. أشهرها : الأول – أن نلتزم بمذهب واحد ممن شهد لهم عموم الأمة بالصواب , وهم أربعة (الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية) وهو أسهل الحلول .. الثاني – أن نأخذ بفتوى من نثق به من علماء زماننا , ولا ضرر إن اختلف المفتي من مرة إلى أخرى , على أن يكون دائما ثقة عالما مشهودا له بالعلم .. فنستفتي في كل مسألة ونأخذ بالقول ونعمل به .. الثالثة .. اتباع ترجيح سلفنا من العلماء المحققين , كابن تيمية وابن القيم وغيرهم , ممن حققوا ورجحوا وقارنوا بين أقوال العلماء , وقدموا للعامة ترجيحا معللا واضحا .. فأغنوا المسلم عن عناء الإجتهاد في مفاضلة الفتاوى .. رابعا - ننظر في المذاهب الأربعة في أشدها وأيسرها , وننتهج العمل قدر الإستطاعة , فنطبق كل فريضة بقدر ما نستطيع بين اليسر والشدة .. على أن اتخاذ الأشد منها دائما , يرفع من ثواب المسلم , مادام هذا الأشد عليه دليل شرعي يصححه .. بينما اتباع الأيسر دائما من بين المذاهب يصبح اتباعا للرخص وهو ما يسمى (( الزندقة )) في الدين , فلا يجوز أبدا .. لذلك نطبق من الفريضة ما نستطيع , وما لم نستطع , فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها , وهذه المذاهب الأربعة , كلها عليها أدلة شرعية .. وكلها منهجها هو نفس نهج أسلافها الكرام .. سواء الميسر منها كطبيعة الحنفية .. أو الشديد كطبيعة الحنبلية .. والإختلاف بينهم هو فقط في طريقة استخدام الدليل , فالحنبلي مثلا يرى قول الرسول صلى الله عليه وسلم في اللحية , ملزما واجبا .. بينما يرى الشافعي أن الملزم من قوله صلى الله عليه وسلم , هو وجود اللحية , أما طولها فعائد إلى المسلم , إما يطيلها بثواب أكبر .. أو يتركها قصيرة بثواب أقل .. إذا كل هذه المذاهب .. مقيدة بالمصدر والدليل الشرعي نفسه فالفتوى التي لا دليل عليها , مردودة لا يؤخذ بها مهما كانت .. لأن باب الإفتاء في ما كان على زمن محمد صلى الله عليه وسلم , باب موصد لا تغيير فيه ولا تعديل .. فمن احسن قولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ؟؟؟ *** رابعا - البدعة : يسأل سائل .. هل مكبر الصوت في المسجد بدعة ؟؟؟ حيث أنه اجتهاد في الصلاة وباب الإجتهاد في العبادات مغلق .. أقول : إن البدعة ثلاثة . وفي هذا النوع مذكور في قوله صلى الله عليه وسلم : ((من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ,ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )) فهي سننه عليه الصلاة والسالم بالمقام الأول سنها المسلم بتنبيه الناس إليها وإقامتها والعمل بها .. وإحداث ما فيه الخير للمؤمنين . بالمقام الثاني .. كتكييف المساجد .. على أن لا يغير ذلك من العبادة لا ظاهرا ولا مضمونا في شيء .. وكل هذا موقوف على فتوى علماء الأمة الأكفاء..أي متوقف عنه ولا يؤخذ به ولا يعمل به , إلا بعد استفتاء أهل العلم ومثاله قيادة المرأة للسيارة , فإن أصله الإباحة , إلا إذا ترتب عليه مفسدة أكبر من نفعه .. فإنه يحرم إلى حين زوال المفسدة .. وفي الشرع قواعد فقهية أساسية للإجتهاد .. منها (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) أي أن لو امرأة كانت قيادتها للسيارة فيها مفسدة عليها وعلى أهلها أو على المجتمع .. فإنه يحرم عليها ذلك .. لأن مصلحة قيادة السيارة هامة .. لكن درء مفسدة ملاحقة الشباب الفاسد لها وطمعهم فيها أهم .. وهذا موضع اجتهاد العلماء في المفاضلة بين المصلحة والمفسدة .. ويظهر للقارئ الكريم , أن هذا الدين الذي أقل ما فيه أن الله تعالى وصفه بالكامل .. قد انتهى إلى تحليل كثير من أمور الحياة .. وفتح باب المباحات على مصراعيه وبشكل كبير .. بينما حرم القليل من الأفعال (الخبيثة) ,وأوجب القليل من الأفعال (الزكية) ومن ذلك أن الله تعالى , قد وافق بين الفطرة النقية , والشرائع الزكية .. فلا تجد حكما أو شريعة لله تعالى , إلا ووافقت عندك الفطرة والطبيعة والأخلاق الحميدة .. فلا تجد أمرا بفاحشة أو منكر في شرعنا .. ولا تجد نهيا عن عمل زكي طيب .. فسبحان مسبب الأسباب .. ومشرع الشرائع .. ومع ذلك .. فلا تجد هذه الشريعة القيمة , تسلم من انتقاد المجتمعات الفاقدة للمبادئ .. من مسلمين وكتابيين وكفار .. كل المجتمع ترك دنياه واهتم فقط بوسائل تحريف العقيدة الإسلامية الأصلية .. مؤكدا أن هذه الشريعة باتت بالية ولا بد من تعديلها .. وتلمس هذا في كلماتهم التي تدمي القلب , من جدال بآيات الله وتفسيرها على هواهم ورفض صحة الأحاديث الصحيحة (بإجماع أعلام الأمة) , وانتقاد العلماء وطلبة العلم والدعاة في كل مناسبة .. بينما إذا ما دققت في حديثهم قولا وكتابة .. فلا تجد إسم الله تعالى يمر فيه إلا قليلا .. وهذا والعياذ بالله تعالى من صفات المنافقين كما في صريح التنزيل لقوله تعالى (( ولا يذكرون الله إلا قليلا )) ويبقى هاجس طوائف كثيرة في هذا الدين , أن تغير وتبدل لتتميز عن غيرها .. وهذا لعمري أمر طبيعي .. فإن من اتبع رسول الله في كل صحيح عنه , فأتمر بما أمر واجتنب ما نهى عنه .. ليجدن في هذا الدين التكامل الحقيقي ,وليعلمن الحكمة البالغة عند الله تعالى , في تشريعاته .. فلا يجادل و يلقى رضا زرعه الله تعالى في قلبه عن هذه الشريعة.. مع أنه أحق من غيره بالجدال , لما قدمه من اتباع وقرابين لله تعالى .. فتجد من ينتقد صلاة الجماعة مثلا .. هو آخر المحتاجين لتغيير هذه الفريضة (( حيث أنه امتنع عنها مسبقا , ولم ينتظر نقدها )) ولا تجد محجبة مثلا , تنتقد الحجاب .. وتقول انا لا يعجبني لكني أجيب الله في فريضته فأتحجب .. ما سمعت عن هذا قط تجد دائما من يحارب فريضة من فرائض الإسلام , قد تركها مسبقا , ولا حاجة له بتغيير الشريعة .. لأنها لا تؤثر عليه بالأصل .. فسبحان الله , كيف ينزغ الشيطان بين المؤمنين , ويخرب عليهم حياتهم الدنيا ويسئ لآخرتهم .. ويؤزهم على قول الزور ودفع الأمة للوراء .. __________________ 1- إحداث في العبادات (وهو محرم): و هو التعديل في أصل العبادات , بغير ما كانت عند وفاة محمد صلى الله عليه وسلم ... كالتهليل الجماعي بعد الصلاة , فهذه بدعة في أصل العبادة 2- إحداث في وسائل العبادات (والأصل فيها التحريم) : وهو تعديل شيء يحيط بالعبادة ولا يغيرها , كتحسين المساجد عما كانت عليه , وتكييفها ووضع مكبرات الصوت وغيره .. فهذه لم تغير العبادة , إلا أنها أضافت طريقة لتأديتها , لا تؤثر على أصل العبادة .. وهي موقوفة لا يشرع العمل بها أبدا إلا بفتوى علماء كبار ثقات , وذلك لخطورة موقعها من الدين .. 3- إحداث في عموم الأمر (وهذا الأصل فيه الإباحة(التحليل) ما لم يحرمه العلماء .. بقياس أواجتهاد لجلب مصلحة أو درء مفسدة .. |
العلامات المرجعية |
|
|