اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2009, 02:46 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

ثــمّ إختفى في غار فمُهُ الضيّق بخمسة أشبار ، وطوله ثمانية عشر شبرا ، ولايتسع إلاَّ لشخصين ، وفي طريق معاكس لطريق هجرته ، ومكث فيه ثلاثة أيام ، وذلك ليسنّ لأمته أنّ الإختفاء من الأعداء عند الحاجة ، من حسن التدبير للرسالة ، ولايتنافى مع الشجاعة ، وفيه أبلغ رد على الأغبيـاء الذين يعيبون على المجاهدين التخفي في الكهوف !

وفي إختفائه صلى الله عليه وسلم في غار (ثور) الضيق ، إشارة إلى أن الإنطلاقات العظيمة في ( الثورة) على الباطل ، تمرّ بمضايق ثم تنتصر .

ومن عجائب التقدير في قصة الهجرة أنّ ( الإثنين ) خرجا من الغار يوم (الإثنين) ، ودخلا المدينة يوم ( الإثنين ) ، وإنما ترفع الأعمال يوم الإثنين .

وفي الهجرة درسٌ يبيّن عظـم فضل الصحابة ، وأنَّ الدعوة أحيانا تستلزم تغيير البيئة لإنجاح المشروع ، وانَّ مكر الأعداء مهما عظم ، فلن يطفىء نور هذا الدين ، وأنّ السعي للتمكين في الأرض ، بإقامة الدولة المجاهدة الحاكمة بالشريعة من أعظم فروض الدين ، ولو لم يمكن ذلك إلاّ بهجرة وجبت الهجرة على ما فيها من المشاقّ ، وأنّ التمكين لايأتي إلاّ بعد الإبتلاء ، وأنّ من صدق في نصر الدين ، نصره الله وأيده بالآيات ، حتى يسخّر له عدوه ، وتأمَّل كيف أنَّ سراقة انطلق وراء النبي صلى الله عليه وسلم و الصديق ، طامعا في جائزة قريش ، فآل آمره إلى أن قال : فأخبرتهم أخبار ما يريد الناس ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع !

وأنَّ الدعوة إنما تأخذ في مراحل حتى تبلغ منتهاها ، فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ، ولهذا تفشل مشاريع العجلة التي تنشد إقامة نظام الحكم الإسلامي ، وتنتهي إلى فوضى ، لأنها لم تسلك طريقة النبوّة الهادية لكل خير ، وتأمـّل كيف أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لم يهاجر إلى المدينة ليقيم فيها دولة الإسلام ، إلاّ بعدما شاع قبول رسالته فيها ، ومهّد لدولـته بإكتساب الأنصار ، حتى قال جابر رضي الله عنه في حديث العقبة : حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلاّ ودخله الإسلام

وحتى مع قدومه المدينة ، كان يتألف الناس ، ويراعي ما هم فيه من الأحوال ، ريثما ينقلهم بالتدريج إلى مشروعه ، ثم بعد ذلك أطـلق سيف الجهـاد.

وأنّ الصراع بين الحق وبالباطل ، يمـر بمراحل : أولها بعث الدعوة إلى الحق ، ثم الانتشار وكسب الأنصار ، ثم المواجهة الحتمية مع الباطل بالحجة ، والبيان ، ثم معركـة القـوة ، والسنان ، ثم التمكين لأهل الحق ، ولابد من الابتلاء ، و الامتحان في مرحلتي المواجهة قبل التمكين ، وقد تطول هذه المراحل فتأخذ عقودا ، وقد تقصـر ، بحسب الأزمنة ، والأمكنـة .

وأنَّ تسلط الكفار وعلوّهم في بعض مراحل الصراع بين الحق ، والباطل ، سنة ماضية ، لا تضر أهـل الحق ، ولاتدل على هوانهم على الله تعالى .

وأن الحقّ ، إنما يُنصر بأنصاره من الرجال ، ولهذا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم مع المهاجريـن إلى أنصاره ، قال تعالى ( هو الذين أيَّدك بنصره وبالمؤمنين ) ، ولهذا لابد من حسن اختيار الأنصار لدعوة الحق ، فإن وجدوا في بيئة أخرى ، فليهاجر الداعي إليهم .

و أنَّ الله يجعل لمن يهاجر في سبيله مراغما في الأرض وسعة ، فيفتح له أبواب الخير ، ما ينصر به دعوته ، مما لم يكن في حسبانه قـط


 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:35 AM.