|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() 2- الله جل جلاله الرَّحِيمُ ************************************************** ****************************** اسم الله الرحيم تحققت فيه شروط الإحصاء، فقد ورد في القرآن والسنة مطلقا معرفا ومنونا، مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها، واسم الله الرحيم اقترن باسمه الرحمن كما تقدم في ستة مواضع من القرآن، وغالبا ما يقترن اسم الله الرحيم بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز، وذلك لأن الرحمة التي دل عليها الرحيم رحمة خاصة تلحق المؤمنين، فالله عز وجل رحمته التي دل عليها اسمه الرحمن شملت الخلائق في الدنيا مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم، لكنه في الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط ([1])، ومما ورد في الدلالة على ثبوت اسم الله الرحيم قوله تعالى: } تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم { [فصلت:2]، وقوله سبحانه: } سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ { [يس:58]، وكذلك قوله عزوجل: } نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { [الحجر:50] . أما أدلة السنة فمنها ما رواه البخاري من حديث أَبِى بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: ( قُلِ اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ([2])، وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث ابنِ عُمَرَرضي الله عنه قَالَ: ( إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ([3]) . ·شرح الاسم وتفسير معناه: الرحيم في اللغة من صيغ المبالغة، فعيل بمعنى فاعلٍ كسَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر، والرحيم دل على صفة الرحمة الخاصة التي ينالها المؤمنون، فالرَّحْمَنُ الرحيم بنيت صفة الرحمة الأُولى على فعلان لأَن معناه الكثرة، فرحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين، وأَما الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل، والرحيم قد يكون لغيره، فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لاختصاص المؤمنين بها كما في قوله: } وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيما ً{ [الأحزاب:43]، وقال عبد الله بن عباس t: ( هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر ) ([4]) . والرحمة الخاصة التي دل عليها اسمه الرحيم شملت عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة فقد هداهم إلى توحيده وعبوديته، وهو الذي أكرهم في الآخرة بجنته، ومنَّ عليهم في النعيم برؤيته ([5])، ورحمة الله لا تقتصر على المؤمنين فقط؛ بل تمتد لتشمل ذريتهم من بعدهم تكريما لهم كما قال تعالى في نبأ الخضر والجدار: } وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ { [الكهف:82]، فالإيمان بالله والعمل في طاعته وتقواه من أهم أسباب الرحمة الخاصة، قال تعالى: } وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلكُمْ تُرْحَمُونَ { [آل عمران:132]، وقال: } وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلكُمْ تُرْحَمُون { [الأنعام:155] ([6]) . 3- دلالة الاسم على أوصاف الله: اسم الله الرحيم من جهة العلمية يدل على ذات الله، ومن جهة الوصفية يدل على صفة الرحمة الخاصة، فدلالته على الذات والصفة معا مطابقة، ودلالته على ذات الله وحدها تضمن، وعلى الصفة وحدها تضمن، قال تعالى: } يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنصَرُونَ إِلا مَن رَّحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ { [الدخان:38/42]، فالآية ورد فيها الاسم ودلالته على الوصف، وهذه رحمة خاصة بالمؤمنين تضمنها اسمه الرحيم، وقالت امرأة العزيز بعد توبتها: } وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ { [يوسف:53]، فالآية اشتملت على الاسم والوصف معا، وقال سبحانه وتعالى: } وَإِذَا جَاءَكَ الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُل سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ { [الأنعام:54]، ووجه الدلالة في أن الرحيم هو المتصف بالرحمة الخاصة أن الله عز وجل كتب على نفسه الرحمة لأنه الغفور الرحيم، ولا تلحق هذه الرحمة كما ورد في الآية إلا المؤمنين التائبين المصلحين، ومن الأدلة التي تتضمن الاسم ودلالته على الوصف معا قوله تعالى: } يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ { [الحديد:28]، وقال تعالى عن نبيه نوح u ومن ركب معه السفينة: } وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ { [هود:41]، ومعلوم أن من ركب السفينة هم أهل التوحيد والإيمان، وقال تعالى عن رحمته التي شملت أهل الجنان: } لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ { [يس:57/58]، والأدلة في ذلك كثيرة وتتبعها في القرآن والسنة يطول، فالرحيم ورد في أغلب النصوص على أنه المتصف بالرحمة الخاصة، والاسم يدل باللزوم على ما دل عليه اسمه الرحمن، ويدل أيضا على الأوصاف المتعلقة بالرحمة الخاصة لأن رحمة الله للمؤمنين تدل على اتصافه باللطف والحلم والرأفة، والكرم والإحسان والود، والمنة والعفو والرفق، وكل ما يرافق الرحمة الخاصة التي يرحم الله بها أهل طاعته، واسم الله الرحيم دل على صفة من صفات الأفعال لأنها تتعلق بمشيئته . وتجدر الإشارة إلى أن اسمي الله الرحمن الرحيم يجتمعان في المعنى من جهة تعلقهما بالمشيئة، ويفترقان من جهة تعلقهما بالحكمة، فالرحمن دل على الرحمة العامة والرحيم دل على الخاصة، فمن الوجه الأول ورد الجمع بينهما في حديث أنس بن مالك t الذي رواه الطبراني وحسنه الألباني أن رسول الله e قال لمعاذ t: ( ألا أعَلمُك دُعاء تَدعو به لو كَان عليكَ مثل جبلِ أحدٍ دَيْنا لأدَّاه الله عنْكَ، قل يا معاذ: اللهمَّ مَالِكَ المُلكِ، تُؤْتِي المُلكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ المُلكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَحمَن الدُنيا والآخِرَة ورَحيمَهما، تُعْطيهُما مَن تَشاء وتمنَعُ مِنْهما مَنْ تَشاء، ارحمني رَحمة تُغْنِيني بها عَن رَحمةِ مَنْ سِوَاك ) ([7])، فلما ذكر النبي e تعلق الرحمة بالمشيئة جمع بين الاسمين في المعنى، أما الوجه الثاني في تعلق الاسمين بالحكمة؛ فإن حكمة الله اقتضت أن تكون الدنيا قائمة على معنى الابتلاء ويناسبها الرحمة العامة، و أن تكون الآخرة قائمة على معنى الجزاء ويناسبها الرحمة الخاصة، والأدلة السابقة كافية في إظهار الفرق بينهما . 4- الدعاء بالاسم دعاء مسألة: ورد دعاء المسألة بالاسم المطلق في قوله تعالى عن إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام: } رَبَّنَا وَاجْعَلنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ { [البقرة:128]، وقوله تعالى في شأن موسى u: } قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ { [القصص:16]، وقوله سبحانه عن أهل الجنة: } إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ البَرُّ الرَّحِيمُ { [الطور:28]، ودعاء أهل الجنة يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة . ومما ورد في السنة من الدعاء بالاسم المطلق ما رواه البخاري من حديث أبي بكرٍ t أنه قال للنبي e : ( عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: قُلِ اللهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ([8])، وعند النسائي وصححه الشيخ الألباني من حديث حنظلة بن علي رضي الله عنه أن محجن بن الأدرع حدثه: ( أَنَّ رَسُولَ اللهِ e دَخَلَ المَسْجِدَ، إذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، فَقَال َ: اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللهُ بِأَنَّكَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e : قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلاَثاً ) ([9])، وعند أبي داود وصححه الألباني عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أنه قال: ( صَلى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ فِي ذِمَّتِكَ وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَمْدِ، اللهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ([10])، وعنده أيضا وصححه الألباني من دعاء ابن مسعود رضي الله عنه: ( اللهمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلاَمِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ مُثْنِينَ بِهَا قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا ) ([11]) . ومما ورد من الدعاء بوصف الرحمة الخاصة الذي تضمنه اسم الله الرحيم قوله تعالى في شأن موسى عليه السلام: } قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { [الأعراف:151]، وقوله عن أيوب عليه السلام: } وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { [الأنبياء:83]، وعند البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( سَمِعَ النبي e رَجُلاً يَقْرَأُ في المَسْجِدِ؛ فَقَالَ: رَحِمَهُ الله، لَقَدْ أذكرني كَذَا وَكَذَا آيَةً، أَسْقَطْتُهُنَّ مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا ) ([12])، وعنده في رواية أخرى قالت عائشة: (تَهَجَّدَ النبي صلي الله عليه وسلم في بيتي فَسَمِعَ صَوْتَ عَبَّادٍ يُصَلِّي في المَسْجِدِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَصَوْتُ عَبَّادٍ هَذَا؟، قُلتُ: نَعَمْ ، قَالَ: اللهمَّ ارْحَمْ عَبَّادًا ) ([13]) . ومما يدل على دعاء المسألة مقتضى الطلب أو الخبر الذي يتضمنه كما ورد في قوله تعالى: } إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ الله وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ { [البقرة:218]، فالمسلم يقول: اللهم إني أرجو رحمتك إنك أنت الغفور الرحيم، وقوله: } وَمَنْ يَعْمَل سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ الله يَجِدِ الله غَفُوراً رَحِيماً { [النساء:110]، فيقول: اللهم إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، وقوله تعالى: } أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى الله وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ { [المائدة:74]، اللهم إني أتوب إليك وأستغفرك إنك أنت الغفور الرحيم . 5- الدعاء بالاسم دعاء عبادة: دعاء العبادة باسم الله الرحيم هو امتلاء القلب برحمة الولاء ورقة الوفاء التي تدفع إلى حب المؤمنين وبغض الكافرين، وأسوتنا في ذلك هو سيد الخلق أجمعين، قال تعالى: } لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُول مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَليْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَليْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ { [التوبة:128]، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم رحيما بأصحابه رفيقا حبيبا قريبا صديقا، روى البخاري من حديث مالك بن الحويرث t أنه قال: ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ ليْلةً، وَكَانَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلمَّا رَأَى شَوْقَنَا إِلى أَهَالينَا قَال: ارْجِعُوا فَكُونُوا فِيهِمْ وَعَلمُوهُمْ وَصَلوا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَليُؤَذّنْ لكُمْ أَحَدُكُمْ وَليَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ ) ([14])، وعند مسلم من حديث عياض t أن رسول اللهِ صلي الله عليه وسلم قَال ذات يوم في خطبته: ( وَأَهْل الجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ، ذُو سُلطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُل رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلبِ لكُل ذِي قُرْبَى، وَمُسْلمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَال ) ([15])، فالطاعة تدفع إلى الرحمة والعفو والمغفرة، وتوحيد الله يستوجب الفوز والنجاة في الآخرة . وممن تسمى عبد الرحيم أبو زياد المحاربي الكوفي عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد (ت:211)، وأخرج له البخاري في صحيحه قال: ( حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ المُحَارِبِيُّ قَال: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيل عَنْ أَنَسٍ t قَال: أَخَّرَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم صَلاَةَ العِشَاءِ إِلى نِصْفِ الليْل، ثُمَّ صَلى ثُمَّ قَال: قَدْ صَلى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا ) ([16]) . 1.انظر تفسير أسماء الله الحسنى لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد ص 28، نشر دار الثقافة العربية دمشق سنة 1974م، ومناهل العرفان في علوم القرآن، لمحمد عبد العظيم الزرقاني، 2/62 تحقيق مكتب البحوث الدراسات، الطبعة الأولى، نشر دار الفكر، بيروت، 1996. 2.البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء قبل السلام 1/286 (799) . 3.أبو داود في كتاب الوتر، باب في الاستغفار 2/85 (1516)، وانظر صحيح أبي داود (1357) وانظر أيضا صحيح ابن ماجة 2/321 (3075)، والسلسلة الصحيحة (556) . 4.انظر بتصرف: لسان العرب 12/231، وتفسير القرطبي 1/106، وانظر المزيد حول هذا المعنى في المقصد الأسنى لأبي حامد الغزالي ص62، والأسماء والصفات للبيهقي ص69، وفتح الباري 13/358 . 5.انظر في هذا المعنى: تفسير ابن جرير الطبري 1/57، وفتح الباري 13/358 . 6.شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك 4/538، وتفسير الطبري 16/7، وحاشية ابن القيم على سنن أبي داود 6/55، وجامع العلوم والحكم ص186 . 7.رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1821) . 8.البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء قبل السلام 1/286 (799) . 9.النسائي في السهو، باب الدعاء بعد الذكر1/386 (1224)، صحيح أبي داود 2/185(869) . 10.أبو داود في الجنائز، باب الدعاء للميت 3/211 (3202)، صحيح أبي داود 2/617 (2742) . 11.أبو داود في الصلاة، باب التشهد 1/254 (969) . 12.البخاري في الشهادات، باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته 2/940 (2512) . 13.الموضع السابق . 14.البخاري في كتاب الأذان، باب من قال ليؤذن في السفر مؤذن واحد 1/226 (602) . 15.مسلم في كتاب الجنة، باب التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار 4/2197 (2865) . 16.البخاري في مواقيت الصلاة، باب وقت العشاء إلى نصف الليل 1/209 (546) . |
العلامات المرجعية |
|
|