#3
|
||||
|
||||
![]() التعريف بالقضاء والقدر المبحـث الأول التعريف بالقدر " القدر مصدر ، تقول : قَدَرت الشيء بتخفيف الدال وفتحها أقْدِره بالكسر والفتح قَدْراً وقَدَراً ، إذا أحطت بمقداره " (1) .والقدر في اللغة " القضاء والحكم ومبلغ الشيء ، والتقدير التروية والتفكر في تسوية الأمر " (2) . والقدر في الاصطلاح : " ما سبق به العلم ، وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد ، وأنه – عز وجل - قدَّر مقادير الخلائق ، وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل ، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى ، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها " (3) . وقال ابن حجر في تعريفه : " المراد أنّ الله – تعالى – علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها ، ثمّ أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد ، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته " (4) . ونقل السفاريني عن الأشعرية أن " القدر إيجاد الله – تعالى – الأشياء على قدر مخصوص ، وتقدير معين في ذواتها وأحوالها طبق ما سبق به العلم وجرى به القلم " (5) . وهذه التعريفات متقاربة فيما بينها ، وهي تفيد أن القدر يشمل أمرين : الأول : علم الله الأزلي الذي حكم فيه بوجود ما شاء أن يوجده ،وحدد صفات المخلوقات التي يريد إيجادها ، وقد كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ بكلماته ، فالأرض والسماء أحجامهما وأبعادهما وطريقة تكوينهما وما بينهما وما فيهما كل ذلك مدون علمه في اللوح المحفوظ تدويناً دقيقاً وافياً . والثاني : إيجاد ما قدر الله إيجاده على النحو الذي سبق علمه وجرى به قلمه ، فيأتي الواقع المشهود مطابقاً للعلم السابق المكتوب . والقدر يطلق ويراد به التقدير السابق لما في علم الله ، ويطلق ويراد ما خلقه وأوجده على النحو الذي علمه . وسئل الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – عن القدر فأجاب شعراً قائلاً: فما شئتَ كان وإن لم أشـأ ××× وما شئتُ إن تشأ لم يكنْ خلقتَ العباد على ما علمتَ ××× ففي العلم يجري الفتى والمُسِنْ على ذا مننتَ وهذا خذلتَ ×××× وهذا أعنـتَ وهذا لم تُعِنْ فمنهم شقي ومنهم سعيد ××× ومنهم قبـيح ومنهم حَسَنْ -------------------------------- (1) فتح الباري لابن حجر العسقلاني :1/118 . (2) القاموس المحيط للفيروزآبادي :ص591 . (3) عقيدة السفاريني :1/348 . (4) فتح الباري :1/118 . (5) عقيدة السفاريني :1/345 . (6) الاعتقاد للبيهقي :ص162.شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي :1/702 . |
العلامات المرجعية |
|
|