أسبح في الظلام تحوطني رحمتُك

[أحمـدنجـم]

أسبح في الظلام تحوطني رحمتُك
كحبةٍ من خردلٍ كذرةٍ من هباءٍ
كريشةٍ في الهواءِ أنتجتني قدرتُك
كُنْ فكنتُ خليةً من دماء
عظامي تكونت وروحي نفختُك
والحبلُ سُريٌ دواء فيه الغذاء
فيه الدلائل قد تجلت آيتُك
من كبدِ أمي متكأ قد طاب لي الاتكاء
وطحالها وسادةٌ وقلت لي ذي راحتُك
جاء المخاضُ أخرجتني لا للعراء
حملتني ريشةُ رحمتِك نِعِمّا حقاً رحمتُك
آلام أمي لما رأتني باتت هناء
في ثديها عرقانِ لي غلفتني منحتُك
لبنٌ دواء لبنٌ غذاء فيه النماء
سائغٌ عامانِ لا تنتهي عطيتُك
واشتد عودي هديتني سبل النقاء
علمتني سر الوجود ليس إلا طاعتُك
أرسلت لي محمداً برسالةٍ فيها الضياء
وسُنةٍ نبويةٍ أمرتني بالاتباع والمقابل جنتُك
إن اتبع محمداً تحبني وتصونني طول البقاء
إن اتبع محمداً تحوطني محبتُك
بينت لي سبل الغواية والهلاك
أعلمنتي إبليس شراً قد حمتني سورتُك
في آية الكرسي منه اتقاء
إذا أكون مخلصاً تكون لي عصمتُك
أخطأت يا ربي أمهلتني أمهلتني أمهلتني
أذنبت لكن لم تنسني لم تنتهِ مُهلتُك
وظلمت نفسي يا إلهي ناسياً
متناسياً نعماً تعاظم عدّها فالعين نعمتُك
السمع نعمتُك
الكون نعمتُك
الخلق نعمتُك
محمدٌ نعمتك
الذكر نعمتُك
يا رب فاقبل توبتي قبل الفناء
ادخلني بابك يا إلهي تائباً هذي منتُك
صلى الله على محمد
صلى الله عليه وسلم