#10
|
||||
|
||||
![]()
دور الأزهر
1-حفظ التراث الإسلامي والعربي : فقد أخذ الأزهر يخدم الدين واللغة طوال عدة قرون ولا يثنيه عن غايته ما اعترض عليه من عوائق , فعندما استولي المماليك علي الحكم في مصر , وكادت العربية تذهب , كما ذهبت لغات أخري فقد أحرق التتار الكتب وقتلوا العلماء وعطلوا المدارس ولكن الله الذي تكفل بحفظ دينه والإبقاء علي قرآنه هيأ الأزهر ليكون المكان الذي يشع منه نور الدين واللغة فقد لجأ العلماء الفارون من وجه التتار إلى الأزهر. وأيضا فقد بقي الأزهر منارة هادية حين أطبقت الظلمات في العصر العثماني ففي القرون الثلاثة التي حكم فيها العثمانيون البلاد لم يكن للعلوم الدينية ولا العلوم العربية غير الأزهر ولقد أسرف العثمانيون في محاربة اللغة العربية , ومع ذلك فقد تغلب الأزهر علي كل الأحداث, وقد تخرج في هذه الفترة المظلمة جماعة من كبار العلماء تركوا لنا مؤلفات في علوم الدين واللغة. 2-بناء النهضة الأدبية الحديثة : كان علماء الأزهر هم المؤسسين لبنيان النهضة الأدبية , فبعضهم كان مدرسا في المدارس التي أنشئت في عهد ( محمد على ) وآخرون حرروا أوائل الصحف , وفريق سافر إلى أوروبا ثم عادوا فكانوا بناة النهضة , ومنهم (رفاعة الطهطاوى ومحمد على البقلى ) وحسبنا الشيخ ( محمد عبده ) في مجال إصلاح الأزهر والنهوض باللغة الأدبية. 3-التقدم السياسي : منذ أنشىء الأزهر وهو يرد عادية الظالمين , فكانوا يقودون كل ثورة ضد الظلم وضد الغاصبين فقد قادوا الثورات التي قامت ضد الفرنسيين , واشتركوا فعليا في ثورة عرابي وكان عرابي نفسه من طلاب الأزهر وقادوا ثورة 1919م وكانوا خطباءها. 4-التقدم العلمي : كان لعلماء المسلمين فضل السبق في تقديم كثير من المناهج العلمية الحديثة وكذلك الاكتشافات والنظريات ولكن الغرب ينكرون ذلك وينسبون ذلك التقدم إلى أنفسهم فعند اتصالهم بالمسلمين اكتشفوا الروح الإسلامية التي تحترم عقلية المسلم وتطلب منه أن يحكم عقله قبل الإيمان بالدين , ومن ذلك عرفوا أن المنهج الملائم للبحث في الطبيعة إنما هو منهج التجربة والملاحظة ومارسوا ذلك فعلا ووصلوا إلي كثير من الحقائق العلمية عن طريق ذلك المنهج وأنكروا فضل الأزهر عليهم, ولكن التاريخ يذكر أن العلماء الأزهريين ألفوا في الفلك والرياضيات والطب قبل أن تنشأ المدارس الحديثة , فللشيخ الدمنهوري رسالة اسمها ( عين الحياة في استنباط المياه ) في الجيولوجيا , و ( القول الصريح في علم التشريح ) في الطب, ومنهم الجبرتى الذي نبغ في العلوم الفلكية والرياضية . 5-حماية الشعوب من التطرف الديني : للأزهر دور كبير في مواجهة التيار المتشدد الذي بدأ يظهر في البلاد باسم الإسلام , فعلماء الأزهر الأجلاء دائما ينادون بالاعتدال في الدين والعبادة وأيضا اتخذوا الوسطية والاعتدال منهجا لهم في الدعوة ومرجعهم في ذلك فعل النبي ( صلي الله عليه وسلم ) فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : " جاء ثلاثة رهط إلي بيوت أزواج النبي صلي الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلي الله عليه وسلم فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها , فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا, وقال الأخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر أبدا, وقال الأخر : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا , فجاء رسول الله إليهم فقال : " أنتم القوم الذين قلتم كذا وكذا , أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له, لكني أصوم وأفطر, وأصلي وأرقد وأتزوج النساء, فمن رغب عن سنتي فليس مني " رواه البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري. فعلماء الأزهر ليسوا بالمتشددين وأيضا ليسوا من المتهاونين في الدعوة فالمقياس عندهم ليس ما تمليه عليهم أهواؤهم بل المقياس هو هدي النبي ( صلي الله عليه وسلم ) وصحابته. 6-وضع حلول لمشكلات الأمة الإسلامية من خلال علماء تعلموا الوسطية وحسن التفكر والتدبير إلا أنه كان ينقصهم أن يجتمعوا ويلتقوا. 7-الأزهر هو المؤسسة التعليمية والإسلامية للإسلام فهو الذي يقوم بنشر علومه وتغذية المجتمع بالفكر الديني الصحيح. 8-ساعد الأزهر علي منع الاختلاط بين الفتيان والفتيات وخاصة في مرحلة المراهقة والتي يتطلع فيها كل واحد منهم للأخر ويريد أن يشعر بكيانه وكونه أصبح رجلا وأصبحت أنثي ... فقد تنشأ علاقات غير محمودة ولا يقرها الشرع مما تسمي الآن ( بالصحوبية ) وهي أكثر ما تكون انتشارا في الجامعات الأخرى كما أننا نجد الزواج العرفي الذي انتشر في مثل تلك الجامعات علي مرأى ومسمع للجميع عدا جامعة الأزهر التي حافظت علي أخلاق كلا الطرفين وحمتهم من مكائد الشيطان.
__________________
![]() العلم النافع .. صدقة جارية |
العلامات المرجعية |
|
|