#10
|
|||
|
|||
![]() المبحث الثالث: البطالة والانحِلاَل
كان أوائل الصوفية أصحاب مجاهدات وعبادات ، صادقين مع أنفسهم وإن كانت بعض أعمالهم فيها تعمق وتشدد ومخالفة للسنة ما سبق أن قررنا ، ثم ظهر بعد ذلك أجيال بنوا التكايا والزوايا وهي دكاكين للبطالة والطبل ، مستريحين من كدّ المعاش ، متشاغلين بالأكل والشرب والغناء والرقص ، يطلبون الدنيا من كل ظالم ، وأين جوع (بشر) وورع (السري) وأين جد (الجنيد ![]() ![]() ![]() ![]() وكان سعيد بن المسيب يتجر بالزيت وكان أبو حنيفة يتجر بالقماش ... هكذا كان كبار العلماء والزهاد يعملون بأيديهم ويتحرون الكسب الحلال . وكان الأوائل يمتنعون عن الزواج تشدداً وتعمقاً ثم تطور الأمر بالمتأخرين من الصوفية إلى مؤاخاة النساء وإعطاء الطريقة للمريد ، وحفلات الذكر المختلطة ، مما يشعر بدنوهم من مذهب ال*****ة عند الباطنية لأن نظرية وحدة الوجود – التي استفحلت عند متأخري الصوفية – تشجع على ال*****ة " لأن الثواب والعقاب يصبح من المشكلات فمن الذي يثيبنا حين نحسن ؟ ومن الذي يعاقبنا حين نسيء ؟ إذا كان الإنسان جزأ من الله، إنها خطر على عالم الأخلاق ، بل تأتي على قواعده من الأساس ، ولذلك عاش بعض الصوفية عيشة التفكك والانحلال ![]() ![]() لم يرض عن هذا التطور بعض الصوفية المعتدلون كالشيخ أبي سعيد الأعرابي الذي يقول في كتابه (طبقات النساك) : " إن آخر من تكلم في هذا العلم الجنيد وأنه ما بقي بعد إلا من يستحي من ذكره " ![]() ![]() الصوفية نشأتها وتطورها لمحمد العبدة، وطارق عبد الحليم |
العلامات المرجعية |
|
|