|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() الحبيب صلى الله عليه وسلم في الطائف وجلس النبي صلى الله عليه وسلم في الحائط تحت ظل حبلة من عنب ، معتمداً إلى جدار ، وقد أثر في نفسه ما لاقاه ، فدعا بالدعاء المشهور : ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنـزل بي غضبك أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) . ورآه ابنا ربيعة في هذا الحال فأخذتهما رقة ، وأرسلا إليه بقطف من عنب مع مولى نصراني اسمه عداس ، فلما مد النبي صلى الله عليه وسلم يده ليتناوله قال : ( بسم الله ) ثم أكل ، فقال عداس : هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أي البلاد أنت ؟ وما دينك ؟ ) . فقال نصراني من أهل نينوى . فقال : ( من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ ) . فقال : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذاك أخي كان نبياً وأنا نبي ) . وقرأ عليه قصة يونس عليه السلام من القرآن ، فأسلم عداس على ما يقال . ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحائط ، وتقدم في طريقه إلى مكة ، وهو كئيب حزين مهموم ، حتى إذا بلغ قرن المنازل ، أظلته سحابة فيها جبريل ومعه ملك الجبال لتأمره بما شئت ، ثم سلم ملك الجبال وقال : يا محمد ! ذلك ، فما شئت ، إن شئت أطبقت علهم الأخشبين – وهما جبلا مكة : أبو قبيس والذي يقابله – فقال صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً . وأفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم من همه بمجيء هذا النصر ، وتقدم في طريقه إلى مكة حتى نزل بنخلة ، وأقام بها أياماً ، وأثناء إقامته بها صرف الله إليه نفراً من الجن يستمعون القرآن ، وهو قائم يصلى بأصحابه صلاة الفجر ، فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين ، وقد آمنوا به ، ولم يشعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذلك القرآن : آيات من سورة الأحقاف ، وآيات من سورة الجن . وبعد أيام خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من نخلة يريد مكة ، وهو يرجو من الله الفرج والمخرج ، ويخشى من قريش الشر والبطش ، فأحب أن يحتاط لنفسه ، فلما دنا من مكة مكث بحراء ، وبعث رجلاً إلى الأخنس بن شريق ليجيره ، فاعتذر بأنه حليف ، والحليف لا يجير ، فأرسل إلى سهيل بن عمرو ، فاعتذر بأنه من بني عامر بن لؤي ، وهم لا يجيرون على بني كعب بن لؤي ، فأرسل إلى المطعم بن عدي ، وهو من بني نوفل بن عبد مناف أخي هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم وعبد مناف أعز بطن في قريش ، فقال المطعم : نعم ، وتسلح هو وبنوه ، ثم أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء ودخل المسجد الحرام ، وطاف بالبيت وصلى ركعتين ثم انصرف إلى بيته والمطعم بن عدي و أولاده محدقون برسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح وكان المطعم قد أعلن في قريش أنه أجار محمداً فقبلوا ذلك منه .
__________________
![]() إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
العلامات المرجعية |
|
|