اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 30-11-2010, 03:06 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,766
معدل تقييم المستوى: 22
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

كان من سجايا الأنصار وكرمهم أنهم كانوا يتنافسون في إنزال المهاجرين واستضافتهم في بيوتهم ، وكانوا كما قال الله تعالى عنهم : ( والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجرإليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) .
ثم زاد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحب والإيثار قوة بعقد المؤاخاة بينهم وبين المهاجرين ، فجعل كل أنصاري ونزيله أخوين ، وكانوا تسعين رجلاً نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار ، فآخى بينهم على المؤاساة وأنهم يتوارثون فيما بينهم بعد الموت ، دون ذوي الأرحام ، ثم نسخ التوارث وبقيت المؤاخاة ، وكانت قد عقدت في دار أنس بن مالك رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
وكان من حب الأنصار لإخوانهم المهاجرين أنهم عرضوا نخيلهم على النبي صلى الله عليه وسلم ليقسم بينهم وبين إخوانهم المهاجرين ، فأبى فقالوا : إذن تكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة فقبل ذلك .
وكان سعد بن الربيع أكثر الناس مالاً ، فقال لأخيه المهاجر عبد الرحمن بن عوف : اقسم مالي نصفين ولي امرأتان ، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي ، أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها ، قال عبد الرحمن : بارك الله في أهلك ومالك ، أين سوقكم ؟ فدلوه على سوق بني قينقاع ، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن ، وما هي إلا أيام حتى اكتسب مالاً وتزوج امرأة من الأنصار .

تأسيس المجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية :

كانت هذه المؤاخاة ربطاً بين فرد من المهاجرين وبين فرد من الأنصار ، وحيث إن المسلمين صاروا – بعد اجتماعهم بالمدينة – أمة مستقلة فقد كانوا في حاجة إلى تنظيم اجتماعي ، وإلى تعريف بالواجبات والحقوق الإجتماعية ، وإلى إبراز النقاط التي تجعلهم أمة واحدة مستقلة عن الآخرين .
وكانت في المدينة طائفتان أخريان سوى المسلمين ، تختلفان عنهم في العقيدة والدين ، والمصالح والحاجات ، والعواطف والميول ، وهم المشركون واليهود ، فعقد النبي صلى الله عليه وسلم فيما بين المسلمين ميثاقاً ، وفيما بينهم وبين المشركين وفيما بينهم وبين اليهود ميثاقاً آخر وكتب بذلك كتاباً قرر فيه :
1 – أن المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ، ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس .
2 – وأن أداء ديتهم وفداء أسيرهم بين المؤمنين يكون حسب العرف السابق وأنهم ينصرون المؤمنين في الفداء والدية .
3 – وأنهم يقومون ضد المفسد والباغي والظالم كيد واحدة ، ولو كان ولد أحدهم .
4 – وأنه لا يقتل مؤمن مؤمناً بكافر ، ولا ينصر كافرأ على مؤمن .
5 – وأن ذمة الله واحدة ، فيجير عليهم أدناهم .
6 – وأن من تبع المسلمين من اليهود فله النصر والأسوة .
7 – وأن سلم المسلمين واحدة .
8 – وأن من قتل مؤمناً قصداً يقتص منه ، إلا أن يرضى ولي المقتول ، ويجب على المؤمنين أن يقوموا ضد القاتل .
9 – وأنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثاً لأو يؤويه .
10 – وأنهم إذا اختلفوا في شيء فإن مرده إلى الله ورسوله .
زيادة على هذا الميثاق بين النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين حق الأخوة الإسلامية في أوقات ومناسبات شتى ، وحضهم على التعاون والتناصر ، والتعاضد والتكاتف ، والمؤاساة وإسداء الخير ، حتى سمت هذه الأخوة إلى أعلى قمة عرفها التاريخ .
وأما المشركون فكانوا على وشك الإنهيار ، حيث أسلمت أغلبيتهم مع ساداتهم وكبرائهم ، ، فلم يكن في استطاعتهم الوقوف في وجه المسلمين ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليهم : ( أنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً ، ولا يحول دونه على مؤمن ) وبذلك انتهى ما كان يخشى منهم .
وأما اليهود فقد تم الإتفاق بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم على الأمور الآتية :
1 – أنهم أمة مع المؤمنين ، ولهم دينهم وللمسلمين دينهم ، وعليهم نفقتهم ، وعلى المسلمين نفقتهم .
2 – وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة ، وعلى من دهم يثرب ، كل يدافع عن جهته .
3 – وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم .
4 – وأن المرء لا يؤخذ بإثم حليفه .
5 – وأن النصرللمظلوم .
6 – وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .
7 – وأن يثرب حرام لأهل هذه الصحيفة .
8 - وأن ما يكون بينهم من حدث أو اشتجار فإن مرده إلى الله ورسوله .
9 – وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها .
10 – وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم .
وبهذا الميثاق انتظم المسلمون والمشركون واليهود من سكان يثرب في كيان واحد ، وأصبحت المدينة وضواحيها دولة ذات استقلال وسيادة ، والكلمة النافذة فيها للمسلمين ، ورئيسها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونشط رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعه المسلمون في الدعوة إلى الله ، فكان يحضر مجالس المسلمين وغير المسلمين ، يتلو عليهم آيات الله ، ويدعوهم إلى الله ، ويزكي من آمن منهم بالله ، ويعلمهم الكتاب والحكمة .
__________________


إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:31 AM.