|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#106
|
||||
|
||||
![]() بر الوالدين ينجي من أهوال قبض الروح:
- أخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن عبد الرحمن بن سمرة- رضي الله عنه- قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال: إني رأيت البارحة عجباً!!رأيت رجلاً من أمتي جاء ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد عنه |
#107
|
||||
|
||||
![]() حسن الظن بالله ينجي من الرعدة على الصراط
ورأيت رجلاً من أمتي-قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة- فجاءه حسن ظنه بالله فسكَّن رعده ومضى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تأخذ بيد صاحبها على الصراط وتنجيه من الزحف والحبو ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط -يزحف أحياناً ويحبو أحياناً- فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده ومضى على الصراط شهادة أن لاإله إلا الله تفتح أبواب الجنة التي غُلِّقت ورأيت رجلاً من أمتي -انتهى إلى أبواب الجنة فغُلقت الأبواب دونه- فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتَّحت له الأبواب وأدخلته الجنة |
#108
|
||||
|
||||
![]() ![]() إذا ابتليت فثق بالله ولا تجزع وإذا عوفيت فاشكر الله ولا تقطع وأذا وقف بك أمر فلا تيأس ولا تطمع وفوض أمرك إلى الله فنعم المرجع وفي جوف الليل لربك اركع ومن عظمته وخشيته ادمع وعن طاعته لا ترجع واعلم ان انين التائبين عند ربك عظيم فإذا فعلت فقد فزت بخير الدارين أجمع ![]() |
#109
|
||||
|
||||
![]() روعة العمر: إخاء في إخاء
وجنة الدنيا: حب في وفاء وأجمل الذكريات: عيش في صفاء وطريق النجاة: الاقتداء بسيد الانبياء وعز المرء: حمد رب السماء وخير خاتمة: جنة المأوى وأجمل خدمة: اذكرني عند الدعاء ![]() |
#110
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#111
|
||||
|
||||
![]() خلق الوفاء
بعد المقدمة الوفاء من الأخلاق الكريمة وهو صفة من صفات النفوس الشريفة ومن أعظم الصفات الإنسانية فالناس مضطرون إلى التعاون ولايتم تعاونهم إلا بمراعاة العهود والفاء به ولولا ذلك لتنافرت القلوب والغدر الذي هو ضده من أصعب الأمور على النفوس ولا يرتكبه صاحب قلب شريف ونفس زكية تخلت عن الرذائل وتحلت بالفضائل الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات والفاء صفة من صفات الله عز وجل ( ومن أوفى بعهده من الله ) وهو صفة من صفات الرسل قال تعالى ( وإبراهيم الذي وفى ) وهو صفة من صفات المؤمنين الصادقين ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) الأحزاب 23 ومن أهم أسباب خلف العهد النسيان وعدم العزيمة قال تعالى ( ولقد عهدنا إلى ادم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ) طه 115 لكن الوفاء في الأمم السابقة كان نادرا بل حل محله الفسق قال تعالى ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ) الأعراف 102 لاعهد لهم تركوا العهد الذي أخذه الله منهم ( وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) الأعراف 172 قال تعالى ( الم أعهد إليكم يابنى ادم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) يس 60 فتركوا عبادة الرحمن وعبدوا الشيطان بل خلد الله كلب أهل الكهف لوفائه في صحبتهم فقد صحبهم فقال تعالى ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم قل ربى أعلم بعدتهم ) الكهف 22 وذكر النبي المنافق فقال أية المنافق ثلاث ( إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ) البخاري والوفاء أنواع منه الوفاء بالعقود قال النبي ( المسلمون عند شروطهم ) وقال تعالى (يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود ) المائدة 1 فإن تعاقدت على شيء فأد ماعليك ولا تماطل قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله تعالى ) البخاري ومنه القرض والسلفة والرهن – من أخذها يريد أداءها أدى الله عنه وهو في خير لكن إن أخذها يريد إتلافها لحاجة في نفسه أو تبذيرا أو يتلفها على صاحبها ولا يريد الوفاء بل يحتال فهو غادر وسوف يرفع له لواء الغدر يوم القيامة .فالشهيد يغفر له كل شئ إلا الدين فلابد من سداده اولا / الوفاء بعهد الله وهو عبادته وحده لا تشرك به شيئا ثانيا / الوفاء بالعقود قال تعالى ( أوفوا المكيال والميزان بالقسط ) الأنعام 152 |
#112
|
||||
|
||||
![]() (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ) الإسراء 35
فمن الوفاء إعطاء كل ذي حق حقه في الميزان والمكيال فالنبي يقول ( من غشنا فليس منا ) الوفاء هو / أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وعقود والنذور فمن صفات أهل الجنة ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) ومن معاني الوفاء التمام وعندما نقول توفى فلان يعنى استوفى حقه كاملا قال تعالى ( والذين كفروا إعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) النور 39 فوفاه حسابه أعطاه حقه كاملا الوفاء بالوعد حتى مع الكافرين قال النبي عن حلف الفضول الذي قام به المشركون ( لو دعيت به في الإسلام لأجبت ) مسند البزار – البيهقى وهاهم الأنصار عاهدوا رسول الله أن يقاتلوا معه بأنفسهم وأموالهم دخل المسلمون حمص وفرضوا الجزية على من لم يسلم - وتجمع الرومان لدخول حمص مرة أخرى وجاء أمر للجنود المسلمين أن يتركوا حمص إلى جبهة أخرى فما كان منهم إلا أنهم أرجعوا كل ما أخذوه من أموال لأهل حمص فسألوهم مندهشين لم ؟ فقال المسلمون لأننا لن ندافع عنكم إذن خذوا أموالكم فتعجبوا من هذا الدين الذي يسمو بأصحابه هذا السمو فدخلوا في دين الله أفواجا فصدر أمر لبعض الجيش أن يظل مع أهل حمص يدافعون معهم عن مدينتهم حذيفة بن اليمان خرج هو وأبو حسيل إلى المدينة فأخذهم المشركون وقالوا لهم تريدون محمدا فقالا لا بل ما نريد إلا المدينة فأخذا عليهما عهدا ألا يحاربا مع المسلمين ولما استعد المسلمون للحرب في بدر جاءا إلى النبي فقالا لرسول الله القصة فقال لهم انصرفا نفى لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم ) مسلم ذهب النبي إلى الطائف ليدعوهم فقذفوه بالحجارة فلما قفل راجعا إلى مكة أراد أن يدخلها في جوار أحد فأرسل إلى المطعم بن عدى فجمع المطعم أهله وقبيلته فحملوا السلاح ولبسوا الدروع وأعلن المطعم بن عدى أمام الناس أنه أجار محمدا فدخل النبي الحرم وطاف بالبيت وصلى ركعتين وعلمت قريش أن المطعم أجار محمدا - فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وأسس الدولة الإسلامية وجاءت معركة بدر أسروا عددا لا بأس به من المشركين فقال النبي لو أن المطعم بن عدى حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له – البخاري أبو البحتري بن هشام أحد الرجال القلائل الذين سعوا في نقض صحيفة المقاطعة الظالمة فعرف النبي له جميله فقال يوم بدر من رأى منكم أبا البحتري بن هشام فلا يقتله أنس بن النضر لم يحضر بدر فأقسم وعاهد الله أن يقاتل المشركين ويستدرك مافات من الثواب وفى أحد قاتل قتالا شديدا ولما أضطرب المسلمون نادي على سعد بن معاذ ورب النضر الجنة الجنة إني لأجد ريحها من دون احد واندفع يقاتل حتى استشهد فلما انتهت المعركة وجدوا به يضعا وثمانين موضعا ماعرفته إلا أخته بعلامة في أصبعه فنزلت فيه ومن هو مثله ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) الأحزاب 23 وهناك مثل عربي ( أوفى من السمؤال ) وهو يهودي خبأ عنده امرئ القيس أسلحة ودروع وأموال وقيل وابنته ليذهب إلى ملك الروم يستعين به على قتال أعدائه الذين قتلوا أباه فجاء أعداء امرئ القيس وطلبوا الأسلحة فلم يعطها لهم وفاءا للعهد فرأوا ابنه فقبضوا عليه وهددوا بقتله إن لم يعطهم السمؤال الدروع والأموال فلم يستجب فقتلوا ولده فلم يجزع ومات امرئ القيس فى الطريق وجاء الورثة فأخذوا الأموال والدروع فخلده العرب قائلين ( أوفى من السمو أل ) لكل من هو وفى الخطبة الثانية وهاهو الرسول يستغفر لعمه الذي مات على الكفر حتى نهاه الله عن ذلك فتوقف وبكى أبو بكر لما صعد المنبر فتذكر رسول الله فبكى وقال كلمتين ثم قال أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وحب النبي لخديجة مثلا يحتذي به وتذكره مواقفها معه والدفاع عنه وبذل مالها وصحتها في مشاركتها له في الحصار وهى مسنة وجاءت السيدة هالة بنت خويلد فعرف صوتها فقال اللهم هالة فغارت السيدة عائشة منها وهاهي الشيماء ( حذافة بنت الحارث ) أخت النبي في الرضاعة كانت تلاعبه قائلة يا ربنا أبق لنا محمدا حتى أراه يافعا وأمردا ثم أراه سيدا مسودا واكبت أعاديه معا والحسدا وأعطه عزا يدوم أبدا غارت قوات المسلمين عل هوازن ( قبيلتها ) وأخذوها مع السبي فقالت لهم أنا أخت صاحبكم فأتوا بها إلى النبي وكانت قد كبر سنها وضعف جسمها فلم يعرفها الإ عندما ذكرته بعلامة في جسده وبأشياء فعرفها وبسط لها رداءه تجلس عليه ودمعت عيناه وقال لها إن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك معززة مكرمة وإن أحببت أن تقيمي مكرمة محببة فقالت بل ارجع إلى قومي وأسلمت فأعطاها جارية وغلاما وأنعاما إكراما لها أخوتي في الله أصعب شئ على الإنسان أن يصير لاشئ بعد أن كان شيئا لأناس ربما ساهم في تربيتهم وعلمهم حرفة وتمر الأيام ويتركوه ولا يذكرونه ولو بكلمة والذي يحزن أكثر أن يظهروا للناس ماخفى من عيوبه في وقت هو أحوج ما يكون إلى إخفائها وسترها فيعرف أسرار أستاذه فيكتمها ساعة الصفاء وينشرها ساعة الجفاء ويسوغ له الشيطان شرعية ما يفعل وربما يأتي بآيات وأحاديث ليدلل على ما يقول ويدعى الإصلاح وهو أخس من الكلب فالكلب أوفى منه |
#113
|
||||
|
||||
![]() قام أحد المارة بتصوير مشهد حزين غريب فقد شاهد كلبين يعبران الطريق فدهست سيارة كلبا منهما فقتل في الحال فوقف الثاني أمامه يتأمله ثم تقدم يحاول تحريكه فلما يئس ظل واقفا بجواره ينظر إليه وكأنه يبكى وجاءت سيارة البلدية وحملت الكلب الميت وأسرعت به كل ذلك والكلب يجرى وراء السيارة حتى وصلت ودفنت الكلب ووقف الأخر أما قبر صاحبه طويلا حتى أن الرجل الذي يصور رجع إلى عمله وترك الكلب الوفي واقفا على قبر صاحبه
وفى أوروبا تزوج أولاد الرجل واستقلوا عنه وماتت زوجته وما بقى بجواره إلا الكلب وصارا سويا في الطعام والشراب بل والنوم أعد له الرجل سريرا في حجرته لينام بجواره وكل يوم في الصباح الباكر يخرجان للتريض وهكذا حتى مات الرجل يوما بسكتة قلبية وحزن الكلب حزنا شديدا حتى أنه ذهب إلى قبر الرجل وجلس بجواره لا يأكل ولا يشرب حتى مات جوعا وعطشا كلب أهل الكهف لوفائه خلده القران واليهودي – السمو أل خلده وفاؤه فما أجمل أن تجلس الزوجة الوفية مع أولادها تذكر زوجها كم كان طيب القلب وما أجمل أن يجلس الزوج يتذكر زوجته المخلصة والتي تعبت معه وعاشت قصة كفاح طويلة حتى نجح في تجارته فيدعو لها بالرحمة والمغفرة وما أجمل الطالب وهو يذكر أستاذه بكل خير ويدعو له دبر كل صلاة وما أجمل الولد عندما يذكر أمه بكل خير ويذكر أخاه ويتذكر أيام الصبا والشباب فيدعو له وما أشد وأصعب من طعنة تأتى ممن لك فضل عليه وما أشد وأصعب من طعنة تأتى ممن علمته بوما علما شرعيا أو حرفة يتكسب منها فبدلا من أن يذكرك بالخير تراه يشيع عنك الكذب والبهتان يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ) الدعاء |
#114
|
||||
|
||||
![]()
جزاك الله خيرا
__________________
(اللهم أحسن خاتمتنا وتولنا برحمتك يا أرحم الراحمين ) |
#115
|
||||
|
||||
![]() |
#116
|
|||
|
|||
![]() ![]() |
#117
|
||||
|
||||
![]() |
#118
|
||||
|
||||
![]()
الوفاء : كلمة رقيقة تحمل جملة من المعاني الجميلة :
فالوفاء يعني : الإخلاص . والوفاء يعني : لا غدر ولا خيانة . والوفاء يعني : البذل والعطاء . والوفاء : تذكّر للود ، ومحافظة على العهد . وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود فقال سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } – المائدة 1 - ، ومن أوثق العقود التي يجب الوفاء بها : عقد النكاح ، وشروطه أولى الشروط بالوفاء . جاء في الحديث : (( أحقُّ الشروط أن توفُّوا به ما استحللتُم به الفروج )) رواه البخاري ، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه . والوفاء بين الزوجين الذي أودُّ الحديث عنه هنا لا يقتصر على الالتزام بأمر شرطه أحد الطرفين على الآخر حين العقد ، بل يتعدّاه ليشمل كل معنى جميل تشمله كلمة الوفاء . فهو يشمل تفاصيل الحياة بين الزوجين ؛ ليعيش كل منهما وهو يحمل في قلبه حباً ووُدّاً ورحمة وتقديراً وإخلاصاً لا متناهياً تجاه الطرف الآخر . فالوفاء يعني : البذل والعطاء والتضحية والصبر ، وذلك بالاهتمام بمن كنت وفياً به ، والحرص عليه ، وعدم التفريط فيه ، والخوف عليه من الأذى ، ومراعاة شعوره وأحاسيسه ، وتقدير جهوده ، والشكر لصنائعه ، وعدم إفشاء سره ، والحفاظ على خصوصياته ، والعمل على إسعاده ، والثناء الحسن عليه ، وذكر محاسنه ، وتجاهل أخطائه ، والذكرى الجميلة لعهده وأيامه بعد فراقه . فليس مع الوفاء ترصُّد ، ولا تصيُّد ، ولا إساءة ، ولا ظلم ، ولا نكران ، ولا جرح ، ولا قدح ، ولا .. ولا.. والوفاء بمفهومه الشامل الذي أوضحناه لا يتحقق إلا إذا كان بناء هذه العلاقة منذ البداية سليماً متيناً راسخاً ، يقوم على مبادئ ، ويسعى لتحقيق أهداف . فمن تزوج للجمال فقط ، تلاشى الوفاء في علاقته عند فقد الجمال . ومن تزوج للمال فقط ، ضاع الوفاء مع فقد المال . لكن من كانت الأولوية عنده في هذا العقد والعهد للدين والخلق ، مراعياً قول خير البرية صلى الله عليه وسلم : (( فاظفر بذات الدين )) ، وقوله : (( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )) ، فحري بهذا أن ينعم بالوفاء والهناء . إن قضية الوفاء لا تتحقق إلا إذا تضافر لها ثلاثة عناصر : الحب ، والإنسانية ، والإيمان ، فالحب محرِّك الوفاء ، والإنسانية ضمانه وبها استمراره ، والإيمان هو الضابط له ، وبه يكمل ويربو . وبين يديك الخطوط العريضة لمعالم الوفاء بين الأزواج رسمها لك سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام ، من جعله الله تعالى الأسوة الحسنة ؛ ليستنير بهديه ويسير على دربه المؤمنون . أخرج البخاري بسنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة ، وما رأيتُها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِر من ذِكْرِها ، وربما ذبح الشاة ثم يُقَطِّعُها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق – أي : صديقات – خديجة . فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ! فيقول : (( إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد )) . فصلَّى الله وسلَّم على أكرم الخلق ، وحافظ العهد . فقد كان صلى الله عليه وسلَّم وفياً لخديجة في حياتها ، ووفياً لها بعد وفاتها ، فهو يذكر أعمالها وأخلاقها ، وأيامها وعهدها ، رضي الله تعالى عنها . كيف لا ، وهي التي آثرته ورغبت فيه ، وهي أول من صدَّقه وآمن به ، وهي التي ثبَّتَتْ فؤاده وقوَّت عزيمته ، وكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه . هي التي واسته بمالها ، وهي التي رزق منها الولد ، وهي التي حفظت عهده ، وحافظت على بيته وولده ، وهي .. وهي .. فنالت بسبب هذا الوفاء العظيم ما جاء في الحديث الشريف : (( بشِّروا خديجة ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب )) رواه البخاري . وعند الطبراني من حديث فاطمة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، أين أمي خديجة ؟ فقال : (( في بيت من قصب )) . قلت : أمن هذا القصب ؟ قال : (( لا ، من القصب المنظوم بالدرِّ واللؤلؤ والياقوت )) . قال السُّهَيلي : (( النُّكْتة في قوله (( من قصب )) ولم يقل : من لؤلؤ : أن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السَّبْق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها )) . وقال ابن حجر : (( وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه ، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها ؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن ، ولم يصدر منها ما يغضبه قط ، كما وقع لغيرها )) . وقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاءها بوفاء أعظم منه ، فكان من وفائه لها : 1- الحزن الشديد على فراقها ، كما جاء عند الحاكم من حديث حبيب مولى عروة . 2- ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لها : أنها كان يصرِّح بحبه لها حتى بعد وفاتها . ففي حديث عائشة رضي الله عنها عند ابن حبان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني رُزِقْتُ حبَّها )) يعني : خديجة . 3- الإكثار من ذكرها ، كما تقدم : (( إنها كانت وكانت )) يذكر ماذا ؟!. إنه يذكر محاسنها : إيمانها وتصديقها ، وثباتها وتثبيتها ، إنه يذكر أخلاقها الفاضلة ، وعاداتها الجميلة ، والتزامها ، وأدبها ، واحترامها ، وحسن عشرتها ، إنه يذكر بيتها الهادئ ، وحياته الهانئة معها ، ويذكر ويذكر . وهذا هو الوفاء العظيم الذي ينبغي أن يسير عليه كل من اتَّخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوته . فإن كان ثَمَّ أخطاء للزوجة ، فإن مسلك الأوفياء : تجاهل الأخطاء ، والتجاوز عنها ، وعدم إفشائها ونشرها ، مع مراجعة الذاكرة للبحث عن المحاسن والإيجابيات . قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة – أي : لا يبغض –، إن كره منها خلقاً ، رضي منها آخر )) رواه مسلم من حديث أبي هريرة . وصدق القائل : ومن ذا الذي تُرْضَى سجاياه كلُّها كفى المرءَ نُبْلاً أن تُعَدَّ معايبُه 4- ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لخديجة : أنه كان يَبَرُّ صديقاتها ومن يحبُّها ، ويهتمُّ بهنّ حتى بعد وفاتها ، يذبح الشاة ويقطّعها ثم يرسلها إليهن . وكان يصل الواحدة منهنَّ بالهدايا المختلفة ، فقد أخرج ابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتِي بشيء قال : (( اذهبوا به إلى فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة )) ، ولفظ الحاكم : (( اذهبوا به إلى فلانة ؛ فإنها كانت تحب خديجة )) وما ذاك إلا وفاء لخديجة ، وبراً بها ، وحباً لها ، وإحياء لذكراها الجميلة على قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم . 5- ومن وفائه لها : أنه أكرم امرأة زارته بعد وفاتها ؛ لصلتها بها ، وما ذاك إلا وفاء لعهدها . أخرج ابن عبد البر من حديث عائشة قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : (( من أنت؟ )) فقالت : أنا جثامة المزنية . قال : (( كيف حالكم ؟ كيف أنت بعدنا ؟ )) . قالت : بخير ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله . فلما خرجت قلت : يا رسول الله ، تُقْبِلُ على هذه العجوز هذا الإقبال ؟! فقال : (( إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان )) . وفي بعض الروايات أن هذه العجوز هي أم زفر ماشطة خديجة . 6- ومن وفائه لها : أن كان يذكر أيامها ، ويثني عليها ، ولا يرضى من أحد أن يتكلم عنها بمكروه . أخرج أحمد من حديث عائشة قالت : ذكر رسول اله صلى الله عليه وسلم يوماً خديجة ، فأطنب في الثناء عليها ، فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة ، فقلت : لقد أعقبك الله يا رسول الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين . قالت : فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيُّراً لم أره تغيَّر عند شيء قط ... الحديث . وكان يكثر من ذكرها ويبالغ فيه حتى قالت عائشة : (( كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة )) . تلك هي معالم الوفاء التي ينبغي أن تبنى العلاقات الأسرية على أساسها ، تلمّسناها من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام سيد الأوفياء . فحري بأهل الإيمان أن يكون الوفاء شعارهم ، وعنوان حياتهم ، ليحققوا السعادة ، ويهنئوا بالحياة . |
#119
|
||||
|
||||
![]() الوفاء بالعهد خلق ملازم لأهل الجنة نقف اليوم مع خُلُق مِن أخلاق القرآن، مع خُلُق نبويٍّ كريم، مع خصلة كريمة من خِصال الإيمان، وخُلُق عظيم من أخلاق الإسلام، هذا الخُلق ضاع بين المسلمين إلا مَن رَحِمَ ربِّي - عز وجل - إنه خُلق الوفاء بالعهد، وإنك لو نظرت إلى واقع الأمة اليوم، ستجد كم من الناس مَن يتكلَّم، وكم من الناس مَن يَعِد، وكم من عهودٍ مسموعة ومرئيَّة ومنقولة! ولكن أين صدق الوعود؟! وأين الوفاء بالعهود؟! فقد كثرت في زماننا هذا الوعود، وأكثر منها عدم الوفاء بها، فإذا أراد أحدُنا التهرُّب مِن أخيه، وعده بشيءٍ وهو يعلم أنه لن ينفِّذ ما وعد به، وينسى قول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]. تعالَ أيها المسلم الكريم لنتصفَّح كتاب الله ولنطف في بحاره التي لا ساحل لها، سنجد أن الله - تعالى - تحدَّث عن هذا الخُلق في قرآنه المجيد، فقال ربُّنا - تبارك وتعالى - في سورة "المعارج" في صفات أهل الجنة المكرمون: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المعارج: 32]، وقال في سورة (المؤمنون) في صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون:﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8]، وقال في علامات الصادقين المتَّقين في سورة البقرة: ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]. والوفاء بالعهد من صفات الأنبياء والمرسلين؛ فقال - تعالى - متحدِّثًا عن سيدنا إسماعيل - عليه السلام - في سورة مريم: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]، وقال - تعالى - في إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [النجم: 37]. فالوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين من لم يتخلَّق بهذا الخُلق؟! كم من المسلمين في دنيا اليوم من يحدِّث وهو كاذب! وكم من المسلمين من يَعِد وهو خائن! وكم أعطى من الوعود والعهود وبعدها غدر بأصحابها! فأين الوفاء بالعهد؟! ألم أقل لكم: لقد ضاع هذا الخُلق بين المسلمين إلا مَن رَحِم الله - جل وعلا. بل تعال أخي المسلم إلى سيرة مَن علَّم البشريَّة الوفاء بالعهد، إلى سيرة سيِّدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنأخذ موقفًا واحدًا من المواقف العظيمة التي جسَّد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خُلق الوفاء بالعهد. قبل غزوة "بدر" يخبره حذيفة بن اليمان، والحديث في "صحيح مسلم": أن كفَّار "قريش" قد أخذوه قبل أن يدخل المدينة هو وأبا حُسَيل، فقالوا إنكم تريدون محمدًا، قلنا: ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عَهْد الله وميثاقه لننصرفَنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معك يا رسول الله. فماذا قال لهما صاحب الوفاء يا تُرى؟ ماذا قال لهما مَن بعثه الله ليتممَ به مكارم الأخلاق؟ ومع أنه كان في أشد الحاجة إلى الرجال ليقاتلوا معه ضد المشركين، المشركين الذين أخرجوه من مكة، الذين سفكوا دماء المسلمين واستحلوا أموالهم، وعذبوهم أشد العذاب، وبالرغم من كلِّ هذا، قال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((انصرفَا نَفِي لهم بعَهْدِهم، ونستعين الله عليهم)). إن كان هذا هو وفاء المسلمين للمشركين، بل للمشركين المحاربين وفي الحرب نفسها، فكيف يكون وفاءُ المسلمين للمسلمين؟! وهذا سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي علَّم الأمة كيف يكون الانقياد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسمعوا إلى موقفه الذي ترجم فيه خُلق الوفاء بالعهد. يرسل إليه أبو عبيدة بن الجرَّاح يستفتيه في فتوى غريبة جدًّا، ويقول له: إنَّ أحد الجنود قد أمَّن قرية من بلاد العراق على دمائهم وأموالهم وهي في طريقنا، فماذا نصنع؟ وتأمَّل معي في هذا الموقف الغريب: جندي - لا يُعرف اسمه - من جيش المسلمين يُعطي الأمان لقرية بأكملها، وربَّما هذه القرية إن لم تفتح فقد تكون ثغرة عظيمة يتضرَّر بها المسلمون كثيرًا إذا انقلبت عليهم. فبماذا أجابه الفاروق عمر - رضي الله عنه؟ قال بعد حمد الله والثناء عليه: "إن الله - تعالى - قد عظَّم الوفاء، ولا تكونون أوفياء حتى تفوا، فأوفوا لهم بعهدهم واستعينوا الله عليهم". ما أبدع هذه العبارة! وما أروعها لمن فَهِم معناها! فالوفاء كباقي الأخلاق ليس شعارًا يرفع في السماء ولا كلمة تطير في الهواء، ولكن الوفاء خُلق لن يتحقق إلا إذا أتيت به وتحمَّلت في سبيل إتيانه كلَّ شيءٍ. بهذه الأخلاق فتح المسلمين بلاد الفرس وبلاد الروم، وإسبانيا وفرنسا وغيرها، ولذلك قال سيد قطب - رحمه الله - "ولقد انتصر محمد حين انتصر، حينما جعل من المصحف نسخًا كثيرة، لا أقول: مطبوعة في الأوراق، ولكن مزروعة في قلوب الرجال، فتحركوا بهذا القرآن يمشون على الأرض، حتى فتح الله على أيديهم ووصل الدين إلى ما وصل إليه".
|
#120
|
||||
|
||||
![]() وأختم كلامي بهذه القصة الرائعة:
أتى شابَّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان في المجلس، وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه، قال عمر: ما هذا؟ قالا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا، قال: أقتلت أباهم؟ قال: نعم قتلته، قال: كيف قتلتَه؟ قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجرًا وقع على رأسه فمات، قال عمر: النفس بالنفس، لا بد أن تُقتل كما قتلت أباهما، وانظروا إلى سيدنا عمر لم يسأل عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة قويَّة أو ضعيفة؟ هل هو من أسرة معروفة ولها أهميَّة في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يجامل أحدًا على حساب شرع الله، ولو كان ابنه القاتل لاقتصَّ منه. قال الرجل: يا أمير المؤمنين، أسألك بالذي رفع السماء بلا عمد أن تتركني ليلة؛ لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائلٌ إلا الله ثم أنا، قال عمر: مَن يكفلك أن تذهب إلى البادية ثم تعود إليَّ؟ فسكت الناس جميعًا؛ إنهم لا يعرفون اسمه ولا داره ولا قبيلته، فكيف يكفلونه؟ وهي كفالة ليست على مائة دينار، ولا على عقار، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف. فسكت الناس وعمر مُتأثر؛ لأنه وقع في حيرة، هل يقدم فيقتل هذا الرجل وأطفاله يموتون جوعًا هناك؟ أو يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول؟ وسكت الناس ونكَّس عمر رأسه والتفت إلى الشابَّين: أتعفوان عنه؟ قالا: لا، مَن قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين، قال عمر: مَن يكفل هذا أيها الناس؟ فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته، وقال: يا أمير المؤمنين، أنا أكفله، قال عمر: هو قَتْل، قال: ولو كان قاتلاً! قال: أتعرفه؟ قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟ قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين فعلمت أنه لا يكذب، وسَيَفِي بعهده إن شاء الله، قال عمر: يا أبا ذر، أتظن أنه لو تأخَّر بعد ثلاث أني تاركك؟ قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين، فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث ليالٍٍ، يُهيِّئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي ليُقْتَص منه؛ لأنه قتل، وبعد ثلاث ليالٍ لم ينسَ عمر الموعد، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابَّان، واجتمع الناس، وأتى أبو ذر وجلس أمام عمر، قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين! وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمرُّ سريعة على غير عادتها، وقبل الغروب بلحظات، إذا بالرجل يأتي، فكبَّر عمر وكبَّر المسلمون معه، فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك. قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى، ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل، وخشيت أن يُقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس، فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر: لماذا ضمنته؟ فقال أبو ذر: خشيت أن يُقال: لقد ذهب الخير من الناس، فوقف عمر وقال للشابَّين: ماذا تَرَيَان؟ قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ووفائه بالعهد، وقالوا: نخشى أن يُقال: لقد ذهب العفو من الناس، قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته. فالوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء، وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين مَن لم يتخلَّق بهذا الخلق؟! فليت المسلمين اليوم يتخلَّقون بهذا؛ كي يفوزوا بخير الدنيا والآخرة. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه. |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العهد, الوفاء |
|
|