اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات ونقاشات هادفة

إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2011, 11:24 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,115
معدل تقييم المستوى: 21
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي لقاء الأشواق --- الكاتب ضياء الدين سعيد

-9-
























لقـــــاء الأشــــواق







ها هي سهر أنها تلوح لي بيدها . اقتربت منى وأنا لا أستطيع الحركة إنها بالفعل هي تلك الفتاة التي راودتني كثيراً في أحلامي أحان الأوان أن نتقابل في عالم الواقع بعد قصة حب في عالم الأحلام دامت طيلة ثلاثة أعوام . حضرت ومعها صديقة لها تٌدعي مها ولكن حينما اقتربت منى ذهبت مها بدون أن تلفظ بأي شيء مددت يدي إلى سهر وسلمت عليها حينها شعرت بدقات قلبها وكأنها دقات قلبي كنت أريد أن أحتويها بأحضاني لتذيب أنفاسها هذا السكوت الذي يحتوى كلانا . لم أعبر عن أي شيء وهى كذلك أعطيتها تلك الحقيبة التي تحتوى على الهدايا . أخذتها وقالت لي " سأتركك بضعة ثواني سأذهب للسكن لكي أضع تلك الأوراق الخاصة بي وأحضر شيء ما " قلت لها " لا تتأخري عندي اختبار " قالت " لا لن أتأخر" .

ذهبت سهر وأنا أنظر إليها صعدت إلى الشقة التي تسكنها وأنا لا أصدق نفسى أهل أنا مازلت أحلم أم أني على أرض الواقع أغلقت عيناي للحظات قلائل وقلت لنفسي " أهي بالفعل فتاةأحلامـــــي ,أتلك هي من أشعر أنها مخلوقة لكياني ,فتاة لا تجعلنـــــــي أنبش فــي بقايا اليـأس بعيداً عن غدر الزمان ,فتاة تحبني أراها وترانـــــي , تعطينــي القـــوة وتجعل ليحياة وتراودني في أحلامي، ترسم لي طريقي وكياني , تجعلني أنبشبين طيات الأرض وأنحت في الصخر كي أنول منها أنوارى ,لتكون هي فراقيللأشجانِ ,أهي من تقول لي كلمه أحبك بصدق ولا تفكـــر سوى في أنا وحدي ,أهي فتاة زماني ,فتاةتسايرني الرٌكبـــانِ ,أهى من ستقيم الرباطالوثيق أمـــــــامي,تحمــــل لي وحدي كلمات الحب والحنانِ.وفجاأة رأيتها أرى حبيبة قلبي تداعبني وهي بين أشجار البستان " ولم أفتح عيناي إلا حينما وجدت سهر تقول لى " أنا جيت " .
حينها أخذت بيدها وذهبنا مسرعين إلى موقف السيارات الخاص بشبرامنت متجهين إلى المنيب وكأن الكلام أنتهى من الوجود جلسنا فى السيارة وأنا أضع أصابع يدي فى أصابعها وكأن الفراغ الموجود بين أصابعي خٌلق لكي تكمله هى بأصابعها . وصلنا إلى المنيب ومنه أخذنا المترو إلى كوبري القبة ذهبنا وحينما وصلت معهد اللغات والترجمة للقوات المسلحة أجلستها وقلت لها "
ثواني هدور على حد أفهم منه الموضوع " ذهبت ووقفت فى صف طويل دفعت النقود الخاصة بالاختبار وقال لى أحضر فى تمام الساعة الساسة وقت إختبارك . سعدت جداً بذلك ذهبت مسرعاً إلى سهر وأخذتها وبدأت أتحدث معها كانت والدتها معها على الهاتف المحمول فقالت لى إن والدتي تعلم بأننى الأن معك أخذت الهاتف من يدها وبدأت أتحدث معها وبعد خمس دقائق انتهى الحوار . أخذت سهر وذهبنا إلى أحد الحدائق الموجودة بالقرب من معهد القوات المسلحة جلسنا علي أحد المناضد وبدأت تلك المشاعر المتوهجة بداخلنا تخرج قطرة بقطرة وكأنها لا تريد أن تخرج ولكن رويداً رويدا بدأت تظهر البسمة على وجهها فصمت للحظات وقلت لنفسى " إننى مثل بقيهالبشر لدى مشاعر وأحاسيس وأحب وأردت أن أعبر عما بداخلى فحبى لها ذومشاعر خاصة لا تخترع ولا تلفق ,فتلك المشاعر لابد من أن تنبع من الصدقالفادح وتصدر عن نفس تشعر بها حقيقهَ.وتنبعث عن قلب يشعر ويحسهافعلاً كأنها جزء من كياني الخاص الداخلى. أكل تلكالمشاعر الرنانة وهذا القلب المرهف لا يتحكم فيه سوى فتاه.فتاة لم تتعدى سنالعشرين" دارت لغة العيون التي أتقنتها مع سهر وكأنني أعرفها منذ وقت طويل . جلست بجوارها وبدأ التعارف الجاد وتحدثنا طيلة ثلاث ساعات وفجأة شعر بقلبي ينبض بطريقة غير معهودة ولاحظت على نفسى أشياء لم أعهدها من قبل .وبدأت سهر تبتسم ابتسامات تسعدني كثيراً وضعت يدى على وجهها لأتحسسها لامست جبهتها ومنها إلي وجنتيها ثم شفتيها القرمزيتين وأنا لا أدرى لما وإذ بها تغلق عيناها الشديدتان السواد وتخرج صوتاً لم اسمعه من قبل وكأنها تقول لي زدني وبعد بضعة ثواني فتحت عيناها ونظرت إلى وهى تقول لي " أنا بعشققك " لم أن أشعر بتلك الكلمة من قبل ولا أعرف معناها إلا حينما سمعتها فشعر بشعور لم ولن أجده من بعد تلك اللحظة وجلسنا بلا حديث ولكن ينظر كل منا إلى عين الأخر وما هى إلا ثوانٍ معدودة وبدأنا فى الإقتراب كل منا تجاه الأخر لم اشعر بأى شىء سوى أننى تخيلت نفسي فى بستان من الزهور ذات الرائحة العطرة بدأت أنفاسها تٌذيب أشواقي وتقابلت أنفاسنا فى قبلة حارة دامت أكثر من عشر دقائق وجدت حينها نشوة غريبة وملاذ لم أشعر بها من قبل لا أدرى ماذا أصابني وماذا افعل ! فجأة أبتعدنا ولكن حينها كأننى كٌنت فى عالم الخيال " لقد تذوقت هذا الشهد الذائب بين شفتيها هاك الرحيق ، وتلك أنفاسها التي أذابت كل ما بداخلى من خجل تجاهها " .

جلسنا سوياً بعدها وكأننا أصبحنا روح واحدة بجسدين دارت حوارات عديدة نظرت إلى ساعتى " ياااااه ها هى الساعة الخامسة والنصف لقد قاربت على الإختبار " أخذت سهر وذهبنا إلى مكان الاختبار . أديت إختبارى فى حوالي نصف ساعة من الوقت . أخذت سهر وذهبنا إلى محطة المترو ومنها إلى رمسيس .تجولنا تلك المنطقة وبدأنا ننظر لما ما هو موجود بداخل البتارين وهى تتخيل نفسها ترتدي هذا الفستان الأبيض ، أخذنا نلعب سوياً وكأننا أطفال فى سن الطفولة حتى قاربت الساعة على العاشرة . ذهبت معها إلى محطة المترو فى رمسيس مرة أخرى وقالت لي " أذهب أنت سوف أذهب كي لا تتأخر فمازال أمامك طريق سفر طويل " ودعتها وذهبت ، أعطيتها ظهرى ولكن حينما ولت كنت أنظر إليها دون أن ترانى وفجأة وجدتها تستدير وترجع إلى مهرولة وتقول لي " هتوحشني " قبلت يدها ودام هذا الحال طيلة خمس مرات حتى ذهبت ومعها قلبي .
أما أنا فأخذت سيارة إلى عبود ومنه إلى قريتى الصغيرة فى دلتا مصر وأنا بين الحين والأخر أتصل بها على هاتفها المحمول حتى ذهبت إلى مسكنها . قاربت على الوصول الساعة الآن الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل لم يبقى سوي مسافة لا تتعدى الاثنين كيلو متر علي بيتي أردت أن أستنشق هواء الريف الصافي الغير ملوث أوقفت السيارة ونزلت. اتصلت بسهر وكانت ما تزال تنتظرني وأخذت أمشي فى طريقي وأنا أحدثها حتى وجدت نفسي أمام باب بيتي ودعتها ودخلت .












قلبــي الآن منبســــط سعيــــــد
ومنشـــرح كـــأن اليوم عيــــد
ففي كبد السماء يلـــوح نــــور
فحبيبتي لهــــــا طلـــــــع شديد
أحسســت بحبها فشعــرت أنى
أطوى الأرض..أٌبحر..أستزيد
حوت كل الجمال في وجنتيها
فبجمالهـــا الأرض كم تستفيـد
كم داوت بجمـــال عينيهــــا
قلوب باتـت تحلــــم بالمزيد
وبساعدي أقطــف كــل زهرة
ففي بستانهــــا زهـــر جديد
وبحبها بـات يحلــم قلبي
ينبــــض ثم يضحك كالوليد
وحينما أدركت أنــى أستزيد
بــات قلبي أن يكــون شهيد
نعم فلحبها وضعــــت قلبي
فـــوق أكاليـــل مــن لهيـــب
ولكنى الآن علمت أنـــــــــــى
بحبهـــا سأجنــى كل ما أريد



























إلى اللقاء مع
الفصل القادم






__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-10-2011, 08:01 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,115
معدل تقييم المستوى: 21
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي

-10-
























أشواق الحب







حينما تشرق الشمس لتزيل ظلام دامس قد ضاقت به الأرض على صدور البشر ، حينما تتساقط قطرات المياه لتحيي أرض قد أصابها الجفاف ، هكذا كان ظهور سهر في حياتي كالمصباح الذي أضاء بيت لم نرى فيه النور أبداً.
لقاء كانت فيه الأشواق تتحدث والعيون تٌناشد بعضها بعضاً وتسرد لنفسها حديثاً لطالما تمنى العشاق أن يرتوا منه . جاء الليل وذهب شعاع الشمس الذي كان يسيطر على جمال الأرض بنوره المنبثق ، ذهبت كل الطيور لأعشاشها والأبناء إلى أمهاتها وظهر القمر والنجوم تحيط به كملة تعتلي عرشها وهكذا أصبحت سهر متوجة على عرش الرومنسية تعتلي جميع النساء بكونها محبوبتي .
جلست مع أخوتي وكان الفرح هو شعار تلك الليلة طال الحديث ودقت الساعة الحادية عشر مساءاً أنصرف كل منا إلى غرفته ألقيت بجسدي على سريري – جزيرة القطن كما كانت تطلق عليه سهر – أغمضت عيناي وذهبت بالذكريات إلي لقاء لم يكن ببعيد ها أنا أجد ريحها وأرتوي من أشواقها .
وبعد مرور دقائق فتحت عيناي ونظرت إلى مكتبي ووجدت عليه أوراقي نهضت من على سريري وأستقليت هذا الكرسي الذي لطالما جلست عليه ساعات كثيرة لأكتب ولكن تلك المرة ليس كالمرات السابقة فهنا أجلس أعبر عن أشواق قد أنتابت قلبي ورياح قد جاءت بنسيم معطر بالورود ، لكي أرسم بقلمي سفينة تٌبحر في بحار العشق والهوى يقودها قلب ملئ بالمشاعر والأشواق أمسكت بقلمي وبدأت أكتب



" عندما أستيقظ من نومى أبحث عن إنشودة لأتغنى بها, أبحث عن أشعه الشمس كى أستمد منها الشعور بالأمان , أنتظرها كما ينتظرها باقى الكائنات : فالكائنات تنتظرها لتلاحم أشعه الشمس بها كى تشعر بالدفىء وتشعر بالأمان الذى تفتقدة أثناء الظلام.
تبدأ حياتى مع أول شعاع من تلك الشمس المبهرة أنظر إلى الشمس وأحدق فيها عيناى لأرى فى هذا القرص الذهبى وجه حبيبتى , فأنا أتصورها كالشمس "لأنى بدون شعاعها لا أستطيع العيش".
حيبتى أكتب إليك تلك الكلمات التى يعجز لسانى أن يلفظ بها.تلك الكلمات التى تمنيت كثيراً أن أبوح لكى بها ,وأن يناشد بها قلبى قلبك الطاهر.،الذى أتيقن بأنه لا يعرف طريق الخداع .
حبيبتى مهاما أسى علي الزمان ومهما طالت الأيام من الصعب أن أنساكى . أتدرين لماذا ؟ لانه من الصعب أن أنسى نفسى وأنتى من سكنتى بنفسى فكيف أنسى نفس سكنت داخل نفسى.فلا أنساكى ولا أنسى ما يذكرنى لقياكى فرغم البعاد إلا إنى أراكى فى كل اللحظات



أراكــــى بيــــــن قطــــــــرات النـــــــدى علــــــــــــــى الأوراقٍ
أراكــــــى مرسومه على الســـــــــحب بيــــــــن السمـــــــــــواتِ
أراكـــــــى علـــى كـــــــل قطـــــرة مـــــاء تسقـــط فــى الشتـــاءِ
أراكــــــــى علـــى وجـــــــــوه الأطفــــال فـــى الضحكـــــــــاتِ
أسمـــــع صوتــــــك عندمـــــــا يغـــــــرد البلبــــل على الأغصانِ
أشــــم رائحتــــــــك عندمــــــا ينبعـــــــــث الرحيـــقِ من الأزهارِ
وعنـــدمـــــــــا يــــــأتـــــى المســـــــــــاءِ أتذكـــر رؤياكــــــــــى
أنظر إلى القمر فأراكى تضيئى السماء ومن حولك النجوم سائحاتِ
وعنـــــدما أنــــــــــــام لا أنســـاكى فأراكى فى أحلامى كالحورياتِ

حبيبتى لقد حفرت وجهك على قلبى ومن حوله قطرات الدماء تكتب إسمك على كل أعضائي فإني أحبك أحبك أحبك "






أشعر بروحك
حين أفتقد الرفيق
حين تنتحر الخطايا ..
بين أرصفة الطريق
أرسم لشوقك لوحة
تتواري فيها ...
كل أشكال البريق
وبأن حٌبك خالد ..
بين الدروب ..
ولم يٌصارعه الحريق
أشواقنا تهفوا ..
ويهفوا رحيقها ..
وبأن قلبي واسع .. لا لن يضيق
إن كان حبك ..
مثل بحر هائج ..
فمياهه زهر معبق بالرحيق




إلى اللقاء مع
الفصل القادم






__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-10-2011, 07:32 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,115
معدل تقييم المستوى: 21
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي

-11-
























أحداث غير متوقعة



ومازال نهر الحياة يفيض بكلماته العذبة ومازالت تلك الحورية التي اشتقت إليها تراودني في أحلامي نعم هي كما رأيتها من قبل ولكن تلك المرة أراها تحمل لي زهرة ذابلة وحينما أقبلت إلّي بدأت تسرع وفجأة أعطتني تلك الزهرة القرمزية اللون هذا اللون لم يكن لو الزهرة ولكنه لون تلك الدماء التي تتساقط من يدها وفجأة استيقظت من نومي على هذا الكابوس أمسك بهاتفي المحمول وسرعان ما قمت بالاتصال بسهر وأطمئن قلبي الحمد لله هي بخير ولكن لا أدري لما رأيت هذا المنام .
جلست متكئ على سريري وإذ به أذان الفجر لم أستطع القيام فكأنني مخدر ولكن بعد محاولات كثيرة استطعت القيام قمت وتوضأت ذهب إلي المسجد بخطى ثابتة صليت الفجر وخرجت من المسجد متجه إلي الحقول الخضراء لكي أستنشق هذا النسيم الفائح من أزهار شجر البرتقال والليمون تلك الريح الطيبة التي لطالما تمنين أن أعيش بجوارها وإذ بي أرى أول شعاع للشمس ، ذهبت إلي البيت ووجدت والدتي تعد طعام الإفطار وأبلغتني بأنهم قد دفعوا مبلغ من المال لأحد الأشخاص لكي يجلب لي تأشيرة السفر إلى إحدى البلاد العربية وفجأة قبل أن تستكمل حديثها وكأن جسدي أٌصيب برعشة لم تحدث لي من قبل فأبلغتها بأنني لا أرغب في السفر وإن كنت أرغب ذلك فلما قدمت في تلك الوظيفة – في شركة مصر للطيران – وقمت بكل تلك الخطوات وأجريت الاختبارات ولم يبقى سوى اختبار الحاسب الآلي فقالت لي ولما يا بني فالحياة في مصر ليست كما تتصور وهناك ستجد إخوانك في انتظارك وأنت تعلم أنّ أحب أصدقائك هناك .
رسم الصمت على شفتاي ولم أتحدث ولم أتزوق طعم الطعام وخرجت مرة أخرى سارعت بالاتصال على سهر ودار حوار طال أكثر من ساعتان ورأيت من بين كلماتها أنها لا ترغب في سفري وبعد جدال طويل أستقر الأمر بأنني سوف أقابلها غداً وانتهت المكالمة على تلك الأحداث .
ذهبت إلى البيت ولكن تلك المرة إذ به أخي يتصل بهم من تلك البلدة التي من المتوقع أن أٌسافر إليها وابلغهم بأن كل شيء على ما يٌرام وكان بجواره هذا الرجل الذي سيجلب لي تأشيرة العمل تيقنت حينها بأنني سأترك أرض الوطن .
مرت الأيام وبالفعل أتت تلك التأشيرة وبدأت في الإجراءات الخاصة بالسفر وكان لابد من الذهاب إلى القاهرة .
بين تلك الأحداث قابلت سهر ثلاث مرات في خلال ثلاثة أسابيع وكان أجمل لقاء حينما التقينا بالقرب من أجدادنا الفراعنة ويومها أتذكره جيداً كتبت بدمي أسمي وأسمها على صخرة بالقرب من هرم خفرع وقضيت معها أجمل أيام العمر حيث تبادلنا الأشواق ولكن هذا اللقاء أطلقت عليه لقاء العيون فتحدثت أعيننا أكثر من شفتانا وتعانقت سوياً حتى قرأ كل منا أفكار الأخر وحان وقت الرحيل بدأت الشمس في الغروب وكان الجو رومانسي بمعنى الكلمة أغمضت عيناي وبدأت أشعر بأنفاس حارة تحرق وجهي ويد تلامسني حتى تصورت بأنني الآن لست على وجه الأرض شعرت بلذة لم أشعر بها من قبل .



لقاء الوداع

حان وقت الذهاب للقاهرة مرة أخرى ولكن تلك المرة ستكون الأخيرة قبل الرحيل قبل أن أترك عالم الأحباب وأرحل إلى عالم البحث عن المجد كما كنت أتصور .
كانت سهر تعد نفسها للقاء الأخير ولم نكن نعلم أنه الأخير بلا لقاء أم سيكون هناك لقاء بلا فراق , دقت الساعة الرابعة فجراً استيقظت من نومي وسرعان ما ارتديت ملابسي جهزت نفسي وتوكلت على الله ذهبت إلي الموقف الخاص بالقاهرة استقليت السيارة حتى وصلت إلي عبود نزلت من السيارة وذهبت إلى محطة المترو أخذت المترو اتجاه الجيزة ومر الوقت الآن وصلت محطة المنيب خرجت من المحطة وذهب إلي سيارات استقلتني إلى شبرامنت حيث كانت كلية سهر اتصلت بسهر :
..... : صباح الحب
سهر : صباح الفل والورد والياسمين ، وصلت فين دلوقت يا بيبي
......: باقي نص ساعة وأكون تحت السكن بتاعك
سهر : أنا هجهز نفسي لحد ما تيجي
...... : أوكى ، أسيبك بقي وأجهزي على ما أجي
سهير : أوكى يا عمري
...... : لا اله إلا الله
سهر : محمد رسول الله
أغلقت معها المكالمة وبدأت في التفكير حتى توقف عقلي عنه ، أخيراً وصلت السيارة إلى شبرامنت اتصلت بسهر وأخبرتها بوصولي وانتظرت قدوم سهر ، رأيتها نعم انها هي طلعت كمطلع القمر لينير ما حوله ، ظهرت كماء المطر ليعيد الحياة لأرض قد قاربت على الجفاف .
سارعت في خطواتي وهي أيضاً تقابلت أعيننا قبل أن نتقابل أمسكت بيدي وشعرت كأنني طفل ضل الطريق وفجأة التقى بأمه . تحدثت عينانا طويلا ذهبنا على المنيب ومنها ركبنا جيزة بحر وهناك بالقرب من كبري قصر النيل حيث يوجد مجرى النيل العذب وهناك العديد من العشاق ولكن لم أرى سواها جلسنا في أحد الحدائق التي تطل على نهر النيل ومن هنا بدأنا في التعبير عن الذات المفقودة تلك الروح الواحدة التي كانت تعيش في جسدين سيطرت لغة العيون على الموقف وبدأنا في الحديث سوياً وإذ بسهر فجأة أحمر وجهها وبدأت الدموع تتساقط على وجنتيها مددت يدي وأخذت أجفف لها دموعها ، تركنا الحديقة وذهبنا سوياً نمرح ونضحك ولكن كان لقاء مختلف فهذا لقاء قبل الرحيل ، جلسنا بالقرب من كوبري قصر النيل أسفل الكوبري يوجد حديقة صغيرة وهناك كانت أشواق لم تكن متوقعة وهمسات وأشواق وقبلات لم نكن ندري لما ولكن هكذا عبرت سهر عن تلك الأشواق الموجودة بداخلها ...............إلخ
دقت الساعة التاسعة مساءاً وحان وقت الرحيل أخذت سهر إلي حيث أتيت بها أوصلتها ولكنها طلبت مني أن نذهب لنأكل كشري تلك الأكلة المصرية التي أعشقها ذهبنا سوياً ونحن في الطريق وجدنا (محمصة لب ) دخلنا وأحضرنا ما كنا نريده كانت سهر تضع اللب في فمها وتخرجه بلا قشر وتضعه في فمي وكأنني هذا الطفل الرضيع الذي يشتهي ما تخرجه أمه من فمها وهنا أختلط لعابها بلعابي وهنا كانت قبلة طويلة قبلة أطلقت عليها قبلة الوداع .
وصلنا إلى كوبري المنيب هذا الكوبري الذي يعتلي محطة المترو ودعت سهر وذهب سهر وأنا أنظر إليها ولكن حينما كانت تدير وجهها كنت أنظر أمامي وكأنني لم انظر إليها وفجأة التقت عيناها بعيني ومن هنا بدأ الأشواق تتهافت أسرعت إليها وهي أيضاً ولولا وجود الناس لكنت عانقتها ولكن اكتفيت بلمس يديها والضغط عليها ولكن برفق وبدأت الدموع تتساقط من عينيها وتكرر هذا الموقف أكثر من خمس مرات حتى أعطيتها ظهري وذهبت ولكن لم يطمئن قلبي حتى ذهبت أتبعها وهي لا تراني حتى أطمئن قلبي حينما استقلت سهر السيارة للذهاب على شبرامنت وبعد تحرك السيارة بخمس دقائق جلست على الرصيف ولم تستطيع قدماي على أن تحملني جلست اتصلت بسهر وإذ بالدموع تنهمر من عيناي وكأنني فقدت أعز الناس بموته أجابت سهر على اتصالي وشعرت بصوتي وقالت لي لا تتحرك أنني قادمة إليك وفجأة وجدتها بجواري علم منها أنها نزلت من السيارة فور تحركها جلسنا سوياً خمس دقائق ولكن تلك المرة ودعتها وذهبت من حيث أتيت ذهب على عبود ومنه إلى الإسكندرية .
حينما وصلت على أعتاب مدخل سموحه أستقليت سيارة ومنه إلي البيت ذهبت وطيلة الطريق لم أفكر ولم تتحرك بداخلي أي كلمات ولكن كان قلبي يصرخ وحينها شعرت بأنه لقاء النهاية لم اعلم لما ولكن كان إحساس يدور بداخلي دخلت الشقة وذهبت لتناول العشاء ومنه إلي السرير كي لا تستمر عيناي في البكاء . استيقظت من نومي ومن الإسكندرية أستقليت سيارة إلي ريف مصر الذي أجده مسطر كاجمل سيمفونية مكتوبة ولا تحتاج إلي عازف كأنه لوحة رسمها رسام مخضرم . بدأت في تجهيز أوراقي الخاصة ذهبت إلي الجامعة لكي أقوم بتوثيق شهادة الجامعة ومنها إلي مبني الخارجية المصرية بمبنى المحافظة أنجزت كل ما كان علّي فعله .
حان الرحيل
ذهبت للبيت ووجدت أصحابي في انتظاري وأيضاً أهلي وكأنني عريس ينتظر ليلة زفافه اتصلت بسهر ودار بيننا حوار طويل وكنت على أعتاب الرحيل لقد تحدد موعد السفر . أعددت جميع حقائبي وذهبت من بيتي إلى مطار القاهرة الدولي كان موعد الرحيل الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت القاهرة دخلت باب المطار وانتهيت من إجراءات المطار وذهبت إلي صالة الانتظار ومنها إلى سلم الطائرة ، صعدت وجلست ربط حزام الأمان ، وبدأت الطائرة في التحرك ومن هنا بدأ النوم يسيطر على فذهبت روحي للقاء المحبوبة في حلم من أجمل أحلامي استيقظت من نومي وجدت وجبة الإفطار بجواري وضعته مضيفة الطائرة لم أتزوق طعم الطعام ، هبطت الطائرة انتهيت من إجراءات الدخول . خرجت خارج المطار وجدت أخوتي بانتظاري , ركبنا سيارة أخي الأكبر ومن المطار إلى بيته وجدت ترحيب هائل وبالأخص من أبنائه هؤلاء من لن أراهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام .
حملت حقائبي ووضعتهم بالغرفة التي كانت مجهزة لي قمت بتبديل ملابسي أعطاني أخي شريحة هاتف جوال سعودية . أبلغتهم في رغبتي بالنوم ولكن حينما أغلقت باب الحجرة سرعان ما تواصلت مع سهر ولكن تلك المرة كان الحوار حوالي عشر دقائق .








إلى اللقاء مع
الفصل القادم






__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-04-2012, 08:52 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,115
معدل تقييم المستوى: 21
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
New

-12-


























فـــــراق الجســـــد










مازال قطر الحياة يمر ومازالت أحداث القدر تتوالى حب كان يغوص بين شاطئ الهوى يٌصارع الأمواج التي تتهافت عليه من كل مكان .
شاء القدر بالسفر للحبيب وترك معشوقته تعيش في فراق للجسد وتخلد مع روح وصوت . اليوم بدأت في استكمال أوراقي الباقية حتى ألتحق بالعمل كان لابد من التركيز في كل شيء أخذني أخي بسيارته إلى المستشفى لإجراء الفحص الطبي ومنه إلى الرجل المكلف بإنهاء جميع الإجراءات وبعد يوم شاق ذهبنا سوياً إلى البيت وجدنا الطعام جاهز أكلت لقيمات بسيطة من الخبز كنت في قمة الجوع ولكن في تلك الآونة كانت سهر تراودني نعم هي تناديني وجدت قلبي يتراقص حينما دق جرس الهاتف الجوال ، استأذنت ودخلت حجرتي وإذ بي أسرع نحو هاتفي أمسكت به وسارعت بالاتصال بسهر ولكن تلك المرة ليست كأي مكالمة سابقة وذلك لأن المكالمات هنا باهظة الثمن
....... : صباح الخير يا أجمل من رأت عيني
سهــر : صباح الحب
حبيبي أنت مش هتدخل نت عشان أنت وحشتني قوي
...... : بيبي أنا عندي ضغط اليومين دول معلش أتحمليني شوية وبعدين هدخل أكلمك
سهــر:وحشتني قوي
ودام الحوار طيلة عشر دقائق وبعدها شعرت بأنني أملك تلك الأرض بما حوت . جلست وحيداً أنظر إلى سقف الحجرة التي أستقلها ومنه إلى التلفاز وأنا بين هذا وذاك لا أرى بين طيات الحياة سوى سهر . جلست وكأنني أراها كنت أحدثها وأبحث عن أشواقها ،أنفاسها ، همساتها ، لمساتها ........ إلخ .
حبيبتي إن كان حب الدنيا يملأ فؤادي فبحبك أملأ قلبي إن صارت الأشواق تٌصهر والهمسات تصمت والآهات ترتل فالأحلام تناديني والأحداث المتوارية تحت ستار الزمن .
قطر الحياة مازال يسير وهمسات القلب النابض مازالت تتنفس فعلى الرغم من كل الضغوط النفسية التي أمر بها ولكن سرعان ما أتجاهلها حينما أتذكر شيء واحد فقط ألا وهو لفظ الحب الذي يتساقط من بين شفتا حبيبتي وحينها أشعر بأنني ارتويت من الشهد ما يكفيني لأسير على خطى ثابتة .
الحياة في الغربة حياة مريرة تختلف اختلاف جوهري عن الحياة بجوار من نحب ولكن إذا أردنا أن نتعايش معها فلابد من أن نترك الرؤية الداخلية تشاهد أفلام تسجيلية مسجلة على ذاكرة القلب تعرض كل يوم لنرى بأعيننا ما لا يراه غيرنا .


العزلة عن كل الأحباب





تركت بيت أخي وذهبت منه إلى بيت يضم بعض شباب بلدي وأخذت معي جميع أغراضي ومتطلبات الحياة للمعيشة ، رأيت في أعينهم أحوال العزلة والغربة فكل شيء غير منظم الجميع يشاهد التلفاز ولكن يتخلل وقتهم بعض من المرح واللعب فكانوا يحاولوا أن يتعايشوا مع تلك الأجواء الكئيبة بعيداً عن الأهل والأحباب .
أستقليت سريري الجديد وبدأت أغوص في جزيرة القطن الخاصة بي وبدأت عيناي تطيل النظر إلى ما بداخلي فرأيت سهر تقترب مني ، تساقطت دموع من عيني فجأة وأنا بين هذا وذاك لا أرى داع لتساقطها إلا وإذ بي أراها تأتيني تضمني إلى صدرها وتمسح دموعي بكل رفق وتبتسم في وجهي ثم تتركني كما أنا في عالم مليء بالفراق والحرمان .
مرت الأيام يوم تلو الأخر وأنا أستكمل إجراءات العمل ومع كل تلك الضغوط النفسية لا أجد من سهر سوى تباعد خطوة بخطوة وكل يوم أراها تبعد عني فهاتفي المحمول أنظر فيه لا أجد رسالة أو حتي مكالمة فائتة ماذا بها ، ماذا أصابها هل أصابها مكروه .
مع انشغالي بالبحث عن العمل المناسب لم أتناسى غذاء روحي وحينما رأيت في منامي في أحد الأيام بأن سهر تقترب مني وهي ترتدي فستان أبيض ممزق استيقظت من نومي كالمجنون فإذ برسالة من سهر تقول فيها " حبيبي سيبني شوية يمكن أرجع تاني " ومعها لم أتفهم ماذا تعني وما مدلول كلامها سارعت في الاتصال بها وإذ بهاتفها المحمول مغلق .
تصاعد الدم في أم رأسي وكأنني بركان ثائر سيجتاح كل من في الأرض أحضرت هذا الدفتر والذي دونت فيه جميع الأرقام قبل الرحيل أخرجت رقم والدتها وسرعان ما اتصلت بها ودار حوار بيني وبينها
.......: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامة سهر : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،كيفك
.......: الحمد لله وأنتي أخبار حضرتك
مامة سهر : الحمد لله
....... : سهر فين مقفلة موبايلها مش عارف مالها يا ترى في إيه
مامة سهر : والله يا بني ما أنا عارفه سيبني وأتصل بيا كما شوية وأنا هعرفلك في إيه

أغلقت هاتفي وتفجرت صرخات مدوية مني وكأنني طفل قد ضل طريق الحياة لفقدانه دميته التي يحبها .







إلى اللقاء مع
الفصل القادم





__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:14 PM.