|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#3
|
||||
|
||||
![]()
كتب وائل قنديل بجريدة الشروق
قد تبدو العودة لليلة المبارزة التليفزيونية بين علاء الأسوانى وأحمد شفيق ابتعادا عما يدور من وقائع الآن، لكنها فى الحقيقة ليست مقطوعة الصلة بسلسلة الانفجارات الاجتماعية التى سمع دويها فى الأيام الماضية. إننا الآن نعيش مرحلة حرب استنزاف الثورة المصرية، وهى الحرب التى تأججت مع سريان أنباء إزاحة أحمد شفيق عن رئاسة الوزارة، وقد شهدت الساعات التالية للإعلان عن تكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الوزارة الجديدة تكثيفا لهجمات الثورة المضادة وعمليات القنص، حتى انتهى الأمر بإحراق مقرات أمن الدولة من الداخل، ووفقا لتصريح اللواء إسماعيل عثمان مدير إدارة الشئون المعنوية بالجيش فقد فتحت البوابات من الداخل، وهو ما ينفى عن الثوار اتهامات الاقتحام ويؤكد أن هناك جريمة كانت ترتكب خلف أسوار أمن الدولة بمعرفة أصحابها. ولو وضعت جريمة حرق وفرم ملفات أمن الدولة، بجوار أحداث الفتنة الطائفية المصطنعة فى أطفيح، وتسريب ملفات النهش فى أعراض السياسيين والإعلاميين، وعودة ثغاء الأصوات المدافعة عن أحمد شفيق، يمكنك أن تدرك بسهولة أننا بصدد حفل استقبال سافل ومنحط لرئيس الوزراء الجديد الدكتور عصام شرف. إنها الثورة المضادة التى كانت تحاول أن تعبث فى هذا المكان أو ذاك على استحياء، والآن جاءت مرحلة اللعب على المكشوف، تلك المرحلة التى دشنت بعد الظهور الأخير لرئيس وزراء مبارك، الفريق أحمد شفيق على التليفزيون مع علاء الأسوانى وحمدى قنديل. فى تلك السهرة بدا شفيق ضعيفا وبلا منطق أو حجة، وقدم ردودا متهافتة على مدفعية خصومه الثقيلة، التى كانت من القوة بحيث أحدثت دوائر من الشفقة على رئيس وزراء تم خلعه نزولا عند إرادة الجماهير الثائرة. ومازلت مصرا على أن كلا الطرفين دخل حلقة النزال وهما يعلمان أن اسم رئيس جديد للحكومة سيعلن قبل الاحتشاد فى جمعة الإصرار، ومن هنا حاول شفيق استغلال المناسبة للحديث باعتباره مظلوما ومغلوبا على أمره، أى باختصار لم يفوت الفرصة للعب على مشاعر الجماهير. فيما جاء أداء علاء الأسوانى تجسيدا لما يمكن تسميته «الاستخدام المفرط للقوة»، فقد كان الخصم ضعيفا بما لا يحتمل كل ذلك الهجوم الشرس، مع تسليمى واتفاقى مع كل ما طرحه الأسوانى وحمدى قنديل، حول عدم صلاحية أحمد شفيق لتولى رئاسة الحكومة بعد ثورة شعب على نظام كان شفيق أحد أركانه، فضلا عن أننى لا أرى فيه تلك الكفاءة والأهلية التى يصدع بها رءوسنا عدد من أرامل النظام الساقط. وأزعم أن شفيق ومن خلفه من ميليشيا الثورة المضادة، خرجوا فائزين من الحلقة رغم هزيمته الساحقة فى النقاش والحوار، ذلك أن الجمهور طيب وعاطفى أكثر من اللازم، بحيث تأخذه مشاعر الشفقة إلى التعاطف مع المهزوم، عندما يسقط بالضربة القاضية. وأظن أن شفيق لم يكن ليحلم بهذه الفرصة، أن يجلس مبتسما ومتحاورا مع أناس كانوا يهتفون «لا حوار أو تفاوض إلا بعد سقوط النظام» ولاحظ معى أنه بعد الحلقة مباشرة خرجت أصوات تبكى الشفيق بل وتعلن بلا خجل ترشيحه للانتخابات الرئاسية، حتى لو كان ذلك من قبيل النكتة السياسية.
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|