|
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() تصوف البدوى امتداد للتشيع الباطنى العُبيدى الفاطمى تأثر البدوى بما لدى الشيعة الباطنية الاسماعيلية من نظريات و أفكار , فنظرية القطب عند المتصوفة هى بعينها نظرية المهدى عند الشيعة , فقد نسب المتصوفة الى القطب العلم , و العصمة من الخطأ . كما نسبها الشيعة الامام كما عنى كل من المتصوفة , و الشيعة بعلم الظاهر و الباطن , فيعتقد الشيعة ان الائمة يعرفون الغيب مثلما توهم المتصوفة بكرامات الأولياء و التى يدعون فيها بمعرفة الغيب . و الشيعة التى ينسبون الى الامام قدرات لا تكون الا لله تعالى , و بالمثل فعل المتصوفة مع القطب و الداعية الفاطمى الشيعى عادة يبدأ بأظهار الزهد و الورع للناس حتى يقبلوا عليه . فالناس لا تقبل الا على من عرف بتقواه . و الدين هو أكثر ما يحرك النفوس , و يستمر الداعية الشيعى على ذلك حتى اذا ما دان له الناس , ووثقوا به , انتقل بهم الى مرحلة جديدة , و هكذا حتى اذا وصلوا الى المرحلة الاخيرة , رفع عنهم التكاليف الشرعية , و أعلن لهم أن هذه التكاليف انما فرضت على المغفلين , و قد عد الباحثون تسع مراحل يخضع لها المريد من اتباع دعاة الباطنية حتى يصلوا به الى كل ما يريدون منه وقد بدأت حركة الشيعة الباطنية المتسترة بشعار الزهد و التصوف فى المغرب , ثم انتقلت الى العراق حيث أسس أحمد الرفاعى مدرسته ثم انتقلت الى مصر فى شخص أبو الفتح الواسطى و من بعده احمد البدوى و ابراهيم الدسوقى حفيد الواسطى و أبو الحسن الشاذلى , و غيرهم . و جميعهم كان يسعى لأسقاط دولة الخلافة العباسية عن طريق تجميع الناس حول فكرة الزهد و التصوف وكان التصوف الذى يتسترون به ليس الا تشيعا حيث لا خلاف فى أن معروف الكرخى هو أقدم رواد التصوف , و انه كان من موالى على بن موسى الرضى الذى كان رأس الشيعة فى عهد الخليفة المأمون و قد كان الكرخى نصرانيا ثم أسلم . و المعروف ان الدولة العُبيدية الفاطمية كانت تستغل الزهد و التصوف فى نشر عقائدها الباطنية , و انهم لعبوا بالوجدان الروحى للمصريين , و من الأدلة على ذلك : انشاؤهم مقبرة للحسين بن على _ رضى الله عنهما_ بالقاهرة , و زعمهم أنها تضم رأس الحسين و الحقيقة كما ذكر ابن كثير و غيره .أن رأس الحسين دفنت بالبقيع فى المدينة المنورة عام 62 هجرية و فوق هذا فان مدينة القاهرة لم تبن الا عام 358 هجرية على يد الفاطميين , و قبر الحسين شيد فيها عام 558 هجرية , أى بعد مقتل الحسين بمئات السنيين و هكذا برع الفاطميون فى استغلال التصوف لنشر أفكارهم المنحرفة . و قد استمرت الدولة العبيدية الفاطمية بمصر أكثر من قرنين من الزمان حتى قضى عليها صلاح الدين الأيوبى سنة 567 هجرية ثم حاولت العودة من جديد تحت دعوى التصوف و الزهد التى حمل لواءها أحمد الرفاعى بالعراق , و أبو الحسن الشاذلى و أحمد البدوى و الدسوقى و غيرهم فى مصر و لكن الله تعالى قيض لنا الظاهر بيبرس فأجهض طموحات البدوى على النحو الذى سنبينه الأدلة على وجود مخطط شيعى يقف خلف البدوى 1-استخدام البدوى لأسلوب الدهاء و التخفى أ- تخفى البدوى فى زى المجازيب و ذلك بعد ان تعلم فى مدرسة أحمد الرفاعى كيف يبدو مجذوبا , ليخفى شأنه كداعية شيعى , حيث كان معظم المصريين يتسامحون مع المجازيب , لأعتقاد الناس فيهم . و يلاحظ أن جذبه البدوى كانت تأتى فى الوقت الذى يراه ملائما , و بخاصة عند وجود أغراب . روى الشيخ النحوى الذى كان كثير الانكار على البدوى أنه ذهب الى طنطا هو و جماعة من طلبته , فجلسوا تحت حائط السطح الذى هو عليه , فطل عليهم الشيخ البدوى و بال على رؤوسهم و أيضا تبوله على حصر المسجد , و كشف عورته , و امتناعه عن صلاة الجمعه فى وجود الأمير ناصر الدين الجانكلى مما أشارنا اليه . و هكذا أفلح البدوى فى أستخدام الجذب لخداع الناس , و صرف أذهانهم عن مملكته السرية التى كان يسير فى بنائها بخطوات منتظمة . هذا بالأضافة الى أن تحركات البدوى كانت تعلل بما يشبه الوحى مثل قولهم ان هاتفا أتاه فى المنام و أمره بالرحيل الى العراق و بالمثل بالنسبة لرحيله الى طنطا و غيرها ب_ الطريقة المريبة التى جاء بها البدوى الى طنطا و التى تدل على أن الأمر مرتب له , و انه لم يجئ اليها من باب المصادفة لأن طنطا كانت قرية نائية أختيرت له ليكون بعيدا عن العواصم و أعين الحكام , و ليتمكن البدوى من العمل دون ان يشعر به احد . هذا بالأضافة الى عامل تاريخى و هو ان طنطا كانت فى عهد العبيديين الفاطميين و ذلك فى عهد الخليفة الفاطمى المستنصر من سنة 427 هجرية الى 487هجرية ثم انحصرت اهميتها أنحصار الحكم العُبيدى الفاطمى و قبل مجئ البدوى الى طنطا عام 637 هجرية جاء عز الدين الصياد زعيم مدرسة أحمد الرفاعى بالعراق ليعد الأمور للداعية الجديد البدوى و يختار له المكان الذى سينزل به . ج_ ألتزامه الصمت و بخاصة فى حضرة الأغراب ذكر دائرة المعارف الاسلامية كان البدوى يعيش فى صمت و كان لا يفصح عما يجول فى نفسه الا بالأشارة د _ امتناعه عن مقابلة رجلين وقت واحد كان البدوى يحرص على ألا يقابل رجلين فى وقت واحد فوق السطح , و فى هذا يقول الشيخ مصطفى عبدالرازق كان من دهائه ألا يقابل رجلين معا , بل كان يقابل كل رجل على حدة , حتى أكتمل عدد تلاميذه أربعين و هم السطوحيون الذى تلقوا العهد على يده , أنتشر هؤلاء الأربعون فى أنحاء الديار المصرية يبشرون بتعليم شيخهم أحمد البدوى و لم يكن أصحاب اتلبدوى من الغفلة بحيث لا يعلمون حقيقة نياته , و قد صورت كتب المناقب قوة شخصية البدوى و تاثيره فى اتباعه , فقالوا : ان نظرة واحدة منه للمريد تكفى لقلب حياته رأس على عقب و يصبح طوع بنانه كما سبق توضيحه . و هكذا بعث البدوى بالسطوحية الأوائل واحدا بعد واحد الى أنحاء القطر المصرى من أقصاه الى أدناه . كما بعث منهم الى نواحى الشام و مكة المكرمة و غيرها , و كان ينتقى الدعاة من المريدين الذين يتبن فيهم الأخلاص و القدرة على نشر دعوته بين الناس , و كانوا يسمون أنفسهم بالفقراء و يلبسون المرقعات و يؤثرون الحياة الخشنة القليلة المطالب , و قد أضرت هذه العقيدة بالحياة الأجتماعية ضررا كبيرا حيث أدت الى السلبية و التواكل و غير ذلك مما لا يتفق مع روح الاسلام . القادم الموت الغامض لعبدالمجيد
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟ رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون! رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" ! رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين ! أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟! يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين ! |
#2
|
|||
|
|||
![]() ![]() الموت الغامض لعبدالمجيد الادعاء بأن عبد المجيد أحد تلامذة البدوى مات لما أصر على رؤية البدوى بدون لثام حيث أدعت الروايات أن عبد المجيد صاحب البدوى قد مات بسبب أصراره على رؤية وجه البدوى بدون لثام و أنه لما رأه بعد خلع اللثام مات فى الحال و لا حول و لا قوة الا بالله و عبد المجيد هذا كان من أوائل السطوحيين , و اكن شقيقا لعبد العال زعيم السطوحيين , و فى هذه الواقعة يقول عبد الصمد و أما الشيخ عبدالمجيد فكان يتردد على سيدى أحمد البدوى لمدة طويلة و تأدب بأدابه و عرف أشارته و كان لا ينام الليل تبعا لسيدى البدوى فاشتاق يوما الى رؤية وجه سيدى البدوى الذى كان دائما متلثما بلثامين , لا يرى الناس منه سوى عينيه , و قال له عبد المجيد : يا سيدى أرنى وجهك أنظر اليه فقال له يا عبد المجيد كل نظرة برجل . فقال : رضيت فكشف له سيدى أحمد اللثام الفوقانى , فصعق عبدالمجيد و مات فى الحال .و يلاحظ ان الاشعاع الذى قيل أنه قتل عبدالمجيد لم يكن يصيب أهل السيد البدوى بدليل أن الشريف حسن شقيق السيد البدوى عندما أتى من مكة و ذهب الى زيارة أخيه بطنطا قال فلما رأنى أخى أشار ألي فطلعت عنده فشال لثامى و سلم علي فتعانقنا و تباكينا و لم يشر الرواه لحدوث أى ضرر للشريف حسن حينما رأى وجه أخيه و البدوى لم يكن يتلثم بلثام واحد فقط بل كان يتلثم بلثامين و هذا دليل على عظم الأسرار التى كان يسترها و ربما يكون عبد المجيد قد عرف شيئا يغشى منه البدوى فكان المةت بالقتل الذى تحول الى أسطورة حيكت على مثال قصة موسى عليه السلام حين طلب رؤية الله تعالى فقال تعالى رب آرنى أنظر اليك قال لم ترانى..... و خر موسى صعقا التنسيق بين البدوى و دعاة الشيعة فى العالم أ- تعاون شيعة المشرق مع شيعة المغرب تشير الأدلة الى أنه كان هناك مخطط , يحركه الشيعة الباطنية , و هم أساطين الدهاء , و أساتذة التستر و التقية فى العالم , و منهم ابراهيم الدسوقى بدسوق و أبو الحسن الشاذلى بالاسكندرية , و ابن عربى بين بلدان المغرب و المشرق الاسلامى , و جميعهم من الشيعة الذين نزحوا من المغرب , و منهم أيضا مدرسة أحمد الرفاعى بالعراق و قد اتسقت حركة البدوى المتمركزة فى طنطا بهؤلاء فى تخطيط سرى متحد الأساليب متشابه الأهداف , و قد قامت مدرسة المغرب بزعامة ابن بشبيش بأفاد الشاذلى , ليحل محل الواسطى بالاسكندرية , و قد تم ذلك بالتنسيق مع مدرسة أحمد الرفاعى بالعراق بزعامة عز الدين الصياد و الذى أقام بالقاهرة عامي 636 , 637 هجرية , ليرتب لحضور البدوى الى طنطا كما أن كلا من بن بشبيش بالمغرب البدوى بطنطا , قد تتلمذ على يد الشيخ برى تلميذ أحمد الرفاعى بالعراق . ومن ناحية أخرى فأن بن بشبيش و ابن عربى قد تتلمذا على يد أبى مدين بالمغرب , و قد زار ابن عربى مصر أيام الواسطى مبعوث الرفاعى , و لكن الأيوبيين تشككوا فيه حيث كانت فلسفته تخلط بين التشيع و التفلسف , و قد هاجمه بن خلدون فى مقدمته , حيث ذكر أن المتصوفة المتأخرين كابن عربى تأثروا بمذهب الشيعة فى الحلول و الأتحاد , و تأليه الأئمة و الأولياء و القطب . و بعد موت الشاذلى بالاسكندرية , حل محله أبو العباس المرسى , و ابراهيم الدسوقى فى دسوق . و كان الجميع يدا واحدة فى حين أن الطرق الصوفية العادية دائما فى خلاف و شقاق , فالبدوى على سبيل المثال كانت له علاقات محبة وود مع الدسوقى و غيره من دعاة الباطنية , فى حين كان يطرد الصوفية الأخرين , و يقول لهم عليكم الطمس و الخفاء الى يوم القيامة , كما كان الدسوقى يقر بتبعيته للبدوى فيقول : قال بن أبى المجد فضل الله علينا عن كل جماعة تبع و السيد أحمد عم . تشابه تخطيط الرفاعى مع تخطيط البدوى رغم اختلاف المكان و الزمان بين الرفاعى و البدوى فاننا نلاحظ ان تخطيط الرفاعى بالعراق مشابه لتخطيط البدوى بطنطا , فالرفاعى مثلا قد تلقى الأوامر بأن يبقى فى أم عبيدة بالعراق الى أن يموت بها فألتزم و بقى , و بلمثل البدوى تلقى الأوامر بأن يبقى فى طنطا الى أن يموت بها فألتزم و بقى , و لذلك كان البدوى كلما أرسل مبعوثا الى ناحية ما للدعوة بها , قال له مقامك و مماتك بها كما أن كلا من الرفاعى و البدوى قد ادعى لنفسه نسبا علويا هاشميا تشابه تخطيط البدوى مع تخطيط الدسوقى و من الأمثلة على ذلك تشابه كل منهما فى الأوراد و الأذكار : فمن أوراد السيد البدوى قوله : لووا عما نووا فعموا و صموا عما طووا ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل السورة . اللهم اكفينهم بما شئت و من أوراد ابراهيم الدسوقى قوله : نووا فلووا عما نووا ثم لووا عما نووا فعموا و صموا فوقع القول عليهم بما ظلموا و هذه نبرة غريبة فى الأوراد الصوفية , لأن أوراد الصوفيين العاديين تفيض رقة و ضعفا , أما أولئك فأصحاب دعوة سرية تواجه خصوما تشابه كل منهما فى الطموحات السياسية , و اضفاء صفات على النفس لا تكون الا لله تعالى فمثلا يقول السيد البدوى سائر الأرض كلها تحت حكمى و هى عندى كخردل فى فلاة أنا سلطان كل قطب كبير و طبولى تدق فوق السماء وحسبنا الله و نعما الوكيل و يقول ابراهيم الدسوقى : و حكمنى فى سائر الأرض كلها و فى الجن و الأشباح و المردية أنا ذلك القطب المبارك أمره فأن مدار الكل من حولى دورتى و من شعر الدسوقى أيضا : نشأتى فى الحب من قبل أدم و سرى فى الأكوان من قبل نشأتى أنا كنت فى العلياء مع نور أحمد على الدرة البيضاء فى خلوتي حسبنا الله و نعما الوكيل استخدام الشفرة فى مراسلاتهم و الأدعاء بأنها لغة سريانية حيث كانت تكتب رسائلهم بالشفرة و منها رسالة ابراهيم الدسوقى التى يقول فيها : لا مضفى غضا , و لا نقص نصا , و لا شطب غطا , و لا سقط نطا و لتغطية هذه الشفرة , كان يدعى أنه يعرف السريانية و سائر اللغات و لهذا قال الشعرانى كان رضى الله عنه - يتكلم بالعجمى و السريانى و العبرانى و الزنجى و سائر لغات الوحوش و الطير القادم إدعاؤهم النسب النبوى
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟ رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون! رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" ! رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين ! أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟! يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين ! |
#3
|
|||
|
|||
![]() ![]() ادعاؤهم النسب النبوى كان ادعاء النسب العلوى عادة سيئة للعُبيدين الفاطميين , ثم سار على منوالهم من جاء بعدهم من أساطين الحركة الشيعية , كالرفاعى , و الشاذلى , و الدسوقى , و البدوى اتهامهم بتدبير المؤامرات ضد الأمةاتهامهم بتدبير المؤامرات ضد الأمة لم يتمكن البدوى من تحقيق أية أهداف سياسية لدعوته , بسبب يقظة الظاهر بيبرس و خبرته بمؤامرات الشيعة الباطنية , و لذلك فانه بعد موت البدوى حاول بعض أتباعه تدبيرات المؤامرات فى الخلفاء لإفساد الأمر على بعض السلطة الحاكمة , و منها : مؤامرة عبدالغفار بن نوح الذى دبر احراق جميع الكنائس فى مصر ستون كنيسة فى وقت واحد , و بطريقة واحدة , حيث أحرقت جميعا فى وقت صلاة الجمعه , مما يدل على دقة التنظيم فى تنفيذ هذه المؤامرة التى استهدفت فى اشعال فتنة طائفية كبرى بمصر , و كان ذلك عام 721 هجرية فى عهد الناصر محمد بن قلاوون , و قد كان عبدالغفار بن نوح تلميذا لأبى العباس الملثم رفيق السيد البدوى فى دعوته تشابههم فى الاستهانة بشعائر الدين استهانوا بشعائر الدين و أصوله , فأعرضوا عن الصلاة , و أوهموا الناس أن التكاليف الدينية تسقط عن كل واصل , و لا ادل على استهانتهم بشعائر الدين من ان بعضهم مثل الشيخ تاج الدين الذاكر كان يمكث بوضوء واحد سبعة أيام امتدت فى أواخر عمره إلى أحد عشر يوما , بل إن الشيخ أبو السعود الجارحى كان يتوضأ فى أول رمضان , فلا يعيد الوضوء إلا بعد العيد بستة أيام أما الشيخ ابراهيم العريان فكان يصعد إلى منبر المسجد عاريا , و يخطب فى الناس ألتمسوا له العذر يا أخوان . فهذا من زهد الرجل و لا حول و لا قوة إلا بالله تشابه وسائلهم فى نشر الانحلال الخلفى من خلال أ- المولد حيث يتم فى هذه الموالد اختلاط الرجال بالنساء و عدم التحرز من ذلك فإن البساط أحمدى و شفاعة البدوى جاهزة لخدمة الزوار . فقد زعم الشعرانى : أن شخصا أنكر حضور مولد البدوى فسلب الإيمان , فاستغاث بسيد احمد فقال بشرط ألا تعود , قال نعم . فرد عليه ثوب ايمانه ثم قال له : و ماذا تنكر علينا ؟ قال : اختلاط الرجال بالنساء . فقال له سيد احمد ذلك واقع فى الطواف ثم قال : و عزة ربى ما عصى احد أحد فى مولدى إلا و تاب و حسنت توبته . و إذا كنت ارعى الوحوش , و السمك فى البحار , و أجمعهم بعضهم ببعض أيعجزنى ربى عن حماية من يحضر مولدى و على هذا فلا حرج على رواد المتعه فى المولد الأحمدى , حيث بيد السيد مقاليد التوبة , يهبها لزواره بعد أن يأخذوا حظهم من المتع الحرام , فلا عليكم يا زوار المولد فذنبكم مغفور مقدما و بالمثل فى باقى الموالد , نجد أنواعا من المهرجانات يجتمع فيها ما لا يحصى من النساء , و الفساق , فتنصب لهم الخيام حيث يحتسون الخمر , و يرتكبون مختلف أنواع المنكرات . و قد عثر مرة صبيحة مولد الشيخ الإمبابى على أكثر من مائة و خمسين جرة خمر متناثرة فى المزارع هذا اختلاف ما كان فى تلك الليلة من الفساد و الزنى و اللواط و التجاهر بذلك كل هذه الموبقات جعلت الجبرتى يقول بأن بعض زوار المولد كان هدفهم الفسوق بل إن فقراء الأحمدية المتصوفة استباحوا لأنفسهم نهب المحال , و سرقة الناس , و كل أموالهم بالباطل فى موسم المولد الاحمدى البدوى و دعواهم فى ذلك : ان الغربية بلاد السيد البدوى و نحن من فقرائه , فكل ما نأخذه حلال لنا و العجيب أن الذين أحلوا المعصية فى المولد الأحمدى لم يقم إلا بعد وفاته . و هكذا يدعى أصحاب المنفعة من المولد و أصحاب القلوب المريضة أن البدوى حى , و أنه ما يزال يعطى تعليماته و هو فى قبره , و أنهم يسمعون صوته , و يتكلمون معه , و يطيعون أوامره . و ما هى بأوامره و لكنها أهواؤهم و افترءاتهم كما أن مجموعة المنتفعين بالمولد استخدموا أسلوب الترغيب و الترهيب فى الدعاية للمولد , و من وسائل الترغيب قولهم :إن من حج إلى مقام السيد البدوى فى مولده فهو آمن , و لا بد ان تقضى حاجته , و تتحقق رغباته . أما وسائل الترهيب , فمنها الإنذار بسوء العاقبة لمن يعارض فكرة المولد الأحمدى , و من ذلك يقال من ان السلطان الظاهر جقمق سمع بما يحدث فى المولد الأحمدى من محرمات و مفاسد كثيرة بسبب اختلاط الرجال بالنساء فاستفتى العلماء فى ابطال المولد , فأجابوه فى ذلك ما عدا الشيخ المناوى الذى أمتنع عن الأفتاء بذلك قائلا : أن سيدى أحمد البدوى سيد كبير و عنده غيرة , و هو لا يرجع عن هؤلاء الذين سعوا فى ابطال مولده . و يعلق السيوطى على ذلك بانه لم يمض قليل حتى تعرض الذين أفتوا ببطلان المولد لأضرار بالغة , فبعضهم عزل عن منصبه و نفى , و بعضهم هرب الى دمياط و بعضهم حبس و ضرب , و لكن السلطان جقمق لم يستطع أمام ضغط الرأى العام ان يستمر فى ابطال المولد اكثر من عام واحد , فعاد المولد , و عاد معه كثير من المفاسد بل إن الناس أقاموا مولدا أخر قريبا من طنطا فى السنة التى ألغى فيها الظاهر جقمق مولد البدوى حيث أقام شخص يسمى رمضان بناحية محلة البرج بالقرب من المحلة الكبرى المولد , ووقع فيه مفاسد كبيرة كالعادة الأمر الذى جعل الشيخ الشناوى فى القرن العاشر للهجرة ينادى بأبطال هذه البدعة و هكذا يستخدم أسلوب الأرهاب الفكرى لكل من يقول كلمة حق فى قضية المولد و مصدر هذا الأرهاب هو مجموعة المنتفعين و من خلفهم أعداء الأسلام و مما أخذ على الأحمدية : الضرب بالدف عند الذكر , و الرقص و التصفيق , فإذا دب الطرب مع المتصوف قليلا حرك رأسه كما يفعل أهل الخمر , ثم إذا تمكن الطرب منه ذهب حياؤه و وقاره , فيقوم و يرقص و يعيط و ينادى و يبكى , و يدخل و يخرج و يبسط يديه , و يرفع رأسه نحو السماء كأنه جاءه المدد منها , و يخرج الرغو أى الزبد من فيه و ربما مزق بعض ثيابه و عبس بلحيته و قد انتشر تعاطى الحشيش بين الصوفية حتى أصبح بأسم حشيشة الفقراء و قد وصف المقريزى الصوفية على أيامه - فى القرن التاسع الهجرى فقال انهم لا ينسبون الى علم و لا ديانة و الى الله المشتكى و استباحوا لأنفسهم الحرمات على مرأى من الناس و مارسوا الزنا , و اللواط و الميسر و الخمر , دون أن يخشوا لومة لائم , و يبدو أن عامة الناس قد أصابهم الرعب تحت تأثير الجهل و ما أشيع عن الصوفبة من كرامات تسحق من يعترض عليهم , و قد قال الجبرتى فى هذا : بعضهم قبل الضريح و بعض عتب الباب قبلوه و تربا هكذا المشركون تفعل مع أصنامهم تبتغى بذلك قربا فى الطرق الصوفية مؤخاتهم بين النساء و الرجال الأجانب يقول الشعرانى أيضا : إن اتباع الأحمدية أى البدوى و البرهامية أى إبراهيم الدسوقى و القادرية أى عبدالقادر الجيلانى يأخذون العهد على المرأة ثم يصيرون يدخلون عليها فى غيبة زوجها أى انهم اتخذوا من التصوف طريقا للوصول إلى النساء بدعوى انها صارت بنته , أو أخته فى الطريق , و تحت هذا الشعار يخلو بها , و يكون الشيطان ثالثهما و بهذه الوسيلة اشتد خطر الصوفية الأحمدية و رفاقهم على المجتمع المصرى . و هذا هو الشعرانى نفسه يقول فى القرن العاشر الهجرى إياك أن تمكن جاريتك أى ابنتك أن يأخذ أحد من الأحمدية أو البرهامية العهد عليها إلا مع المحافظة على اداب الشريعة و ساق أمثلة لفضائح نخجل من ذكرها و هذا أيضا ابن الحاج الفقيه الصوفى يندد بما ظهر من البدع الأحمدية مثل المؤاخاة مع النساء كستار يخفى الانحلال الخلقى الذى انتشر و تغلغل فى المدن و القرى بواسطة الطرق الأحمدية حيث يقول آخى بعضهم بين الرجال و النساء بل كانت بعض النساء تعيش مع بعض الرجال و يزعمون أنهن أخواتهم من الشيخ و هناك صوفى أخر فى القرن التاسع الهجرى ينكر الظاهرة حيث يقول و قد فشا مؤاخاة الفقراء من المتصوفة للنساء حيث يدخل عليها و تدخل عليه , و يختلى بها متى شاء بإذن زوجها , و بغير إذنه , و يفعلان كذا و كذا وعدد أنواعا من الفساد نستحى من ذكرها , كل ذلك بحجة محبة الفقراء , و المؤاخاة فى الطريق و غير ذلك مما شاع و انتشر و استفحل أمره حضهم على كشف العورات و الاختلاط و من الأمثلة على ذلك ما قاله الشعرانى لما دخلت بزوجتى فاطمة أم عبدالرحمن و هى بكر مكثت خمسة شهور لم أقرب منها , فجاءنى البدوى و اخذنى و هى معى , و فرش لى فرشا فوق ركن القبلة التى على يسار الدخل , و طبخ لى حلوى , و دعا الأحياء و الأموات إليه و قال أزل بكارتها هنا , فكان الأمر تلك الليلة كما أن أتباع الرفاعى يعترفون بأن أساس الإنكار على الرفاعى كان بسبب جمعه بين النساء و الرجال و من الاتهامات التى وجه بها الرفاعى شتما و تقريعا قولهم له يا أعور يا دجال يا من يجمع بين الرجال و النساء يا من يبدل القرآن يا ملحد . و قد سجلت الحملة الفرنسية على مصر أولئك يدورون فى الأسواق , و يكشفون عوراتهم و يصيحون و يصرخون , و يدعون الولاية و لا يصلون و لا يصومون و مع ذلك يعتقد فيهم العامة إن هذا الأنحلال ليس غريبا على فرق الباطنية من الشيعة الإسماعيلية : كالعُبيديين الفاطميين, و القرامطة , و الحشاشين , و النصيريين , و العلويين , و ما تفرع عنهم من الدروز , و الأغانية , و البوهرة , و غيرهم , و هم جميعا جذورهم يهودية , و فسادهم معروف , فليالى الإفاضة و شيوعية النساء عند القرامطة معروفة , و إباحة المحارم حتى مع الأخوات و الأمهات , و غيرها من الموبقات . هذا هو البدوي يا ساااااااااادة والله المستعان على ما يصفون
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟ رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون! رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" ! رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين ! أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟! يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين ! |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|