اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2011, 07:25 AM
الصورة الرمزية NazeeH
NazeeH NazeeH غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 5,097
معدل تقييم المستوى: 21
NazeeH is a jewel in the rough
افتراضي

أولاً :مكانة العلماء في الإسلام:
إن مما هو معلوم أن العلم الشرعي هو ميراث النبوة، وأن حملته العلماء هم ورثة الأنبياء، وبذلك نالوا ما نالوا من الفضل الذي وصفهم به الله ورسوله، فقد رفعهم الله درجات عظيمة على من سواهم، قال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (المجادلة:11) ، وثلث بشهادتهم بعد شهادته هو وملائكته على وحدانيته فقال {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} (ال عمران:18) ونفى أن يستووا مع غيرهم فقال {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} (الزمر:9) .

وأثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال في وصفهم: (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر) [رواه أبو داود والترمذي والدارقطني]، وقال صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) [رواه الترمذي].

وهذه المكانة التي أعطاها الله ورسوله للعلماء عرفها سلف الأمة لهم، فقال الأوزاعي رحمه الله: (الناس عندنا أهل العلم ومن سواهم فلا شيء)، وقال سفيان الثوري رحمه الله: (لو أن فقيهاً على رأس جبل لكان هو الجماعة).

وهذه المنزلة العظيمة للعلماء في الإسلام نابعة من عظم الدور وأهمية المسؤولية الملقاة على كاهلهم بمقتضى ميثاق بيان الحق الذي أخذه الله عليهم وميراث النبوة الذي ورثوه، ومن هنا تأتي خطورة النيل منهم والتنقيص من قدرهم، لما في ذلك من الطعن في العلم الذي يحملونه، والحق الذي يدعون إليه الذي هو ميراث النبوة والطعن فيه طعن في الإسلام ذاته، كما أن الطعن في العلماء مقدمة لتحطيم مصداقيتهم، وإفراغ الأمة من القيادات الشرعية والموجهة، وما سيترتب على ذلك من تصدر الجهال وسيادتهم في الأمة وإفتائهم للناس بغير علم وضلالهم وإضلالهم بذلك.

ولهذا حذر أهل العلم من الطعن في العلماء شديد التحذير، قال ابن عساكر: (واعلم أن لحوم العلماء مسمومة، وأن أحوال الله في هتك منتقصيهم معلومة، وأن من تكلم فيهم بالثلب، أصابه الله قبل موته بموت القلب).

نعم... تلك هي مكانة أهل العلم ومنزلتهم وذلك بعض من آثار النيل منهم وتنقيصهم، فمن هم أهل العلم هؤلاء؟



ثانياً: الفرق بين علماء الحق وعلماء الباطل:

كل النصوص التي تتحدث عن العلماء وفضلهم، ومكانتهم ومنزلتهم، وتحذر من النيل منهم، تقصد فئة العلماء العاملين الناهضين بأعباء ميراث النبوة، الموفين بمقتضى الميثاق الذي أخذه الله عليهم بالجهر بالحق وبيانه، والصدع به وعدم كتمانه، فالعلماء بالمعنى الشرعي، كما قال الإمام الشافعي: (هم العلماء العاملون).

وبقدر ما رفع الله من شأن هؤلاء حط وخفض من منزلة غيرهم من علماء السوء الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وقص علينا في القرآن من شأن هؤلاء ما فيه عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فذكر في سورة الأعراف مثلاً لهؤلاء هو ذلك العالم الذي آتاه الله آياته وعلمه اسمه الأعظم - كما يقول المفسرون - لكنه لم يقم بحق العلم، بل أخلد إلى الأرض واتبع هواه وانغمس في شهواته، وبدلاً من أن يرشد قومه إلى سبل الخير دلهم على سبل الشر، فاستحق ما وصفه الله به في نهاية الآيات {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} (الاعراف:175-176) .

وبغض النظر عن اسم هذا الرجل الذي قيل أنه (بلعام بن باعوراء) فإن الآية كما يقول القرطبي: (عامة في كل من تعلم القرآن ولم يعمل به، وألا يغتر أحد بعلمه ولا بعمله).

وضرب الله مثلاً آخر بعلماء اليهود الذين لم يعملوا بمقتضى العلم الذي حملوه، فقال في شأنهم: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين} (الجمعة:5) ، وقال في شأن علماء أهل الكتاب الذين استخدموا علمهم لأغراض دنيوية {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} (البقرة:79) ، وقال فيهم أيضاً: {إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله} (التوبة:34) .

وصد علماء السوء عن سبيل الله يكون بأحد أمرين:

1) عدم عملهم بعلمهم، وهذا صد عملي للناس عن الحق لأن العامة يقتدون بالعلماء الذين يمثلون بالنسبة لهم القدوة الحسنة والأسوة المثلى.

2) تحريفهم لآيات الله واشتراءهم بها ثمناً قليلاً، وهذا صد علمي بتحريف الكلم عن مواضعه، وتأويل الأحكام اتباعاً للهوى، وتجميع الرخص، والمداهنة في دين الله تبارك وتعالى، ومع ما قصه الله من خطورة شأن هذه الفئة من علماء السوء على دين الله تبارك وتعالى، فإن مختلف العصور التاريخية تؤكد وتعضد هذه الحقيقة، ولسنا بحاجة للتنقيب في أسفار التاريخ البعيد، ففي الماضي القريب والحاضر المشاهد أمثلة حية تغني عن ذلك ومنها:

المثال الأول: عندما تبنى "الحاكم" الملة الاشتراكية، والزم الناس بها بقوة الحديد والنار، وبدلاً من أن يقف الأزهر وعلماؤه - المعروفة مواقفهم التاريخية لنصرة الإسلام والدفاع عنه - في وجهه وملته الخارجة عن الإسلام، قام شيخ الجامع الأزهر في ذلك الوقت بالترويج لهذا المذهب الهدام، والدعاية له باسم الإسلام من خلال برنامجه الإذاعي اليومي " الاشتراكية والحياة " فضل بسبب ذلك كثير من المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

المثال الثاني: وعندما قرر نفس "الحاكم" إعدام نخبة من خيرة رجال ودعاة مصر في ذلك الوقت 1954 وهم عبد القادر عودة وإخوانه استصدر فتوى من الأزهر بذلك فجاءته جاهزة تقول: إن هؤلاء كفار لا تقبل توبتهم! وقد جاء "الحاكم" بهذا المفتي بعد أن رفض الشيخ محمد خضر حسين أن يفتيه بتلك الفتوى.

إن مثل هذه المواقف من هذه الفئة من علماء السوء هي التي شجعت أهل الباطل على باطلهم، وخذلت أهل الحق عن حقهم، وطعنت في دين الله وميعت عقيدة التوحيد والولاء والبراء، وعملت على انتشار مذاهب الضلال وعقائد الإلحاد، كل ذلك مقابل ثمن بخس دراهم معدودة باع بها هؤلاء دنياهم وآخرتهم بدنيا غيرهم ولا حول ولا قوة إلا بالله!

لقد صدق على بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال: (قصم ظهري رجلان: عالم متهتك، وجاهل متنسك).

إن فساد الدين أساسه فساد فئتين من الناس هم العلماء والحكام كما قال ابن المبارك رحمه الله:

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها


وفساد الحكام سببه فساد العلماء، وفساد العلماء سببه الإخلاد إلى الأرض وحب المال والجاه.

إن ما سبق من النصوص والنقول يبين بكل جلاء أن الوقوف لهذه الفئة من علماء السوء بالمرصاد لكشف باطلهم وتعرية ضلالهم وفضح مخططاتهم، يأتي في مقدمة أولويات العمل للإسلام والدفاع عنه والسعي في التمكين له، وما وقوف علماء الإسلام ضد علماء البدع والضلال والأهواء ومناظرتهم لهم وردهم عليهم إلا أمثلة للقيام بهذا الواجب، ومن المواقف المشهورة في هذا المقام مواقف الإمام أحمد ضد المعتزلة ومواقف ابن تيمية من الفرق الضالة، وموقف الشيخ الخضر حسين شيخ الأزهر رحمه الله ضد مبادئ الاشتراكية العلمانية وطغاة مصر في عهده.

إن الرد على هذه الفئة من علماء السوء باب مستقل عن الرد على أخطاء العلماء الحقيقيين، لأن علماء السوء من جنس أعداء الدين، وليسوا داخلين في مسمى أهل العلم بالمعنى الشرعي الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الذي لا يهابون في الحق سلطاناً جائراً ولا حاكماً كافراً، وهذا التفريق بين الفئتين ضروري قبل أن ندخل في فقرة أحكام وحدود طاعة واتباع وتعظيم العلماء في الإسلام وذلك حتى لا يحصل اللبس أو الخلط.



ثالثاً: حدود طاعة العلماء وتعظيمهم في الإسلام:

لا شك أن اتباع العلماء فيما يبينون من حق ويدعون إليه من خير واجب على المسلمين، يقول تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} (النساء:59) وقد سبق أن بينا أن طاعة الله ورسوله تقتضي طاعة العلماء لأنهم ورثة الأنبياء، وطاعة أولي الأمر يدخل فيها طاعة العلماء أيضاً لأن المفسرين فسروا أولي الأمر بأنهم العلماء أو العلماء والأمراء، قال تبارك وتعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (النحل:43).

والنصوص في هذا الباب كثيرة نكتفي بذكر ما ذكرناه منها لنبني عليه حدود الطاعة والاتباع للعلماء، وذلك أن كثيراً من الناس يخطئ فيظن أن طاعة العلماء مطلقة عمياء لا حدود لها، وهذا خطأ فاحش، لأن العلماء ليسوا معصومين فهم عرضة للخطأ ومجانبة الصواب، كما قال الإمام مالك: (كل كلام يؤخذ منه ويرد إلا كلام صاحب هذا القبر)، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم، والعلماء وإن كانوا معذورين فيما يصدر منهم من أخطاء بعد تحريهم للصواب، فإن الناس غير معذورين في تقليدهم المطلق دون تحر للصواب.

ولهذا قال ابن مسعود: (ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر)، وقال الإمام أحمد: (من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال).

ولقطع الطريق على التقليد الأعمى للعالم حذر الشرع من التعظيم الزائد للعلماء، فقص في القرآن أن من أسباب كفر أهل الكتاب مبالغتهم في تعظيمهم علمائهم حتى أصبحوا يصدرون عن أقوالهم في التحليل والتحريم من دون الله، قال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} (التوبة:31) ، وهذا الاتخاذ كما فسره حديث عدي الذي رواه الترمذي وأحمد وغيرهما، كان بطاعتهم إياهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال، وقد حذر علماء المسلمين من الوقوع فيما وقع فيه أهل الكتاب فصنفوا في ذلك وألفوا.



إن طاعة العلماء واتباعهم مربوطة بقدر التزامه بالحق ودفاعهم عنه، وبقدر ميلهم عن الحق ومجانبتهم إياه يكون البراء منهم والعداوة لهم، فذلك هو الميزان الشرعي الصحيح الذي دلت عليه النصوص وتواتر به عمل سلف هذه الأمة الصالح، والولاء المطلق لهم فيما هم عليه من الحق والباطل هو إخلال بمقتضى الإيمان الذي أوثق عراه الحب في الله والبغض فيه.


أتقدم بالشكر الجزيل للأخ صاحب الوضوع
ومعذرة على الاستفاضة.

__________________


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-04-2011, 10:40 AM
الصورة الرمزية ndeem55
ndeem55 ndeem55 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,038
معدل تقييم المستوى: 16
ndeem55 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nazeeh مشاهدة المشاركة


كل النصوص التي تتحدث عن العلماء وفضلهم، ومكانتهم ومنزلتهم، وتحذر من النيل منهم، تقصد فئة العلماء العاملين الناهضين بأعباء ميراث النبوة، الموفين بمقتضى الميثاق الذي أخذه الله عليهم بالجهر بالحق وبيانه، والصدع به وعدم كتمانه، فالعلماء بالمعنى الشرعي، كما قال الإمام الشافعي: (هم العلماء العاملون).



جواب دقيق لسؤال :من هم العلماء ؟

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-04-2011, 01:51 PM
الصورة الرمزية NazeeH
NazeeH NazeeH غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 5,097
معدل تقييم المستوى: 21
NazeeH is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadeem55 مشاهدة المشاركة
[/center]

جواب دقيق لسؤال :من هم العلماء ؟

بارك الله فيك
حياك الله أخي نديم


الهيئة الشرعية تستنكر تصريحات المفتى

مفكرة الإسلام : استنكر د. محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح تصريحات

د.على جمعة مفتي مصر لجريدة أمريكية من طعن واتهامات وتشويه لبعض الاتجاهات الإسلامية من أبناء

مصر واستعداء الغرب عليهم، مشيرا الى أنه لايليق أن يصدر عن شخصية وطنية فضلا عن مفتي الديار.

وطالبت الهيئة الشرعية بمراجعة الحكم الصادر بمصادرة حق الطالبات المنتقبات وحريتهن في تغطية

وجوههن فى أثناءالإمتحانات، بناء على فتوى غير صحيحة تناقض الثابت المعروف لدى علماء الإسلام على

مر العصور ومنهم كبار علماء الأزهر من مشروعية النقاب وكونه مستحبًا في أقل أحواله، وهو ما ثبت عن

جمعة نفسه قبل توليه منصب المفتي حيث صرح بأن النقاب فرض عند ثلاثة من علماء المذاهب ومستحب

لدى المذهب الرابع.

وقال إبراهيم إن الهيئة تدعم وتقف خلف مطالب جماهير العلماء والدعاة والمنتسبين إلى الأزهر الشريف وكل

الجهود والمساعي المخلصة لتصحيح مسيرة الأزهر وتطهيره من المفسدين. ودعت الهيئة المجلس العسكري

للإسراع باتخاذ الخطوات العملية نحو ذلك.

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/...26/122571.html



__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:56 PM.