|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#32
|
|||
|
|||
![]() (26) ما هي القضية بالضبط؟!! استقر عملي بمدرسة بجوار بيتي ، أمشي إليها ، فأراهم رائحة غادية . شباب ما بعد الجامعة في مجلسهم ، الشارع العام . المرح و الشباب و الفراغ صديق أيامهم. لعله الإلهام ، لعلها العزيمة من تزفر بداخلي كلما مررت بهم ، تحمد الله على عملي على علاته . عمل يأخذني إلى أرض اليأس و أحياناً ما يأخذني لأراض أهلع لذكر طيفها. كلما مررت بهم خاطبت الواحد الأحد ، اللهم لا تدع يداي فارغتين من عمل أبداً. اللهم آمين. (حتى الآن ، تجدونني اخترع شغلي في مكاني حيثما كنت . و حين تعجز يداي ، كثيراً ما تفعلان ، أسند كتاباً به دعاء للرحمن بذراعي و أقرأ ما فيه بعيني إن ثبتت الرؤية ، و أرسل كل تلك الدعوات لكل من أعرف و من لا أعرف حتى أتساقط نوماً من الإعياء) . تفتح إمرأة كبيرة في السن شباك منزلها لتهويته ، فتجدهم تحته . تخاطبهم قائلة : شباب لماذا لا تعملون؟ _ يضحكون : لا نجد عملاً. استمر في طريقي فألمح كل أنواع الشغل ، في نهاية الشارع الكثير من القمامة ، لو وضعوها في كيس لرحموا أنفسهم من الكثير من الذباب . و تلك الأشجار الذابلة ، مقص و يتم تهذيبها ، شيء من الماء يرويها . و هناك تلك العجوز تحمل أشياءها من سوق قريب ، يد مساعدة أو سيارة أحدهم تنقلها مسافة ليست عليها بالهينة. و لعلهم لو رأوا ذلك يفعله بطل فيلم أمريكي لتاهوا به حباً . لكنهم لن يشغلوا بالهم بعمل كهذا على الأرض . فيم يفكر الشباب حين يتخيلون العمل ؟ مؤسسة ضخمة و بذة أنيقة و مكتب و حاسب ؟! و سنستأجر من ينظف الشارع لقاء عدة جنيهات يدفعها كل بيت ، حصيلتها عدة مئات في جيبه كل شهر . و ستضيف تلك الجنيهات المباركة لقيمة العقار. مال أقبضه فيوفر لي الرفاه و فراغ أملأه بالكتابة عني! و إلى من يقول أن المرأة نصف المجتمع ، برجاء نصفه و ثلثه و ربعه .... هي الكتلة الأضعف و الأقل تأثيراً في العمل و السياسة و الإقتصاد . و ليفترض من يشاء أننا في الليل أو النهار ، ألا من شمس تشير بوضوح إلى الزمن؟ و الآن إلى البقية الأقوى ، كونهم لا يعملون يخلق فاقة شديدة في المجتمع . و ستتحمل المرأة و أطفالها هذه الفاقة فتقع وطأة الفقر عليها أشد مما تقع على الرجل . الطعام و المال و المصالح و الحب و الفخر ...الخ ، متى رأينا ذلك يذهب لغير الأقوى ؟! و لمن يجادل في ذلك ، أحيله على الشمس لتحدد له معالم يومه. كيف تراها تُصلح هذا الخلل ؟ _ تخرج للعمل . تعولهم ثم نفسها . عن من ليس لديهم سوى قوت يومهم من النساء أتحدث ، إن كنتم سمعتم بهاتيك الملايين . |
العلامات المرجعية |
|
|